مسرح علي عقله عرسان ونقد بن ذريل -صفحات من أوراقي الصحفية.. حصاد (28)

السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي
(Elsayed Hafez)

الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 10:36
المحور: الادب والفن
    

رحلة في رحاب الكاتب السيد حافظحصاد (28)

27/8/1981 مسرح علي عقله عرسان ونقد بن ذريل
لماذا تجاهل فواز الساجر ومحمد الماغوط وغيرهم ؟!!
مسرح علي عقله عرسان – كتاب يقع في 257 صفحة من القطع المتوسط تأليف عدنان بن ذريل الناقد الكبير المقام والسن في آن واحد .. فقد بذل الرجل جهوردا لاتنكر في الكتابة عن الحركة الفنية في سوريا وهو يتناول في كتابة عن مسرح علي عقله عرسان – في عدد من الفصول تعرض لأعماله مثل ( الفلسطينيات – الشيخ والطريق – السجين 95 – عراضة الخصوم – الاقنعة – الغرباء – رضا قيصر ) .
وقد تصدم من الوهلة الاولى عندما تكتشف ان لدى الرجل لغة من المؤكد انها تتجاوب مع عصر غير عصرنا ومع فن غير فن المسرح ..
اها لغة الادب والقيم التي اسبه ما تكون بفيم العجائز الذين لا يريدون من الدنيا الا " الستر " في المحال ان يستجيب اي ساب في انطلاقه وسعيه الة مغامرة الفن والفن المسرحي بالذات ومحاولة ارتياده افاق جديدة مجهولة الى مثل هذه الدعوة واللغة والامان والتهدئة .. فاحيانا تشعر ببعض التملق ولكنه ليس تملقا انما هو لغة تصدر من عمر وعصر غير عصرنا ومن المؤكد انها الطابع والاسلوب العاطفي . الانطباعي .
السريع وعلى هذا صدرت احكامه على الكاتب الكبير علي عقله عرسان على اسس عاطفية ولذلك يكون قبوله لأي شيء او رفضه له مبنيا على حبه او كراهيته له .. لا على تحليل موضوعي هاديء .. ولنرى مثلا قوله " للشعر في تجربة علي عقله عرسان " مكانة بارزة ان ( علي عقله عرسان ) شاعر موهوب – جياش الوجدان واسع الخيال – طرق في سفره العديد من الموضوعات ص47 .
و " ان ( علي عقله عرسان ) فنان شاعر – مرنم – يبكي لمآسي الشعب الفلسطيني . كما يمجد بطولاته – وهو لا يصف الاحداث وصفا سرديا بقدر ما هو يصوغ منها بناء ملحميا وفق ايقاعية متصاعدة " ص58 .
" ان المسرحية الفلسطينيات عمل شعري جليل بشكله وموضوعه وهو من المحاولات الاولى الرصينة والمفقة في المسرح الشعري " ص106 .
على الرغم من قيمة الدراسة وجديتها فانه يبدو لنا من خلال عرض المؤلف ودراسته . تحامله الواضح على سعد الله ونوس ومحمد الماغوط وممدوح عدوان ووليد اخلاصي وللمخرج الشاب فواز الساجر .
وتأكيده القاطع بآن المحاولات التي قدموها اثبتت عجزها عن تقبل اصول الدراما والايحاء الفلسفي كما ظهر اغفاله الواضح للمحاولات الذاتية التي انبعثت في العالم العربي بهدف تجديد الفكر المسرحي شكلا ومضمونا بدليل عدم تعرضه لدور مسرح علي عقله عرسان وتفاعله مع تجارب الفريد فرج – واحمد الطيب العلج وعلي سالم ومحمود دياب ونعمان عاشور ومحفوظ عبد الرحمن وغيرها .. ان الاتجاهات الفكرية ونضوج التجربة المسرحية لا تنبع من فراغ ولا بد وان علي عقله عرسان قد تأثر وتفاعل مع التجارب المعاصرة .
وما هو رأي علي عقله عرسان وانعكاسات التجارب المعاصرة .
لأنها لم تكن مجرد انعكاسات سطحية لما تأثر به وشاهده وقرأه . ما هي العوامل التي صيغت بها اراؤه ؟
فعلى الرغم من ان عدنان بن ذريليكر في كل سطر " الوطن والوطنية الا ان مفهومه لذلك ارتباط وثيقا بناحية ضبابية وتلميحاته عن العروبة من خلال الدراسة غير واضحة هل هي نتيجة ارتباطه بالقومية ؟
الا ندري .. ثم ما هو الفكر الطبقي الذي .. ثم ما هو الفكر الطبقي الذي اكتشفه عدنان بن ذريل ؟ .
لقد سجل عدنان بن ذريل انطباعاته عن مسرح على عقله عرسان واعجابه بما شاهده وامتدح كل المواقف ولم ينتقد اي موقف لشخصه اي بناء درامي ..
ولم يذكر الجديد في افكار علي عقله عرسان على معاصريه .. ما هو الدور الذي قام به في المسرح السوري ؟ ..
ان عدنان بن ذريل نظر الى جيل من الكتاب على انهم هامشيون لم يلتزموا باصول الدراما .. او ليسوا هم قوى المسرح السوري ذاته .. مع ان علي عقله عرسان كان يهمه ان يكون ضمن جيل له ملامح وله ميراثه وان يكون له فكره المجدد .
ان هذا الكتاب قد يضر كاتبا جيدا مثل علي عقله عرسان اكثر ما يفيده ويدين كاتبه لابتعاده عن لغة النقد المسرحي والموضوعية .

#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات