أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - - سيمفونية الحب - - -صفحات من أوراقي الصحفية.. حصاد (24)















المزيد.....

- سيمفونية الحب - - -صفحات من أوراقي الصحفية.. حصاد (24)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7506 - 2023 / 1 / 29 - 18:58
المحور: الادب والفن
    


رحلة في رحاب الكاتب السيد حافظ.. حصاد (24)
/4/1980 " سيمفونية الحب "
" تفوح رائحة البحر وتغترب اخر النجوم في الأفق ، مودعة احلام الصيادين . مودعة الشمس .
تتهادى موجة فوق الصخر . تتفتت سمكة كانت تحلم بالغوص في القاع بجوار الشط . كانت هى وكنت انا ، وشريط طويل والبرد والمطر الخفيف والبحر والنجم والأفق البعيد .
الظلام . كورنيش البحر . كورنيش الانفوشي وقلعة قايتباي الكهلة العجوز تنظر الينا . بدأتا متشابكتين بحلى جبهتها تتارجح خصلات صغيرة بريئة . ويدها الجريئة تضغط بحنان على يدي الباردة والبحر يبتسم لنا " .
ربما تكون هذه الفقرة هي المدخل الأفضل الى عالم السيد حافظ القصصي . ففيها تكمن معظم الاخطاء او الخطايا الفنية التي تتكرر في معظم قصصه الأخرى وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق باداته الفنية . إذ تبدو الكلمات هنا مجرد الفاظ فقدت معانيها لتأخذ دورها كالفاظ منبتة عن الواقع ، منبتة حتى عن التركيبة اللغوية التي تقول شيئا . انها كلمات مقتصبة دخيلة على بنية النص لجرسها ووقعها لا لمعناها الذي تضيفه للعمل . فهنا مشهد نموذجي يبدو ان السيد حافظ معجب به كثيرا اذ فيه الخذلان والقتامة والحلم البعيد والمطر والحب وخيال عاشقين نموذجيين . حيث الشمس تودع الصيادين والموج يتهادى . واين .. على الصخر والسمكة تحلم بالغوص .. وأين .. في قاع البحر !، وقلعة قايتباي هي كهلة وعجوز في الوقت نفسه . وفي خضم هذا المشهد المتناقض المتضارب القاتم يقف السيد حافظ وحبيبته بيدها الجريئة تضغط بحنان على يده الباردة . فينسى السيد كل هذه القتامة هذا التجهم ليعلن " والبحر يبتسم لنا ".
هل هذه صورة لبحر يبتسم ؟؟
وهكذا يبدو ان السيد حافظ ينساق وراء الكلمة الرنانة وينسى نفسه وينسى ما قاله قبل قليل ويجري خلف كلمات والجمل المبتورة والتناجيات والتداعيات التي تفتقر الى رابط منطقي او حتى فني .
وخارج هذا كله يبدو لنا عالم السيد حافظ ، مليئا بالقهر والظلم والمصادرة والقتل والدم والتجسس والخيانة والشرطة وضابط البوليس والمثقفين المهزومين . وربما يكون العالم اللامنطقي الذي يرسمه السيد هو نتيجة لهذه الرؤى الكابوسية الا ان الانسان نفسه المعرض لكل هذه الكوابيس لا يبدو واضحا ، لا كهوية فكرية ، ولا كانسان مناضل ، أو حتى صامد ولا حتى كنموذج بشري واضح .
ففي قصة " عندما دقت الساعة العاشرة من صباح احد الأيام " نفاجأ باستاذ " محسن فريد " في مدرسة " مدغشقر الثانوية " يدرس تاريخ العالم الاسلامي وتاريخ الغزو الصليبي وتاريخ الوطن العربي للصف الثالث الثانوي " ، ويتهم بتغيير معالم التاريخ ! الى هنا وكل شيء عادي ، الا ان ولع السيد حافظ بالغريب والمبهر وربما بسبب السرعة في اتمام العمل نراه ينساق وراء عدد من المشاهد يدور فيها حوار لا يعني شيئا ولا يضيف شيئا الى هذا المشهد الأولي .
- هل تستطيع ان تشرح مادة التاريخ كما هي موجودة في الكتاب .
- نعم ولكن .
- ليس هناك لكن . هذا أمر .. اتفهم وبالنسبة لاتضع فوق رأسك قبعة تداري بها شعرك .
والآن ماذا اضاف هذا الحوار للمشهد الأول ؟ بالطبع لم يضف شيئا الا ان ما هو ادهى هو ذلك الانحدار الكبير في مستوى الحوار عندما يصل نهايته " وبالمناسبة لا تضع فوق رأسك قبعة تداري بها شعرك " فاللامعنى هنا لا يمت بصلة الى مسرح العبث الشهير بقدر ما يمت الى الكلام غير المترابط الذي يأتي على السنة عادل امام وسعيد صالح في مدرسة المشاغبين وهو هنا تخريب قد يبدو متعمدا للمشهد الجيد الذي بدأ به السيد قصته . ولكن لنكمل قليلا فالاستاذ محسن فريد " قال عنه الناظر انه لبق .وقالت امه انه متعاون ، وقالت خطيبته انه يحتاج الى العناية بملابسه التي لايهتم بها " ويقول هو عن نفسه " انني نفذت التعليمات " فأي نموذج هذا الذي يصوره السيد حافظ على انه ثائر او ثوري خطر على الأمن .. الخ ذلك النمذج الذي يتكرر في كل اعمال السيد حافظ بلا استثناء ولماذا يكون مصيره " الطرد من المدرسة " ، ثم " الانتحار في النيل " .
وهذه القصة ايضا يمكن اعتبارها نموذجا لقصص السيد حافظ في مجموعة " سيمفونية الحب " . ففي كل قصة نلتقي بالمناضل المثقف صاحب الكلمات الكبيرة والرفض المطلق والبطولة العبثية في مواجهة الشرطة السرية والبوليس والمخابرات وغيرهم ولكن الحقيقة التي تتكرر ايضا هي ان هذا المثقف لا يمكن ان يشكل خطر على هذه الاجهزة بأي شكل من الاشكال اذ نجده على الدوام مهزوم من نفسه ومحيطه وخاصة حبيبته او زوجته .. الخ قبل ان يكون مهزوما من اجهزة القمع التقليدية .
ففي قصة " الموقف العادي " يفاجئنا هذا التداعي في عقل بطل القصة الرافض الذي " يغتسل من جهله كل يوم بقراءة كتاب " يقول البطل " العلم نور .. العلم نور والنور صعب " كذا " وانا لا استطيع ان اعرف الصعاب في نفسي، فنفسي قلقة فيا نفسي اطمئني واحمليني ياحبيبتي من رحلة الصعاب " .. اذن فهذا هو المتمرد الذي يقدمه السيد حافظ في قصصه شخص لا يعرف الصعاب في نفسه لأن نفسه قلقة !! لكنه لا يتوقف عند هذا القلق الذي ربما يبدو مشروعا بل يصل الحد به أن يقف على مشارف الانتهازية المجردة ، العدل اساس الحكم . الحكم اساس الحاكم .
الحاكم يحكم بالميزان والسوط والسجان . والعاقل من يفهم ان السائل هو الخسران والكاسب من يتدلى فوق اكتاف السلطان يمسح عنه التراب ويحكي له المساء قصة الشاطر حسن في " مدينة العميان " .
وهكذا ينتهي متمرد السيد حافظ على مشارف الانتهازية ، المغطاة بكلام قد يعني اي شيء لكنه لا يعني التمرد والثورة .
هذه بعض لمحات من عوالم السيد حافظ القصصية ، عالم المثقف المسكون بالكلمات الكبيرة والاسماء الشهيرة المليء باحلام العظمة الوهمية " هي طفلتي البريئة تكتب الشعر وتكره نزار لاني اكرهه وتحب ناظم حكمت لاني احبه " ..
" ومقالتي تثير ضجة والعميد يطلبني للحضور " .. " انت كاتب جديد على القارئ العربي ومسرحك صعب ولا استطيع ان اخراج كتابتك من مصر " .. " مقالك يا استاذ نزل في جريدة النهاردة قلب الدنيا واقعدها " .. " قالت هل ستفهم زوجتك انك شاعر عظيم وكاتب عظيم " ... وغير ذلك من اوهام واحلام تتصارع في عقول شخصيات السيد حافظ التي يطرحها على انها ثورية ومطاردة . ومن الغريب ان هناك حوارا في قصة " مقاطع من حوار اشجار الصنوبر تدين هذا النوع من المثقفين المنعزلين عن الجماهير بحيث يكون الحوار بينهم وبين الانسان البسيط نوعا من العبث " الحقيقي هذه المرة " .
- هل تعرف دستويفسكى
- الاسعار مرتفعة بشكل مفزع
- هل تدري ما سر الموسيقى الاوربية
- جوربي ممزق والمدينة بطنها خاوية
- ياجاهل الحوار معك شيء مؤسف
- هل تعرف كم ايجار الشقة الآن ان المشكلة الكبرى التي يواجهها السيد حافظ هي تسرعه غير المبرر في الكتابة اذ يبدأ بدايات قد تشكل ارضية جيدة للانطلاق لكنه يتسرع ويتوه في دوامات من العوالم والحوارات والنماذج التي تصبح عبئا على جو القصة الاساسي فيفلت منه كل شيء وتبقى الكلمات المثقلة بالرفض والرغبة في التغيير سمة رئيسية فيما يكتب .



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحويجة رواية - كابتشينو - للمبدع السيد حافظ بقلم فهمي إبراهي ...
- كابتشينو والتمرد على نمطية السرد بقلم: د أحمد محمود المصري- ...
- تناسخ الأوطان بين روح شمس والتاريخ حينما يكتبه الشرفاء قراءة ...
- مدخل إلى رواية (كابيتشيو) للسيد حافظ الاسكندرية – كمال العيا ...
- الفنان رضا علي حسين ليست هناك ازمة نص انها ازمة مفتعلة -صفحا ...
- هل ينقذ المسرح الجامعي والهواة موسمنا المسرحي من السقوط ؟-صف ...
- رؤية لرواية -ليالي دبي .. شاي بالياسمين- للمبدع السيد حافظ ب ...
- ليالي دبي شاي أخضر رؤية للوطن عبر تغريبة ابن حافظ في بلاد ال ...
- بعض خريجي المعهد لم يقدموا اي شئ بعد تخرجهم واكتفوا بمكاتبهم ...
- مسرحية قصيرة جدا .. جدا نعم .. لا -صفحات من أوراقي الصحفية.. ...
- زمن الماضي البسيط واختزال العالم .. العبور نحو الحقيقة قراءة ...
- ليالى دبى ... صرخة مثقف حقيقى بقلم دكتور خالد البوهى- دراسات ...
- اميل جرجس / المخرج فى المسرح الوطنى اليمنى- فؤاد الشطى مخرج ...
- عبد الصمد القليسي مدير ادارة الفنون باليمن - السياسة -- -صفح ...
- دراسة عن رواية كل من عليها خان بقلم دكتور حسام عقل- دراسات ف ...
- كسر مركزية النوع فى الرواية الحديثة -كل من عليها خان- أنموذج ...
- محمد الشيخ / يدور فى فلك السيريالية -صفحات من أوراقي الصحفية ...
- الفنان عبد الجبار نعمان - - صفحات من أوراقي الصحفية.. حصاد ( ...
- دراسة نقدية عن -كل من عليها خان - رواية السيد حافظ عرض : حسن ...
- ملامحُ السردِ الشعريِّ في رواية (كل من عليها خان) بقلم/ أحمد ...


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - - سيمفونية الحب - - -صفحات من أوراقي الصحفية.. حصاد (24)