أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إكرام فكري - كل مواقف الحياة ما هي إلّا رسالة لي ، و ينبغي أن أجيد قراءة الرسالة ...















المزيد.....

كل مواقف الحياة ما هي إلّا رسالة لي ، و ينبغي أن أجيد قراءة الرسالة ...


إكرام فكري

الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 17:44
المحور: سيرة ذاتية
    


كحماولة لتصميم كلمات و حروف و جمل على قياس دمعتي و ضحكتي على ما مررت به و ما يسكن داخلي و ما تحدّث به النفس و ما تستريح له و ما يعبر عن منسوبي الفكري ...

البداية سأجعلها مع أول كتاب قرأته لقد كان "القرآن " ... القرآن كان و ما يزال سحرا في بيئتي ... اليقين العقائدي يسحر فعلا ، و يتحكم في النوايا و في ما يصدق و فيما لا يصدق ... تعلم قراءة القران وإعطاء كل حرف حقه كان شغفي لأن في كل حرف من القرآن حسنة ... ختمه حسنات ناهيك عن مصداقية الشعور السحري و أنا أرتله ..

لكن بعد سنوات وجدت نفسي أكرر ألفاظ و ترانيم مقدسة و فقط للختم و اقرأها يوميا كواجب يومي مقدس من أجل الحسنات ...

كنت ابتليت بداء الفهم السطحي للظاهر من القرآن لم أكن أعرف كيفية فهم الباطن و المغزى و الحكم و العائد الايجابي المهم من تأمله و تدبره ...
تكرار الالفاظ فحسب مع قصور الادراك و مع الأخد بما يقوله الشيخ فلان بدون التشكيك في التضليل جعلني أحكم بطابع الإطلاق على الأمور ... أقيمها إما هي إما ليست هي إما حلال إما حرام إما خطأ إما صواب ... جعلني أعتقد بأن ما هو محدد و متفق عليه في بيئتي هو الحق و الباطل غيره لأن هناك حق و باطل فقط .. فأنا في الموقع الاقرب إلى الرحمان الصحيح و الآخر الخارج عن العقيدة هو الباطل و ألغيه و أشيطنه ... كانت عندي رغبة في التغيير العقائدي للآخر اريد أن أهدي الآخر لعقيدتي و أبحث في من هو و من نحن فأنا بذلك أعتقد بأني أهديه أفضل ما عندي ...

و كان العقاب الإلاهي لذلك هو الابتلاء بداء ازدواجية المعايير تلقائيا و بدون شعور خالفت المعايير و المبادئ المتفق عليها و سرا ...
قد عشت في عالمين متناقضين واحد علني يتحدد وفق المبادئ و الاخلاق و واحد سري أرى أن فيه تحقيق مصالحي لكني اؤذي نفسي فقط و احقق مصالح الآخر فحسب حتى وجدت نفسي بأنني أداة استغلالها واجب قد يرفضها الآخر حينما لا يجد فيها حاجة لتحقيق مصالحه .. صدقا لم أكن أعلم لا كيف و لا متى حصل كل ذلك و لكن انتهى بي الامر و أنا مُلقاة على سريرى و ببكاء هستيري محاولتا الانتحار و انا ابنة 15 سنة بسبب الندامة و عقدة الذنب بسبب اللهاث خلف المستحيل ..

لربما كان الامر بفضل مفعول أحلام اليقظة و الخيال الخصب كثرة الأحلام الطفولية و طولها ، كثرة الأفكار و الخواطر و التصورات لدي مما ساعد على طول فترة الأحلام ... و هذا يؤدي إلى هدر كثير من الطاقة فيما لا فائدة منه و لا عائد منه ... وجدت بأنني أعطي فيما فيه عائد عند الآخر فحسب .... و نتيجة لتفجر الحاجات و تطور مفهوم العواطف تظهر لدي ميول لتشكيل عالم خاص بي سري .. يستخدم فيه ما ينمو لدي من طاقات و حاجات ليتولى الآخر مسؤولية أنه لا يشعرني بأنني وحيدة و يعطيني أحاسيس جميلة ... و كل هذه السلوكيات المتناقضة التي كانت تتم في عالمين متناقضين تماما كانت تحدث مع انحراف و تمرد على مصادر السلطة في الأسرة و المدرسة و المجتمع بشكل سري لم أكن أملك تلك الثقة و الشجاعة للانحراف العلني .. و ازداد هذا السلوك عند وجود شعور بعدم تقبل و الموافقة على سلوكي و إنكاره عند معرفته و أنني في حاجة إلى التوفق و لأكون ملتزمة بمعايير المجتمع لأنال الرضى غير ذلك سأرفض ...

و مع هذه الأيام كانت الحياة بالنسبة إليّ عبثية بدون معنى أو جدوى ... كان أقصى همومي أن أبتعد و أنعزل و أبكي و أنام و أهرب من الفوضى ... فوضى من وجع و حزن لا استطيع تحديد لما هو و لا من متى ... نكبة من جميع الجهات، من أشخاص فيهم الكثير من الموت و القليل من الحياة ... كنت في حاجة إلى البكاء فقط و النوم و الابتعاد ...

و لكن كل هذا جعلني أؤمن بأن كل مواقف الحياة ما هي إلّا رسالة لي ، و ينبغي أن أجيد قراءة الرسالة ...
النوم للهروب من الواقع .. الرغبة المُلحة في البكاء ما هي إلّا رسالة بأنني أسرفت في الكتمان وحمّلت نفسي ما لا تُطيق..

غُربتي بين الناس و شعوري المستمر بأنّني لا أنتمي إليهم ما هو إلّا رسالة لي بأنّه حان الوقت لأرحل عن كلِ شخصٍ يُقيد روحي ، وأن أخرج عن عالم لا يشبهني و لا يمثلني ، و أن أكون كما أريد أنا بأفعال نابعة من قرارتي و ليس من صوابهم ...
وألّا أخف من الوحدة ، لأنه بمجرد خوفي من الوحدة سيجعلني الامر مع الأشخاص الخطأ ، لانني اريد وجودهم فحسب مخيفة مواجهة شعور الوحدة ... لذلك ينبغي أن أتقبلني بأخطائي بانحرافي باستقامي بمخاوفي بمشاكلي و بوحدتي و الوحدة لا تُخيف أبداً ، بل ساعدتني أنا شخصيا لاكتشاف أسراري ومدى قدرتي على خلق عوالم صغيرة داخل هذا العالم الكبير ..
عوالم مختلفة وكثيرة ولكنها تشبهني أنا فقط..
تخلّي الناس عني باستمرار .. الاذى الذي يأتي .. ما هو إلّا رسالة لي بأنه حان الوقت لأختار أشخاص و قرارات في حياتي بدقة أكثر و بعائد أكبر ...
قادني كل ذلك لمعرفة من هو الله و من هو الشيطان حقا ...
الله هو الحي الذي خلقنا من أجل الحياة و الشيطان هو القصور هو الاذى الذي سيأتي اذ لم أحدد ما مدى صلاحية ما أعتقد أنه تحقيق للحياة ... ما أدى تلك الاختيارات التي أحدد عواقبها قبل الفعل ... و مثلما توجد حياة يوجد قصور ايضا و ينبغي توفير طاقة متزايدة لتعويض القصور ...

و نحن في حركة مستمرة في اتجاه ما هو تحقيق للحياة ..
لم أعد أحاول فهم الآخر و تغيير معتقده .. و لا شرح معتقدي و توجهاتي الفكرية .... كل على شاكلته ما أعتقده أنا و ما يعتقده الاخر هو شكل .. الانا و الآخر نعبر عن ما نجده تحقيق للحياة و السلام الروحي و الفكري و ما يتناسب مع منظورنا الفكري .. و كل بطريقته و على شاكلته التي تتنوع بشكل تظهر بشكل و تغيب بشكل ... لكوننا دائما في حركة للبحث عن ما هو تحقيق للحياة و لا يمكن ان نستقر عند حالة واحدة و نعتبر أنها حق الحق و نلغي ما يعتقده الآخر لانه لا يحقق الحياة بطريقتنا نحن ...

أصبحت أكثر تعاطفا مع والدي و المحيط و أكثر تفهما لاختياراتهم و أنهم فعلوا و قدموا و علموا ما اعتقدوا أنه الافضل بالنسبة لي في تلك الفترة و في ذلك الظرف الزمكاني ...

لقد مررت بمواقف جعلتني أتعثر ثم أستقيم، أنحرف ثم أعتدل، أنهار ثم أستقوى .. الحياة مصالح ..مصالح مع نفسك, مصالح مع ظروفك , مصالح مع الذين خَلقوا هَذه الظروف .. و ينبغي أن تستمر بشرط كف الاذى و أن يكون العائد أكبر من الكلفة



#إكرام_فكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غياهب الجب
- المليحة و الشياطين
- البناؤون الاحرار
- ولأنه خالق الكون فهو يريدها أن تخلق حياتها هي ..
- عزيزي الحي ، لا أريد أنّ أتحول لميتة أرجوك ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إكرام فكري - كل مواقف الحياة ما هي إلّا رسالة لي ، و ينبغي أن أجيد قراءة الرسالة ...