أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إكرام فكري - في غياهب الجب














المزيد.....

في غياهب الجب


إكرام فكري

الحوار المتمدن-العدد: 7498 - 2023 / 1 / 21 - 08:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وجدتهم في جب مظلم منسي مقيدون بأغلال إلى الاذقان منذ نعومة أظافرهم وسط غشاوة لا يعرفون من أين و لا من متى و لا ما السبب و لا ما مدى الاذى ...

كان للجب فتحة تطل على مستوى ثاني به نار و أشخاص آخرون يحملون تماثيل و أشياء مختلف بحيث تتمثل على جدارنا نحن الناس المقيدين داخل الجب ...

نرى فقط ما يعكسوه ... ليتجلى لنا أمام الجدار... و بذلك نبصر ما أراده هؤلاء ...

و خارج المستوى الثاني العالم الخارجي حيث الشمس تسطع...

طوال حياتنا نحن سكان الجب لم نرى سوى الموجود في الجب و ما يعكسه أشخاص آخرين امام الجدار معتقدين أن ذلك حقيقة العالم .. لم نكن نعرف مصدر ما نراه و لا من أين و لا السبب كل ما كنا نعرف أنه الحقيقة
و انطلاقا مما نرى و مما يتواجد في الجب كنا نعطي تفاسير لما نحن عليه ... نؤلف روايات و في كل جيل يضاف تفصيل جديد أو رواية جديدة لحدث قديم تراكمات متواترة حتى أصبحنا فئات متضاربة ...

و عندما يأتي أحد من خارج الجب بروايات مخالفة نلغيه فنحن بقيمة و هو صفر جاهل ضال و مغضوب عليه نشيطنه و نجعله في موقع الخارج على العقيدة ، وأس الفساد والسبب المباشر لكل المشكلات والصراعات .. و نظن أننا وصلنا إلى الحق المطلق و أننا وحدنا من نمتلكه و الباقي في ضلال مبين بدون معرفة لا متى و لا من أين و لا كيف و لا ما مدى الاذى ...

الفطرة هي الحياة و الحياة لا نعيشها إلا وفق ما نراه نحن من منطلق رؤيتنا للاشياء في الجب ...
ما يوجد في الجب ما يعكسوه لنا في الجذار كنا نجعله معطيات اساسية يجب التعاطي معها كمكون ومؤطر و مساعد على السير ...حتى باتت كالاغلال إلى الاذقان ..
اغلال الى الاذقان لا تجعلنا نستدير في كل الزوايا للإبصار تقيض الحركة تجعلنا عاجزين عن معرفة المستوى الحقيقي للرؤية ...
ابتلينا بداء ازدواجية المعايير تصادما مع فطرة الحياة و مع واقع الجب ... عشنا في عالمين متناقضين ، عالمنا العلني الذي يتحدد وفق ما هو مفروض في الجب و عالمنا السري ..

في يوم ، قلت لما لا أنطلق من معطيات من خارج الجب لمعرفة ما يتواجد فعلا ...

فبدأت الاغلال شيئا فشيئا في الزوال ... فشعرت بألم شديد عند زوالها لانني تعودت عليها لانها ما نشئت عليه كيف لي أن ألغيها و أبدأ من الصفر ؟
و الاصعب لأنها لم تكن مادية بل غير مرئية محطوطة على العقل ...

عندما تحرك جسمي ، خروجا من الجب وجدت النار و الأشخاص الحقيقين فصدمت لما رأيت الشياطين الذين اقنعوني بما كنت أراه ...
رجال الدين و رجال الحكم هم من وجدتهم يعكسون ما يريدون على الجدار و نحن نبني إيماناتنا الشخصية و تفسيراتنا انطلاقا منه ... لم نكن نعرف سوى ما أراد رجال الدين و رجال الحكم أن نعرف ... تضليلنا كان بغرض الهاؤنا و ابعادنا عن الحقيقة من أجل الحكم ...
هم منفصلين عن واقع المساكين المتواجدين في غياهب الجب ... يعيشون في أبراجهم العاجية بعيدا عنهم ..

و لكنني عندما حاولت الحياة بعيدا عن غياهب الجب كنت أحاول بجسد هامد بعقل غائب ... أحاول بطرق بدون معرفة لا من متى و لا من أين و لا لما و لا ما مدى الاذى و لم أوفر قدرة متزايدة لتعويض القصور ... ينبغي أن اتطور و التطور يكون حسب قدرة الكائن على تعويض القصور ... و هذه القدرة ينبغي ان تكون متزايدة من اجل التطور من اجل المحافظة على إيقاع الوجود اذ لم تكن متزايدة فسيتناقص المستوى الحيوي الى الموت ... الموت يعني انتهاء المنسوب الحيوي للكائن ... التقدم لا يعني إضافة شيء جديد إنما قدرة متزايدة ... مع الوقت و مع المراحل الاحمال تتزايد والقصور يتزايد للمحافظة على مستوى الحياة ينبغي أن تتزايد القوة مع تزايد الاحمال و تعويض القصور بشكل متزايد

الجب هو العالم الحسي المثوارت ، وخارج الجب هو عالم العقل و الشمس هي منبع الحقيقة والمعرفة. عالم الحس قد يتركنا في عالم مليء بالاوهام والأفكار التي قد تكون خاطئة، لهذا من المهم أن نسعى دائما للمعرفة، القصور موجود لكن ينبغي تعويضه بطاقة متزايدة



#إكرام_فكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المليحة و الشياطين
- البناؤون الاحرار
- ولأنه خالق الكون فهو يريدها أن تخلق حياتها هي ..
- عزيزي الحي ، لا أريد أنّ أتحول لميتة أرجوك ...


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إكرام فكري - في غياهب الجب