أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - «التعصب الحزبي» و«الانغلاق الفكري» ظواهر تقود لتفكك البنيان المجتمعي وتباعد بين أفراد المجتمع














المزيد.....

«التعصب الحزبي» و«الانغلاق الفكري» ظواهر تقود لتفكك البنيان المجتمعي وتباعد بين أفراد المجتمع


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 12:00
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    



إن «التعصب» ظاهرة اجتماعية قديمة ـ حديثة، هي ظاهره مقيتة تقود للانقياد الأعمى وتنشر ثقافة الكره والعداء والحقد.
اتخذ « التعصب « أشكالاً عديدة، فتارة يكون التعصب للقبيلة أو للعائلة، وتارة يكون التعصب لاتجاه فكري معين، أو لحزب سياسي ما وهلم جرا.
إن التعصب الحزبي نقيض التسامح والانفتاح.. نقيض الفكر والإبداع.. عدو التواصل والتعايش الآمن. إن التعصب يحمل في جنباته معنى التشدد والانغلاق والجمود؛ ورفض الآخر ـ وإن كان الآخر على صواب ـ.
إن التعصب له صلة وثيقة بصفة «العمى»، ولهذه الصلة معنى عميق ودلالة واضحة، بحيث تعني أن المتعصب: أعمى البصر والبصيرة معا، فهو أعمى وإن كان مبصراً، لا يرى إلا ما يفكر به وفي حقيقة نفسه أنها الصواب ويصر ليخطئ الآخرين وأحيانا يكفرهم وهذا المتعصب يفتقد للرؤية السليمة والصحيحة.
يعتبر التعصب جمودا في العقل لأنه لا يسمح بالتعددية الفكرية التي من خلالها نصل إلى الأفضل ونقف على مسافه واحده من حرية الرأي والرأي الواحد وتقبل الآخر وبذلك نبتعد عن السلبيات ، لقد ابتلي مجتمعنا العربي بالتعصب ذلك المرض الاجتماعي الخطير الذي تتعدد وتتنوع أشكاله وأخطرها التعصب الديني، الذي يكون غالبا لأسباب تافهة جدا، يسهم الأعداء في تذكيتها مستغلين وسائل إعلام غير مسؤولة لتوسيع هوة الخلاف.. والخاسر،الأكبر سواء في التعصب للرأي أو التعصب المذهبي والعقدي، أو حتى التعصب الرياضي، هو المجتمع بمختلف مكوناته. وأكد علماء الدين والاجتماع والتربية والنفس أن خطورة هذه الظاهرة تكمن في أنها قائمة على الكراهية والازدراء والتمييز وأن أغلب الأفعال الوحشية التي ارتكبها البشر جاءت بسبب تعصب أفراد عاديين لم يكونوا قبلها مجرمين أو فاقدي العقل.
إن القرآن الكريم شجع على التحاور والوسطية في الرأي بعيدا عن التعصب حتى في أمور العقيدة بمقارعة الحجة بالحجة كما بيّن إيجابية الاختلاف التي يظهر فيها التنوع في الخبرات والقدرات والأفكار لتصل بجميع الأطراف إلى أفضل الحلول ما يجعل الاختلاف أداة تعارف ويجعل الشعوب والقبائل تحتاج لبعضها بعضاً فيصبح التعارف وسيلة لاكتشاف الآخر. فالتعصب جاهلية مقيتة حسمها الإسلام وقضى عليها من جذورها وذم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم العصبية والتعصب في كثير من أحاديثه ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام « ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية «.
إن التعصب للحزب؛ أو لزعيم الحزب يعد من أخطر الآفات التي تعاني منها الحركات عموما والحركات الإسلامية على وجه الخصوص.
فالتعصب الحزبي هو سلوك مَرَضي خطير ناتج عن انحراف وخطأ في التنشئة الاجتماعية والسياسية والدينية التي يخضع لها الأفراد في مؤسسات التنظيم المختلفة، والممارسات السلوكية التي يأتيها مع المحيط الاجتماعي، والأفكار والمعقدات التي يعتنقها الفرد ويؤمن بها.
والتعصب الحزبي يؤدي إلى تمزق نسيج المجتمع، وفتور ـ إن لم يكن انقطاع ـ في العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وغياب الكثير من القيم والأخلاقيات الاجتماعية الحسنة، مثل: (التكافل، المحبة، الإيثار، التعاون، التعاضد... إلخ)، وتحل محلها قيم سلبية وسيئة مثل: (الحقد، الكراهية، البغضاء، الشحناء، الأنانية... إلخ)، وليس أدل على صحة ما نقول ما يمر به مجتمعنا الفلسطيني بشكل خاص والمجتمع العربي و الإسلامي بشكل عام، بسبب التعصب الحزبي الأعمى المشين الذي تربى عليه أبناء الحركات والجماعات التي تنقاد انقياد أعمى وراء المصلحة والمنفعة وهي اولويه على الوطن واحتياجاته ومتطلباته،هذا التعصب الحزبي المقيت أدى إلى تفتيت لبنية المجتمع الفلسطيني وتفكك في المجتمع العربي والإسلامي، وتهديد لأواصر الترابط داخل الأسرة الفلسطينية الواحدة والمجتمع العربي، ناهيك عن مشاعر الحقد الدفين والكره الأعمى لكل من هم ليسوا من جماعته.
إن التعصب الحزبي ضد وحدة الأمة وتماسكها:
لقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث للحفاظ على وحدة وسلامة المجتمع الإسلامي، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى». وقوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا». وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا».
لقد لعب الاستعمار دورا ومازال في تنمية التعصب بين أبناء الأمة العربية والإسلامية، حيث عمل على تقسيم العالم الإسلامي إلى دول، وفصل بعضها عن البعض بحدود مصطنعة، تركت آثاراً سلبية في وحدته، وأن هذا التعصب لا ينسجم مع دعوة الإسلام لوحدة الأمة وتوحيد الصف والتعاون والتكافل والتضامن في ما بينهم.
ان تعصب الإنسان لرأيه والتمسك به والذي يعتقد خطأ أنه صحيح لا يحتمل الخطأ، بينما يرى رأي غيره خطأ لا يحتمل الصواب، وبالتالي فإنه يرفض آراء الآخرين ويعاديها، حتى ولو كانت صحيحة من دون نظر أو تمحيص، وهذا يعني إلغاء الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وحريته في إبداء الرأي.
أن الإسلام نهى عن هذا السلوك، وشرع الشورى التي تحمي الإنسان من التعصب للرأي، وعدم تقبل رأي الآخرين ولقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم مثالاً رائعاً في الشورى، فبالرغم من تأييده بالوحي، كان يستشير أصحابه ومن حوله ويأخذ برأيهم إذا كان في ذلك الحق.
ونخلص إلى أن الاختلاف ظاهرة طبيعية ـ صحية، لكننا في ذات الوقت نستطيع تقريب وجهات النظر وتجسير الهوة، ولابد لنا من التأدب بآداب وأخلاق الإسلام في التعامل مع المخالف. وان نبتعد من حوار المتعصب،والرد عليه بشكل علمي وكشف خطئه، وبيان نوع الزلل الواقع فيه، مع الحفاظ على أدب النقد العلمي الرصين، وأدب التعامل مع المخالف، وعدم إطلاق الأحكام المتعصبة جزافاً لمجرد المخالفة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرارات الكابينيت والكنيست.. هل تدفع بالأوضاع نحو انتف ...
- المنطقة ننزلق نحو الظلام”
- الحكومة تتنصل من اتفاقها مع المعلمين ... والسؤال إضراب المعل ...
- مفتاح الأمن والاستقرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
- الفزعة الاردنيه دلالاتها وأهميتها لإغاثة المنكوبين من زلزال ...
- ليكسر قانون القيصر ولينتصر العرب لسوريا ووحدتهم
- زلزال تركيا وسوريا وسياسة الكيل بمكيالين
- جدلية الغياب ألقسري للمثقفين الفلسطينيين والعرب
- حكومة الإرهاب الصهيوني موغلة باستباحة الدم الفلسطيني وصب الز ...
- جولة بلينكن في الشرق الأوسط... تندرج ضمن مفهوم الأمن مقابل ا ...
- سياسات حكومة اشتيه الاقتصادية.. متخبطة
- الملك عبد الله الثاني يبحث مع بإيدن تحريك العملية السلمية لت ...
- مطلوب الإلمام بملف جثامين الشهداء
- توقيع اتفاق مع اسرائيل محفوف بالمخاطر وخروج عن الصف العربي ا ...
- إسرائيل كيان فصل عنصري وينبغي على المجتمع الدولي وضع حد لسيا ...
- بن غفير يتهدد الأسرى الفلسطينيين ويشرع بحمله غير مسبوقة ضدهم
- رسالة مفتوحة إلى الملوك والقاده العرب انقذوا القدس والمقدسيي ...
- تشكيل ميليشيا مسلحة للمستوطنين سلاح ذو حدين
- بعد جولات لمسئولين أميركيين.. هل تحمل زيارة بلينكن للمنطقة أ ...
- إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين عنصريه


المزيد.....




- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...
- تحقيق: بلينكن أخفى بلاغا بانتهاكات إسرائيلية في الضفة قبل 7 ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - «التعصب الحزبي» و«الانغلاق الفكري» ظواهر تقود لتفكك البنيان المجتمعي وتباعد بين أفراد المجتمع