أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - زلزال تركيا وسوريا وسياسة الكيل بمكيالين














المزيد.....

زلزال تركيا وسوريا وسياسة الكيل بمكيالين


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 7516 - 2023 / 2 / 8 - 12:52
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


الزلازل والكوارث الطبيعية والحرائق ظواهر تتكرر على مدار التاريخ ومن المفترض أن يهب المجتمع الدولي لمساعدة الدول المنكوبة بلا تمييز وبدون اعتماد سياسة الكيل بمكيالين ، لقد كشف الزلزال الذي ضرب دولتين متجاورتين سوريا وتركيا الوجه الحقيقي لأمريكا وبعض دول الغرب .
أمريكا والغرب والمجتمع الدولي الذي يتغنى بإنسانيته ومسيرته الحضارية التي يتفوق بها على الأمم الأخرى، وذلك على شكل قوانين ومنظمات وقرارات وائتلافات تصل حدّ التحالفات ، تتجزأ المبادئ حدّ التلاشي فيما هو من أقذر المعايير المزدوجة وأكثرها همجية عبر التاريخ.
بعد الزلزال المدمّر الذي أصاب تركيا وسوريا، يتكشف للعالم حقيقة أمريكا والغرب الذي يتعامل بسياسة الكيل بمكيالين حتى في التعاطي بالقضايا الانسانيه وتظهر عملية التمايز بالقضايا الانسانيه الاغاثيه ، لقد حركت أمريكا وحلفائها جسور من المساعدات الجوية التي تحطّ في تركيا، أما فوق سوريا المنكوبة أصلًا بفعل الحرب الكونية عليها، فلا يحلّق سوى شبح قانون قيصر.
كان من المتوقع أن يكون الزلزال الهائل المدمر الذي ضرب محافظات عديدة في جنوب تركيا ومناطق شمالية وساحلية في سوريا مناسبة لتناسي الخلافات السياسية والايدلوجيه واستجماع كل القوى لمساعدة المنكوبين في كلا البلدين ، إلا أن انعدام الانسانيه لدى أمريكا ودول غربيه ظهر جليا في سياسة التعامل بسياسة الكيل بمكيالين ، وانتظار العديد من الدول التي تخضع للام لاءات الامريكيه وتخوفها من قانون القيصر الذي لا يخضع لقرارات الأمم المتحدة بانتظار السماح لها بتقديم مساعداتها لسوريا
دول العالم بما فيها الأمم المتحدة تخضع للاختبار في كيفية التعامل مع الكارثة الانسانيه التي حلت بالسوريين والأتراك بفعل تداعيات الزلزال الكبير وما خلفه من دمار وماسي ، خاصة وأن تقاليد التضامن العالمي شهدت بدورها صنوفاً من التمييز بين ضحية وسواها، ومنطقة منكوبة تنتمي إلى جنوب العالم مقابل أخرى يتيح لها وقوعها في أجزاء متقدمة من المعمورة أن تلقى جرعات أعلى من الاهتمام. ولسوف يكون بالغ الأسف، فضلاً عن آثاره النفسية والسياسية الضارة وبعيدة المدى، أن تُعامل محافظات تركية مثل كهرمان مرعش وأضنة وعثمانية وغازي عنتاب وديار بكر وملاطيا، وأخرى سورية مثل إدلب وحلب وحماة واللاذقية، معاملة أقل مما شهدته تسونامي 2004 من عناية دولية.
ذلك أن الزلزال الأخير أصاب جنوب تركيا وشمال سوريا بقوة 7.7 على مقياس ريختر، وتضاعفت عواقبه في 130 هزة ارتدادية فألحقت الأضرار بطرق رئيسية وأصابت ميناء إسكندرون ومطار هاتي، وشعر به بعض السكان في لبنان وفلسطين وبعض مناطق مصر وقبرص واليونان وجورجيا وأرمينيا. وفي أحدث الإحصائيات أعلنت تركيا أن العدد الإجمالي للضحايا يفوق الـ 4500 قتيل وآلاف المصابين مصاب إلى تهدم المئات من العمارات السكنية ، وفي سوريا لا تقل الخسائر فداحة عما لحقت في تركيا
والوضع في سوريا ينطوي على مزيد تداعيات الكارثة ، بسبب الوضع الذي تعيشه سوريا والحرب الظالمة التي تتعرض لها طيلة ما يقارب 12 عاما ، ومن المنتظر أن تكون الأيام القليلة المقبلة بمثابة اختبار للتكاتف العالمي مع المناطق المنكوبة في جنوب تركيا والشمال السوري، وامتحان لحكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس التركي شخصياً في اتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة الكارثة، خاصة وأن البلاد على أعتاب انتخابات رئاسية.
الواقع الذي يعيشه العالم يضج بمصطلحات الحداثة والمواطنة وحقوق الإنسان، أما في العمق، فلا ترى إلا القبلية والعنصرية وظلام همجية العصور الوسطى وما قبل الأديان. وفي عرف أمريكا والغرب تتحكم المصالح على حساب حقوق الإنسان وحقوق البشرية التي طالما تغنت أمريكا والغرب يهما وهما يفتقدان لأدنى تحقيق العدالة بين الشعوب وسياستهما تقوم على سياسة الكيل بمكيالين وهذا ما يحصل اليوم بسياسة التمايز والتعاطي مع زلزال تركيا وسوريا بمكيالين، ووحدة قياسهم هي السياسة الخارجية التي يمكن أن تكيل بقتل شعب وإفقاره، ولا تكيل أبدًا بإغاثته. وكيل آخر هو الإغاثة الانتقائية بين شعب وآخر. خاصة أن المبادئ تتجزأ في وحدة القياس ذا الطبيعة المتغيرة والغامضة.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الغياب ألقسري للمثقفين الفلسطينيين والعرب
- حكومة الإرهاب الصهيوني موغلة باستباحة الدم الفلسطيني وصب الز ...
- جولة بلينكن في الشرق الأوسط... تندرج ضمن مفهوم الأمن مقابل ا ...
- سياسات حكومة اشتيه الاقتصادية.. متخبطة
- الملك عبد الله الثاني يبحث مع بإيدن تحريك العملية السلمية لت ...
- مطلوب الإلمام بملف جثامين الشهداء
- توقيع اتفاق مع اسرائيل محفوف بالمخاطر وخروج عن الصف العربي ا ...
- إسرائيل كيان فصل عنصري وينبغي على المجتمع الدولي وضع حد لسيا ...
- بن غفير يتهدد الأسرى الفلسطينيين ويشرع بحمله غير مسبوقة ضدهم
- رسالة مفتوحة إلى الملوك والقاده العرب انقذوا القدس والمقدسيي ...
- تشكيل ميليشيا مسلحة للمستوطنين سلاح ذو حدين
- بعد جولات لمسئولين أميركيين.. هل تحمل زيارة بلينكن للمنطقة أ ...
- إجراءات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسيين عنصريه
- لماذا تدعم أمريكا إسرائيل وتدعم خرقها الفاضح لحقوق الإنسان و ...
- الحتمية التاريخية.. العنف يولد العنف لا السلام!
- الفلسطينيون يتعرضون للقتل العشوائي منذ عام 1967 وهذا يتطلب س ...
- مشاريع التسوية السلمية من 1948 - 1967: حتى يومنا
- حكومة الإرهاب الصهيوني تجتاح جنين وقوات الاحتلال الصهيوني تر ...
- مستشفى جامعة النجاح مفخرة وطنيه ومسيرة عطاء لا ينضب
- الخان الأحمر والتجمعات البدوية صراع الوجود في وجه مخططات تهو ...


المزيد.....




- إسرائيل.. إصابة امرأة بجروح في إطلاق صواريخ من غزة
- -تم إسكاتي-... جدل يغلف مسابقة ملكة جمال أميركا
- تقارير تكشف عن تفاصيل جديدة في قضية عصابة -التيك توك- المتهم ...
- لبنان: ارتفاع جرائم قتل النساء بـ300 % عام 2023!
- وانتم، لقيتوا متعتكم ازاي؟ اعملوا subscribe عشان تشوفوا الفي ...
- “ابسط العيال طول الاجازة!!”.. استقبل تردد قنوات الاطفال الجد ...
- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - علي ابوحبله - زلزال تركيا وسوريا وسياسة الكيل بمكيالين