من اجل حماية الانتفاضة.(جانفي 2011)

الديمقراطية الجديدة(النشرة الشهرية)

الحوار المتمدن-العدد: 7519 - 2023 / 2 / 11 - 22:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

من اجل حماية الانتفاضة.
أطاحت انتفاضة الكرامة الوطنية التي أشعل نيرانها الشهيد بوعزيزي بالعميل بن على الذي حكم تونس بالحديد والنار لمدة 23 سنة وصفق له العديد من "المعارضين" بما في ذلك البيرقراطية النقابية.
انها انتفاضة عفوية باتم معنى الكلمة وهي انتفاضة شعبية عارمة بدون قيادة سياسية قادرة على تنظيم صفوف الشعب المنتفض وتحويل اللجان المتشكلة في كل مكان الى قوة مادية تواجه مناورات حكومة " الوحدة الوطنية" التي يقف وراءها الاستعمار الجديد ويشتم من خلال تركيبتها الطبخة الامريكية والمشاريع الفرنسية .
أن الحكومة الحالية-حكومة الاستمرارية- لا تعبر عن تطلعات الشعب بفعل تركيبتها وطبيعة القوى السياسية المتواجدة في صلبها فهي تضم كوادر الحزب الحاكم الذين اغتصبوا وزارات "السيادة" وبعض وجوه المعارضة الذين طبلوا لبن علي سنة 87 وامضوا الميثاق الوطني وزكوا في العديد من المناسبات الانتخابات المزورة وهي حكومة تتستر وراء ضرورة استتباء الامن من اجل ربح الوقت وتوسيع هامش المناورة وامتصاص غضب الشعب وقد كشفت تصريحات وزير الداخلية وفيما بعد كلمة نجيب الشابي على تمسك هؤلاء بالكرسي بكل الوسائل واستعمال لغة التهديد والترهيب لاقناع الشعب بوطنيتهم المزيفة.
ان ضعف البديل الثوري المهيكل والمنظم جعل الرجعية التي لم تقطع علاقتها لا ببن علي ولا بالقوى الاستعمارية المتربصة ببلادنا تحت غطاء حماية المؤسسات الاجنبية جعلها تناور وتحاول استنزاف قوى الانتفاضة وتعمل على تحضير الظروف الملائمة لقمعها لاحقا والالتفاف على كل ما حققته من مكاسب بالضبط كما سبق لبن علي ان فعل.
ان انتفاضة الكرامة في خطر فلا بد من تجميع الجهود من اجل المحافظة على درجة الاحتجاج ورد الفعل المباشر على القرارت الرسمية المنافية لروح الشعارات التي طبعت الانتفاضة.كما انه من الضروري دحض ادعاءات السلطة ووسائل الاعلام الرسمية التي ركبت الموجة واصبحت اكثر ثورية من الجماهير المنتفضة هذا من جهة اما من جهة اخرى فلا بد من بلورة التصور الثوري في ظل الاوضاع الحالية والذي يمكن تلخيص جوهره في الاقتراحات التالية: 1)المهمات العملية العاجلة
- العمل على تكوين لجان حماية الانتفاضة ودعم اللجان الموجودة من خلال اقناعها بالتشبث بمكاسب الانتفاضة: الاصرار على حراسة الاحياء رغم حضر الجولان ومواصلة كسر منع التجوال بالتواجد ليلا في الحي ومراقبة التحركات ومواصلة نقاش الاحداث مع متساكني الاحياء من اجل دعم عقلية الصمود وتحدي حالة الطوارئ وحضر الجولان والمطالبة برفع حالة الطوارئ
- تشريك جميع القوى في لجان الاحياء ورفض من لم يشارك في الانتفاضة مثل الحزب الحاكم والاخوانجية حيث لم يتحرك الاخوانجية طوال الانتفاضة ويحاول الاسلاميون الان عقد الصفقات مع الحكومة وتنشيط عناصرهم استعدادا للانتخابات القادمة.
- العمل على تشكيل لجان حماية الانتفاضة في المؤسسات وتحسيس الجماهير بضرورة تكوين هذه اللجان حتى يظل موقف الشعب مسموعا وحتى لاتسرق الانتفاضة من ايادي الشعب الذي قدم اكثر من 90 شهيدا.
- العمل على ايجاد شكل مرن للتنسيق بين الاحياء والمؤسسات على مستوى الجهات من اجل توحيد المواقف وكيفية التصرف ازاء مناورات الحكومة وكل من يريد سرقة الانتفاضة.
-2) مطالب ملحة:
لقد استهدفت الانتفاضة رموز السلطة واوكار الثراء على حساب الشعب ورموز القمع والاضطهاد مثل مؤسسات عصابة العائلات الحاكمة من جهة ومراكز القمع مثل الحرس والبوليس والمعتمدية الخ وقد وقع احراق بعض هذه المراكز بصفة عفوية لان الشعب المنتفض يدرك حق الادراك ان هذه المراكز هي رمز القمع والاستبداد وان رموز السلطة هي المتسببة المباشرة في فقر الشعب وحرمانه من خيرات البلاد وتلجيمه واذلاله ومنعه من التمتع باسط حقوقه مثل الشغل القار والمسكن اللائق والتعليم والعلاج المجانيين والتعبير الحر وحق التظاهر الخ...
لذلك ومن اجل حماية مكاسب الانتفاضة لا بد من ضمانات تقدم للشعب ولابد من اتخاذ اجراءات قانونية تحمي مصالح الشعب وتضمن له الحرية والشغل والكرامة الوطنية وتحقق له على المدى المتوسط المطالب التي رفعها خلال الانتفاضة لان مطالبها هي مطالب الشعب وهي مطالب تختلف كليا عن مطالب المعارضة الكرتونية او عن تلك التي يرفعها الاخوانجية وفي هذا الاطار يجب تحسيس كل القوى بضرورة الدفاع عن المطالب التالية:
تشكيل حكومة مؤقتة تضم عناصر وطنية منحدرة من احزاب وجمعيات مستقلة تعلن على الاجراءات التالية
- حل التجمع الدستوري وايقاف المسؤولين على حالة الفوضى والمتسببين في زرع الفتن والاعتداء على الناس والتورط في قتل العديد من الابرياء
- اقالة المسؤولين في اتحاد الصناعة والتجارة وفي اتحاد الفلاحين واعادة توزيع المسؤوليات بصفة وقتية اعدادا لمؤتمرات استثنانية يقع فيها محاسبة كل من دعم بن علي وتصدى للقواعد مثل الطرد والتجميد الخ...
- رفع حالة الطوارئ كليا واطلاق سراح الموقوفين
-اقرار حرية التعبير والنشر والتظاهر بصفة سلمية وتحجير تعنيف المتظاهرين
-تحرير الاعلام وتغيير الوجوه والمشرفين بصفة وقتية في انتظار الانتخابات لان الوجوه الحالية كانت تدعم بن علي وهي تستعمل الان لغة مزدوجة.
-اقرار منحة للعاطلين ومنحهم حق العلاج المجاني والتنقل والتخلي عن العمل بالمناولة وترسيم العمال الوقتيين.
- استرجاع كل المؤسسات والاراضي التي وقع التفويت فيها لفائدة العائلات الحاكمة
- تحسين القدرة الشرائية للشعب وذلك بالرفع في الاجور وبدعم المواد الاساسية والتخفيض في اسعار المحروقات
- تدعو الحكومة المؤقتة لتكوين لجان مختلفة تتكفل بصياغة دستور جديد وتحضر الظروف لانتخاب مجلس تأسيسي يضم عناصر منتخبة من عدة قطاعات ويمثل كل الجهات والجمعيات والنقابات والشباب العاطل والشباب الطلابي والتلمذي والنوادي الثقافية والجمعيات النسوية المستقلة بحيث تكون تركيبته تعبر عن واقع الفئات الشعبية من عمال وفلاحين وموظفين ومثقفين وتجار وحرفييين الخ...
- يحترم هذا الدستور كل المطالب التي رفعها الشعب منذ أكثر من 6عقود ويسن تشريعات جديدة تضمن مصالحه وحقه في أخذ مصيره بيده. كما يضمن حرمة البلاد والمياه الاقليمية ويدعم حركات التحرر ويقف ضد النزعة الاستعمارية الجديدة ولا يعترف بالكيان الصهيوني ويقاطع الرجعية العربية التي تريد ابقاء الشعب تحت وطئة التخلف والاضطهاد والهيمنة الاستعمارية الجديدة وفي ما يلي بعض الاجراءات العاجلة والملحة:
-يقر هذا الدستور الحريات العامة والفردية ويشجع كل اشكال التنظم الشعبي بشرط احترام الارادة الشعبية.
-يلتزم بتوفير الشغل والقضاء على البطالة والتشرد ويتعهد باسناد منح للعاطلين في انتظار تشغيلهم في اقرب وقت.
- يقر الدستور حق انتخاب الموظفين ويحدد شروط اقالتهم عند الضرورة وتعمل الجمعيات والمؤسسات منذ الان على محاسبة من تعسف على المنخرطين والناشطين
- يقر حرية المعتقد وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة في كل المجالات.
-يعمل على تشريك اللجان المختصة في ادارة المؤسسات العمومية ويصدى للرشوة والفساد ونهب البلاد ويحاسب من اجرم في حق الشعب.
- يسن نظاما جبائيا عادلا ويدعم المواد الاساسية من اجل تحسين القدرة الشرائية لعموم الشعب الكادح.

من اجل جبهة وطنية ديمقراطية شعبية
17- جانفي 2011
مشروع مطروح للنقاش مع القوى الثورية المتمسكة بمطالب الانتفاضة

#الديمقراطية_الجديدة(النشرة_الشهرية) (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات