أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عمرو إمام عمر - الفقر صناعة يجنى أرباحها الأغنياء (4)















المزيد.....



الفقر صناعة يجنى أرباحها الأغنياء (4)


عمرو إمام عمر

الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 14:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مدخل
فى الحلقة السابقة توقفنا عند بدايات القرن التاسع عشر مع خروج الحملة الفرنسية من مصر و عودة البلاد للحكم التركى ، ثم تولى محمد على الحكم بعد ثورة الشعب المصرى على الولاة الأتراك المعينين من قبل الباب العالى فى الآستانة ؛ شهدت البلاد فى تلك الفترة الكثير من الفوضى و الصراعات الشديدة بين المماليك و الأتراك بينهم و بين بعض من جهة ، و بينهم و بين المصريين من جهة أخرى ، فلقد بدأ ينمو شعوراً وطنياً خالصاً بعيدا عن الولاء للباب العالى فى الآستانة شعور مختلف اكتسبوه من خلال نضالهم ضد الفرنسيين ، فلأول مرة منذ قرون طويلة يشعر المصرى أنه صاحب البلد الأصلى ، فى نفس الوقت كانت قوة العثمانيين و المماليك قد ضعفت فقد أنقسم المماليك إلى ثلاثة فرق ، الأول بزعامة ”محمد بك الألفى“ الذى ارتمى فى أحضان الإنجليز ، و الفريق الآخر بقيادة ”عثمان بك البرديسى“ الذى أقام علاقات قوية مع الفرنسيين ، بينما بقى فريق ثالث بقيادة ”عثمان بك حسن“ آثر أن يقف على الحياد ، و الدولة العثمانية لا تستطيع فرض سيطرتها على البلاد خصوصا و أن المماليك حاولوا استعادة نفوذهم القديم ، و توالى الولاة واحدا تلوا الآخر ، عجزوا جميعا عن القيام بمهامهم ، فمنهم من قتل قبل أن يصل إلى القاهرة ، و من وصل إليها أختبأ خلف أسوار القلعة لا يغادرها خوفا على حياته ، فلقد انتشرت موجات من القتل و العنف نتيجة للصراع بين المماليك و بين الأتراك ، و لقد أنعكس ذلك على حياة المصريين …

نتيجة لذلك تراجعت هيبة المماليك و العثمانيين الأتراك التى كانت فى عيون المصريين و أخذوا ينظرون لهم نظرة الغريب المحتل ، فلقد ظهر خلال الحملة الفرنسية مجموعة من الزعامات الشعبية ارتبط بها المصريين و حظوا باحترامهم ، و منهم على سبيل المثال الشيخ عمر مكرم ، الشيخ السادات ، الشيخ الشرقاوى ، الشيخ محمد الأمير و غيرهم ، فى نفس الوقت بدأت أيادى الغرب تتدخل فى الشئون الداخلية للبلاد ، و بدأ يظهر على السطح اسم ”محمد على“ خلال قيادته للجنود الأرناؤوط و الألبان فى مواجهتهم مع المماليك اللذين ضعفت شوكتهم بعد معاركهم التى نشبت بينهم و بين الفرنسيين و لم يبقى منهم سوى أربعة آلاف مملوك ، و بضعة مئات من الأرقاء اللذين استجلبوهم ، و كان أنضم لهم بعد خروج الحملة الفرنسية بضعة مئات من الجنود الفرنسيين قد يصل عددهم إلى ثلاثمائة اللذين لم يرحلوا مع الحملة و آثروا البقاء فى مصر و انضموا إلى صفوف المماليك ، هذا فضلا عن التنافس و الصراع بينهم و بين بعض ، كل هذا أدى إلى تنامى الروح القومية لدى المصريين و الرغبة فى أن يكون لهم رأى فى من يحكمهم ، فهم لم ينسوا مظالمهم القديمة سواء مع الترك أو المماليك ، فالشعب هو الذى قاد الثورات ضد المحتل الفرنسى و الزعامات الشعبية اصبح لها تواجد ملحوظ كونتها الظروف السياسية المتقلبة ، و اصبح لهؤلاء الزعماء صوت مسموع لتتطور الأحداث ليفرض الشعب المصرى و زعماءه على الباب العالى أسم محمد على ليكون واليا على مصر ...

منذ بدايات القرن التاسع عشر شهد تغيرات كبيرة فقد أطيح بملوك و جاء آخرون تغيرات كثيرة بدأت تحدث فى الخريطة السياسية للعالم ، فإذا كان نابليون الضابط الفرنسى الكورسيكى قد استطاع اعتلاء عرش فرنسا ليصبح إمبراطور برغبة الشعب ، ففى المقابل جاء محمد على(1) الضابط الألبانى ليتولى حكم مصر برغبة الشعب أيضاً ، استطاع محمد على أن يكسب ثقة الزعماء الشعبيين إذ أجتمع كافة رؤساء الطوائف و ذهبوا إلى فى شكل مظاهرة وطنية أنضم لها الكثيرين منادين بسقوط الوالى التركى و معلنين تولية محمد على زمام الأمور ، و بالفعل يتولى محمد على المنصب و أستطاع التخلص من المماليك منافسيه الأساسيين بعد معارك متتالية فى القاهرة و الجيزة و الصعيد و أخيرا أستطاع الإجهاز عليهم بشكل كامل بعد مذبحة القلعة الشهيرة …

الاقتصاد المصرى و الشامى من عهد من المماليك إلى محمد على
لن ادخل كثيرا فى السرد التاريخى لمحمد على ، و لكنى سأركز على الناحية الاقتصادية ، فمن المعروف تاريخيا أنه يعتبر مؤسس مصر الحديثة ، و تلك حقيقة لا انكرها و لكن يجب أولا أن نعرج سريعا على شكل الاقتصاد المصرى فى تلك الفترة و نمط توزيع الملكية و الإنتاج و التجارة ، خلال فترة المماليك و حتى بعد استيلاء الدولة العثمانية على حكم مصر ؛ كان الاقتصاد خاصة فترة حكم العثمانيين تحت سيطرة تحالف تم بين التجار و المماليك ، و كان المصدر الرئيسى لهؤلاء هو التجارة الناتجة بينهم و بين باقى ولايات الدولة العثمانية ، هذا بخلاف الأراضى الزراعية و التى لها وقفة أخرى ، و يمكننا أن نوصف أنه كان هناك سوقا عثمانياً تتأثر بالتقلبات و التغيرات الداخلية إلا أنها كانت ضعيفة التأثر بالتقلبات الخارجية ، و مع أنتصاف القرن الثامن عشر حدثت تغيرات كبيرة فقد كانت أوروبا فى حاجة للمواد الخام التى تنتجها مصر و البلدان العربية و من أجل تحويل تلك السلع إلى الأسواق الأوروبية كانت الدول الأوروبية تقدم حوافز مالية كبيرة تفوق ما تقدمه السوق العثمانية ، و فى نفس الوقت كانت أوروبا(2) فى حاجة إلى سوق لصرف السلع المصنعة فكانت تصدر إلى باقى دول العالم ، فى المقابل كان المماليك يشترون الأسلحة من أوروبا و لكى يتم دفع ثمنها كان يتم مبادلتها بمنتجات زراعية ، و مع مرور الوقت حدث عجز فى الميزان التجارى لصالح أوروبا و إن كان مع مرور الوقت أمكن تعويض جزء من هذا العجز من خلال سوق التجارة الداخلية العثمانية ، إلا إن التجارة مع أوروبا ازدادت و مع حلول عام 1840 أصبحت أوروبا الشريك التجارى الرئيسى لمصر و باتت جزء من النظام العالمى الأوروبى الجديد ، أى أصبحت عرضة لتقلبات السوق العالمية أكثر من استجابتها للسوق الداخلية …

شهد سوق التجارة فى مصر ما عرف بتعدد العملات ، فقد كان هناك العملات الأجنبية أو الغربية ، و تلك كان لها مكانتها فى المعاملات التجارية الكبيرة ، أما التداولات اليومية فكانت من خلال العملات المضروبة محلياً ، و بسبب واقع الحياة الاقتصادية بسبب سوء أوضاع و إدارة الدولة العثمانية انخفضت قيمة العملة المحلية بشكل كبير بدأ من القرن السابع عشر ، و كان من اشهر العملات الغربية تداولا هو الريال الهولندى الذى أنتشر فى الشام و فى أراضى الحجاز ، و كان مضروباً من الفضة و قد نقش عليه رسما لأسد لذا عرف باسم ”القرش الأسدى“ و أحيانا باسم ”أبو كلب“ ، أما العملة الغربية التى كانت تحظى بالاحترام الشديد هو ”الدوق البندقى“ ، و كان يضرب من الذهب و كان ذو قيمة ثابتة ، فوزنه 3� جراماً ظل ثابتا من عام 1516 ، و كان يطلق عليه ”الشريف البندقى“ ، وكان يعادله من العملة المحلية ”الشريف المحمدى“ الذى كان عملة ذهبية محلية تعادل البندقى فى الوزن(3) …

أما العملات المحلية للأسف الشديد كان هناك ثمة اختلافات كبيرة تحدث بين الحين و الآخر بين القيمة الفعلية و قيمتها الاعتبارية ، و ذلك بسبب التلاعب الدائم فى قيمة النقود الفضية التى كانت تصك بالقاهرة ، لذا أتجه المسئولين إلى تثبيت قيمتها الاعتبارية التى كانت أعلى من قيمة الفضة التى تشملها ، كما انتشر لفترات طويلة ظاهرة تزييف العملة مما زاد من اضطراب الأسواق التجارية ، و هناك أيضا ”القرش الأسبانى“ أو ”قرش إشبيلية“ الذى لعب دوراً كبيراً فى التجارة العربية خاصة فى القرنين السابع عشر و الثامن عشر ، و عرف فى الوثائق العربية بـ ”الريال المشط“ كما ذكر فى وثائق المحاكم فى تلك الفترة …

تأثرت التجارة الخارجية بعد أكتشاف البرتغال لطريق رأس الرجاء الصالح لم تعد لها الثقل الكبير فى العملية الاقتصادية و التى اقتصرت على التبادل التجارى مع البلدان المجاورة من ولايات السلطنة العثمانية ، حتى جاءت الحملة الفرنسية على مصر ، ثم تولى محمد على الولاية حيث شهدت البلاد أنفتاحاً كبيرا …

الملكية الزراعية فى مصر و الشام خلال الحكم التركى
تعتبر الزراعة هى حجر الأساس الذى تأسست عليه الحضارة المصرية ، فقد كانت السيطرة على الأراضى الزراعية تعنى السيطرة شبه الكاملة على ثروات البلاد ، فهى أيضا تنشأ حولها مجموعة من الأنشطة المكلمة لها مثل بعض الصناعات التى تعتمد على المنتجات الزراعية كذلك عمليات النقل و الملاحة الداخلية لنقل المنتج الزراعى ، لذا فقد عملت الحكومات المركزية خلال فترات طويلة من حكم مصر على تنظيم علميات الرى و التحكم فى المياه و تطوير إنشاء الترع و المصارف و القناطر ، و ذلك لحتمية جغرافية ، فمصر تتألف من ثلاثة عناصر أساسية هم النهر و الصحراء و البحر ، و إن يشكل النهر و الصحراء الجانب الأكبر تأثيراً فى تلك العناصر الثلاثة ، و لطبيعة نهر النيل فهو فى مستوى منخفض من الأرض و للاستفادة من جريانه يجب العمل دائما على شق الترع و المصارف و أى إهمال فى تلك النقطة يؤثر بشكل كبير على الناتج الزراعى ، لذا فلا يمكن دراسة تاريخ مصر بدون دراسة تطور الملكية الزراعية و دورها الاقتصادى و الاجتماعى …

لم تعرف مصر الملكية الفردية للأرض الزراعية حتى بدايات القرن التاسع عشر ، فقبل ذلك كانت الأرض ملكاً للدولة(4) و كان يتم توزيعها على الفلاحين كحق انتفاع فقط منذ عهد الفراعنة و هذا الحق عادة ما يكون لمدة عام أو أكثر ، و يقوم بتوزيع الأراضى مشايخ القرية على الفلاحين القادرين على زراعة الأرض سنوياً و حق الانتفاع هذا قد يكون لمدة عام أو أكثر و فى أحيان كان يتم توريث حق الانتفاع ، و قد أقتصر نظام حق الانتفاع فقط على الأراضى الزراعية ، بينما الأراضى غير الزراعية فقد اعتبرت حق مشاع ، و لقد أعطت دولة المماليك ثم العثمانية بعد ذلك لقبائل البدو حق الاستيطان فى الأراضى غير المزروعة ولكن لا يتملكونها ، و فى نواحى الشام و سوريا ، سنجد أن السلطان أعطى قبائل البدو التركمان حق المراعى فى الغابات دون أن تكون ملكية الأرض حق لهم ، و فى خلال حكم المماليك تم توزيع بعض الأراضى على المماليك كأقطاعيات(5) ينتفعون بها و لكن ليس لهم حق التوريث ، و كان الأمير من المماليك يملك حق ما بين قرية واحدة إلى عشرة قرى ، بينما المملوك العادى عادة ما يستحوذ على ضيعة(6) ، و فى بعض الأحيان نصف ضيعة ، أما الفرسان منهم فكان لهم جزء من قرية ، و فى أحيان كان الحاكم يعطى بعض الأراضى التى هى فى الأصل بور لكبار رجال الدولة من الموظفين لاستصلاحها و زراعتها ، و خلال فترة الحكم التركى باتت الأراضى أرضاً سلطانية خاصة التى كانت فى حوزة سلاطين المماليك و الإقطاعات العسكرية و أى ارض لم يتمكن واضعو اليد عليها من أثبات ملكيتهم لها ، خلال فترة حكم الأتراك كان فى أحيان الوالى الباشا عندما يريد أن يكسب ولاء قواد العسكر يوزع عليهم أملاكا و مزارع لتصبح ملكا خاصا بهم ، أما فى الشام فلم تذكر الوثائق أى مخطوطات تتعلق بالممتلكات السلطانية ، و هناك ما عرف باسم الأراضى الخراجية و هى تمثل أراضى الالتزام و قد عرفت تلك الأراضى باسم الوسية فكانت تمنح للملتزم على أن يقوم بدفع الضرائب المقررة عليها مقدما – Tax Farming - على أن ينتفع بما تنتجه ، فى بداية هذا النظام كان يتم تجديد الالتزام سنويا و لكن مع مرور الوقت اصبح للملتزم حق توريث الأرض لأولادهم ، أو ببيع حق الالتزام ، و الملتزم كان إما من أفراد الحاميات العسكرية أو أمراء المماليك أو التجار و الأفندية من موظفى الدولة ، و بعضهم من رجال دين ، و أحياناً بعض شيوخ القبائل البدوية ، و فى أوقات أخرى يكون أحد كبار بطن من بطون العشائر التى تقطن القرية ، مما كان له أثر كبير فى تشكيل سلطة زعامات العشائر و القبائل(7) ..

أما المدن المعطاة كأقطاعيات و اذكر هنا بعض المدن كمثال سرمين ، معرة النعمان ، و سلمية فى شمال سوريا ، نابلس(8) فى فلسطين ، أشمون و دمنهور و أطفيح و عيذاب فى مصر فكانت من نصيب كبار الأمراء ، أما المدن الكبرى مثل القاهرة و الإسكندرية و دمياط و رشيد و دمشق و حلب فكانت تؤول للسلطان فى إسطنبول و يديرها مندوب عنه حتى عام 1812 ، ثم تم إلحاقها بكيخية(9) الوالى و كان عليه أن يدفع من مداخيلها السنوية نفقات الحامية و الإدارة بالإضافة إلى ضريبة سنوية للسلطان ،أما فى الشام فإننا لا نجد خلال القرن السادس عشر و ما قبله ، و فى خلال فترة حكم العثمانيين الذى أستمر أكثر من قرنين كان الصراع بين ما بقى من المماليك و الدولة العثمانية متأرجحاً ، فإذا كان الوالى قوياً استطاع أن بفرض سيطرته ، و إذا كان ضعيفاً ، استطاع المماليك أن يفرضوا سيطرتهم و فى الحالتين كان الشعب يعانى بينهم أقسى ألوان الظلم و التعسف ، فى المقابل كانت ملكية الأرض – أو حق الانتفاع بها فى الحقيقة – أحد العناصر الأساسية فى الصراع الدائم بين المماليك من جهة و بين و الدولة العثمانية فى الجانب الآخر …

و بهذا يمكننا تقسيم حيازة الأراضى فى مصر إبان الحكم العثمانى إلى خمسة أنواع : -
(1) أراضى الالتزام ، و هى كما شرحنا من قبل التى كان يلتزم بها شخص لدفع الضرائب المقررة عليها مقدما للدولة و كانت تعتبر من أهم سمات حيازة الأراضى
(2) الإقطاعيات العثمانية ، و هى أراضى المماليك التى صادرها الأتراك بالإضافة إلى أراضى الإقطاعيات العسكرية و كلها كانت تحت سيطرة السلكان العثمانى بشكل مباشر
(3) أراضى المسموح ، و هى الأراضى التى كان يتم منحها لبعض المشايخ أو لرؤساء القبائل البدوية
(4) أراضى الرزقة ، و هى أراضى كان يمنحها السلطان لبعض المقربين من كبار موظفى الدولة و كان لأصحابها حق توريثها و كانت معفاة من الضرائب ماعدا ضريبة رمزية كانت تدفع للسلطات المحلية نظير حمايتها و كان يطلق عليها أراضى ”الرزقة بلا مال“ أو ”الوسية“ ، و كانت عادة تؤجر للفلاحين نظير إما جزء من المحصول أو مبالغ نقدية
(5) أراضى الأوقاف ، و هى أراضى كان يتم وقفها للمساجد و الأضرحة و لأعمال البر و كانت تعفى من الضرائب عدا ضريبة الحماية ، و عادة كان يتم يستأجرها الوجهاء و الأمراء ثم يقوموا بإعادة تأجيرها إلى الفلاحين بعد أن يقوموا بتقسيمها إلى قطع صغيرة

حياة الفلاحون و القرية المصرية فى العهدين المملوكى و العثمانى
لم يحبذ الأمراء من المماليك أو الأتراك المعيشة فى القرى التى كانت تمثل أقطاعاتهم ، و إن سكنها المماليك من الفرسان فكانوا فى أوقات السلم يقيمون فى إقطاعياتهم يشرفون على أدارتها و كان يتم استدعائهم عند الحاجة إليهم للخروج فى حملات عسكرية لإخماد أحدى الفتن الداخلية أو لصد عدو خارجى ، و إن قل عددهم بعد ذلك خصوصا مع بدايات الدولة المملوكية الثانية – 1416م - ، الفئة الثانية التى كانت تسكن القرى هم العبيد و الجوارى الذين ملكهم التجار و الفقهاء و القضاة(10) ، أخيراً ”الفلاحين“ و هم السكان الأصليين للقرى و هم القوى المنتجة الحقيقية بها ، و للأسف الشديد كانوا يعيشون فى حالة من القحط و الفقر و الجهل ، ملابسهم رثة متسخة نتيجة للعمل الشاق فى الحقل ، بالكاد تخفى عوراتهم ، أما عن الأطفال يقول المؤرخ الفرنسى ”بريس دافن“(11) ، ”عن الأطفال لن يرى الناظر شيئاً اقبح من هؤلاء الأطفال العراة ، اللذين لم يغسلوا وجوههم فى حياتهم قط و قد حاصر الذباب جفونهم ...“(12)، فالغذاء فى غالبه من ناتج المزروعات لا يزيد عن بعض الفول المسلوق ،و الكوسة ، اللفت ، التمر ، و قليلا من السمك خاصة فى فترة أنحسار الفيضان ، و أحيانا بعض الطيور التى يربونها و لا يعرفون اللحم الأحمر إلا فيما ندر عادة فى الأعياد و المواسم ، فالفلاح يعيش فى عذاب متصل ما بين جشع الجباة و أسياده من الأمراء سواء من المماليك أو الأتراك ، كذلك فساد رجال الإدارة من السلطة المركزية ، و مهما أنتج الفلاح من محصول فلن يستطيع تدبير ما يضمن له المستقبل ، فكلما ازداد هو فقراً ، عظمت ثروة الأسياد ، و لا ملاذ له سوى الإذعان للقضاء و القدر ، هذا ما تعلمه من أرباب الدين من المشايخ و تغلغل هذا الفكر فى عقله ؛ أما الفلاحين العاملون فى الأرض التى كانت تحت أمرة الملتزمين(13) ، فكانوا يعاملوا معاملة العبيد يأتمر بمشيئة أسياده ملاك الأرض ، فلا يحق له الخروج من القرية إلا بإذن من سيده و لمدة يحددها هو ، و إذا حاول الهرب كانت السلطات تلزمه بالعودة بالقوة إلى أقطاعية سيده(14) ، و كان السيد عادة يأمر بجلده أو بوضعه فى السجن و أحيانا يأمر بقلته ، و من المرويات قام فلاحوا ”قرية رزقة“ فى وسط الدلتا يشكون أمر سيدهم إلى الحاكم العام و يطلبون منه التدخل لإصدار أوامره على السيد الإقطاعى بتخفيض الضرائب و الإيجارات فرد الحاكم طلبهم بالإيجاب ، أما الإقطاعى فأجاب بكل صراحة و نفور ”لا يحق لأى إنسان أن يتدخل بين السيد و عبيده ، و لن افعل كذا ...“(15).

الضرائب على الأطيان
الفلاحون مقابل حراثة الأرض و زرعها كان الإقطاعى يفرض عليهم ضريبة الخراج ، أما الإقطاعيات السلطانية فكانت توضع فى عهدة ملتزم يقوم بدفع قيمة الضرائب المفروضة على القرية المخصصة له مقدماً ، ثم يقوم هو بجمع المال من الفلاحين ، و نظام الالتزام بدأ بالأراضى الواقعة على الشاطىء السورى و الفلسطينى ، ثم عرفت مصر هذا النظام فى القرن الخامس عشر(16) ، و نظام الالتزام يعتبر انعكاساً لضعف السلطة المركزية ، و بسبب تعدد الضرائب على الفلاح و النسبة التى يفرضها عليه سيده الإقطاعى لا يبقى له شيئا تقريبا ...



______________________________________________________


هوامش

1) ولد محمد على فى مدينة قوله الألبانية فى سنة 1769 ، و الطريف أنه ولد فى نفس العام نابليون بونابرت ، جاء إلى مصر كضابط ضمن الفرقة الألبانية المرسلة لمحاربة الفرنسيين ، ثم رقى إلى رتبة قائد طابور و بقى بمصر بعد خروج الحملة الفرنسية و ترقى إلى رتبة رئيس حرس السرى.

2) شهدت أوروبا خلال القرن الثامن عشر ثورة صناعية حيث أنتشر إحلال الآلة محل العمل اليدوى ، فكانت نهضة علمية تنوعت فيها الأبحاث والتجارب لتشمل كافة فروع العلوم أدت إلى أختراعات و أكتشافات نعيش أثرها حتى اليوم ، من استخدام الطاقة البخارية إلى التصنيع الكيميائى و تطوير الآلات و ظهور أنظمة المصانع الميكانيكية ، هذا أدى إلى اثر بالغ على الحياة الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية الأوروبية و ساعد على نمو معدل السكان بشكل غير مسبوق ، و كانت المنسوجات هى الصناعة المهيمنة خلال الفترة الأولى من الثورة الصناعية من حيث رأس المال و العمالة و الإنتاج.

3) أندريه ريمون - الحرفيون و التجار فى القاهرة فى القرن الثامن عشر (الجزء الأول) ، الفصل الأول العملات

4) خلال فترات التاريخ ظهرت بعض الملكيات الخاصة على بعض المساحات إلا أنها لم تشكل ثقلا مؤثراً على نظام الملكية العام و بقيت الدولة ممثلة فى الحاكم هى المسيطر على الجانب الأعظم من الأراضى

5) لم تكن هناك قاعدة ثابتة لترقية الفرسان أو الأمراء من المماليك و بالتالى زيادة أقطاعتيهم ، ففى بداية دولة المماليك كانت الإقطاعيات وراثة ، كما كانت تنعم الدولة على أبناء الأمراء بالمنح المالية و العينية و إذا ما أصبحوا شبانا أقوياء مدربين على الفروسية و الحرب خلع السلطان عليهم لقب فرسان الحلقة ، و فى فترة الحكم العثمانى كان هناك صراع بين الأرستقراطية القوقازية الشراكسة و ولاة السلطان للاستيلاء على إقطاعيات كانت تحت أمرة المماليك أو كانت تحت إشراف السلطان أو الوالى ، و يذكر المؤرخون أن كثير من الإقطاعيات كانت تُهب مقابل المال و يكون الواهب هنا إما الإقطاعى السابق أو السلطان نفسه ، كذلك كثيرا ما باع فرسان الحلقة الإقطاعيات التى خصصت لهم إلى بعض المواطنين من كبار التجار أو رجال الدين و أحيانا كان بعضها تباع للمماليك الخصوصيين اللذين ظلوا فى خدمة سيدهم و لم يصبحوا فرسان ، و كانت الإقطاعيات تجرد من آمرها فى حالة مرضه أو إصابته بعاهة مثل العمى أو أمراض الشيخوخة أو الشلل ...

6) الضيعة هى الأرض ذات الغلة أو الأرض المُغلة ، و فى مصر كانت تطلق على مساحات من الأرض إلى تضم من ثلاثة إلى خمسة قرى زراعية ...

7) بعض زعماء القبائل و العشائر ملكوا معاً أقطاعية واحدة ، و فى أحيان يملكها إثنين مناصفة ، و إذا كانوا أكثر تملكوها شركة يأخذ كُل قسمته حسب قوة و سطوة العشيرة و عددها ...

8) كانت نابلس عادة تقسم ما بين أميرين تركيين فى عهد الأيوبيين ، و استمر الحال إلى عهدى المماليك و الأتراك

9) الكيخية هو مجلس مختص بإدارة الإقطاعيات و كان مقره القاهرة

10) ابن إياس ”بدائع الزهور فى وقائع الدهور“ ، الجزء الثانى

11) آشيل كونستان تيودور إيميل پريس داڤن عالم آثار و مصريات و معمارى و مؤرخ و مستشرق فرنسى ولد عام 1807 و توفى فى عام 1879 ، و قد أشتهر باسم إدريس أفندى

12) من كتال بريس دافن ”إدريس أفندى فى مصر“

13) خلال فترة الحملة الفرنسية على مصر حاول نابليون إعادة النظر فى قوانين الملكية و المواريث و الضرائب ، خاصة و أن عدد كبير من القرى قتل ملتزميها من المماليك فى المعارك الحربية و بعضهم فر خارج البلاد ، و كان هناك رأيين الأول أن الفرصة سانحة لإدخال إصلاحات عامة فى ملكية الأراضى الزراعية و جعل الفلاحين هم ملاك للأرض و بهذا يضمن ولائهم ، و الرأى الآخر الإبقاء على النظام القديم على أساس إن الملتزمين هم الأقدر على إدارة دفة الأمور المالية فى الريف ، إلا إن نابليون صرف النظر عن الأمر بأكمله ...

14) إبن إياس ”بدائع الزهور فى وقائع الدهور“ الجزء الخامس

15) المصدر السابق نفسه

16) شهاب الدين أحمد النويرى ”نهاية الأرب فى فنون الأدب“ المجلد الثامن



المصـادر

• د. أمين مصطفى عفيفى عبد الله ، تاريخ مصر الاقتصادى و المالى فى العصر الحديث ، مكتبة الأنجلو المصرية ، الطبعة الثالثة 1956
• الأمير على الحسنى ، تاريخ سوريا الاقتصادى ، مطبعة بدائع البنون دمشق الطبعة الأولى 1923
• أنور زقلمة ، المماليك فى مصر ، مكتبة مدبولى ، الطبعة الأولى 1995
• أندريه ريمون ، الحرفيون و التجار فى القاهرة فى القرن الثامن عشر (الجزء الأول) ، المجلس الأعلى للثقافة ، المشروع القومى للترجمة ، الطبعة الأولى 2005
• أندريه ريمون ، الحرفيون و التجار فى القاهرة فى القرن الثامن عشر (الجزء الثانى) ، المجلس الأعلى للثقافة ، المشروع القومى للترجمة ، الطبعة الأولى 2005
• تقى الدين أبى العباس أحمد بن على بمن عبد القادر العبيد المقريزى ، السلوك لمعرفة الملوك (الجزء السادس) ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى 1997
• دكتور جورج نسيم يوسف ، تاريخ العلاقات بين الشرق و الغرب فى العصور الوسطى ، مؤسسة شباب الجامعة ، الطبعة الأولى 1988
• دكتور سعيد عبد الفتاح عاشور ، المجتمع المصرى فى عصر سلاطين المماليك ، الطبعة الثانية 1992
• ڤ. هايد ، تاريخ التجارة فى الشرق الأدنى فى العصور الوسطى (الجزء الثالث و الرابع) ، ترجمة أحمد رضا محمد رضا ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، الطبعة الأولى 1994
• دكتور نبيل السيد الطوخى ، طوائف الحرف فى مدينة القاهرة فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر (1841 - 1890) ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، الطبعة الأولى 2009
• الأب هنرى عيروط اليسوعى ، الفلاحون ، ترجمة دكتور محمد غلاب ، شركة الإعلانات الشرقية ، الطبعة الثانية غير مذكور السنة
• جمال الدين أبى المحاسن يوسف بن تغرى بررى الأتابكى ، النجوم الزاهرة فى ملوك مصر و القاهرة ، دار الكتب المصرية ، الطبعة الأولى 1929
• الناصرى محمد بن أحمد بن إياس ، بدائع الزهور فى وقائع الدهور ، وزارة الأبحاث العلمية و التكنولوجية لألمانيا الاتحادية ، طبعة 1975
• عبد الرحمن بن حسن الجبرتى ، مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس ، دار الكتب المصرية ، الطبعة الأولى 1998
• عبد الرحمن بن حسن الجبرتى ، عجائب الآثار فى التراجم و الأخبار ، مؤسسة هنداوى للتعليم و الثقافة ، طبعة إلكترونية 2012
• دكتور رؤوف عباس حامد ، تطور المجتمع المصرى فى القرن التاسع عشر ، طبعة إلكترونية غير مذكور السنة
• دكتور رؤوف عباس حامد ، الملكيات الزراعية و دورها فى المجتمع المصرى (1837-1914) ، طبعة إلكترونية غير مذكور السنة
• شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويرى ، نهاية الأرب فى فنون الأدب (المجلد الثامن) ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى 2004
• دكتور على بركات ، تطور الملكية الزراعية فى مصر و اثره على الحركة السياسية (1813-1914) ، دار الثقافة الجديدة غير مذكور السنة أو رقم الطبعة
• دكتور محمد مدحت مصطفى ، نشأة و إقرار الملكية الفردية للأراضى الزراعية فى مصر ، رؤية للطباعة و النشر ، الطبعة الأولى 2013
• د. نللى حنا ، تجار القاهرة فى العصر العثمانى (سيرة أبو طاقية شاهبندر التجار) ، ترجمة دكتور رؤوف عباس ، طبعة إلكترونية
• دكتور محمد عبد الغنى الأشقر ، أتابك العسكر فى القاهرة عصر المماليك الجراكسة (784-1517) ، مكتبة مدبولى ، الطبعة الأولى 2003
• أندريه ريمن ، القاهرة تاريخ و حضارة ، ترجمة لطيف فرج ، دار الفكر للدراسات و النشر و التوزيع ، الطبعة الأولى 1994
• نسمة سيف الإسلام سعد إمام - المجتمع و فقراء القاهرة فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر (مجلة المؤرخ المصرى المجلد 60 العدد 1 يناير 2022)
• بريس دافين ، إدريس أفندى فى مصر ، سلسلة كتاب اليوم العدد 323 يوليو 1991 غير مذكور المترجم
• دكتور أحمد أحمد الحتة ، تاريخ الزراعة المصرية فى عهد محمد على الكبير ، دار المعارف المصرية 1950
• إبراهيم عامر ، الأرض و الفلاح المسألة الزراعية فى مصر ، الدار المصرية للطباعة و النشر و التوزيع ، الطبعة الأولى 1958



#عمرو_إمام_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر صناعة يجنى أرباحها الأغنياء (3)
- الفقر صناعة يجنى أرباحها الأغنياء (2)
- الفقر صناعة يجنى أرباحها الأغنياء (1)
- الأزمة التونسية و خديعة لعبة الديمقراطية !
- النيل و التطور الحضارى فى مصر (2)
- النيل و التطور الحضارى فى مصر (1)
- خطوات فى عالم الفلسفة
- مغامرة الإبحار فى عالم محمود أمين العَالِمْ و ”فلسفة المصادف ...
- الأخلاق بين الاغتراب و الدين و الرأسمالية
- الإمبريالية تطورها و صراعها الاستعمارى (الحلقة الثالثة عشر)
- الإمبريالية تطورها و صراعها الاستعمارى (الحلقة الثانية عشر)
- الإمبريالية تطورها و صراعها الاستعمارى (الحلقة الحادية عشر)
- الإمبريالية تطورها و صراعها الاستعمارى (الحلقة العاشرة)
- الإمبريالية تطورها و صراعها الاستعمارى (الحلقة التاسعة)
- الإمبريالية الإستعمارية و حركات التحرر الوطنى (الحلقة الثامن ...
- الإمبريالية الإستعمارية و حركات التحرر الوطنى (الحلقة السابع ...
- الإمبريالية تطورها و صراعها الإستعمارى (الحلقة السادسة)
- الإمبريالية تطورها و صراعها الإستعمارى (الحلقة الخامسة)
- الإمبريالية تطورها و صراعها الإستعمارى (الحلقة الرابعة)
- الإمبريالية الإستعمارية و حركات التحرر الوطنى (الحلقة الثالث ...


المزيد.....




- الأول في الشرق الأوسط.. صندوق النقد الدولي يفتتح مكتبا إقليم ...
- بلينكن يدعو الصين إلى -منافسة اقتصادية صحية-
- أردوغان: نهدف لرفع التبادل التجاري مع ألمانيا إلى 60 مليار د ...
- تكلفة باهظة والدفع بالعملة الصعبة.. كيف يبدو أول موسم للحج م ...
- رغم تضاعف أرباحها.. ما أسباب التراجع الكبير لأسهم -ميتا-؟
- ارتفاع أرباح مصرف أبوظبي الإسلامي 32% في الربع الأول
- اقتصاد الإمارات ينمو 3.3% في أول 9 أشهر من 2023
- -أبيكورب- تبدأ بيع سندات خضراء لأجل 5 أعوام
- أسهم أوروبا تتراجع وسط تباين أرباح الشركات
- الإمارات وتشيلي تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عمرو إمام عمر - الفقر صناعة يجنى أرباحها الأغنياء (4)