أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله سلمان - مهرجان البصرة الرياضي والهوية الوطنية العراقية














المزيد.....

مهرجان البصرة الرياضي والهوية الوطنية العراقية


عبدالله سلمان
كاتب وباحث

(Abdallah Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العامل الثقافي ركن اساسي في الهوية الوطنية العراقية واللسان هو العامل المشترك الذي تُبنى عليه ملامح الهوية الوطنية مضافا اليه الممارسات اليومية الاجتماعية بما يعرف بالتقاليد والاعراف والسلوكيات الفردية والمجتمعية والفن والشعر والريازة والارث الحضاري تلك العوامل تفاعلت مجتمعتا و شكلت اطار الهوية الوطنية العراقية . ان العقل الجمعي للمجتمع العراقي يفكر بلغة واحدة رسمت المسار التاريخي للوطن والمواطن ونشأت بذلك هويته الثقافية العربية .
لقد خطط الاحتلال الامريكي للعراق في عام 2003 بمشورة بريطانية على انهاء الهوية الوطنية العراقية وجعلها بدون ملامح بتقسيم الاجسام السياسية العراقية التابعة للمخابرات الاجنبية كقوة تحكم العراق على اساس مكونات متنافرة يفتقد كل مكون لعوامل القوة التاريخية والثقافية العراقية فسلب من الاكراد عراقيتهم ومن الجنوب عروبتهم ومن الغرب انتمائهم الوطني . ان هذا التوجه يتماهى مع المنطلقات الفكرية للتظيمات الاسلامية والسياسية الاممية باعتبار الاوطان حالة انكماش لمشروعهم العابر للحدود لذا هاجم اعلام هذه التجمعات السياسية بضراوة الهوية الوطنية العراقية العربية ، فكان العزل الثقافي والاقتصادي للعراق عن محيطه العربي ترسيخا لمفاهيم لا يستسيغها المجتمع العراقي والارتباط سياسيا بايران وتفضيل مصالح ايران على مصالح الشعب العراقي واضعاف الانتماء الوطني واعتبار الهوية الوطنية العراقية والتمسك بها جزءا من التمسك بالنظام السياسي قبل الاحتلال الذي تختلف معه احزاب السلطة اللاوطنية وبهذا الربط تعتبر الهوية الوطنية العراقية العربية تهمة تخالف قانون المحاصصة وليست هوية تاريخية والخيانة للوطن وجهة نظر محل اعتبار . لقد عمل المحتل وفيالقه الثقافية لمدة عشرين عاما لجعل العراق بلا هوية و باقل تقدير هوية بدون ملامح لا تستند الى ثقافة او تاريخ فهاجمت تاريخ العراق وقزمته وعملت على تزييف القصص التاريخية والعبث في العمران والريازة العراقية العربية في ربوع العراق واهمال بعض المعالم التاريخية ومحاولة ازالة القسم الاخر وتشويه الرموز والشخصيات التاريخية وتحقير الانتماء الوطني العربي . وجعل قيمة المواطن العراقي بمستوى ادنى من المواطن الايراني امعانا بتحقيره .
وما شاهدناه من مظاهر البهجة والفرح والكرم في مهرجان البصرة الرياضي لدول الخليج العربي ليعبر عن عمق تمسك اهل العراق بهويتهم الوطنية ذات الطابع العربي وامعانا بالتحدي للقوى صاحبة المصلحة النفعية المرتبطة بايران ومن الطبيعي ان يحتفي العراقي بالعربي القادم من الخليج كما تفعل كل شعوب الارض اذ تعانق انتمائها الوطني والثقافي فتلك المجموعات التركية المتاخمة لتركيا جغرافيا والبعيدة عنها تعتبر التركية رابط وهوية وطنية وكذلك الروس والبلوش القاطنين في باكستان وايران و افغانستان فلماذا استكثار الانتماء العربي للعراقيين وهو انتماء اصيل نسبا وتاريخا وليس ارتباطا جغرافيا فحسب او شعارات لاحزاب او افكار سياسية .
فان الهوية الوطنية العراقية عربية بالاصالة وليس بالسياسة او الشعارات او التناحرات الحزبية ، لم يعاني اي ضيف من الخليج اي اشكال لغوي او اجتماعي فالتقاليد واحدة وطريقة الفرح كذلك. ولا تتحمل الهوية الوطنية العربية للعراق اوزار المنعطفات السياسية في تاريخ المنطقة او اوهام التوسع الفارسي التاريخي ونزعته العدوانية على حساب العراق .
عندما يدافع اهل العراق عن هويتهم الوطنية العربية فهذا حقهم الطبيعي لان ذلك ليس مشروعا سياسيا قادما للمنطقة بل واقعا فرضته عوامل اللغة والتقاليد والتاريخ توجب النظر بايجابية لتطور العمل المستقبلي اقتصاديا وعلميا ونهوضا . فان توفرت الارادة السياسية لدول المنطقة تخلق المزيد من فرص التطور الاقتصادي لتوفر الارضية المشتركة لشروط التكامل الاقتصادي ويشكل العامل اللغوي وعناصر الهوية العربية احد محفزات هذا التطور . فمن يريد ان يضع سطور سوداء في قصص سياسية يخيب ظنه لان الهوية الوطنية العراقية راسخة انتماءا .
ما خلُصت اليه معاني الكرم وحسن الاستقبال الشعبي ركن الى صدق مشاعر الود والترحيب والانتماء الوطني العربي لجموع اهل العراق فصدح صوت المعلق الكردي تغنيا بتاريخ العراق وافتخر بانتمائه وابن الموصل وهو يردد اغنية موصلية ولم يغب المقام البغدادي وحضور ابناء الانبار واربيل على كورنيش البصرة ، انه التحدي الذي ابكى الحالمين بانهاء الهوية الوطنية العراقية باصالتها العربية . انها البصرة التي كان التاريخ فخورا بها ، انها البصرة هوية العراق الوطنية العربية اصالتاً .



#عبدالله_سلمان (هاشتاغ)       Abdallah_Salman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم انت طيب يا صديقي
- التوافقية في العراق مشروع استعماري
- فوضى المفاهيم لدى السياسي العراقي
- اضاءة في مسار الثورة العراقية التمثيل السياسي بين العام والخ ...
- عصيان المدني من أجل انهاء المعاناة وليفهم العالم قضيتنا
- إتفاق سجنار خطوة لتقسيم العراق
- الانتخابات العامة ومقومات نجاحها
- رؤية نقدية في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 73 الجزء ...
- رؤية نقدية في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 73 الجزء ...
- شبابنا يستشهدون في سوريا


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله سلمان - مهرجان البصرة الرياضي والهوية الوطنية العراقية