أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( الجراد الأصفر / مبطلون )















المزيد.....

عن ( الجراد الأصفر / مبطلون )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7490 - 2023 / 1 / 13 - 14:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الأول

فى عصر حكم العسكر اليوم تدهورت أحوال الريف والزراعة والنيل . ووصل الغلاء الى أسعار خيالية وأصبح شبح المجاعة يلوح فى الأفق. هل مرت على مصر مثل هذه الفترة العصيبة فى القرون الوسطى ؟
الاجابة
أولا :
كانت مصر تتعرض للأوبئة والمجاعات شأن دول العالم ، ولم يكن لأحد شأن بهذا . وعرضنا فى قناتنا على اليوتوب عشرات الحلقات عن ( المحمديون بين إهلاك قائم وإهلاك قادم ) . ولكن نعطى هنا لمحة سريعة عن الريف المصرى بعد الفتح العربى :
1 ـ تتابعت الولاة على مصر من أمويين وعباسيين ، وثارت بينهم الفتن والإضطرابات ، وقام الأقباط بثورات متتابعة ، ولكن استمر الفلاح المصري في إنتاج الخير لأن الولاة وخصومهم ابتعدوا عن الفلاح بمشاكلهم وجعلوا مزادا لمن يستطيع دفع ضرائب لهم عن عن عن الأراضى الزراعية ، يديرها بفلاحيها ، واهتموا في اغلب الأحوال بالإصلاحات العامة في الري وإقامة الجسور والكباري ، وكان من العادة أن يتم الاقتطاع من دخل الخراج للإصلاحات الزراعية ، وبذلك اكتفى الفلاح شرهم ونعم بإصلاحاتهم فأنتج وزرع وحصد . ومن هنا لم يكن غريبا أن تعم الثورات في المدن المصرية بينما يظل الريف ينتج الخير كما اعتاد ونضرب لذلك أمثلة تاريخية :
1 / 1 : في خلافة المأمون العباسي ثار الأقباط ثورات متتابعة كان أعتاها في الصعيد حتى استطاعوا طرد الموظفين العباسيين من المدن مما اضطر الخليفة المأمون لأن يأتي مصر بنفسه في 10 محرم 217 هـ فعزل الوالي العباسي عيسى بن منصور الرافقي وعاقبه وحمله مسئولية الثورة لأنه ظلم الناس وحملهم ما لا يطيقون ، وبعد أن قضى المأمون على الثورة أخذ يطوف بالقرى المصرية ، ومر بقرية اسمها طاء النمل فلم يدخلها لحقارتها ، فخرجت له صاحبة القرية واسمها مارية القبطية تصيح فيه أن ينزل عندها فاستجاب لها ونزل عندها بعسكره وقواده ، وكان معه أخوه المعتصم وابنه العباسي والقاضيان يحيى بن أكثم وأحمد بن داود ، وقد ذكرت الروايات أصناف الطعام الذي قدمته لهم المرأة مما ابهر الخليفة ومن معه ، وعندما عزم الخليفة على الرحيل جاءته بعشر وصيفات مع كل واحدة منهن كيس من ذهب قد تم ضربه في عام واحد . أي انه إيراد عام واحد . ومازالت بالخليفة حتى رضي بأخذ المال ، وقد أخذت المرأة قطعة من الطين وقالت يا أمير المؤمنين هذا ( وأشارت إلى الذهب ) من هذا ( وأشارت إلى قطعة الطين ) ثم من عدلك ، فأخذ منها المال واقطعها عدة ضياع ومائتي فدان بغير خراج . ومن هذه الرواية تعرف أن الثورات والفتن في المدن المصرية لم تؤثر على وجود الرخاء في الريف طالما تركوا الريف في حاله وأصلحوا شأنه .
1 / 2 : ويذكر المقريزي أيضا أن أبا الحسين المارداني أحد الموظفين الكتاب لمؤنس الخادم كان إيراده من قرية مشتول وحدها ستين ألف إردب قمحا ، ويقول المقريزي " فتأمل ما أشتمل عليه هذا الخبر من سعة حال كاتب من كتاب مصر كيف كان له في قرية واحدة هذا القدر من صنف القمح " !! وكان أبو بكر المارداني قد حج اثنتين وعشرين حجة متوالية انفق في كل حجة مائة وخمسين ألف دينار ، وقد كان ذلك الرجل يصنع في العيد الكعك المحشو بالسكر المسمى " افطن له " وكان يخبئ فيه الدنانير الذهب ولذلك سمي " افطن له "
1 / 3 : والمقريزي بعد أن أورد هذه الأخبار وغيرها عن رخاء مصر في العصر العباسي قال يتحسر على أحوال مصر في عصر المماليك الجراكسة " فتأمل أعزك الله ما يشتمل عليه عظم ما كانت عليه مصر وسعة حال الديوان .. ونحن اليوم في زمن إذا احتيج فيه إلى عمارة شيء من الأماكن السلطانية أخذوه من الناس بغير ثمن .. "
2 ـ والأسباب في تدهور مصر في عصر المماليك كثيرة أهمها وصول الفتن المملوكية إلى الريف المصري وتدخل الحكومة المملوكية في حياة الفلاح المصري حيث تم توزيع الأراضي الزراعية أقطاعات على الأمراء المماليك من الصغير للكبير ، فدخلوا إلى أعماق القرى فخربوها بظلمهم وفسادهم ، بل كان الاستادار ( المشرف على نفقات القصور السلطانية ) يقوم بحملات عسكرية على الريف يسلب وينهب ويفرض ما يسلبه على التجار فى القاهرة يبيعه لهم بالسعر الذى يحدده . هذا علاوة على هجوم الأعراب على الريف وصراعهم مع المماليك فى السلب والنهب . ولو اقتصر فسادهم وظلمهم وتدخلهم على المدن والقاهرة وظل الريف بمنأى عن فسادهم لعاشت مصر كلها في رخاء مثلما كان عليه الحال قبل الدولة المملوكية
3 ـ . ويبقى لنا من التاريخ العظة والاعتبار ، وعنوان كتاب المقريزي الذى ننقل عنه هو " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار " فالمماليك سلطة عسكرية احتكرت كل السلطات في يدها وتدخلت بعقليتها العسكرية في كل شيء لتفسده وتزيده ظلما .. وكلما استمر بها العهد في الحكم كلما ازدادت الأحوال سوءا وازداد الناس فقرا وازدادت الأسعار ارتفاعا .. ونضرب لذلك بعض الأمثلة :
3 / 1 : فالمقريزي يذكر أن الأسعار ارتفعت في شهر رمضان سنة 783 حتى بلغ الإردب القمح أربعين درهم ثم وصل في ذي القعدة ستين درهما ، ويقول المقريزي أن ذلك جعل الناس يجارون على الشكوى بعد أن كانوا يستنكفون منها ، يقول " وكثرت الشكاية في الناس جميعهم .. فكانت الشكاية مما تجدد ولم يكن يعرف ، بل أدركنا الناس إذا شكا الناس أحد من الناس حالة عد عليه ذلك ، فصرنا وما من صغير ولا كبير إلا وهو يشكو .. "
3 / 2 : وبعد المقريزي وكما يذكر المؤرخ ابن الصيرفى فى كتابه ( إنباء الهصر بأبناء العصر ) ازداد الغلاء فقد وصل إردب القمح في أول رمضان سنة 873 في عصر قايتباي 1300 درهما !! أي ارتفع القمح في نصف قرن من أربعين درهما إلى 1300 درهما .. واستمر السعر في ازدياد لأنه لا تغيير في السياسة التي لا تجيد إلا الفساد وضيق الأفق .. ولو اكتفى المماليك بإصلاح الري وتركوا الفلاح في حاله ينتج الخير لما تفاقم الأمر إلى هذا الحد ..
أخيرا
حكم الجراد الأصفر ( العسكر المصرى ) مصر من عام 1925 ، فتدهور كل شىء . استولى عبد الناصر على الثروة المصرية باسم تحديد الملكية الزراعية والتأميم والتمصير ، والقطاع العام ، ثم أعاد مبارك بيع القطاع العام باسم الخصخصة ، دون حسيب أو رقيب ، وتمكن مبارك من سرقة 70 بليون دولار بتجفيفه الثروة المصرية ، وأدمن الفرعون الحالى بيع مصر أنقاضا . وأخشى أن نستيقظ فى الصباح ونسأل : أين ذهبت مصر ؟ .!

السؤال الثانى
كلمة ( مبطلون ) احتار فيها . تأتى عن الكفار واحيانا لا تأتى عنهم . أرجو توضيح هذه المشكلة .
الإجابة
1 ـ فى مجال الدين حيث يتمسك كل بدينه يراه حقا ويرى غيره باطلا يحاول أن يبطل الدين الآخر . والكفار كانوا ـ ولا يزالون ـ يتهمون المؤمنين يالضلال ويجعلون انفسهم على الهدى . من ذلك قوله جل وعلا عن القرآن الكريم وموقفهم منه : ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (58) الروم ) . جاء بعدها قوله جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60) الروم )
2 ـ والمبطلون جاءت وصفا للكفار فى قوله جل وعلا :
2 / 1 : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) الاعراف )
2 / 2 : ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) العنكبوت ) .
2 / 3 : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) غافر )؟
2 / 4 : ( وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (27) الجاثية ).



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنواع الموت وتعلقاته ( 2 من 2 ) : عن الموت الحقيقى
- عن ( مصر والفلاح المصرى / قرار ومستقر / يسحت سُحت / الوضوء ب ...
- أنواع الموت وتعلقاته ( 1 من 2 )
- عن ( رهينة / رهائن )
- هل أنت خصم لرب العزة جل وعلا ؟
- عن ( أنا فى دوامة / جبلة / دمغ / ظعن )
- المسيحى شهيدا
- عن ( أرجوك لا ترجع بهم مصر / بور / مسألة ميراث / النبى والحق ...
- ف 4 : ( المقدمة الرابعة والأخيرة عن هوس المحمديين بالحجاب )
- عن ( معنى حضر / سلام قولا من رب رحيم / قرآنى فاسد )
- ف 3 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة ثالثة ...
- عن ( أخى فى الله / يتفيأ / ابن سعد وابن حنبل / مجذوذ / مرفق ...
- ف 2 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة ثانية ...
- عن ( إجتهاد الشيخ الغزالى ، وطلاق زوجات النبى ،وسفر التكوين ...
- ف 1 : زى المرأة بين الاسلام ودين السنة الذكورى ( مقدمة أولى ...
- عن ( لا تطغوا / القسمة والنصيب / مسجد ضرار / الصّافّون / أبو ...
- ف 10 : المرأة فى ( الصيام والحج )
- عن ( ليسوا مسلمين / أخرجنا نعمل )
- ولائم لسيدنا الشبخ
- عن ( رقيب ) ( جاثمين ) ( حرب الردة ) ( تتبيب و تتبير ) ( سجي ...


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن ( الجراد الأصفر / مبطلون )