أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الحزب/اللاحزب الامبراطوري الكوني العراقي؟/1















المزيد.....

الحزب/اللاحزب الامبراطوري الكوني العراقي؟/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرابة القرن من الزمن مر منذ حلت على العراق ارض الرافدين، وعلى العقل في هذا الجزء البدئي من المعمورة، الانتكاسة الانحطاطية الثانية، بعد تلك التي سبق ان حلت عام 1258 مع انهيار عاصمة الدورة الثانيه التاريخيه العباسية القرمطية الانتظارية، وافتتاح هولاكو من حينه عهد البرانيه التناوبية السلالية لاشباه الامبراطوريات والسلطنات الشرقية، على ارض الازدواج المجتمعي وبؤرة التفاعلية الكونية، وهو ماقد استمر ترديا وانبعاثا غير ناطق، حتى عام 1914 ودخول الحملة البريطانيه الغازية من جنوب العراق، في بادرة لم يعرف تاريخ العراق الاطول بين التواريخ، مايماثلها، ومع ان مابين النهرين هي مصب للسلالات والامم النازلة الى ارض الخصب من الشرق والغرب والشمال، من قوس الجبال الجرداء والصحاري، فلقد ظل الجنوب منطقة الامان، ومنطلق التشكل التاريخي، ابتداء من سومر اللاارضوية في الدورة الاولى السومرية البابلية الابراهيمه، حتى الكوفة والبصرة في الدورة الثانيه العباسية المشار اليها، ماكان من شانه اطلاق الانتفاضة الوجودية التاريخيه مع ثورة العشرين اللاارضوية الحديثة الاولى غير الناطقة، بسماتها وتفاصيلها، وذاتيتها الفريدة العائدة لصنفها المجتمعي النوعي التاريخي.
وكان من اهم ماقد طرا على البشرية وقتها وابتداء من القرن السابع عشر، حلول الانتاج الالي يصيغته الابتدائية المصنعية مكان الانتاجية اليدوية الارضوية الاحادية مجتمعيا، والتي صارت كصنف مجتمعي من حينه قيد الزوال، بغض النظر عماقد عرفته وقتها من نهوض شامل، استثنائي مقارنه بالمسار الاسبق اليدوي، شمل مختلف مناحي الحياة، ومن الابرز من بينها مابدا من تبلور خاصيات التعرف على الذات، وظهور مفاهيم الوطنيه والقومية التي ماكان مستغربا في حينه النظر اليها واعتبارها بمثابة منجز مجتمعي وتفكري جماعي اعلى، هو كذلك من دون ريب، اذا مانظرنا اليه من زاوية كونه تعبيرا مجتمعيا احاديا، بالاخص وقد بلغ اليوم تبلوره الاقصى الممكن داخل اوربا الاحادية الطبقية، الاعلى ديناميات ضمن صنفها، بالمقارنه على سبيل المثال، بنموذج كيانية مثل وادي النيل واحاديته الارضوية الاعرق، الادنى ديناميات، والاقرب للسكونية الاجترارية التكرارية.
وهكذا صار العالم مع الحداثية الغربية الشاملة، ونضج بنى ( الامم/ الدول)، وبلوغها اوج كمالها البنيوي، محطة من وعي الذاتية الكونية، على قاعدة الذاتية الكيانيه، بما هي التجسيد الاعلى الممكن في حينه وبحسب موضعه فيما يخص ممكنات التنظيم المجتمعي، والاشارة لافاقه وممكناته، ماقد غدا بمثابة وسيله اعتمدها الغرب الراسمالي لبسط نفوذه وسلطته، والسيطرة على غيره من الامم والشعوب على امتداد المعمورة، بصفته نموذجا حضاريا اعلى، واجب الاتباع والتشبه النموذجي والافتكاري، بالقوة التي وفرتها الالة والتنظيم الحاصل بفعلها وفعل ماواكبها من متغيرات مجتمعية، ماقد دل بالاحرى على ترابط الانقلاب البرجوازي الالي، والنموذج الوطني القومي في الدولة المدنية الديمقراطية، بالهيمنه والاستعمار، وممارسة النهب والغلبه على الاخر الاضعف، وبالذات الذي لم تتسن له معرفة الانقلاب الالي البرجوازي من شعوب الارض.
وهكذا كان على المعمورة وشعوبها ان تعيش لحظة من تاريخها، مفعمة بالتناقض والعنف والتمايز الدموي التسلطي التنافسي، والحروب الكارثية التدميرية(1) باسم الحضاروية والتقدم، والانتقال من طور الى اخراعلى، وفي حين كان الغرب يضع منجزاته العلمية والثقافيه واجمالي المتحقق بين ظهرانيه من قفزه شامله، مقابل نزوعه العنيف للسيطرة والغلبة العسكرية المباشرة، من قبيل التبرير الذي يجيز له ماقد واضب على اتباعه من مخالفة لابسط قواعد العدالة، فان العالم بالمقابل لم يكن قد استطاع حتى تلك اللحظة ايجاد المنظور المقابل المنطوي على جعل محركات ومنجز التقدم الغربي الحاصل، مرهونا او مقاربا لاحتمالية، او لصيغة اخرى تنظيميه وتفكرية، تؤمن نمطا مختلفا من الانتقالية البشرية، هدف التقدم فيها غير متناقض مع الممارسة التي ترافقه، وهو الامر المفترض اتفاقه مع المنطق.
ومع ان المشروع الغربي الاكراهي التسلطي الدموي لم يسلم من صيغ كبرى مضادة نهضت بوجهه، وجاءت من بين تضاعيفه مرتكزة على جوانب بنيوية، مصدرها تباينات طبقية وتاريخيه نوعيه، بالاضافة للعامل الايديلوجي، واحتدامية الاصطراعية الداخلية الطبقية ابان الطور المصنعي من عمر الاله في بداياتها التطبيقية، وهو ماتجسد واقعا في الحالة الروسية واشتراكيتها، وماقد وفرته من استقطاب ثنائي، وجدت كثرة من الامم والشعوب فيه ومعه متنفسا، وركيزه للحد من تغول الظاهرة الامبريالية، والمساهمة في توفير بديل عنها، والقول بعدم صلاحيتها، وتناقضها سلوكا ونموذجا مع مقتضيات التقدم المزعوم، وهي ظاهرة ارتبطت بطور من تاريخ التقدم الالي كما اسلفنا الاشارة، لم يكن مهيئا له الاستمرار على ماهو عليه بظل الانتقال، من المصنعية الى التكنولوجيا الوسطية الحالية انتاجيا، مع تغير اجمالي الاليات الانتاجية، ومايفترض ان تولده من اشكال تنظيميه مجتمعية، مع حلول النمطية مابعد الاوربية، ممثلة بالامبراطورية المفقسه خارج رحم التاريخ.
ولايمكن الاحاطة تماما بالطور الاوربي المرافق للاليه في طورها الاول، من دون ان نتعرف على الحزمة الضخمه، لابل الهائلة من المسقطات من الاعقال والتحري لجوانب ضخمه ظلت مغفله ومهملة من نواحي التفاعلية والتصيرية المجتمعية التاريخيه، وقد تاججت تحت طائلة حالة انقلابية نوعية غير عادية، اولها واهمها على الاطلاق كون الواقع الراهن محكوم منذ ابتداء النهضة والحداثية الاوربية، لنوع اعقال وتفكر بالذات، ليس هو المؤهل لمعالجة مايخص الحقيقة الوجودية البشرية، فالغرب هو نوع مجتمعية ارضوية احادية، حدث داخلها، وبين ظهرانيها انقلاب متجاوز لبنيتها وطبيعتها، ماكان من شانه وضع البشرية امام منظور احادي ارضوي لظاهرة تتعداه، لاارضوية جوهرا ومتجاوزة لصنف المجتمعية بصيغتها الاحادية الارضوية.
والامر الحاسم الفاصل هنا، هو النقص والقصور الفادح الملازم للظاهرة المجتمعية، والباقي مستمرا عاما وشاملا، ذلك هو واقع الازدواج وثنائية النوع المجتمعي، وانقسامه الى مجتمعية "لاارضوية" واخرى "ارضوية"، الامر الغائب عن العقل البشري، والمتعدي لطاقته الاستعابية الادراكية ابان الطور المجتمعي المعاش الى اليوم، والذي هو عامل وعنصر دفع الديناميات التصيرية العقلية، وارتقاء العقل كمادة بماهي جوهر ومحور عملية الترقي، لاالجسدية كما هو سائد وجرى تبنيه بناء على ماقرر دارون، وقصورية رؤيته الاحادية الفذه والثاقبه قياسا لممكناتها المجتمعية، لكن التي تحتاج الى تعديل اساس، يركز على العقل بدل الجسد، كمادة محور، الطبيعة موكوله بترقيها من نطاق الجسدية الى مابعدها، وصولا للتحررمن وطاتها والاستقلال عنها.
يعني ذلك ان النهوض الغربي الحديث، هو حالة صعود ضمن اشتراطات ماقبل بلوغ العقل مرحلة وعي الذاتية الوجودية، غير الممكنه في الحال المجتمعي الارضوي، حتى وان كان في اعلى حالاته الدينامية ضمن صنفه ونمطيته، ماكان من شانه اسباغ الممكنات الارضوية بمحدوديتها رغم قفزتها غير العادية، على الحدث الواقع داخلها، لتعذر ماسواه كينونه وبنية، الا ان هذا الوضع ليس عرضيا، وهو قد لايكون ذاتيا حصريا، ولاشيء يمنع عملية النهوض الغربي الحاصل من ان تكون مقدمه، ثمه مابعدها، او هي ضرورة لانضاج مابعدها، بمعنى ان الحدث الانقلابي الالي مكتوب له ان يمر، اولا بصيغة ابتدائية احادية ارضوية، تعقبها حالة اكتمال الانقلاب التحولي، بحضور الصيغة المجتمعية الخافية المؤجل كشف النقاب عنها.
هنا نصير امام صيغتين ونمطيتين لوعي الذاتيه الوجودية، اولى كيانيه ( وطنية / قومية)، وثانيه ( كونية/ امبراطورية). اعلى اشكال وصنوف الاولى دينامية وممكنات، تتحقق اوربيا، والاخرى هي الرافدينيه مابين النهرينيه، وتوجد ووجدت من ازدواج لاارضوي/ ارضوي، هو التعبير البؤرة الكونية عن الازدواجية المجتمعية البشرية، تظل مطموسة خارج الادراكية العقلية، بانتظار تجلي الصيغة الاعلى من الارضوية، وفعلها على مستوى المعمورة، وفي ارض الازدواج البدئية حيث التصادم التصارعي الافنائي، المفضي الى الطورالانقلابي النهضوي التحولي، مابعد المجتمعي الاحادي الاوربي الافتتاحي التوهمي.
لم يكن الانقلاب الالي البرجوازي حدثا اوربيا صرفا، او محدودا بحدود المنطقة التي وقع ضمنها، وان هو خضع ابتداء للمفهوم والرؤية الاوربية للحدث الكوني الانقلابي المتعدي للنمطية الاوربية، بما في ذلك النظر للاله ودورها، ومراحل تشكلها، وتعاقب صيغها، وانماط فعلها الانتقالية، من الانتاجية اليدوية الارضوية الجسدية، ذهابا الى المجتمعية اللاارضوية العقلية، الهدف الاساس المنتظر، والذي تقوم وقامت المجتمعية لكي تبلغه بالتفاعلية التصيّرية التاريخيه، ومن المصنعية الاوربية البرجوازية، الى التكنولوجية الوسطى الحالية الامريكيه، الى "التكنولوجية العليا"، يتبدل وعي الذاتيه المجتمعية الوجودية، ليقارب ممكنات الاصل اللاارضوي الرافديني، وقد قاربت المجتمعية حافة الانقلابيه النوعية العظمى.
ـ يتبع ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وصل عدد ضحايا الحرب العالمية الثانيه ال 70 مليون كائن بشري وابيد عدد مقارب من السكان الاصليين في امريكا من قبل المستوطنين الاوربيين.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المهدي-وشرط-الحضور-قبل-الظهور-؟/ 3
- -المهدي-وشرط-الحضور-قبل-الظهور-؟/2
- -المهدي-وشرط-الحضور-قبل-الظهور-؟/1
- غائبان-المهدي-والوطن/كونية العراقية؟
- -التاريخانية اللاارضوية-والازدواج المجتمعي؟/3
- -التاريخانية اللاارضوية- والازدواج المجتمعي؟/2
- -التاريخانية اللاارضوية- والازدواج المجتمعي؟/1
- الانتقال للذاتيه الكونية ونهاية الايديلوجيا/ ملحق
- إبراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/4 مكرر
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/ 4
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/3
- -الانوناكي-لماذا ظهراليوم وماذا قال؟
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/2
- ابراهيميتان ومفهومان خلقيان الاصغروالاعظم؟/1
- الاممية اللاارضوية ومتبقيات شيوعية ماركس؟(2/2)
- الاممية اللاارضوية ومتبقيات شيوعيه ماركس؟(1/2)
- الابراهيمة الثانيه ومتبقيات الابراهيميه الاولى؟/3
- -قرآن العراق-وظهور-الانوناكي- في اوكرانيا؟
- الابراهيميه الثانيه ومتبقيات الابراهيميه الاولى؟/2
- الإبراهيمه الثانيه ومتبقيات الإبراهيمه الاولى؟ /1


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الحزب/اللاحزب الامبراطوري الكوني العراقي؟/1