أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 146















المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 146


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 14:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِّنهُم مَّعَكَ وَليَأخُذوا أَسلِحَتَهُم فَإِذا سَجَدوا فَليَكونوا مِن وَّرائِكُم وَلتَأتِ طائِفَةٌ أُخرى لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ وَليَأخُذوا حِذرَهُم وَأَسلِحَتَهُم وَدَّ الَّذينَ كَفَروا لَو تَغفُلونَ عَن أَسلِحَتِكُم وَأَمتِعَتِكُم فَيَميلونَ عَلَيكُم مَّيلَةً وّاحِدَةً وَّلا جُناحَ عَلَيكُم إِن كانَ بِكُم أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَو كُنتُم مَّرضى أَن تَضَعوا أَسلِحَتَكُم وَخُذوا حِذرَكُم إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلكافِرينَ عَذابًا مُّهينًا (102)
هذه الآية تبين للمسلمين طريقة الصلاة أثناء الحرب، وبالرغم من أنها تتحدث عن أحكام فقهية محضة في طريقة الصلاة المقترنة بالحذر أثناء القتال، لا بد لها أن تختم بالوعيد «لِلكافِرينَ» بالإسلام أي غير المؤمنين به، بأن لهم «عَذابًا مُّهينًا»، ويمكن أن يقال إن المقصود هنا بالكافرين تحديدا أولئك الذين يقاتلون المسلمين في دينهم. لكننا علمنا من عموم القرآن بأن مصطلح «الَّذينَ كَفَروا» لا يعني إلا غير المسلمين، ثم علمنا إن هؤلاء «الَّذينَ كَفَروا» سواء المشركين أو أهل الكتاب أو أتباع الديانات الأخرى أو الملحدين أو اللاأدريين أو المؤمنين اللادينيين، كلهم من أهل النار خالدين فيها؛ إذن نلتقي كلنا هناك، وكما قال شاعر فارسي لنبني هناك في جهنم جنتنا التي هي على شاكلة أخرى.
فَإِذا قَضَيتُمُ الصَّلاةَ فَاذكُرُوا اللهَ قِيامًا وَّقُعودًا وَّعَلى جُنوبِكُم فَإِذَا اطمَأنَنتُم فَأَقيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَّوقوتًا (103)
ذكر الله هنا يمكن فهمه على نحوين، إما الذكر بما هو ذكر، سواء باللسان أو في القلب، بتسبيحه وحمده وشكره واستغفاره، أو على أي نحو من أنحاء الذكر، وإما عندما يكون المسلم في حالة يستحيل عليه فيها إقامة الصلاة بركوعها وسجودها واستقبال القبلة فيها، وتهيئة مقدماتها من وضوء أو غسل وكذلك طهارة البدن واللباس ومكان الصلاة أو لا أقل من طهاة مكان السجود، فيعوض المسلم صلاته بالذكر دون القيام بما لا يستطيع القيام مما ذكر، كله أو بعضه، وذهب بعض الفقهاء، ببيان طريقة الصلاة في مثل هذه الحالة، بأن يأتي المصلي بكل الأذكار الواجبة في الصلاة، مع الإيماء بالركوع والسجود، ودون وجوب استقبال الكعبة. وعندما تزول الحالة الاستثنائية التي حالت دون أداء الصلاة بكل واجباتها، والمعبر عنه بقول «فَإِذَا اطمَأنَنتُم»، عندها عليهم أن يقيموا الصلاة بجميع شروطها وأركانها. ثم تقرر الآية في الختام «إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ [المسلمين] كِتابًا مَّوقوتًا»، بمعنى أنها واجبة «كِتابًا» أي كتبت بمعنى فرضت أو وجبت عليهم و«مَوقوتًا» بمعنى أن كلا من الصلوات الخمس موقت ببداية، لا يجوز إقامتها قبلها، ونهاية، لا يجوز إقامتها بعدها، ومن فاتته يصليها بنية القضاء، خلاف ما إذا أقيمت في وقتها المحدد، فتكون بنية الأداء.
وَلا تَهِنوا فِي ابتِغاءِ القَومِ إِن تَكونوا تَألَمونَ فَإِنَّهُم يَألَمونَ كَما تَألَمونَ وَتَرجونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرجونَ وَكانَ اللهُ عَليمًا حَكيمًا (104)
وهنا شحذ للهمم وتصعيد لمعنويات المقاتلين «في سَبيلِ اللهِ»، إنهم مثلما يفقدون قتلى، يفقد أعداؤهم قتلى مثلهم، ومثلما يصابون بشتى الإصابات فيفقد الواحد منهم بعض أعضاء جسده، كأن تقطع يده، أو تفقأ عينه، فيصيب أعداءهم شيء مماثل، فالحرب قاسية وموجعة بالنسبة لكلا طرفيها، مع الفارق إنكم أيها المسلمون «تَرجونَ مِنَ اللهِ [من ثواب ونعيم خالد في جنة عرضها السماوات والأرض وحور عين ثم لكم فيها ما تشتهون] ما لا يَرجونَ»، بل تنتظرهم نار جهنم خالدين فيها أبدا.
إِنّا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ النّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُن لِّلخائِنينَ خَصيمًا (105) وَاستَغفِرِ اللهِ إِنَّ اللهَ كانَ غَفورًا رَّحيمًا (106) وَلا تُجادِل عَنِ الَّذينَ يَختانونَ أَنفُسَهُم إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ خَوّانًا أَثيمًا (107) يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ وَلا يَستَخفونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُم إِذ يُبَيِّتونَ ما لا يَرضى مِنَ القَولِ وَكانَ اللهُ بِما يَعمَلونَ مُحيطًا (108) هاأَنتُم هاؤُلاءِ جادَلتُم عَنهُم فِي الحَياةِ الدُّنيا فَمَن يُّجادِلُ اللهَ عَنهُم يَومَ القِيامَةِ أَم مَّن يَّكونُ عَلَيهِم وَكيلًا (109)
كالعديد من الآيات يؤيد الله حسب مؤلف القرآن إنه هو الذي أنزله، وهو أمر طبيعي أن يشهد القرآن لنفسه، أو يشهد مؤلف القرآن لنفسه. وهنا تبين هذه الآية أحد دوافع الإنزال، ألا هي أن يكون القرآن هو الدستور الذي يحكم النبي في ضوئه بين الناس في خلافاتهم، وهكذا اتخذ من بعده موقعه لأداء هذه المهمة الخليفة، أو الحاكم الشرعي، أو القاضي الشرعي، أو مرجع الدين، أو وكيل المرجع، أو المحاكم الشرعية، أو المفتي، أو الولي الفقيه. أما قول «وَلا تَكُن لِّلخائِنينَ خَصيمًا» فتعني ألا تكون مدافعا عن الذي خان، أو تخاصم عنه. وهذا ما تعارضه القوانين الحديثة، كون المتهم بريئا حتى تثبت إدانته. لكن يقال بما أن القائم بمهمة القضاء هو نبي مرسل متصل بالوحي الرابط بينه وبين الله، فيمكن إذا رأى الله حكمة في ذلك، أن ينبئ نبيه بمدى براءة أو عدم براءة المدَّعى عليه. أما طلب الله حسب مؤلف القرآن من نبيه أن يستغفر ربه، لأنه في حادثة ما تعجل الحكم ودافع عن أحد الصحابة الذي كان قد خان المُدَّعِي ضده، وكما يبدو أنه عرف بعد ذلك بأنه على خطأ فنسب تنبيهه على الخطأ فيما حكم فيه إلى الله. ثم تأتي الآية التي بعدها لتنهاه عن أن يجادل ويدافع عن الذين يخونون أماناتهم أو عهودهم، ذلك لأن الله لا يحب مرتكبي إثم الخيانة؛ هؤلاء الذين يتظاهرون بالأمانة ويسعون كي لا يتركوا أدلة تدينهم، ولكن إخفاءهم إثمهم بالخيانة قد يفلحون فيه بخداع الناس، ولكنهم لا يستطيعون إخفاءه على الله. طبعا من حيث المبدأ هذا صحيح، لأن الله يفترض أنه بكلم شيء عليم ومطلع على السر والنجوى، وعلى ما في الصدور. لكنْ أيٌّ منا كبشر لا يستطيع أن يدعي أنه مطلع على ما يعلمه الله ولا يعلمه الناس. هذا يعني إن انكشاف أي شيء على النبي كان من قبل خفيا عليه، بأي واسطة كأن ينقل إليه أحدهم ما لم يكن يعلم به النبي، فيقول إن الله أنبأه بذلك. ويبدو إنه لم يكن وحده الذي جادل ودافع عمن هو في علم الله مدان، فتقول الآية الأخيرة، إنكم أيها النبي وأيها المسلمون معه، إنك حتى لو دافعتم عمن تعتقدون ببراءته أو تدعون براءته، ونجحتم في تبرئته، فإذا كان مدانا بارتكاب ما نسب إليه، فإنكم ستبرئونه في هذه الحياة، ولكنكم في الحياة الأخرى، حيث يجزى كل بعمله الذي لا يعلم حقيقته ونواياه إلا الله، فهناك لن يمكنكم أن تتبوؤوا مهمة هيأة الدفاع عن المتهم، الذي لن يعود هناك مجرد متهم، بل سيكون مدانا بعلم الله.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 145
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 144
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 143
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 142
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 141
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 140
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 139
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 138
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة ١٣٧
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 1/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 4/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 3/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 2/5
- مشروع أمريكي لاستبدال الحروف العربية 1/5
- مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 3/3
- مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 2/3
- مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 1/3
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 136
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 135
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 134


المزيد.....




- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 146