أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 1/3














المزيد.....

مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 1/3


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 17:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 1/3
سمعت كثيرا عن محمد شحرور، حيث وجدت الكثيرين من المسلمين المعتدلين معجبين به، لما يطرحه من صورة جميلة للإسلام. مع هذا لم أحاول أن أسمع أو أقرأ له شيئا، لأني وحسب تجربتي، مع المفكرين أو الدعاة المسلمين الذين يحاولون طرح صورة معتدلة للإسلام، حيث وجدتهم إما يمارسون الجدل، ويحاولون التأثير على النوع الذي ذكرته من المسلمين، والذين لا يتمتعون غالبا بثقافة قرآنية عميقة وشمولية، فينبهرون بطروحاته، وإما هم صادقون، كما كنت للعشر سنوات الأخيرة من الثلاثين سنة كمؤمن وملتزم بالإسلام وداعية له، ذلك عندما يعيش الإنسان بين ثلاثة حقائق يؤمن هو بها كحقائق، الأولى يقينه بأن القرآن كتاب الله، والثانية ألا يصدر من الله إلا ما هو عقلي وإنساني، والثالثة وجود نصوص من القرآن يبدو ظاهرها متعارضا مع ما يؤمن به، مما يضطره إلى اللجوء إلى التأويل.
لأول مرة أقرأ للمفكر الإسلامي التنويري أو المزوق للإسلام، ذلك عبر ما وصلني من سيدة عراقية، وعندما قرأت هذا المقال، وجدت تأييدا للانطباع الذي كونته عن هؤلاء المسلمين الإصلاحيين، مع أني لا أمنح لنفسي الحق بسوء النية للكاتب المذكور، لكن من حقي أن أخطئه فيما أراه خطأ.
فقد جاء في موضوع كان قد نشر في 03/04/2020 في مجلة الشراع تحت عنوان (د. محمد شحرور يواصل الإصلاح الديني)، ثم يأتي العنوان الثانوي بعبارة: "المحرمات في القرآن ١٤ وكل ما عداها حلال"، حسب محمد شحرور. وكنت أتمنى أن أحصي بدوري المحرمات في القرآن، لولا إن هذا سيأخذ وقتا غير قليل، لكون التحريم يرد بعدة ألفاظ، مما يوجب المرور على كل آيات القرآن.
وتصف الشراع هذا الحوار بالمهم، وكونه قد أجرته محطة 24 الفرنسية. ثم تواصل المجلة قولها إن "محمد شحرور توجه للذين فهموا قول الله «أَلا يَتَفَكَّرونَ» أي أن يعملوا التفكير والذين قال عنهم الله «أَفَلا يَعقِلونَ» أي الذين يعملون العقل، طبعا يعني من المسلمين، وذلك تمييزا لهم عن "الذين يعتمدون النقل من دون إعمال العقل، فهم مسؤولون عما أوصلوا إليه المسلمين حتى الآن". وبلا شك إن من الذين يتفكرون والذين يعقلون، وبسبب إعمالهم العقل توصلوا إلى امتناع صدور الدين بمصداقه أو مصاديقه أي أمثلته بين أيدينا في الواقع عن الله، رغم إمكان صدق الدين كمفهوم مجرد.
يجيب شحرور على سؤال تطلب منه تفسير قوله "إن القرآن مكتف ذاتيا، مفاتيح فهمه داخله، وليست خارجه، والتحريم لله وحده"، ذلك بقوله في جوابه "يقولون الحاكمية لله، صحيح حاكمية الله في المحرم".
وفي نقد الاجتهاد يقول شحرور: "إن القرآن قد تم تفسيره إبان الدولة العباسية والتي كانت من أقوى الإمبراطوريات على وجه الأرض، بطريقة تخدم النظام السياسي، مما يعني إن الدين تم استغلاله لأهداف سياسية بحتة". ‬ويعلل ذلك - وهو محق إلى حد بعيد وليس بالضرورة بالمطلق - بأن المجتهدين الذين وضعوا كتب الفقه والتفسير، في العصر العباسي بدءً بالأئمة (بحسب الأكبر سنا) أبي حنيفة، ثم جعفر الصادق، والمالكي، ثم الشافعي، وابن حنبل، وكلهم ولِدوا بعد وفاة النبي بأكثر من خمسة وستين سنة، ويرى إن ذلك يؤكد بأن القرآن تم تفسيره ليخدم الطبقة السياسية الحاكمة آنذاك. ولست بصدد مناقشة ذلك، لأن المعروف إن كلا من أبي حنيفة والصادق لم يكونا من فقهاء السلطة، بل تعرض أبو حنيفة للاعتقال من قبل السلطة، وكذلك الصادق فهو المؤسس لشيعيه مبدأ التقية، مما يدل على أنه وإياهم كانوا معارضين للسلطتين الأموية ثم العباسية. لكن ليس هذا موضوع مناقشتي لمحمد شحرور، بل ما سيأتي بخصوص القرآن حصرا.
شحرور يرى إن من أهم أركان الإسلام هما ركنان؛ الأول الإيمان بوحدانية الله، والثاني العمل الصالح، ويخطئ رجال الدين الذين تجاهلوا العمل الصالح وركزوا على الأركان الأربعة: الصلاة والصيام والحج والزكاة، ويفسر ذلك من أجل أن ينمّطوا عقلية البشر وتفكيرهم وسلوكهم. هنا يشكك إذن شحرور بنوايا رجال الدين وأئمة المذاهب، فمن أين إذن نستمد ثقتنا المطلقة به، وعدم تشكيكنا بنواياه، كونه ربما، وأؤكد على ربما، يخشى على الإسلام من أن يرتد عنه الشباب، فيحاول أن ينمط عقليتهم وتفكيرهم وسلوكهم، وإذا صح هذا الاحتمال، فيعني ذلك، أنه ربما غير مؤمن بالإسلام إيمانا عقليا عميقا، بل هو ربما متعصب له كهوية، ويخاف من أن إعمال العقل، يمكن أن يؤدي إلى الارتداد عن هذا الدين، فشمر عن ساعديه ليقوم بتجميله، بمنهج ظاهره عقلي، لكنه بعيد عن المنهج العقلي، إلا لمن يتعاطاه عن غير تعمق في معارف الدين من الطيبين من المؤمنين بالإسلام، والباحثين عن مساحيق تجميل لما يثار حوله، مما يخدش جماله المتوهم. ثم هو عندما ينتقد المجتهدين، فيعتمده مكن أن يشمله هذا النقد، لأن ما يقوم به لا يخرج عن كونه اجتهادا، كما اجتهدت أنا وغيرنا، فالمشكة ليست في الاجتهاد، بل في المنهج الذي يعتمده المجتهد، فهو على سبيل المثال يعتمد حسب تقديري منهج العقل والتأويل، بينما أزعم أني أتبع منهج العقل حصرا، دون دعوى ضمان إصابة الحقيقة دائما.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 136
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 135
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 134
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 133
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 132
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 131
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 130
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 129
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 128
- عندما ستنتصر ثورة الشعب الإيراني 3/3
- عندما ستنتصر ثورة الشعب الإيراني 2/3
- عندما ستنتصر ثورة الشعب الإيراني 1/3
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 127
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 126
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 125
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 124
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 123
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 122
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة الحلقة الحادية والعشرين بعد المئ ...
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 120


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ضياء الشكرجي - مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 1/3