أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 129














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 129


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 15:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَاللّاتي يَأتينَ الفاحِشَةَ مِن نِّسائِكُم فَاستَشهِدوا عَلَيهِنَّ أَربَعَةً مِّنكُم فَإِن شَهِدوا فَأَمسِكوهُنَّ فِي البُيوتِ حَتّى يَتَوَفّاهُنَّ المَوتُ أَو يَجعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبيلًا (15) وَاللَّذانِ يَأتيانِها مِنكُم فَآذوهُما فَإِن تابا وَأَصلَحا فَأَعرِضوا عَنهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوّابًا رَّحيمًا (16)
لم تصرح الآيتان عن ماهية الفاحشة، لكن حسب أمهات التفاسير، المقصود بما يسميه الدين بفاحشة الزنا، أي العلاقة الجنسية بدون عقد (نكاح) شرعي، حتى لو كان بتراضي الطرفين، ولا أذى في ذلك لطرف ثالث، بينما اغتصاب الزوج لزوجته يعد عملا شرعيا مباحا، وهو من حقوق الزوج على زوجته، وعليها القبول والرضا، حتى لو جرت خلاف رغبتها تماما. وقيل إن المقصود هنا هي الممارسة الجنسية المثلية، أي بين ذكرين أو بين أنثيين. ولكن أغلب الظن المعني به هو ما يسمى بالزنا. بقطع النظر عما إذا كان المرء يستنكر هذه الممارسة أو يراها شأنا شخصيا، فلننظر هنا كيف يميز القرآن بين الرجل والمرأة الممارسين لنفس العمل. فإذا مارست المرأة ذلك، فيحكم عليها بالسجن المؤبد أو الإقامة الجبرية المعبر عنها بعبارة «فَأَمسِكوهُنَّ فِي البُيوتِ»، وذلك إما مدى الحياة «حَتّى يَتَوَفّاهُنَّ المَوتُ» وإما أن «يَجعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبيلًا»، دون أن نعرف ما هو السبيل الذي يمكن أن يجعله الله لها. بينما بالنسبة للرجل إذا ما ارتكب نفس الفاحشة فيحكم عليهم بمجرد الإيذاء، دون معرفة طبيعة ومقدار الإيذاء، بقول «فَآذوهُما»، ولنا عودة إلى سبب التثنية هنا، ولكن هذا الأذى المزاول تجاه الرجال المرتكبين لهذه الفاحشة يتوقف، بمجرد إقلاعهم عن تلك الممارسة: «فَإِن تابا وَأَصلَحا فَأَعرِضوا عَنهُما»، ولا ندري ما إذا المقصود بالإعراض هو التوقف عن إيذائهما، أو مقاطعتهم اجتماعيا، لكن العبارة التي تليها وهي «إِنَّ اللهَ كانَ تَوّابًا رَّحيمًا» تدل على الأول. ولنسأل عن سبب ذكر النساء اللاتي يمارسن الفاحشة المشار إليها بالجمع، بينما يذكر الرجال بصيغة المثنى «وَاللَّذانِ يَأتيانِها مِنكُم»، «فَآذوهُما»، «فَإِن تابا»، «وَأَصلَحا»، «فَأَعرِضوا عَنهُما». ورود الكلام عن الرجال الممارسين للفاحشة يؤيد المعنى الأول، وهو الممارسة المثلية بين رجلين، وبما أن الكلام عن نفس الفاحشة وليس عن نوعين من العمل الفاحش بدليل قول «وَاللَّذانِ يَأتيانِها»، التي تعود على الفاحشة المذكورة عن النساء، فيبدو أن الكلام هناك يجري أيضا عن الممارسة المثلية بين امرأتين. لكن كلامنا يدور حول التمييز بالأحكام بين الرجل والمرأة. نرجع إلى الإقامة الجبرية المحكوم بها على النساء، ونتناول أمد هذه الإقامة الجبرية أو السجن المؤبد في البيوت، فهناك أجلان ذكرا، إما «حَتّى يَتَوَفّاهُنَّ المَوتُ» وإما أن «يَجعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبيلًا»، فما هو هذا السبيل؟ قال بعض المفسرين ورواة الحديث، إن المقصود، هو الجلد بمئة جلدة لغير المتزوجات، أو الرجم حتى الموت بالنسبة للمتزوجات، وقال البعض الجمع بين الجلد مئة جلدة والرجم حتى الموت بعد ذلك، كما أضاف البعض إلى الجلد لغير المحصنين وغير المحصنات النفي لمدة سنة، مع إن الرجم لم يأت ذكره في القرآن. وقالوا هذا يشمل أيضا الرجال، بما في ذلك التمييز في الحد المقام عليهم، بين الأعزب والمتزوج، أو المعبر عنهم بغير المحصنين والمحصنين. من جهة أخرى، إذا كان الكلام في كلا الحالتين، أي في حالة النساء أو الرجال عن نفس الفاحشة، فلماذا يا ترى ذكرت النساء بصيغة الجمع وذكر الرجال بصيغة المثنى. إما لأن مؤلف القرآن لم يرد التصريح بالممارسة المثلية عند النساء، أو هو أحد أخطائه النحوية والبلاغية، التي طالما تكررت في القرآن، والتي عندما يقع فيها سهوا، ثم ينتبه إلى ذلك، يبدو أنه لم يرد التصحيح، كي لا ينبعث شك، بأنه كلامه وليس كلام الله. ورغم شدة قسوة حد الزنا، فقد جعلت آية الحد شرطا تعجيزيا لإقامة الحد، ألا هو شرط الشهود، وشرط عددهم، بحيث يجب أن يكونوا أربعة كحد أدنى، فلا تقبل شهادة ثلاثة شهود ولا شاهدين، ناهيك عن شهادة الشاهد الواحد، بل جعل حدا بجلد الشاهد أو الشهود دون الأربعة، فلو رأى أربعة العملية الجنسية بين ممارسَي ما يسمى بالزنا، وتعاهدوا أن يشهدوا بذلك، وامتنع أحد الأربعة عن الشهادة لأي سبب كان، فيجلد الثلاثة المتبقون بتهمة القذف، على أن يكون الشهود قد رأوا عملية الإدخال بشكل واضح، وأن يكون الشهود كلهم مسلمين ومن الرجال حصرا، ولو إن شرط أن يروا عملية الإدخال كما هو إدخال الميل في المكحلة، فهذا لم يذكره القرآن، بل هو مما نقل في الحديث، وهو أي الحديث مشكوك به كله، مما يعني أن الأصل ألا وجود لهذا الشرط التعجيزي فوق العادة. فلماذا وضع مؤلف القرآن هذا الحد المبالغ في قسوته من جهة، فهو عبارة عن تعذيبين وقتل، تعذيب بالجلد، ثم تعذيب حتى الموت بالرجم، إذا صح ما جاء على رأي بعض الفقهاء، ولماذا عاد من جهة أخرى فوضع هذه الشروط التعجيزية؟ وهذا يذكرنا بالقول المشهور عن يسوع، عندما جيء بزانية أرادوا رجمها، فقال لهم: «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر»، مع إن نبي المسلمين لم يكن متسامحا كاليسوع، بل كان أقرب إلى شخصية موسى في قسوته. فالرجم من أحكام الشريعة الموسوية، وكثير ما أخذ الإسلام من أحكام الدين اليهودي، بينما كان هدف المسيح إلغاء هذه الشريعة، ولو إنه ينقل عنه في بعض نسخ العهد الجديد قوله بما مضمونه، من نظر إلى امرأة فاشتهاها، فإنه قد زنا، وعليه أن يقلع عينيه، فخير له أن يقبل على الله بلا عينين من أن يقبل عليه زانيا، مما يجعلنا نجزم ألا دين، لاسيما من الأديان الإبراهيمية، ما هو معتدل ومتسامح وعقلاني كليا. ونعود إلى حد الزنا ثم وضع شروط شبه تعجيزية لتنفيذه، فنقول حتى لو كان هذا الحد غير قابل للتطبيق عمليا، إذا ما تم الالتزام بشروطه، فيكفي أنه عامل من عوامل تقسية قلب المتدين.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 128
- عندما ستنتصر ثورة الشعب الإيراني 3/3
- عندما ستنتصر ثورة الشعب الإيراني 2/3
- عندما ستنتصر ثورة الشعب الإيراني 1/3
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 127
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 126
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 125
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 124
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 123
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 122
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة الحلقة الحادية والعشرين بعد المئ ...
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 120
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 119
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 118
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 117
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 116
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 115
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 114
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 113
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 121


المزيد.....




- النظام العربي والإسلام السياسي.. أدوار وليس مواقف
- حظر تجوال في السويداء والسلطات تطالب بتعاون المرجعيات الديني ...
- أخر تحديث لـ تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على نايل سات 2 ...
- لماذا حذر إيهود أولمرت من بناء الجيش الإسرائيلي لـ-المدينة ا ...
- السجن 22 عاما للخطيب الإدريسي -زعيم التيار السلفي- في تونس
- الجمعيات الإسلامية في بوركينا فاسو تدعو لمكافحة خطاب -الكراه ...
- حرب غزة ومعضلة الهوية في المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات.. متع طفلك الأن
- مشروع -الرقعة اليهودية- ينهي حلم الدولة الفلسطينية
- الرئاسة الروحية للدروز بالسويداء: نرفض دخول الأمن العام إلى ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 129