أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - مسرحية الشاطرحسن - دراسة نقدية بقلم : عماد النويري- دراسات في مسرح السيد حافظ (179)















المزيد.....

مسرحية الشاطرحسن - دراسة نقدية بقلم : عماد النويري- دراسات في مسرح السيد حافظ (179)


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7483 - 2023 / 1 / 5 - 10:42
المحور: الادب والفن
    


دراسات في مسرح السيد حافظ
مسرحية الشاطر حسن
بقلم : عماد النويري
القبس 2 أكتوبر 1984

- هل تمكن صاحب (الطبول الخرساء فى الاودية الزرقاء) من الوصول إلى عقل الطفل؟

- حرفية المخرج وجودة النص قادتا العمل إلى النجاح...

فى الطريق إلى مسرح عبد العزيز المسعود بكيفان، لحضور العرض المسرحى (الشاطر حسن)، كان يدور فى ذهني تساؤلان، هل يوجد حقا ما يسمى بمسرح الطفل؟ فمنذ نشأت الدراما كمحاكاة لبعض الطقوس الدينية التى كانت تمارس فى المعابد اليونانية القديمة، وحتى النصف الثانى للقرن التاسع عشر حينما بدأت القواعد الارسطية تتناثر هنا وهناك على صوت ايقاعات سيمفونية القدر لبتهوفن. ثم على صوت صرخات الفزع التى أعقبت الحرب العالمية الاولى، إلى أن ضاعت ملامحها تماما. القواعد الارسطية – بعد كل التغيرات التى حدثت فى البنية العالمية والفلسفية للنصف الاول من القرن العشرين. ثم ظهور مسرح العبث وبلورته على يد(يونسكو) والمسرح الملحمى وبلورته على يد(برخيت) والمسرح السياسي أو التسجيلى على يد (بيتر فاي). لم يحدث خلال الفترات السابقة من تاريخ الدراما أن سمعنا بمسرح الطفل.. وإذا افترضنا أن التعبير – مسرح الطفل – أطلق من باب التنظير النقدي اعتمادا على أن هذا المسرح يقدم الفكرة المبسطة... فإننا من الباب ذاته نستطيع القول بأن هناك مسرحا – أو يجب أن يكون – للمراهقين ومسرحا للشيوخ فوق السبعين، ومسرحا للأغبياء.


وكان التساؤل الثانى الذى يشغلنى هو أنه بافتراض أن هناك مسرحا يهتم بالطفل فى منطقتنا العربية، هل ينجح كاتب مثل السيد حافظ صاحب مسرحيات : كبرياء التفاهة فى بلاد اللا معنى، حدث كما حدث ولكن لم يحدث أى حدث – الطبول الخرساء فى الاودية الزرقاء – هل ينجح هذا الكاتب الذى قيل عنه فى السبعينات إنه يحطم بطموحه وجرأته قواعد المسرح من ارسطو إلى بريخت – وفى اعتقادي أنه يفعل – فى الوصول إلى عقل الطفل حتى ولو كان عن طريق سندريلا أو الشاطر حسن.

دقت الاجراس تعلن بداية العرض. وأودعت تساؤلاتى جانبا إلى حين.

الشاطر حسن.. والحاكم والمحكوم:

يعثر الشاطر حسن على الكيس الخاص بنقود الأميرة ويذهب إلى قصر السلطان لرده إلى صاحبته. نكتشف أن الشاطر حسن شبيه بالسلطان ويتبادل الاثنان الادوار: ينزل الحاكم إلى الشعب ليرصد أحوال الرعية، ويصعد الشاطر حسن إلى قمة السلطة ليسمع شكوى المظلومين، وليحقق العدل وأيضا يقرر الحرب دفاعا عن الأرض وأثناء ذلك يتخلص من الوزير المنافق النصاب، يعود السلطان إلى القصر بعد انتهاء المدة المحددة بينهم – ثلاثة أيام – ولا ينسى أن يشكر الشاطر حسن على اخلاصه وأمانته.

مواصفات وتناقضات.. وصراع مختمر!

المسرحية هى معالجة للموضوع الأثير: علاقة الحاكم بالمحكوم.. وإذا اقتربنا من حدث المسرحية بالمفهوم الارسطي باعتبار أن الدراما هى محاكاة لحدث فى الواقع له بداية ووسط ونهاية وتخضع الشخوص إلى مواصفات خاصة فإننا سوف لا نجد شيئا مطبقا من القواعد الارسطية فالحدث فى الشاطر حسن يعتمد على المصادفة، فالمصادفة هى التى ساقت الأميرة إلى السوق لتفقد كيس نقودها.. والمصادفة التى جعلت الشاطر حسن يجد كيس النقود.. والمصادفة هى التى جعلت السلطان شبيها بالشاطر حسن.. ولو تم حذف هذه المصادفات، فإن الشاطر حسن لم يكن يكلف نفسه مغبة الذهاب إلى قصر السلطان والسلطان لم يكن يكلف نفسه مغبة النزول إلى الرعية لتفقد أحوالها.. ولو تم حذف المصادفة لما كان هناك مسرحية للسيد حافظ أصلا. وإذا اقتربنا من شخوص المسرحية، فإن الشاطر حسن رغم أنه يحمل مواصفات وتناقضات الإنسان العربى بشكل عام، إلا أننا نجافى الحقيقة لو اعتبرناه شخصية درامية بالمعنى المفهوم. مطلوب أن يختمر فيها الصراع، وتنقل من حالة إلى حالة حتى تصل إلى لحظة التنوير.

لكن هل يعنى عدم وجود الحدث والشخوص بالمفهوم الأرسطى، أن هناك خللا فى البناء وأن هذا الخلل قد أثر على وصول المسرحية وما تهدف اليه إلى ادراك الطفل... ؟

الاجابة نعم.

لكن اذا كانت المسرحية قد حققت نجاحا ملموسا على مستوى شباك التذاكر واعتبرها أكثر النقاد الذين كتبوا عنها خطوة جادة على طريق المسرح الذي يهتم بالطفل.. فما الذي عوض المسرحية ما تفتقد اليه...؟

قد تكون الاجابة هى قدرة المخرج أحمد عبد الحليم العالية فى توظيف مفردات لغته المسرحية فى ديكور، واضاءة ورسم حركة، وقدرته ايضا على تشكيل اللوحات الغنائية الراقصة هذا مع الاعتراف أن للتقنية المسرحية دورها فى انجاح العمل المسرحى أو فشله، فالتقنية الرديئة لابد أن تهبط بالعمل، كما ترفعه التقنية الجيدة.


لكن القول كل القول إن حرفية المخرج هى التى قادت إلى نجاح العمل قول ايضا فيه مجافاة لحقيقة: حقيقة وجوب الاعتراف بجودة النص المسرحي بما يحمله من معان وأفكار وبما يقدمه من رؤية.

إذن ماذا يبقى؟

يبقى أن الحديث عن مسرحية الشاطر حسن لا ينفصل عن الحديث عن موروث المسرح العربى، وايضا قضية البحث عن مسرح عربى ذي شكل متميز وفى هذا الموضوع تحدثت الدكتورة حياة جاسم محمد فى مقالها المنشور بمجلة العربى عدد 308 يوليو 1984 تحت عنوان (من قضايا المسرح العربى المعاصر) فى عام 1967 أخرج توفيق الحكيم كتابه المعنون(قالبنا المسرحى) وفيه اعتبر المسرح الشعبى(الساعد) الذى نادى به يوسف ادريس عام 1962 شكلا غير أصيل جاء إلى مصر بعد الحملة الفرنسية ودعا. توفيق الحكيم – إلى الرجوع إلى مرحلة ما قبل المسرح الشعبى، ونادى بشكل مسرحي عربي يقوم على ثلاثة اشخاص الحاكى والمقلد ومقلده.

لكن الحكيم لم يكتب نصا عربيا ضمن هذا القالب. ثم تشير الكاتبة فى المقال ذاته إلى دعوة عبد الكريم برشيد إلى مسرح عربى يقوم على الظاهرة الاحتفالية: " الحياة والتعبير عنها داخل الجماعة، والتعبير بمساعدة الجماعة عن القضايا الجماعية" ويدعو عبد الكريم برشيد إلى أن تراعى فى بناء المسارح إلى التجمعات الاحتفالية المختلفة لدى العرب التى كانت تجرى فى الساحات والشوارع والمساجد وغيرها من الاماكن العامة المفتوحة. وبرشيد إن لم يحدد شكلا عربيا للنص المسرحي إلا أنه يؤكد أن المسرح ليس مكانا للرؤية أو المشاهدة وإنما هو اجتماع لابد أن يشترك فيه كل فرد من الحاضرين، والبطل فى هذا النوع من المسرح يطل مثقل بالرمز الاسطوري، يقوم بدور التجسيد للوجدان البشري كحالة ممتدة تتعدى محدودية الزمان والمكان. ومحدودية العجز الانسانى أملا فى الفكاك إلى عالم أرحب، البطل فى هذا النوع من المسرح يتعدى ايضا المساحة الدرامية التى وضعها له أرسطو، والتى ينتقل فيها من حالة إلى حالة من خلال حدث مترابط له بداية ووسط ونهاية حتى يصل إلى لحظة التنوير ثم تنفرج العقدة نحو حل مقبول ينتهى بوضوح الهدف الاسمى والمعانى المكنونة. وهذا ما نجده فى مسرح السيد حافظ بشكل عام ومسرحية الشاطر حسن بوجه خاص.


ويذكر أنه عندما عرضت مسرحية فى (انتظار جودو) لبكيت فى احدى سجون سان كوانتين بكاليفورنيا فما أسرع ما فهم جمهور السجناء هذه المسرحية. التى حيرت الجماهير المثقفة فى لندن وباريس ونيويورك.


قال احد السجناء: "إن جودو هو المجتمع، وقال آخر إنه الخارج عن المجتمع" وتساءل البعض عما جعل مسرحية تجريبية مثل مسرحية بيكيت يفترض أن تكون مكتوبة للخاصة ذات تأثير عميق على جمهور السجناء. وأجاب البعض: ربما لأنها – المسرحية – واجهتهم بوضعية تشبه إلى حد ما وضعيتهم – وربما لأنهم لم يكونوا ذوى ثقافة رفيعة، ولذلك جاؤوا إلى العرض دون مفاهيم مسبقة أو توقعات معينة. فلم يقعوا فيما وقع فيه النقاد الذين أدانوا المسرحية لافتقارها إلى العقدة والتطوير، والتشخيص أو المعقولية.


إن الشاطر حسن واجهت الاطفال بوضعية تشبه وضعيتهم بأسلوب سردي بسيط من خلال شكل مبهر يبعد عن التعقيد ويجنح إلى العمق من أجل التفسير وليس من أجل الاستعراض وبافتراض أن هناك مسرحا يهتم بالطفل فى منطقنا العربية هل ينجح السيد حافظ فى الوصول إلى عقل الطفل؟


سؤال الاجابة عليه تكون ناقصة لو اعتمدنا على تقييم مسرحية أو اثنتين رغم الدلائل التى تشير إلى أن الكاتب يسير فى طريق النجاح.



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاطر حسن - دراسة بقلم : صالح الغريب- دراسات في مسرح السيد ...
- معرض الرياض الدولي الثاني للكتاب حقق اهدافه .. صفحات من أورا ...
- مصطفى عبد المعطى : نحن في عالم معقد يحتاج الي الوعي والذكاء ...
- مسرحية الشاطر حسن بقلم : د. نادر القنة - دراسات في مسرح السي ...
- الشاطر حسن) .. نقد وتحليل : عزت علام .. دراسات في مسرح السيد ...
- حسن عبد علوان .. بين الاسطورة والأساطير الشعبية والمرأة الحل ...
- أنادى تلفزيون الكويت بتقديم التمثيلية القطرية- - صفحات من أو ...
- مسرحية سندريلا استفادت من أخطاء - قفص الدجاج - - بقلم : عبد ...
- نظرة أخرى على مسرحية الشاطر حسن- بقلم : حمد الرقعي- دراسات ف ...
- امنيات الفنانين في العيد الوطنى واحلامهم في المستقبل- صفحات ...
- الكتابة المسرحية للأطفال فى الكويت في حوار مع الكاتب/ السيد ...
- الكاتب التلفزيونى جليل فرحان .. صفحات من أوراقي الصحفية.. حص ...
- حوار مع أقطاب العرض المسرحي - سندريلا والامير - لفرقة المسرح ...
- نظرة عابرة على واقعنا المسرحى 78 . صفحات من أوراقي الصحفية ( ...
- حول مسرحية الأطفال سندريلا - بقلم:عبد القادر كراجة - فلسطين ...
- لقاء مع الأديب القاص محمد روميش- .. المشاكس (73) - صفحات من ...
- لقاء مع شاعر الشعب البسيط زكي عمر .. المشاكس (72) - صفحات من ...
- سندريلا فى قالب عربى معاصر - دراسات في مسرح السيد حافظ بقلم ...
- المخرج دخيل الدخيل يتحدث عن مسرحية - سندريلا - بقلم: صالح ال ...
- جماليات الحوار في مسرح الطفل عند السيد حافظ بين القيمة المعر ...


المزيد.....




- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - مسرحية الشاطرحسن - دراسة نقدية بقلم : عماد النويري- دراسات في مسرح السيد حافظ (179)