أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان نافل والي - المندائية في دراسات المستشرقين















المزيد.....


المندائية في دراسات المستشرقين


سنان نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 7480 - 2023 / 1 / 2 - 20:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ساهم المستشرقون الذين عكفوا على دراسة المندائية منذ أوقات مبكرة في تقديم صورة أكثر وضوحا مما قدمها نظرائهم من المفسرين والمؤرخين الإسلاميين وذلك بسبب اختلاف الطريقة والآلية لدى الطرفان في تناول هذه القضية للدراسة، إذ اعتمد المسلمون، على اختلاف زمانهم وتوجهاتهم الفكرية والأيديولوجية على مبدأ الرواية بشكل رئيسي عند الحديث عن المندائية، لذلك كانوا يدورون في نفس الحلقة، دون أن يكون باستطاعتهم تقديم شيء جديد في هذا المضمار(1(بينما اعتمد العديد من المستشرقين في دراستهم على مبدأ التواصل والمعايشة المباشرة للمندائيين وتعلم لغتهم وقراءة كتبهم بلغتها الأصلية وإجراء المقارنات، وصولا إلى ترجمة كتبهم إلى مختلف اللغات الأجنبية، بل وتأليف العديد من الكتب عن هذه اللغة التي تعد لغاية الان هي المصدر الموثوق والمرجع لجميع الدارسين في العالم في هذا المجال.(2) هذه الطريقة المنهجية في دراسة المندائية، جعلت المستشرقين في موضع أكثر مصداقية فيما يكتبون واعتبرت كتاباتهم وما تزال هي المرجع الرئيسي لكل الراغبين بدخول هذا النوع من حقول البحث والدراسة.
إن اولى الكتابات للغربيين قد بدأت مبكرا مع ما فيها من أخطاء، خصوصا على المستوى الديني، إلا أنها بنفس الوقت قد فتحت الباب على مصراعيه لدراسة ومعرفة ما يمكن دراسته ومعرفته عن المندائية، وكان Livres des Scholies Les للكاتب ثيودور باركوني في نهايات القرن الثامن الميلادي، وبالتحديد في 792م من المحاولات المبكرة والجادة في هذا المجال مع ما فيها من أخطاء وقصور في فهم المندائية عندما قام بدراسة ومقارنة بعض من النصوص الدينية ما بين كتاب (كنزا ربا) والكتاب المقدس للطائفة الكانتية، مبينا أوجه التشابه والاختلاف بين العقيدتين منطلقا بذلك من عقلية تبشيرية واضحة(3) ليأتي بعد ذلك بأحد عشر قرنا تقريبا، جورج بونيو القنصل الفرنسي في بغداد أيام الدولة العثمانية سنة 1894 م، وهو المهتم بالآثار والاديان في المنطقة، بإضافة العديد من نصوص الأواني المندائية التي كان يتم اكتشافها والعثور عليها بين الحين والآخر من قبل المزارعين والصيادين في وسط وجنوب العراق، إلى كتاب باركوني ليضفي عليه في النهاية فائدة كبيرة لا غنى عنها عند قراءته والذي أصبح مكتوبا بثلاث لغات هي: السريانية، لغة الكتاب الأصلية والمندائية (لغة النصوص في الأواني المكتشفة) والفرنسية (تعليقات وترجمة بونيو لنصوص الأواني) (4) ولكن يمكن القول أن معرفة وادراك المجتمع الأوروبي بوجود المندائيين بشكل فعلي ولأول مرة كان في منتصف القرن السادس عشر( 1555) وذلك من خلال الرحالة والرهبان الأوروبيين الذين بدأوا يجوبون المنطقة (بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس) وكانت أولى الإشارات عن المندائيين قد وردت في رسالة للراهب الدومينكاني (ريكولدو بينيني) الذي وصل إلى بغـداد في بدايــات القرن الرابع عشر وكتب عن مشاهداتـــه والأقــوام التي تسكــــــن هناك ومن ضمنهم المندائييــــن. وكـذلك الرحالـــــة الفرنسي ج. ب. تافرنييــه (1605-1689) والذي كان يدعوهم(نصـــارى القديس يوحنــا). خلال هذا الوقت بدأت تتوالى التقاريــــر إلى المجتمـــع الأوروبـــــــي عن المندائييـــــن ووصل العدد إلى عشرات التقارير خلال القرن السابــع والثامــــن عشر وعندهـــا بدأ الاهتمام بهم بالتزايــد وتحول الأمر تدريجيــــا من التوجه والاهتمام التبشيري حولهم إلى الإهتمام بدراستهم والبحث في أصولهم العقائدية والفكرية، فبدأت تتوالى الترجمات لبعض من كتبهم كما حصل في عام 1660 بواسطة الماروني( إنجيلينس ) ولكن النظرة الأوروبية لهم بقيت تعتقد بأن هناك صلة ما بين المندائيـــــة والنصرانيـة ولم تتغير هذه النظرة واعتبـار المندائية مستقلة تماما عن النصرانية إلا بعد عام 1615 (5). من أبرز الترجمات التي ظهرت في أوروبا، تلك التي قدمها م. نوربيرغ لكتاب(كنزا ربا) عام 1816 مع ما فيها من أخطاء مختلفة (6). وبعد خمسين عاما تقريبا، نشر بيترمان ترجمة جديدة لنفس الكتاب(كنزا ربا) ولكنه لم يستطع تجاوز الأخطاء التي سبق وأن وقع فيها نوربيرغ (7) وكان بيترمان قد نشر قبل ذلك كتابا ضخما بعنوان(رحلة إلى الشرق) والذي احتوى على تقرير واف عن مشاهداته وانطباعاته عن المندائيين (8)، بعد أن قضى ثلاثة أشهر في الأهوار جنوب العراق عام 1820 مراقبا ومسجلا التفاصيل المتعلقة بهم وطقوسهم ومراسيمهم الدينية والتي أصبحت بعد ذلك مرجعا أساسيا لعدد كبير من المستشرقين ولوقت طويل(9)وذكرت دراور عنه بأنه يمثل المحاولة العلمية الوحيدة في حقل المشاهدة. في عام 1856 صدرت الطبعة الأولى وبجزئين كبيرين الدراسة المهمة:
(Die Ssabier und der Ssabismns

(الصابئة ومذهب الصابئية)للمستشرق الأوكراني دانيال خوالسون، وسبب أهميتها أنها بحثت وللمرة الاولى وبشكل جدي علاقة المندائية بطائفة حران والحرنانية وخلص في دراسته إلى أن الصابئة المندائيين هم الصابئة الحقيقيون وهم الذين أشار إليهم القرآن(10). في عام 1880 صدرت دراسة كبيرة أخرى عن المندائية بعنوان :
( Etudes sur la religion des Seubbas ou Sabeens )
لنيقولا سيوفي في باريس والتي عُدت من الإسهامات العلمية المهمة في دراسة المندائية على الرغم من الإنتقادات اللاذعة التي وجهت إليها، وخصوصا من قبل الليدي دراور والتي ذكرت بأن سيوفي لم ير طقسا واحدا بأم عينيه بل اعتمد فقط وبصورة تامة على شهادات أحد المندائيين الذي اعتنق المسيحية ومجموعة الأخطاء المقصودة التي أوقع بها هذا الشخص، الباحث سيوفي فيها. أما أكثر الأسماء البارزة من الدارسين والباحثين للمندائية في نهايات القرن التاسع عشر هما: ثيودور نولدكة، الذي نشر في عام 1875 في مدينة هاله الألمانية، كتابا عن القواعد القياسية للنحو والصرف في اللغة المندائية. والباحث الآخر هو، وليام براندت الذي يعزى إليه إرساء الأسس العلمية الجادة والرصينة في دراسة الديانة المندائية مع مؤلفه الكبير ( Die Mandaische religion ) الصادر بطبعته الأولى في مدينة لايبزك عام 1889. وللكاتب أيضا مساهمات مميزة عن المندائية في دائرة معارف الدين والأخلاق، ودائرة المعارف اليهودية. مع بدايات القرن العشرين برز اسم الباحث مارك ليدزبارسكي كأحد أهم الشخصيات العلمية وأكثرها تأثيرا في المجتمع العلمي المتخصص بدراسة المندائية والذي تعتبر أعماله للكثيرين في هذا المجال نقطة مفصلية ومهمة في تأريخ هذه الدراسات، حيث عمل ليدزبارسكي بعد حصوله على العديد من المصادر المندائية، سواء التي وجدت نسخا منها في بعض المتاحف العالمية أو تلك التي اكتشفتها بعثات التنقيب في العراق، على ترجمتها ونشرها، إضافة إلى ترجمة كتاب(دراشة د يهيا) (دراسة تعاليم يحيى) ولأول مرة، وذلك في عام 1905. ولكن عمله الأبرز والأهم على الإطلاق، كان ترجمته الدقيقة جدا لكتاب ( كنزا ربا ) والذي استغرق منه سنوات عدة لإنجازه ونشره أخيرا عام 1925، متلافيا تلك الأخطاء التي سبق وأن وقع فيها الباحث السويدي نوربيرغ عند ترجمته لنفس الكتاب(11). في عام 1922، أثارت مقالة تم نشرها في مجلة الدراسات الشرقية:(Oriental Studies) للباحث بيدرسن بعنوان(الصابئة)، ضجة كبيرة في أوساط البحث العلمي عن المندائية، حيث اعتبرت ذات أهمية بالغة في هذا المجال باعتبارها أول دراسة نقدية لطروحات المستشرق الأوكراني خوالسون، وخصوصا فيما يتعلق بموضوع الإشتقاق اللغوي لتسمية (الصابئة) كما تذكرها المصادر الإسلامية. وبين عامي 1924 و 1932 تم نشر دراستين عن المندائية وهما:
(The Gnostic Jojan tha Baptizar) (غنوصية يوحنـــــــا المعمدان ) لمؤلفِها ج. ر ميد والتي تحدّث فيها وبشكل مفصل عن النبي يحيى وعلاقته بالمندائيين. وأيضا كتاب:
(Church and Gnosis) (الكنيسة الغنوصية) التي تعرّض نفس المؤلف خلالها لنشأة المندائية باعتبارها آخر الأديان الغنوصية الباقية على قيد الحياة. بعد ذلك بخمس سنوات، صدرت الطبعة الأولى لأهم كتاب صدر في هذا المجال حتى يومنا هذا والمعنون بـ:
(Mandaeans i Iraq and Iran, their cults, customs, magic legends and folkore)
للباحثة البريطانية إثيل ستيفنسون دراور(12).
إن سبب هذه الأهمية تعود إلى أنها كانت أول دراسة تبنى على مشاهدات ومراقبة حية ودقيقة لكل ما يتعلق بالمندائية من طقوس ومفاهيم وأسلوب معيشة وذلك من خلال التعاون الوثيق مع المندائيين أنفسهم، وهو الأمر الذي كان مفقودا في الكثير من الدراسات السابقة، ولم تكتفي دراور بحضور الطقوس ومشاهدتها وتسجيل ملاحظاتها الشخصية حولها، إنما القيام بإداء بعضا منها بنفسها مما قادها في النهاية إلى إثبات بعض الأخطاء والاستنتاجات التي وقع فيها المستشرقون حيال هذه الطقوس، سواء من ناحية المعنى أو الرموز التي تحتويها. وبعد أن أتقنت اللغة المندائية، قامت بترجمة العديد من الكتب الدينية إلى اللغة الإنكليزية مثل(أسفر ملواشة)والمطبوع في لندن عام 1949 و (ديوان أباثر)وكذلك(حران كويثا)اللذان صدرا عام 1950 في الفاتيكان، وديوان(القلستا)الذي صدر في ليدن عام 1959 باسم:
(The Canouical Prayerbook of the Mansaens )
وكتاب(آدم الخفي)الصادر في أكسفورد عام 1960 وديوان(ألفا وأثنا عشر سؤال)في برلين عام 1960 وديوان :
( Alma risaia raba ) (العالم الرئيس الكبير)في لندن عام 1963، إضافة إلى تعاونها مع العالم ماكوخ في إصدار القاموس المندائي عام 1963(13و14). خلال الستينيات والسبعينيات، برز اسم كورت رودولف، الذي أعتبر لاحقا أهم وأكثر الباحثين في المسألة المندائية شهرة وأهمية، حيث نشر عدة مؤلفات، ربما أبرزها هو:
(Problems of the development the Mamdaean religion)
(إشكاليات في تأريخ تطور الديانة المندائية) الذي صدر عام 1967 وكذلك كتابه الصادر عام 1970 (المندائية)، إضافة إلى مؤلفه الأبرز والأهم:(Die Gnosis) (الغنوصية) الصادر عام 1977 والذي نفى فيه تماما أن تكون هناك أية علاقة بين الصابئة المندائيين وصابئة حران، وقد قام الباحث صبيح مدلول السهيري بترجمة أحد كتبه إلى اللغة العربية عام 1994 في بغداد، تحت عنوان (النشوء والخلق في النصوص المندائية)(15). في الربع الأخير من القرن الماضي، ظهرت أيضا أسماءً لامعة في هذا المجال، مثل الباحث ياموشي الذي قدم دراسة مميزة عن المندائية بعنوان :
( Gnostic Ethics and Mandaean origin )
(الغنوصية وأصول المندائية) عام 1970. وكذلك الباحث جان هارب في دراسته المقدمة لنيل درجة الدكتوراه:
(Analyse critique des traditions Arabes sur les Sabeens Harraniens)
(تحليل نقدي للأعراف العربية حول الصابئة الحرنانية)عام 1972 في السويد في مدينة أبسالا، إضافة إلى الباحثة يورين باكلي، الأمريكية الجنسية والنرويجية الأصل، التي ينظر إليها الآن على أنها المكملة لجهود دراور في بحثها ودراستها للمندائيين وذلك من خلال التواصل المباشر معهم من خلال السفرات التي تقوم بها بين حين وآخر لأماكن تواجدهم واختلاطها بهم ومراقبة كل ما يتعلق بهذه الديانة من طقوس ومراسم دينية. نشرت باكلي مجموعة من المقالات حول المندائية في فترة التسعينيات، ولكن إصدارها الأهم هو كتابها:
(The Mandaeans: Ancient Texts and Modern People)
(المندائيون : نصوص قديمة وشعب معاصر) والذي صدر عن مؤسسة مطبعة أكسفورد في نيويورك عام 2002، إضافة إلى إصداران آخران هما :
(Polemics and Exorcism in Mandaean Baptism, history of Religion)
الصادر عام 2007، وأيضا :
( The Great stem of Souls: Mandaean History )
الذي صدر عام 2010.(117) طبعا بالإضافة إلى أسماء عديدة أخرى في هذا المجال، نذكر منها على سبيل المثال: ( 16)
Erica Hunter, Charles Häberl, Jennifer Hart, Edmondo Lupieri, Samuel Zinner, Katarina Somodiova, Merhdad Arebstani, Matthew Morgenstern …..


المصادر والهوامش

(1) الغريب في الأمر ، أن هذه الطريقة في الكتابة عن المندائية شملت حتى الذين يسكنون في نفس المناطق التي يسكنها المندائيون ، دون أن يحاولوا التواصل معهم بشكل مباشر والاطلاع على كتبهم ومفاهيمهم الدينية ، إنما اكتفوا كالآخرين في الاعتماد على ما كتبه السابقون عنهم ، مثلما هو الحال على سبيل المثال مع الجاحظ والذي كان يراهم بشكل يومي في البصرة عند ذهابه ومجيئه وهم يؤدون طقوسهم الدينية وكذلك الحال مع القاضي أبو يوسف وآخرين عديدين، بما فيهم المعاصرون أيضا مثل عبد الرزاق الحسني وغيره.
(2) على سبيل المثال ، الكتاب الذي شاركت الليدي دراور مع رودولف ماتسوخ بتأليفه ( قاموس اللغة المندائية ) باللغتين المندائية والإنكليزية والذي طبع عام 1963 ، مما اعتبر مرجعا مهما وأساسيا في هذا المجال أو كتاب ( قواعد اللغة المندائية ) لتيودور نولدكه إضافة الى العديد من الكتب والمؤلفات الأخرى ).
(3) يذكر باركوني في كتابه أن المندائية قد نشأت وأسست من قبل إحدى العوائل التي استقرت في الجزء الجنوبي من بلاد ما بين النهرين، ويحدد صراحة موطنهم الأصلي باسم: أي أعلى بلاد ما بين النهرين، ويذكر أنهم ما زالوا معروفين Bet Aramaye وهو نفسه المصطلح المستخدم لوصفهم في Nasoreans في تلك المنطقة باسم: كتاب (حران كويثا) التاريخي، بالإضافة الى أنه يذكر في كتابه، في الفصل الأخير مقتطفات من كتاب (كنزا ربا). أنظر:
Dissimulation´-or-Assimilation? The Case of the Mandæans: Charles Härbel. P: 590.
(4) أن أول دراسة لأواني الأحراز بدأت بشكل عام في أواسط القرن 19 م عندما نشر لايارد سنة 1853، أواني منقوشة من بلاد وادي الرافدين عثر عليها في خرائب نينوى وبابل، في كتابه " مكتشفات في خرائب نينوى وبابل ". وأول إناء مندائي نشر من قبل بونيون سنة 1892م عندما كان قنصلا في بغداد، حصل عليه من بسمايا التي تقع جنوب نفر. ثم نشر في سنة 1898م، 31 نصا لأواني مندائية شرحا وتفصيلا وبالخط المندائي، حصل عليها من منطقة خوابير. أنظر: فريال زهرون. أواني الأحراز المندائية في المتحف العراقي ص10.

(5) عزيز عربي ساجت : ثقافتنا وحركة الاستشراق . مقالة إتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر .
(6) أحمد العدوي : تأريخ الدراسات المندائية وأبرز المستجدات في دراسة أصول الصابئة المندائيين ومصادر ديانتهم .ص 57
(7) ترجم نوربيرغ كتاب (كنزا ربا) إلى اللاتينية تحت عنوان "صحف آدم كتاب الناصورائيين " والتي اعتبرت أول ترجمة أكاديمية في حقل البحوث المندائية. يتحدث نوربيرغ في إحدى رسائله عام 1779، بأنه وجد في القسطنطينية قس ماروني أسمه جرمانو كونتي والذي إدعى بأنه شاهد المندائيون وأطلع على طقوسهم في مدينة اللاذقية السورية وأن عددهم يقارب الـ 10000 مندائي. البطريارك كونتي كان يعتبر أن نصيري اللاذقية هم جزء من المندائيين لذلك كان حديثه مع نوربيرغ على هذا الأساس وهذا ما جعل جامعة كوتنكة الألمانية تعقب على هذا الكلام وتنفي صحته قائلة بأن المندائيون "وأسمتهم بأتباع مسيحيي يوحنا" إنما يتواجدون في البصرة وأن عددهم قليل جدا هناك. أنظر: ديار الحيدر: ماتياس نوربري: المترجم الأول للكنزا ربا. مقالة: أتحاد الجمعيات المندائية)..
(8) عزيز سباهي : أصول الصابئة المندائيين . ص35 .
(9) أحمد العدوي : المصدر السابق .ص52 .
(10) أحمد العدوي : المصدر السابق .ص58 .
(11) أحمد العدوي . المصدر السابق .ص59 .
(12) تعتبر الليدي دراور مرجعا أساسيا في دراسة المندائية ولغتها الأبجدية واستمرت دراستها لها حوالي 25 سنة والتي تميزت بمشاهدات دقيقة لحياة المندائيين وطقوسهم الدينية التي وصلت أحيانا الى القيام بممارسة وأداء بعض الشعائر الدينية بنفسها بهدف إتقانها وتسجيلها بشكل دقيق جدا وهذا ما ميز ربما دراور عن سائر المستشرقين الآخرين. تذكر الكاتبة حياة بنت سعيد في دراستها (دور المستشرقة دراور في ديانة الصابئة المندائية): "أن دراور قد علمت نفسها ذاتيا اللغة المندائية وذلك بتدوين كل كلمة على بطاقة منفصلة وفق حروفها الأبجدية، وأوصت حينها دراور على صندوق معدني ذي أدراج تحتفظ فيه بالبطاقات مفهرسة. وفي عام 1942 اندلعت حركة رشيد عالي الكيلاني فأوصت السفارة البريطانية بإجلاء رعاياها من النساء والاطفال على وجه السرعة مع حقيبة واحدة لكل عائلة ولكن دراور رفضت رفضا قاطعا أن تغادر العراق ما لم يسمح لها بأخذ الصندوق الذي يحتوي على القاموس المندائي وآلتها الكاتبة وكتبها ومدوناتها الخاصة بالمندائيين، وقد سمح لها بذلك بعد إصرارها لتغادر إلى البصرة ومنها الى الهند. "بينما يذكر الكاتب أحمد العدوي في دراسته (تأريخ الدراسات المندائية) عنها بأن: "جامعة أكسفورد قد منحتها درجة الدكتوراه الفخرية عام 1954 تقديرا لجهودها المميزة في دراسة المندائية على الرغم أنها لم تتلق تعليما جامعيا ، وتلتها جامعة ابسالا السويدية في خطوة مماثلة عام 1959، ومنحتها الحكومة الألمانية أعلى وسام علمي وهو وسام ليدزبارسكي عام 1964، وأنعمت عليها الملكة بلقب ليدي بعد تكريمها في الجمعية الملكية الآسيوية عام 1969 وتوفيت دراور عن عمر 93 سنة في إحدى دور رعاية المسنين في لندن."
(13) عام 1969 ، قام نعيم بدوي وغضبان رومي بترجمة وإصدار كتاب دراور تحت عنوان ( مندائيو العراق وإيران -الجزء الاول ) بينما بقي الجزء الثاني حتى عام 1973 عندما أصدره نفس المترجمان تحت عنوان ( أساطير وحكايات شعبية صابئية ) ، إضافة الى صدور ملحق بعنوان ( أساطير الخلق عند الصابئة المندائيين ) في عام 2010 يتناول أيضا وبشكل مختصر الجزء الثاني من الكتاب ، وقام بترجمة هذا الملحق الى العربية أحمد الحاج سالم وآمنة الجيلاوي.
(14) أحمد العدوي . المصدر السابق ص61 .
(15) واجه نشر هذا الكتاب باللغة العربية الكثير من العراقيل من قبل بعض رجال الدين المندائيين لأسباب مختلفة ، وبعد إشكالات عديدة ، تبنت جامعة بغداد نشر الكتاب وذلك بعد حذف الكثير من النصوص والعبارات الموجودة في النسخة الأصلية من الكتاب.
(16) يذكر غضبان رومي في كتابه ( الصابئة ) ص11 : ( لقد كتب عن الصابئة : 66 كتابا باللغة الألمانية و 24 متابا باللغة الإنكليزية و 15 كتابا بالفرنسية و 9 كتب بالإيطالية و 16 كتابا بالإسكندنافية ، عدا الكثير من المقالات في الولايات المتحدة، خاصة ما كتبه بترسن كوردن ) هذا الكلام للمؤلف في بداية الثمانينيات فقط ونحن نعلم أنه بعد تلك الفترة وحتى الوقت الراهن قد صدر عددا كبيرا جدا من المؤلفات عن المندائية ، ويكفي أن نعطي مثالا ، أنه بين عامي 2015 و 2020 ، أي خلال خمس سنوات فقط ، صدر أكثر من سبعين مؤلفا عن هذه الديانة ، بين كتاب وبحث ودراسة ، وكانت أغلبها باللغة الإنكليزية وأخرى بالألمانية وقليل منها باللغة العربية.



#سنان_نافل_والي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطوفان في المصادر البابلية والمندائية
- الشيخ صحن والدولة العثمانية
- في منتصف الطريق
- أبو علاوي _ قصة قصيرة
- انتظار _ قصة قصيرة
- الرحيل _ قصة قصيرة
- المندائية في كتابات الغرب والشرق
- أول المعرفة .... سؤال


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سنان نافل والي - المندائية في دراسات المستشرقين