أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان نافل والي - في منتصف الطريق















المزيد.....

في منتصف الطريق


سنان نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 6120 - 2019 / 1 / 20 - 22:38
المحور: الادب والفن
    


_هل تريد قطعة اخرى من السكر ؟ رفع رأسه اليها وكأنه أفاق من حلم لتوه , ماذا ؟ ابتسمت له وهي تنحني قليلا للأمام : سألتك سيدي اذا كنت ترغب بقطعة اخرى من السكر؟ , كانت عيناها الزرقاوين ترقص بلذة مع شعرها الاصفر الطويل الذي انحنى بنعومة ودلال على كتفيها فغطى جزءا من فتحة صدرها الابيض الصغير الذي بان جزءا منه من خلال فتحة قميصها الضيق ذو اللون الابيض والياقة السوداء .
_ كلا , شكرا لك .
كانت نتف الثلج البيضاء الناعمة مازال تسقط بكثافة كما هي العادة هنا في كانون الثاني , كانت تبدو وكأنها تأتي من صندوق سحري لا يفرغ ولا ينتهي وهي تطرق برفق واستحياء على النوافذ الكبيرة للكافيتيرا بينما غطت أجزاء كبيرة منه الشارع الممتد حولها جاعلة من لونها الابيض علامتها الفارقة في كل مكان . رشف قليلا من الشاي الساخن وهو ينظر من خلال بخاره الذي كان يتصاعد بنعومة وخفة الى الناس الذين بدوا له بملابسهم الشتوية الثقيلة وطريقة سيرهم البطيئة الحذرة فوق الثلج وكأنهم في فيلم ما ولكن بالحركة البطيئة . كانت نظراته تبدو شاردة , تائهة , ليس لها مكان معين أو وجهة محددة , بل كانت تطوف فوق كل شيء يتحرك. لم يكن واضحا أمامه الا بخار الشاي المتصاعد رويدا رويدا وهو يختفي بعد لحظات من مروره أمام وجهه وعيناه المتعبتان .
_ وين صافن يا معود ؟
_ ها.. ماذا ؟ التفت سامي اليه فرأى واثق واقفا أمامه يضحك بصوته العالي وهو يضع صينية الشاي على المنضدة أمامه ثم أردف وكأنه قد ضاق ذرعا بما يرى : شنو ..غركانة السفن مالتك ؟ أرجع سامي رأسه الى الوراء قليلا وابتسم وهو يجيبه : لا .. لا أكو سفن ولا هم يحزنون , بس يا واثق هي الحياة وهمومها التي لا تنتهي .اجابه واثق بعصبيته التي اعتاد عليها : أهووو ..والله موتتني بهاي الهموم ,يمعود اضحك حتى الدنيا تضحكلك , ثم أضاف وكأنه يحاول أن يشرح نظريته الخاصة حول الحياة بعد أن جلس قبالته ووضع ساقا على ساق : يعني انت تعرف ظروفي , صارلي عشرين سنة أشتغل جايجي بهذا السوق , يوميا تقريبا, من غبشة رب العالمين وحتى وقت متأخر من الليل , ما عندي بيت خاص بي , انما أسكن بالايجار وعندي ثلالثة أطفال , أكبرهم حمودي 10 سنوات , وطبعا بالاضافة الى طلبات ام الجهال التي تبدأ ولا تنتهي في أي وقت أو مكان ., وطبعا ما عندي سيارة , مع ذلك , شفتني في يوم من الأيام ضايج أو حزين أو حتى صافن مثلك ؟ طرح سؤاله وتوقف لثواني وكأنه يريد مني الجواب على ما سأل , لكنه لم ينتظر وأكمل بسرعة مثلما ابتدأ , لا والله ..دائما ما أقول لنفسي : طز بهاي الحياة , طز بكل المشاكل , طز بكل شي ..ثم أكمل , وداعتك سامي ما تسوة , ما كو شي يسوى انو الواحد يحزن أو يهتم بشي .. خليها على الله , ثم ضحك مرة ثانية وبدت عليه الراحة لأنه أفرغ ما في جعبته ونقل أليه حكمته الخاصة حول الحياة . كان بقصر قامته وصينية الشاي التي يحملها على الدوام والتي تبدو أحيانا للناظر أنها أكبر حجما منه , وملابسه التي يرتديها نفسها تقريبا طوال أيام السنة , اضافة الى ابتسامته ودعابته التي لا تنتهي مع الاخرين طوال الوقت , كل ذلك كان يجعل منه شخصا من الصعب أن تنساه أو تتجاهله عندما تلتقي به . نظر أليه سامي مبتسما , قائلا له بهدوئه المعتاد _ والله يا بروفيسور واثق , كلامك جواهر , بس ماكو أحد يعطيها قيمتها الحقيقية.
_ هااا ..بدأنا التصنيف والسخرية , قال واثق محتجا عليه , ثم أردف وهو ينهض من مكانه وكأن شيئا ما قرصه : اوكي خلي نشوف الحجي شنو راح يكول . وبدون أن ينتظر , فتح باب المحل وأخذ يصيح بصوت عالي على الحجي أبو سارة في محل أدوات ولوازم الخياطة المقابل لمحل سامي .حجي ..حجي ,تعال رحمة لوالديك .
لا يعرف على وجه التحديد لماذا يفضل المجيء والجلوس هنا, في هذه الكافيتيريا بالتحديد , مرة أو مرتان في الاسبوع . ربما لمكانها المعزول نوعا ما أو لأنه لا يأتي الكثيرون أليها وهذا ما يجعلها مكانا هادئا مفضلا لديه , خصوصا أنه ليس لديه أصلا مايفعله حتى بعد مرور خمسة سنوات على مجيئه الى بلاد المنفى ,أوعلى الأقل هذا ماكان يحب أن يسمي هذا البلد.
_ هل سمعت آخر الأخبار ؟ سأل دون مقدمات !
_ شنو تقصد أبو سارة .. يا أخبار ؟
_ يعني معقولة ياسامي .. طبعا أخبار الامريكان . أكتسى وجهه بطابع من الجدية لم يعهدها سامي فيه من قبل , ثم أردف وهو يضغط على كل كلمة يقولها : يقولون أن الامريكان أصبحوا قريبين من بغداد .
_ اي حجي سمعت .. بس تتصور أن هذه المرة راح تكون مختلفة عن المرة السابقة ويدخلون بغداد ؟
_ أخفض صوتك يامعود .. نظر بقلق الى الناس الذين يمرون أحيانا أمام المحل ثم أكمل وهو يهمس : يكولون أنو هاي المرة ناوين فعلا ينهون الموضوع ويجعلونه يطير هو وكل الحاشية من حوله .
_ ربك يستر حجي من تاليها, قالها سامي ونظرات الخوف والقلق من الغد كانت تتحدث بأكثر مما قاله .
بدأ الثلج يسقط بكثافة أكبر وأشد وعلى الرغم من خيوط الظلام التي بدأت تحيك عباءتها السوداء وتلقيها في أرجاء المدينة إلا أن ذلك لم يمنع الناس من التواجد بكثافة والتسوق من هنا وهناك , خصوصا وأنها أيام رأس السنة وأعياد الميلاد . أصبح الشاي باردا قليلا إلا أنه لم يهتم لذلك وأستمر يرتشف منه بهدوء وكأنه كان يتلذذ بكل قطرة منه . لا يمكن أن ينسى ذلك اليوم أبدا, منظر لا يمكن للمرء أن ينساه بسهولة. كانت الأخبار قد إنتشرت في كل وسائل الإعلام ومنذ الصباح الباكر, أن الامر إنتهى , نعم إنتهى الأمر. لقد فعلها الأمريكان وجعلوه يطيرالى غير رجعة . وقف سامي خارج البيت مثلما فعل الكثيرون من جيرانه وهم يشاهدون العديد من الناس , العديد منهم , ربما بالمئات وربما عشرات المئات وهم يركضون ويتدافعون فيما بينهم للدخول الى أي دائرة حكومية أو مؤسسة موجودة في المنطقة لكي يأخذوا كل مايستطيعون أخذه وحمله , أي شيء تقريبا. حتى المدارس لم تسلم منهم , حيث خرج البعض منهم وهم يحملون كراسي الطلاب والطباشير والاقلام ويركضون بها بفرح وحشي وكأنها عنائم حرب يستحقونها . بل حتى البعض من جيران سامي وأصدقائه كانوا مشاركون بهذا الجنون وهم يشجعون بعضهم أن مايفعلونه هو عين الحلال بالتأكيد ,كان شيئا لايمكن وصفه إلا بالجنون الذي ما بعده جنون . لم تكن الساعة قد تجاوزت الثالثة عصرا إلا أن الظلام والبرد والثلج اللعين جعل الوقت يبدو وكأنه منتصف الليل . لم يستطع أن يفهم حتى بعد خمسة سنوات هنا , كيف بإستطاعة الناس العيش هكذا . كيف يستطيعون أن يستمروا بدون شمس تموز وآب اللهاب ,؟ بدون شاي أبو الهيل وخبز التنور , بدون شارع المتنبي وعالمه المسحور من الكتب والمعرفة في كل زواياه ؟ لم يستطع أن يفهم كيف إستطاع هو أن يستمر حتى الان هنا دون أن ينسى وقع خطواته على جسر الشهداء في كل يوم , أو صيحات أبو السميط وسط سوق السراي ليعلن عن مجيئه كما هي العادة في مثل هذا الوقت , أو حتى تلك الرائحة التي مازلت تداعب أنفه كلما دخل الى خان الشابندر حيث محل العائلة هناك . كان صوته عاليا وهو يصيح بأعلى صوته : سامس ..سامي ! . كان الجار أبو حسين واقفا خارج باب الدار وملامح وجه مليئة بالخوف والقلق .
_ ها أبو حسين , خير ؟ سأله سامي وهو يشعر أن الأمر ليس بخير أبداَ . نظر أليه أبو حسين لثواني قليلة قبل أن يقول : يا خير هذا سامي , هو وين الخير . قالها مع حسرة كبيرة قبل أن يكمل : غدا راح نسافر الى ..توقف للحظة وشعر سامي أن دموع جاره كانت تصاحب كل كلمة يقولها , سنسافر الى أقربائنا في الكوفة , هناك سنشعر بالأمان أكثر . أخفض رأسه وهو يحاول أن يمنع نفسه من الإجهاش في البكاء . كان الوقت قد تجاوز العاشرة مساءاً ولم يكن سواهما في الشارع .
_ طيب , تعال تفضل أبو حسين وخلينا نسولف بالموضوع .. يعني ماكو حل ثاني برأيك ؟
_ يا حل هذا سامي , يا حل ؟ شوف هذا الشارع , منو بقى فيه من الجيران ؟ أبو وسام سافر هو وعائلته الى الأنبار , وجارنا دلشاد , راح هو وزوجته الى كردستان .. منو راح يبقى ؟ صدقني ولا واحد .
_ والله معك حق .. أنا أيضا أشعر بقلق كبير على الأولاد عندما يذهبون الى المدرسة ولا أشعر بالراحة إلا عندما يعودون الى البيت .. بس شنو الحل يا أبو حسين , والله صعبة .
_ طبعا صعبة , وصعبة هواي.. بس شنو جابرك على المر إلا الأمر منه..بعد ما نعرف منو وية منو أو منو ضد منو .. الأمور مخربطة وبحالة من الفوضى الرهيبة . تنهد وهو يكمل : الله يخليك سامي , أنا لا أثق إلا بك , خلي عينك على البيت بغيابنا , وأنا سأتصل بك بين فترة وأخرى .
_ ولا يهمك أبو حسين .. البيت بعيوني . الله يوصلكم بالسلامة .
_ تسلم سامي , وأنت إنتبه الى نفسك وعائلتك , والله يستركم .
لم يكن عدد الجالسين في الكافيتيرا كبيرا , كان الجميع منهمكا بالتسوق , خصوصا وأن اليوم التالي سيكون عطلة , وكل الأسواق والمحال ستكون مغلقة . بين الحين والآخر كان سامي يشعر أن النادلة ترمقه بنظرات معينة كلما مرت بجانبه , يبدو أنها كانت مستاءة قليلا , ربما لأنها تشعر أنها لم تكن عليها أن تعمل اليوم , وأنها كان يجب أن تكون مع أولادها الان يستعدون للإحتفال بعيد الميلاد مثل الآخرين . مع مرور الوقت كان عدد الناس في الخارج يقل تدريجيا , على عكس الثلج والبرد والظلام , فهم في إزدياد مستمر . لم يستطع أن يحتمل أكثر من ذلك , فأجهش بالبكاء ونزلت دموعه رغما عنه وهو يحتضن أولاده الثلاثة . كانت زوجته قد أعدت حقيبة السفر منذ البارحة , إقتربت منه وهي تهمس في أذنه :سامي , لقد وصل التاكسي . نظر إليها دون أن يترك أولاده الصغار من بين يديه . ضاعت الكلمات من شفتيه , بل نسي الكلام كله . نهض متثاقلا وحمل الحقيبة بيده اليسرى ليتجه للباب الخارجي . كان جاره أبو أحمد قد وصل بسيارته ليوصله الى أربيل ومنها ليكمل طريقه الى اوروبا حيث الغاية المنشودة . إلتفت سامي الى عائلته للمرة الاخيرة حيث وقفوا صامتين ينظرون اليه وهو يخطو آخر خطواته أمامهم . وضع يده على حائط البيت وهمس إليه : حافظ عليهم , ثم قبٌل الحائط وكأنه صديق الطفولة الامين .
رن جرس الهاتف وبدأ قحطان العطار يغني ( سهلة عندك ..يا حبيبي ..) , انتبه اليه بعض الجالسين في الكافتيريا حيث بدت لهم نغمة التلفون وكأنها تأتي من عالم غريب وعجيب بالنسبة لهم .
_ الو ! أجاب سامي .
_ سألته بصوتها الهادئ والناعم كموجة بحر هادئة وهي ترتطم برمال الشاطئ في المساء: وين انت ؟ .. ليش كل هذا التأخير ؟
_ أنا في الكافيتيريا , أجابها وهو يعرف ما ستقوله تاليا.
_ شنو قصتك وية هاي الكافيتيريا ؟ يعني لو تقضي ويانا نفس الوقت اللي تقضيه بهذا المكان كان احنا بخير .. ثم أكملت وصونها يبتسم : يالله تعال , الاولاد جاعوا والغداء تقريبا جاهز . أجابها وهو ينهض من كرسيه : 20 دقيقة وأكون عندكم . إرتدى الجاكيت الأسود السميك ووضع غطاء الرأس ثم لبس الكفوف الجلدية السوداء ذات الاطراف البنية اللون ونزل الى الشارع البارد جدا ..جدا , رفع ياقة الجاكيت ووضع يديه مع الكفوف داخل جيوبه وأحكم وضع اللفاف الطويل حول رقبته ثم سار بخطى ثقيلة , بطيئة وهو يستمع الى لحن الريح التي تعصف في الأذن ليدخلها عنوة ودون إستذان .



#سنان_نافل_والي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو علاوي _ قصة قصيرة
- انتظار _ قصة قصيرة
- الرحيل _ قصة قصيرة
- المندائية في كتابات الغرب والشرق
- أول المعرفة .... سؤال


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان نافل والي - في منتصف الطريق