أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - القمم الصينية الخليجية - العربية أنموذجًا للتحول نحو تعددية الأقطاب















المزيد.....

القمم الصينية الخليجية - العربية أنموذجًا للتحول نحو تعددية الأقطاب


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 7478 - 2022 / 12 / 31 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قدم الرئيس الصيني شي جين بينج لقادة الجزيرة العربية عرضًا لا يمكن رفضه: سوف تصبح الصين مستهلكًا مضمونًا ودائمًا للنفط والغاز، مقابل الدفع باليوان. تقدم القمم الصينية الثلاث في السعودية أنموذجًا ومثالاً فريدًا لما يشهده العالم من تحول نحو تعددية الأقطاب، حيث يصف مراقبون الحدث بأنه بداية عصر البترويوان. لكن الأمر كما جاء في تحليل لجريدة الأهالي المصرية، أكثر تعقيدًا من ذلك، فبقدر ما تنطوي هذه المبادرة نحو البترويوان على انقلاب جذري تدبره الصين في موازين القوى العالمية، إلا أن الدبلوماسية الصينية تتميز بقدر كبير من التعقيد بحيث إنها لا تسعى الدخول في المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، التي تصارع على البقاء في قيادة العالم منفردة. في القمة الخليجية، أعلنت الصين ضمنيًا أنها ستتجه لشراء النفط والغاز حول العالم باليوان من خلال بورصة شنغهاي للنفط والغاز، في ظل أن 80% من التجارة في سوق النفط العالمية لا يزال يتم تسعيرها بالدولار الأمريكي. بعد أن غطت وسائل الإعلام لقاءات الرئيس الصيني مع قادة الدول العربية، وعدت بكين «باستيراد النفط الخام والغاز الطبيعي بطريقة متسقة وبكميات كبيرة من دول مجلس التعاون».

وتعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام على الكوكب منذ قرابة خمس سنوات، يأتي نصف هذا القدر من الخليج العربي، وأكثر من ربعه من العربية السعودية تحديدًا. لذلك لا عجب أن كلمة الرئيس الصيني الافتتاحية في الرياض ركزت على تعميق سبل تجارة النفط، وتثني على الشراكات الإستراتيجية/‏‏التجارية المتزايدة مع جميع أطراف مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة لحديثه عن التكامل في مجالات «الاتصالات من الجيل الخامس والطاقة الجديدة والفضاء والاقتصاد الرقمي». وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي تطوير «الخيار الاستراتيجي» للصين والجزيرة العربية لنطاق واسع. فتم توقيع صفقات تجارية بقيمة تتجاوز 30 مليار دولار، عدد منها ارتبط بشكل كبير بمشاريع مبادرة الحزام والطريق الطموحة في الصين. وهذا من وجهة التحليل ما يقودنا إلى القضيتين المفتاحيتين بالنسبة للعلاقات الخليجية في هذه القمة؛ مبادرة الحزم والطريق ومنظمة شنغهاي. طريق الحرير العربي: حصلت المبادرة على دفعة قوية من بكين، مع عودة منتدى الحزام والطريق. عقد أول منتديين نصف سنويين في عامي 2017 و2019. لم يحدث أي تقدم في عام 2021 نتيجة لسياسة الصين الصارمة لمكافحة فيروس كورونا، والتي تم التخلي عنها الآن لأغراض عملية. لا تمثل مبادرة الحزام والطريق مبادرة اتصال وتجارة متعددة المسارات فقط، لكنها تعبر عن المفهوم الصيني للعلاقات الخارجية ورؤيتها للنظام العالمي الجديد، والتي ظهرت في أواسط القرن الـ21. لذلك من المتوقع أن يقدم منتدى 2023 للمبادرة سلسلة من المشاريع الجديدة والمعاد تصميمها لتتكيف مع عالم ما بعد كوفيد المحمل بالديون العالمية، كذلك سيتعاطى مع الصراع الجيوسياسي والجيو اقتصادي بين التصورين الأطلنطي والأوراسي.

قبل القمة الخليجية الصينية قام الرئيس الصيني تشي بأول رحلة خارجية له بعد انقضاء الجائحة لقمة منظمة شنغهاي للتعاون. يمثل تسعة أعضاء دائمين في هذه المنظمة الآن حوالي 40% من سكان العالم. كان أحد قراراتهم الرئيسية في سمرقند هو زيادة التجارة الثنائية، والتجارة الشاملة، بالعملات الوطنية وليس بالدولار. وهذا ما يقودنا أيضا إلى ما يحدث في بيشكيك، قرغيزستان، في تزامن مع ما يحدث في الرياض: اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى الأوراسيا، الذراع التنفيذية للاتحاد الاقتصادي لأورسيا.

قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين، في قرغيزستان: «لقد تسارع العمل في الانتقال إلى العملات الوطنية في التسويات المتبادلة... بدأت عملية إنشاء بنية تحتية مشتركة للدفع ودمج النظم الوطنية لنقل المعلومات المالية».

سيعقد اجتماع المجلس الاقتصادي الأعلى الأوراسي المقبل في روسيا في مايو 2023، قبل منتدى الحزام والطريق. حين نرى الاجتماعين معًا يصبح لدينا خطوط خارطة الطريق الجيو اقتصادية المقبلة: التوجه نحو عصر البترويوان بالتوازي مع التوجه نحو «بنية مالية تحتية مشتركة»، والأهم من ذلك كله، نحو عملة بديلة جديدة تتجاوز الدولار الأمريكي.

هذا بالضبط ما كان يخطط له صانع السياسة الاقتصادية الكلية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي، سيرجي جلازييف، جنبًا إلى جنب المتخصصين الصينيين.

إن التحرك نحو البترويوان سيكون طريقًا محفوفًا بالمخاطر. فمن المعروف أن هذا المسار سينهي الهيمنة الأمريكية التي استمرت لخمسة عقود. باختصار، قام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بسحب بلاده من معيار الذهب، وبعد صدمة نقص النفط عام 1973، تقربت واشنطن من الرياض وقدّمت عرضًا لا يمكن رفضه، تشتري الولايات المتحدة النفط بالدولار وبالمقابل تشتري السعودية سندات الخزانة الأمريكية، والكثير من الأسلحة. إن الانقلاب على هذا النظام دفعة واحدة يهدد الجميع، لذلك يرى كثيرون أن الصين ودول الخليج سيتوجهون نحو البترويوان ببطء وبدون ضجة. من الصعب على الصين أن تضحي بالترليون دولار المملوكة لها في الولايات المتحدة. وكذلك ليس من السهل على دول الخليج تحقيق استقلال اقتصادي، حيث ترتبط الثروة النفطية حتى الآن بالدولار. حددت بكين وموسكو بوضوح كيف يرتبط كل شيء -سوق النفط وأسواق السلع المالية- بدور الدولار الأمريكي كعملة احتياطية، وقد بدأ الاستهداف منذ فترة طويلة. هذا هو بالضبط ما ترتكز عليه مناقشات الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومناقشات منظمة شنغهاي للتعاون، ومن الآن فصاعدا مناقشات بريكس وإستراتيجية بكين ذات شقين في جميع أنحاء غرب آسيا. تقوم بكين وموسكو، ضمن إطار البريكس، وكذلك داخل منظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بتنسيق استراتيجيتهما عن كثب منذ العقوبات الأولى على روسيا بعد أحداث ميدان 2014، والحرب التجارية ضد الصين التي اندلعت في عام 2018. والآن بعد أن تحولت العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو في أوكرانيا في فبراير 2022 إلى حرب من قبل الناتو ضد روسيا، فقد تجاوز الصراع أساليب الحرب الهجينة وانتقل إلى حرب شاملة.

تعمل روسيا منذ عام 2014 على تحسين نظام الدفع الخاص بها، بالتوازي مع تطوير نظام الدفع الإلكتروني الصيني، متجاوزة نظام الرسائل المصرفية السريعة «سويفت» الذي يشغله الغرب، الذي يستخدم بشكل متزايد من قبل البنوك المركزية في جميع أنحاء آسيا الوسطى وإيران والهند. في جميع أنحاء أوراسيا، المزيد من الناس يتخلصون من فيزا وماستركارد ويستخدمون بطاقات يونيون باي، والدفع عبر ويشات، وكلاهما لهما شعبية كبيرة للغاية في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا. وبطبيعة الحال، فإن البترودولار - والدولار الأمريكي، الذي لايزال يمثل أقل من 60% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية - لن يذهب إلى النسيان بين عشية وضحاها. القمة الصينية الخليجية-العربية هي مجرد فصل جديد في التحول الزلزالي الذي تقوده الآن مجموعة مختارة في دول الجنوب العالمي، وليس من قبل «القوى العظمى» السابقة. التداول بعملاتهم الخاصة والسعي لتغليب عملة بديلة عالمية جديدة هو على رأس تلك القائمة الطويلة من الدول - من أمريكا الجنوبية إلى شمال أفريقيا وغرب آسيا - الدول حريصة على الانضمام إلى بريكس أو منظمة شنغهاي للتعاون. الأمور الآن على الحافة، الصراع على السيادة في أعلى درجاته، وقد يكون تصريح سيرجي لافروف في مؤتمر الخيار الأوراسي بين الدول الأطراف مناسبا للختام: «السبب الرئيس للتوترات المتزايدة اليوم هو السعي العنيد للغرب في الحفاظ على هيمنة تتناقض تاريخيًا على الساحة الدولية بأي وسيلة ممكنة، ومن المستحيل إعاقة تعزيز المراكز المستقلة للنمو الاقتصادي والقوة المالية والنفوذ السياسي. إنها تظهر في قارتنا أوراسيا، وفي أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا».



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الساحة العالمية ليس لدى أمريكا ما تنافس به الصين
- حديث عن الديمقراطية والنخبة
- الانتخابات النصفية الأمريكية مرة أخرى
- محمود أمين العالم
- المواطن الأوروبي والبحث عن هوية أوروبية مستقلة
- أزمة المناخ وضرورة الالتزام بالتعهدات الدولية
- عادلة بيهم الجزائري.. ميرة الرائدات العربيات في القرن العشري ...
- الديمقراطية الأمريكية
- عن البرلمانات العربية
- الأمية في العالم العربي
- دول الاتحاد الأوروبي تدفع فاتورة باهظة
- الوطن العربي وحالة «الإنهاك»
- حول السياسة التعليمية وفضاء الحرية
- عن الليبرالية الاقتصادية
- التمييز العنصري في أمريكا
- الجامعات العربية والحريات الأكاديمية
- حديث عن الإنسانية والبربرية
- الانتخابات النصفية الأمريكية 2022
- انتهاك لمبدأ «الصين الواحدة»
- الطاهر الحداد وتحرير المرأة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - القمم الصينية الخليجية - العربية أنموذجًا للتحول نحو تعددية الأقطاب