أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله جاد الرب - في صالون فايز فرح















المزيد.....

في صالون فايز فرح


رفعت عوض الله جاد الرب
(Refaat Awadallah Gadelrab)


الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 02:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك صالون ثقافي يديره الاذاعي القديم المعروف الاستاذ فايز فرح ، يقيم ندوات ثقافية مهمة بجمعية الشبان المسيحية الكائنة منذ بدايات القرن العشرين بشارع الحمهورية ،ويعقد الصالون ندواته في الثلاثاء الثالث من كل شهر.

بالامس الثلاثاء20 ديسمبر 2022 حضرت اللقاء ،وكان موضوع الندوة "المواطنة " وكان المتحدث الاول الاستاذ اشرف راضي الكاتب والباحث المعروف ،والمتحدث الثاني الاستاذ حسام حليم المذيع باذاعة صوت العرب المعروفة
تحدث الاستاذ اشرف عن الهوية المصرية ثم عرج في حديث جذاب شامل عن المواطنة ،واضاف الاستاذ حسام جديدا لواقع ومفهوم المواطنة.

بعد ان انتهي المتحدثان من حديثهما الجميل والمفيد ،فتح الاستاذ فايز فرح الذي كان يدير الندوة باب النقاش ،فرفعت يدي طالبا إبداء رأي فقلت :
مصر كانت تتبع اسميا الدولة العثمانية ،وكان ما يجمع الشعوب هو الرابطة الدينية ،وقبلت الشعوب المختلفة سطوة العثمانين وظلمهم وما احدثوه من تخلف و ظلامية وتراجع وتردي حضاري عميق ,قبلت الشعوب ومنها الشعب المصري كل هذا الواقع المر بسبب الرابطة الدينية ،فقد كانت الدولة العتمانية تعبر عن فكرة الجامعة الاسلامية ،والتي بموجبها حكمت وفرضت سلطانها، وهذا يعني ان المصريين كانوا رعايا لتلك الدولة التي تحكم باسم الدين ,فلما ثار المصريون وقاموا بثورتهم الخالدة في 1919 طلبا لجلاء الانجليز خرجت كل جموع المصريين من طلبة وموظفين وعمال وازهريين ورجال ديم مسيحيين ،ورفعت الثورة الشعار العلماني لاول مرة "الدين لله والوطن للجميع"، هنا برز مفهوم المواطنة وتواري مفهوم الولاء الديني ،فكل المصريون مسلمين ومسيحيين ويهودا اصبحوا مواطنين ،اي يتساوو في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين
نتج عن هذه الثورة الهائلة ان حصلت مصر علي استقلال وان كان منقوصا إلا انه استقلال ،واصبحت مصر دولة ذات سيادة ،ولها من يمثلها بالخارج ،واصبح لها دستور علماني مكتوب علي غرار دساتير اوروبا الحديثة ،واصبحت بالتالي مملكة دستورية ،يتولي حكمها مجلس وزراء منتخب ومٌراقب من قبل نواب الامة.

النتيجة المترتبة علي هذا هو تكون الاحزاب السياسية الطامحة للفوز بالجكم وفقا للقواعد الديمقراطية ،وفٌتح الباب علي مصراعيه امام كل المصريين ليشاركوا في المجال العام في كافة الصٌعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،فظهرت اسماء لامعة من المصريين المسيحيين في دنيا السياسة والاقتصاد والثقافة ورغم عورات وعيوب الفترة شبه الليبرالية والممتدة من 1919 حتي 1952،فقد كان القصر معترضا علي تقييد سلطته ويريد ان يحكم حكما مطلقا وليس دستوريا ،وكان وجود المندوب البريطاني السامي والقوات الانحليزية بمنطقة السويس معطلا ومعرقلا لاكتمال التجربة.

خاضت البلاد العربية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حربا ضدالعصابات اليهودية التي كانت تخطط للاستيلاء علي فلسطين العربية ،ولكن للاسف خسرت الجيوش العربية ومنها الجيش المصري هذه الحرب ،وتكرس قيام دولة اسرائيل .....رأي ضباط الجيش المصري المهزوم ان سبب الهزيمة يعود للملك ،فهو بزعمهم ملك فاسد ،فانشاوا تنظيما سريا "تنظيم الضباط الاحرار "يهدف لنزع الملك من الملك ،وكان اولئك الضباط المتحمسون والوطنيون مشبعين بفكر جماعة الاخوان المسلمين الاصولية ،والتي ترمي لاعادة دولة الخلافة الاسلامية بعد ان انهي الزعيم التركي مصطفي كمال اتاتورك السلطنة العثمانية في سنة 1924،وكانوا ايضا من المعجبين بادولف هتلر زعيم المانيا النازي وبموسوليني زعيم ايطاليا الفاشي ،وبالتالي كانوا لا يؤمنون بقيم الديمقراطية والليبرالية ،وكانوا يتمنون هزيمة بريطانيا في الحرب العالمية الثانية علي يد هتلر الذي حقق في
البداية انتصارات هائلة
حقق تنظيم الضباط الاحرار حلمه فنزعوا السلطة من الملك في 23 يوليو 1952،وحولوا المملكة المصرية الي جمهورية ،ولا نهم لايؤمنون بالديمقراطية حلوا الاحزاب السياسية ،ولانهم مشبعون بعقيدة الاخوان الاصولية نظروا بعين الشك والريبة للمصريين الممسيحيين ،ومن دلائل هذا التوجه : خلو التنظيم من شخصيات مصرية مسيحية ،وكانت هذه اول ضربة للمواطنة الملموسة بوضوح منذ 1919،عملوا علي تقليص تدريجي لعدد الشخصيات المصرية المسيحية في المجال العام وظهر هذا واضحا في المجال السياسي والعسكري
ترتب علي حل الاحزاب السياسية خلو الساحة المصرية من مفهوم الديمقراطية والياتها ،مما يعني تكريس مفهوم حكم الفرد الواحد المستبد

آمن الزعيم والرئيس جمال عبد الناصر بمفهوم الوحدة العربية ،فعلي الشعوب العربية ان تتوحد في مواجهة الاستعمار الغربي ،وتصير امة واحدة قوية ،وهذا المفهوم يقوم علي ثلاث دعائم : 1- وحدة التاريخ،اي تاريخ المنطقة المتكلمة باللغة العربية منذ ظهور الاسلام والغزو العربي لدول الشرق الادني،مما يعني ان هناك تاريخا مشتركا بين الشام والعراق ومصر وشمال افريقيايبدأبالغزو والهيمنة العربية باسم الاسلام. 2- وحدة اللغة ،اي اللغة العربية المفروضة علي شعوب لم تكن تتكلمها وـوبمرور الزمن انتشرت وسادت علي حساب اللغات الاصلية، 3- وحدة الدين ,والمقصود هنا هو الاسلام بوصفه دين الاغلبية من الشعوب الناطقة العربية.

من الواضح ان المشروع الوحدوي العروبي الذي نادي به عبد الناصر مشروع اسلامي في جوهره ومضمونه "اثر الاخوان المسلمين"، في ظل هذا التوجه العروبي الوحدي الاسلامي تم تهميش المصريين المسيحيين ،وخروجهم من المجال العام في صٌعده المختلفة
نتج عن هزيمتنا العسكرية امام اسرائيل الصغيرة نهاية المشروع الناصري العروبي الوحدوي،فنهض الاسلام الاصولي ليتولي قيادة الدفة في عصر السادات ومبارك ،وكان عراب تلك المرحلة الشيخ الحطير محمد متولي الشعراوي الذي عمل بهمة ودأب وبمساعدة من مرافق الدولة المصرية علي اسلمة المجال المصري العام ،وقد نجح ونجحوا في هذا المسعي بامتياز ,ومن مظاهره الخطيرة انتشار الحجاب حتي 99في المئة من المصريات بتن محجبات،ظهر ازدراء وتعريض بالعقيدة المسيحية ،واعتداءات متكررة علي المصريين المسيحيين بسبب بناء الكنائس وغيره،وبسبب تديين المجال الععام اختلط الدين بالسياسة والادارة علي نحو خطير.

من الدلائل الاخري والتي زادت بمرور الزمن وتغير الحكام ندرة وجود قيادات عسكرية في الجيش الوطني المصري ،وايضا في قيادات الشرطة والمحافظين والوزراء ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات ،وعدم وجودهم علي الاطلاق في جهاز المخابرات الدولة المصرية ارتدت عن المسار الحضاري الي اتبعته بعد ثورة 1919 ،فحل حكم الفرد محل الحكم الديمقراطي ،وبسبب تفشي الاصولية الدينية في نفوس من يحكمون ضربوا بالمواطنة المشهود لها حتي يوليو52عرض الحائط فاصبح المصريون المسيحيون وكأنهم اهل ذمةكما كان يحدث في عصور دولة الخلافة الاسلامية، المواطنة المنقوصة والمشوه عمدا.



#رفعت_عوض_الله_جاد_الرب (هاشتاغ)       Refaat_Awadallah_Gadelrab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصوليه المسيحيه وفعل القتل
- الخطاب الدينى والانفجار السكانى
- 5يونيو 1967
- اسره مؤمنه
- محمد صلاح
- -تحت الكوبري- تشخيص للواقع
- مصريون بلا وطن
- حدثان
- خطيئة الاسلاميين الكبرى
- ماض وحاضر
- عصر التنوير والعصر المتنور
- اورشليم القدس والتاريخ
- لعنة التكفير


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عوض الله جاد الرب - في صالون فايز فرح