أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله جاد الرب - عصر التنوير والعصر المتنور














المزيد.....

عصر التنوير والعصر المتنور


رفعت عوض الله جاد الرب
(Refaat Awadallah Gadelrab)


الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 19:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ثمة مقال مشهور كتبه الفيلسوف الالماني عمانوئيل كانط في القرن 18 م تحت عنوان " ما التنوير ؟" فيه يجيب ان التنوير يعني ان تكون جريئا في إعمال عقلك ، وان تكون جسورا لدرجة ان تطرح عن عقلك كل سلطان غير سلطان العقل ذاته.
وهذا بعني انه لا محرمات امام العقل ، ولا سلطة دينية او اجتماعية ، وهكذا يحصل العقل علي التنوير.
العقل التنويري ينظر لقضية المطلق نظرة جديدة مغايرة لما هو شائع وسائد بين المفكرين والفلاسفة ورجال الدين . العقل يبحث عن المطلق ولكنه خلافا لما كان معروفا لايستطيع امتلاك المطلق . يظل المطلق مستعصيا علي العقل ، ولكن العقلية غير التنويرية "العقلية الاصولية " تتوهم إمتلاك المطلق وتزعم انها يقينا تملك علم او معرفة به ، ومن ثم تحكم علي الاخرين المختلفين من منظور يقينها الزائف بأمتلاكها للمطلق انهم مهرطقون اوكفار.
ويترتب علي هذا الحكم معقابتهم وهو ما فعلته الكنيسة الكاثولوكية مع من اعتبرتهم مهرطقين في العصور الوسطي فحكمت بسجنهم وحرقهم احياء في حالة عدم رجوعهم عن ما نادوا به.
وكذا تعاملت المؤسسة الاسلامية في ظل دولة الخلافة مع من خرج عن المنظومة الفقهية لها ، فنظرت لهم علي انهم كفار ،وجب ردعهم فكان نفي ابن رشد ،وقتل الحلاج المتصوف والسهروردي وغيرهم.
وفي زماننا هذا قال اصحاب الاصولية الاسلامية بتكفير كل من ليس معهم ،المجتمع كافر ،واصحاب الاديان الاخري كفار ،والغرب كافر ،وحضارته كفر يتناقض مع صحيح الاسلام.
فماذا يفعل اصحاب تلك الاصولية المكفرة لكل مختلف ،والمتوهمة انها وحدها تملك الحقيقة المطلقة ؟ تشن حربا شعواء وتحيل العالم إلي جحيم من القتل والتشريد والتفجير باسم الله وجهادا في سبيله . وهذا ما تفعله كل فصائل التنظيمات الارهابية مثل داعش والقاعدة وبوكو حرام وحركة الشباب الصومالية.
وقد دفع الناس والدول اثمانا باهظة من الدم والقتل وهروب الامن والامان ومازلنا ندفع.
لكي نستطيع مواجهة وهم إمتلاك الحقيقة المطلقة المؤدي للتكفير ومن ثم الارهاب والقتل والتدمير يجب الانتقال من التنوير للعصر المتنور.
كيف ؟ التنوير الذي تحدث عنه كانط في القرن 18 م كان خاصا بالنخبة ولن ينفذ للانسان العادي ،فكان هناك تنوير في عقول النخبة المثقفة والتي تحررت عقولها من وهم إمتلاك المطلق وامنت بالنسبية وعدم وجود اليقين في حياتنا ..اما علي مستوي عموم الناس فكانت عقولهم ولازالت اسيرة وهم إمتلاك المطلق وبالتالي لا وجود لمفهوم النسبية وعدم اليقين ،ومن ثم يسود فيهم عدم تحرر العقل ،ومفاهيم الحرام والحلال ،وتكفير كل مختلف مغاير.
فلكي ينتقل التنوير ويصل لعقول الناس يلزم ادخال مفهوم التنور والذي يعني ان الجراة والجسارة في استخدام العقل تصبح عامة بين الناس وليست قاصرة علي النخبة.
وحين يصبح الناس متنورين تتحرر عقولهم من سطوة الاصولية وتتحر رعقولهم من وهم إمتلاك الحق المطلق وتشيع بينهم مفاهيم النسبية والاحتمالية والعلمانية وحقوق الجميع والحرية والديمقراطية . ومن ثم ينتفي التكفير فيسقط الارهاب وقتل المخالفين ،ومن ثم تبرأ الانسانية من داء الارهاب القاتل البشع ،ويحل السلام بين الناس والعيش المشترك.
هذا المقال من وحي مقال الفيلسوف الكبير مراد وهبه المنشور بالاهرام عدد اليوم الثلاثاء 19 /12 /2017 ضمن سلسلة رؤيتي للقرن الحادي والعشرين.



#رفعت_عوض_الله_جاد_الرب (هاشتاغ)       Refaat_Awadallah_Gadelrab#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اورشليم القدس والتاريخ
- لعنة التكفير


المزيد.....




- مجانية.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات الان
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية مجانًا ...
- ترامب ينشر صورة -مثيرة للجدل- بزي بابا الفاتيكان
- ترامب ينشر صورة له بلباس بابا الفاتيكان بعد -مزحة- أنه يرغب ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة للقمر الصناعي نايل سات 2025 “نزلها ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد... الفاتيكان يثبت المدخنة فوق سقف ...
- جهود سياسية - دينية لمنع تمدد -الفتنة الطائفية- من سوريا إلى ...
- ألمانيا.. زعيم يهودي يدعو لاتخاذ موقف حازم من حزب البديل من ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت عوض الله جاد الرب - عصر التنوير والعصر المتنور