أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبداللطيف هسوف - المغرب: انعدام الأمن وإرهاب المواطنين في وضح النهار، من المسؤول؟














المزيد.....

المغرب: انعدام الأمن وإرهاب المواطنين في وضح النهار، من المسؤول؟


عبداللطيف هسوف

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 10:01
المحور: حقوق الانسان
    



الإرهاب الذي أود الحديث عنه هنا ليس إرهاب مجموعات ملتحية ترتدي جلابيب فوق الكعب ‏وتتسلح بسيوف مشحوذة لامعة. الإرهاب الذي أسرد معالمه هنا ليس إرهاب القاعدة أو إرهاب ‏السلفية الجهادية أو إرهاب جيش المهدي... هذا الإرهاب سال بشأنه في المغرب مداد غزير ولازال. ‏هذا النوع من الإرهاب أقام الأرض وأقعدها لأنه مغلف بغلاف الدين الإسلامي، لأنه يهدد النظام ‏ويتوعد رجالات الدولة المهمين، لأنه يدعي إقامة دولة إسلامية ويكفر وينزع المشروعية عن ‏الجميع، الحاكم قبل العالم. هذا الإرهاب زج في السجن بآلاف الأشخاص معظمهم أدينوا من غير ‏دليل واضح. هذا الشكل من الإرهاب لازالت أقلام الصحفيين المسخرين تكتب عنه وتلصق تبعاته ‏بالأحزاب الإسلاموية، أو على الأقل تحملها المسؤولية المعنوية. سندع هذا النوع من الإرهاب على ‏خطورته جانبا لنتحدث عن إرهاب أخطر أصبح متفشيا في المغرب، إرهاب يهدد المواطنين ‏المغاربة العاديين.‏
في وطني الذي تركته خلف المحيط، كانت إلى وقت قريب الآمال في أن يحدث التوافق السياسي ‏وتكليف حكومة وطنية بتسيير الشأن العام، كانت هذه الآمال كبيرة في إحداث تغيير جدري في كل ‏المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. كنا نأمل في أن يصبح المغرب النموذج لدولة ‏في طريق النمو تسير بخطى حديثة نحو الحداثة، النموذج لدولة تسخر جميع طاقاتها للخروج من ‏التخلف والفقر والأمية والبطالة. كنا نأمل بأن نجد المغرب حين نعود إليه بعد سنوات من الغربة ذاك ‏المغرب الذي ارتسمت معالمه دائما في مخيلتنا: مغرب الأمن والأمان، مغرب التلاحم والتضامن، ‏مغرب الخصوصيات الجميلة الذي ظل يعرف بها على مدى العصور. ‏
‏ لست من العدميين الذين يحكمون على الأشياء بسلبية مطلقة، فالعهد المحمدي السادس حقق فعلا ‏تقدما لا يستهان به في عدد من المجالات لا يتسع الوقت هنا لسردها. لكن ما قيمة كل ذلك حين يسلب ‏الأمن من المواطنين ويحسون بأنهم مهددون في كل خطوة يخطونها خارج بيوتهم أو حتى داخل ‏بيوتهم؟ ما قيمة كل ذلك حين ينتشر الرعب في أوساط المواطنين بسبب تفشي ظاهرة الاعتداء ‏بالسلاح الأبيض على الأبرياء من نساء وشيوخ لا قدرة لهم على المواجهة. وحتى إن كانوا قادرين ‏على المواجهة، من سيواجهون؟ منحرفين حشاشين يخضعون لتأثير المخدرات وأقراص (القرقوبي) ‏ويتسلحون بسكاكين وسيوف لا يترددون في إشهارها واستعمالها إن اقتضى الأمر ذلك حتى يفلتوا ‏بغنيمتهم التي يسرقونها. والغنيمة في الغالب هي محفظة نقود أو هاتف خلوي أو محفظة بها شيكات ‏وأوراق إدارية مهمة أو حلي من الذهب تتزين بها امرأة أو... ‏
بالأمس قالوا لنا إن مدير الأمن سن سنة حسنة عبر تعيين 400 رجل أمن في مدينة الدارالبيضاء. ‏هذا الجهاز الأمني سمي حينها ب (شرطة القرب). ميزانية ضخمة من الأموال رصدت لهذا الغرض ‏واستبشرنا خيرا بإعادة الأمن لمدننا المغربية. لكن بعد شهور اتضح أن بعض أفراد هذا الجهاز ‏أصبحوا هم من يرعب المواطنين، ثم أشهرا بعد ذلك تبين أن عددا من كبار رجالات الأمن في ‏المغرب متورطون في إغراق البلد بالمخدرات من كل نوع وصنف. شرطة القرب أو شرطة الرعب ‏أم شرطة التواطئ لا تفرق مادام أن المواطنين لا أمان يستظلون به في مغرب بداية القرن الواحد ‏والعشرين. ‏
أين هو جهاز أمننا من كل طموحاتنا وتطلعاتنا بمستقبل زاهر؟ أين هو جهاز أمننا من تشدق ‏مسئولينا بأن الأمان والطمأنينة تنتشر في كل جنبات ربوع الوطن؟ أين هو جهاز أمننا من إرهاب ‏المواطنين العاديين وسرقة أموالهم وأغراضهم في وضح النهار؟ ثم ما قيمة رصد الميزانيات وتغيير ‏وزراء الداخلية والعمال والقياد ورجال الأمن الكبار إن كان الأمن نفسه منعدما بين المواطنين؟ ‏
إنني لا أتحدث عن أحداث معزولة هنا أو هناك في المغرب. إنني أتحدث عن ظاهرة تفشت في ‏المدن المغربية، خصوصا الكبيرة منها كمدينة الدارالبيضاء. أتحدث عن التعرض للمواطنين في ‏وضح النهار وتهديدهم بالسلاح الأبيض وضربهم وجرحهم وسلبهم ما يحملونه في أيديهم. وحين ‏أقول إنها ظاهرة فإنني لا أبالغ، ففي العائلة الواحدة قد تجد أكثر من فرد من أفرادها تعرض لإرهاب ‏مباشر وسرقت منه أغراضه خلال الشهور القليلة الماضية. هذا كله ولا من يحرك ساكنا في جهاز ‏أمننا الذي يظهر أنه انشغل بإلقاء القبض على أصحاب اللحى وحراسة الملاهي الليلية والفنادق ‏الفاخرة وبيوت المسئولين الكبار وسفارات الدول العظمى وترك المواطن المغربي في مواجهة ‏المنحرفين أصحاب السوابق والمتعاطين للمخدرات التي أغرقوا بها البلد. ‏
أينكم يا وزراء التناوب؟ أين أصوات المنتخبين داخل قبة البرلمان؟ أين أقلام الصحفيين في ‏الجرائد الحزبية؟ أينكم لتنددوا بظاهرة خطيرة ستحصد الأخضر واليابس؟ ‏
ستقولون إن ظاهرة اعتداء المنحرفين على المواطنين العاديين ظاهرة معقدة ترتبط بما هو ‏اقتصادي واجتماعي وسياسي... إلخ. وككل مرة ستقولون لنا إن ما أفسد في أربعين عاما في العهد ‏الحسني الثاني يستلزم وقتا طويلا للخروج بالمغرب من الصدمة القلبية التي أصبح يعيشها. لكن ‏حراس أمنكم كانوا دائما أقوياء يضرب بهم المثل، وفي عهد الوزير السيئ الذكر إدريس البصري ‏كان البوليس المغربي أقوى بوليس في العالم المتخلف والعالم المتحضر على حد السواء. ‏
لو كان أمن المواطنين من أولويات همكم لقضيتم على هذه الظاهرة أو على الأقل انتبهتم إلى ‏شكاوى المواطنين التي قطعت المحيط لتصل إلينا هنا في ديار الغربة. لكن همكم هو ذر الرماد في ‏العيون عبر تزويق وتزيين الواجهات، أما الداخل فهو متعفن فاسد ينذر بتفشي الظواهر السيئة وإفساد ‏كل شيء. أفيقوا من غفلتكم يا من لا يهمهم من مناصبهم في جهاز الأمن سوى البذلة الرسمية ‏والسلطة لاستغلالها قصد تحقيق المصالح الشخصية. أفيقوا وتوقفوا عن ترديد عبارة: (بعدي ‏الطوفان). إن المسألة ترتبط بوطن ومواطنين يعيشون تحت راية دولة يجب أن يكون من أولويات ‏أولوياتها تثبيت الأمن والأمان والسلام. ‏



#عبداللطيف_هسوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الكتابة وعشق الكلام المرصع
- الثماني المباركون في القاهرة يتآمرون على الرباعي المنبوذ بحض ...
- عروبة مفقودة
- الدين الرسمي وأحزاب اليسار في مواجهة الأحزاب الإسلاموية: ردو ...
- شافيز ذاك الرئيس المدهش: وصف بوش بالشيطان ودعا الأمريكيين لق ...
- توالد الذرائع بعد ذريعة 11 سبتمبر‏
- لم تكن محقا يا بابا الفاتيكان.
- المحافظون الجدد بأمريكا، الصهاينة والحكام العرب: تحالف ضد من ...
- ما بعد 11 سبتمبر، الفوضى الخلاقة أم الضغط يولد الانفجار؟
- 11سبتمبر في الاذهان وإن تبدل المكان
- سبتمبر الأسود
- غرباء يحبون وطنهم
- في كل جيل أباطيل
- نعرفهم جميعا...
- كيف كان المستعمر الفرنسي ينظر إلى المغاربة وسلاطينهم؟
- الإثنيات المغربية: التشكيلة المتنوعة، محاولة المستعمر تعميق ...
- الزلاقة والأرك: معركتان يمدد بهما المرابطون والموحدون حكم ال ...
- سكان المغرب الكبير الأولون - البربر أو الأمازيغ: تحديدهم بال ...
- سكان المغرب الكبير الاولون - البربر أو الأمازيغ: بالأصل الإث ...
- هل تصنع السلطة مثقفا حقيقيا؟


المزيد.....




- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبداللطيف هسوف - المغرب: انعدام الأمن وإرهاب المواطنين في وضح النهار، من المسؤول؟