أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - تشرين العراق 2019 بعيون ملونه.... ح1















المزيد.....

تشرين العراق 2019 بعيون ملونه.... ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7470 - 2022 / 12 / 22 - 06:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال والعهدة على الراوي أن العرب كانت تتطير من ذوي العيون الزرق، لا أعرف السبب ولكن لأن مجتمع يولد أفراده بملامح شبه موحدة وخاصة ثلاثة مواضع شعر الرأس والسمرة الجسدية والعيون البنية أو القريبة للسوداء، لا يرى في المختلف عنه إلا نظرة الريب والشك حتى تخالطا وأصبح الأمر عاديا حد أن الكثير من العرب اليوم فيهم من يحمل الجينات الممكنة من العيون الملونة زرقاء خضراء صفراء التي تسميها العرب الشهلاء، طبعا هذا ليس بموضع المقالة ولكن أشير إلى نقطة مهمة هي أن لون العين لا يؤثر على حقيقة المشهد فقد يراه صاحب العيون الزرق كما يراه صاحب العيون السود، الإشارة إلى عنوان المقالة "عيون ملونة" إشارة لنوعية القراءة الناتجة عن أختلاف وجهة النظر فقط.
بعد مرور أكثر من أربع سنوات على أحداث الأول من تشرين الأول عام 2019 التي هزت الواقع السياسي والأجتماعي في العراق هزا عنيفا ربما يحدث بهذا العمق لأول مرة في تاريخ العراق المعاصر، ترك قراءات وأنطباعات عديدة وملونة من الأسود بتدرجاته إلى الأبيض المشرق بنصاعته وكأن لا رابط بين الرؤيتين ولا هناك مشتركات في القراءة سوى أن تشرين كان حدثا عنيفا تركت تصدعاته على الواقع وأرتداداته المستمرة قد تقف عند حد أو ربما تستمر لحين، المهم في الأمر أن تحديد توجه القراءة قليلا ما يكون حياديا وتجريديا، لأن القراءة أصلا حدث إنعكاسي يعيد تصويب الرؤيا أو صنعها سواء أكانت فردية أو جمعية، من هنا نحاول رصد مجموعة من القراءات المختلفة على أن كبها ليست بالضرورة تمثل قراءاتنا أو رؤيتنا للحدث بسبب أننا جزء من الصورة الأصل، وأي تبني لقراءة أو رؤية يعني أننا ننحاز عن الحيادية المطلوبة وربما نفسد التجرد الذي ندعيه.
هذه أولا قراءة شديدة الحساسية مما جرى وتنظر لها على أنها جزء من فعل متراكم وليس حدثا متعلق بزمانه وأسبابه، فهي ترى أن ما جرى في العراق قبل وبعد تشرين أول 2019 جزء من الحرب الأمريكية الغربية الصهيونية ضد التجربة الإسلامية المعجزة التي بنتها دولة الثورة الإسلامية بقيادة وتوجيه مباشر من الإمام المهدي عح كما تشير، فبعد أن عجوت القوى الأستكبارية وحلفائها من قوى التخاذل والعمالة الناصبين الذين يرن أنتصار دولة العدل الإلهي في إيران وتطورها الذي جعل منها رقما صعبا في الواقع السياسي العالمي خاصة بعد فشل مشروعهم القديم الذي قادة نظام البعث الكافر برئاسة المجرم صدان الذي حاول أن يوقف نهضة الإسلام بحرب الثمان سنوات، ونضال الشعب العراقي المظلوم الذي توج عام 2003 بأنتصار قوى الثورة الإسلامية التي دخلت بغداد ظافرة لتعلن هزيمة المشروع الأمريكي الغربي الأستكباري في المنطقة، حتى عادت نفس القوى تلك للحراك مجددا بعد تبديل وسائلها وأدواتها بوسائل وأساليب جديدة.
بعد أن تأكدت أمريكا أستحالة هزيمة المشروع الإسلامي المحاط بالعناية الربانية حاولت إفشال وتعثر ذات المشروع في العراق، الذي كان من المؤمن أن يكرر التجربة الإيرانية لتحطيم أسطورة الأستكبار العالمي، فأستغلت كل ما يمكن من أجل تعطيل مشروع النهضة الكبرى للإسلام والمسلمين في إيران والذي توجته الجمهورية الإسلامية في إيران الثورة بالاتفاق النووي مع الدول الكبرى، التي أدركت لاحقا أنها لا بد أن تعيد النظر بحسابات أزاء هذا الأنتصار النموذجي، فبدأت تحرك أذيالها مما عرف بالمقاومة البعثية الإرهابية وحلفائهم من القاعدة وكل التنظيمات التي تديرها أمريكا والصهيونية في العراق والمنطقة، وما موقف الحكومة العراقية مدعومة من الشعب والجارة الإسلامية التي تمكنت من هزيمة القاعدة وحلفائها في العراق، حتى بادرت أمريكا لتشكيل تنظيم أشد شراسة وأكثر عنفا من بقايا القاعدة والبعثين وضباط النظام الصدامي ليكونوا الأداة التي لا تهزم، وزودوا بكل وسائل القتل والتدمير تحت إشراف المخابرات الأمريكية وحسب تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كلنتون التي أعترفت أن الإدارة الأمريكية هي من أنشأت ومولت ودربت وأعدت داعش لقتل العراقيين ومحاربة إيران الثورة.
في هذه المرة وبقيادة قوى المقاومة الإسلامية وبدعم مباشر وقوي من الجمهورية الإيرانية وحرسها الثوري تصدت إيران بكل ما تملك من قوة وصلابة للوقوف بوجه داعش وهزيمة المشروع الأمريكي، الذي حاولت أن تطيل من عمره لأكثر من ثلاثة سنوات من خلال منع التصدي له وعدم تزويد الجيش العراقي بما يمكنه من فعل الواجب، ففتحت طهران خزائنها بلا حساب ولا عد لإسعاف العراق بما يحتاج من دعم مادي وتقني وخبرة قيادية متمرسة بقيادة الجنرال قاسم سليماني الذي خاض حربا بلا هوادة مواصلا الليل والنهار دون أن يعرف الكلل والملل أو الراحة متنقلا بين المواجهات الشديدة والقريبة وبين الأشراف والتجهيز والتخطيط لعمليات قتال داعش، الذي تم هزيمته رغما من كل الدعم والمساندة وتدخل القوات الأمريكية وبعض حلفائها في المنطقة من إنقاذه من المصير المحتوم، لكن إرادة الثورة وبأنفاس قائدها المباركة تحطمت أسطورة داعش الذي ساندته كل قوى الشر والكراهية ضد الإسلام، هنا جن جنون أمريكا وحلفائها فقد أتخذت الكثير من الخطوات لمعاقبة الشعب الإيراني وقيادته الثورية بتشديد الحصار والعقوبات الظالمة ومن ثم إلغاء الأتفاق النووي مع خمسة زائد واحد.
وردا على هزيمة داعش وأنتصار الجمهورية الإسلامية في المواجهة المباشرة، هنا تدخلت السفارة الأمريكية وبأموال خليجية قذره بدون حساب لدعم الخلايا البعثية النائمة من لإثارة المتاعب للحكومة العراقية التي تفرغت للتو للبناء الأقتصادي ونهضة البلد خاصة بعد التوقيع على الشراكة الأستراتيجية مع الصين، لبناء عراقي مزدهر يعزز من مقاومة الشعوب الإسلامية للحرب المقروضة على الإسلام من أعداءه، في هذا الوقت تحركت جماهير مغررا بها وتحت شعارات زائفة ومضللة ليس الهدف من تحركها الحقيقي محاربة الفساد أو غيره، وإنما التحرك كان موجها ضد إيران الإسلام والمقاومة، فتعالت تبك الأصوات المبحوحة بأول شعار لها "إيران بره بره" لتكشف تشرين عن وجهها العميل للسفارة الأمريكية ودول الجوار التي أغدقت عليها بكل كرم من أجل محاربة إيران ورد هزيمة داعش على يديها وتفكيك قوى تحالف الممانعة التي شعارها الأساسي والمركزي الدائم والقائم بتحرير القدس.
هذه قصة تشرين من وجهة نظر ولائية كما يسمى هذا التيار الموالي لإيران، والذي ينظر لكل الأمور من وجهة نظر إيرانية محضة ترى في العراق مجرد ساحة صراع مع أعدائها، ولا ترى في العراق دولة ذات سيادة ومجتمع له خصوصية التنوع والتعدد الديني والعنصري والطائفي، فهي لا تشير من قريب ولا من بعيد لمشكلات المنظومة السياسية الفاشلة والعاجزة تماما عن إحداث التغيير النوعي في حياة العراقيين والتي تقود النظام في العراق، وتلقي بكل ذلك على عنصر المؤامرة الدائمة العمل في العقلية الإيرانية الرسمية التي تعطي لنفسها في فعل ما يناسبها على أنها مالكة الحق في توزيع مفاتيح الجنة والنار ليست فقط على مواطنيها ولكن على الجميع، وأيضا على الجميع أن يقبل بذلك لأن العقلية السياسية التي تقود نظام طهران الأصولي تومن بهذا وتزيد، أن من حقها الإلهي أن تفعل كل ما تخطط له لأن الإمام المهدي يتشاور يوميا مع مرشدها لبناء دولة العدل الرباني.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام الخيبة ومنامات لا تشبه الموت
- الله والماء والحضارة ح1
- القيمة العملية لدور الله في نشأة الحضارة العراقية ح2
- القيمة العملية لدور الله في نشأة الحضارة العراقية ح1
- صورة الله في الديانة العراقية القديمة ح2
- الفرق بين حوالتي الدين والحق وشراء الدين في القانون العراقي
- صورة الله في الديانة العراقية القديمة ح1
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 7
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 6
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 5
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 4
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 3
- أسس الديانة العراقية القديمة ح 2
- أسس الديانة العراقية القديمة ح1
- الدين بين طورين ح 4
- الدين بين طورين ح 3
- مقامات الهوش في وسط الحوش ح2
- الدين بين طورين ح 2
- الدين بين طورين ح 1
- مقامات الهوش في وسط الحوش


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - تشرين العراق 2019 بعيون ملونه.... ح1