أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - برلمانيوا العراق كقدوة حسنة















المزيد.....

برلمانيوا العراق كقدوة حسنة


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما كان بعض البرلمانيون في هولندا يحاولون الخروج عن المألوف والتصريح بمشاعرهم بطريقة تشوبها بعض الحدة أو التطرف, يعترض اخرون بأن هؤلاء ملزمون بالتصرف الدقيق المتحسب, لأن على البرلماني مسؤولية اضافية تحرمه من الحرية التي يتمتع بها المواطن الإعتيادي لقول ما يريد وعمل ما يريد, ذلك ان عليه "واجب القدوة الحسنة" للناس.

لننظر الى برلمانيينا ان كانوا يؤدون "واجب القدوة الحسنة", فعلى الأقل هذا ما لايستطيعون التحجج بالإرهاب ان يمنعهم من القيام به.

لنستمع الى الدكتور عبدالخالق حسين يصف جلسة برلمانية قائلاً:
قدم يوم 2/10/2006 ، النائب سامي العسكري من "الكتلة الشيعية" اقتراحاً طالب فيه بتشكيل لجنة عليا من البرلمانيين مكونة من فقهاء في الشريعة الإسلامية، مهمتها تدقيق القوانين التي يصادق عليها المجلس التشريعي للتأكد من تطابقها مع الإسلام. وقد تلقى الاقتراح موافقة رئيس البرلمان الدكتور محمود المشهداني. إلا إن النائب الدكتور فؤاد معصوم (من التحالف الكردستاني) اعترض على الاقتراح قائلاً أن هذا الأمر من اختصاص المحكمة الفيدرالية. ولما أيد النائب حميد مجيد موسى (من كتلة العراقية) موقف النائب فؤاد معصوم، وجه الدكتور المشهداني إهانة له وأرغمه على السكوت بشكل غير لائق. كما واعترضت النائبة ميسون الدملوجي من كتلة (العراقية) على الاقتراح وقالت أن في هذه الحالة يجب تشكيل لجنة عليا أخرى من فقهاء في الديمقراطية وظيفتها التأكد من أن القوانين التي يصادق عليها البرلمان لا تتعارض مع الديمقراطية وذلك وفق المادة الثانية من الدستور. إلا إن اقتراح النائبة الدملوجي قوبل بالصراخ والغضب من رئيس البرلمان الذي أختتم صراخه بالقول أن: " أي قانون لا يتوافق مع الإسلام نتعامل معه بالقندرة (أي بالحذاء!!) سواء توافق مع الديمقراطية أو لا يتوافق". وقوبل هذا الصراخ واللغة السوقية بترحيب حار من النواب الإسلاميين، السنة والشيعة. ولما حاولت النائبة صفية السهيل (من كتلة العراقية) دعم زميلتها قائلة بأن ما طرحته النائبة ميسون الدملوجي هو دستوري، استشاط رئيس المجلس غضباً واتهمها بما يوحي بأنها ضد الإسلام. ثم حاول النائب مهدي الحافظ المشاركة في السجال إلا إن الرئيس منعه من الكلام!!"

ويكتب مالوم ابو رغيف في نفس الموضوع تحت عنوان "المرأة البرلمانية والملا محمود المشهداني" :
"من الطبيعي ان تم استصغار او الاستهزاء بعضوة برلمانية منسوبة الى كتلة معينة، ان يحتج افرادها، رجالا ونساء على موقف رئيس البرلمان غير المسؤول ازاء زميلتهم، لكن في البرلمان العراقي، ورغم الحالات المتكررة للاستهزاء وقمع النساء البرلمانيات .....، لم تحتج كتلة برلمانية ولا رئيس كتلة ولا عضوا واحد منهم على العكس من ذلك، كانوا يضحكون ببلادة وحماقة متناهية"

ويكتب الدكتور كاظم حبيب في نفس الموضوع: " وكأن أهل السنة في العراق لا يملكون شخصاً متحضراً أكثر من هذا الرجل, أو أنهم, وكأنهم يريدون إهانة جميع أعضاء المجلس والمجتمع العراقي, بمن فيهم أهل السنة, بوضع رجل مثله في هذا الموقع الذي يفترض أن تحتله واحدة أو يحتله واحداً من خيرة نساء ورجال العراق (.....) لقد تحول المجلس النيابي منذ الأيام الأولى لتشكيلة إلى حسينية ومسجد في آن. فكل خطاب كان يلقيه السيد عبد العزيز الحكيم, كان يقابل بالصلاة على النبي وينتهى بمثلها وكأننا في جامع أو حسينية كربلائية وليس في مجلس نيابي مدني ديمقراطي يلتقي فيه النواب المسلمون وغير المسلمين."

وتحت عنوان "المشهداني....شقاوة قهوة البرلمان" كتبت ليلي عادل في الحوار المتمدن قائلةً:
"...ثم أعجبتني و فاجأتني لغته الشوارعية و طريقته الدونية في التحدث الى النواب و خاصة النساء منهم ...
..ثم بدأ التصويت على أحدى الفقرات و تم عدّ الأصوات و مباشرة" دون اي سابق إنذار, تهرّب شقاوة المجلس ..المشهداني, من إعلان اي نتيجة و أنتقل فورا الى الفقرة الثانية ...و بعد محاولة من أحد الأعضاء المساكين المقموعين ,الإعتراض ..تعكر مزاج الرئيس و بدأت ألفاظ شوارعية تخرج من فمه, مثل انه قال ...دجوز...و هدده بالطرد كأنه في صف مدرسي ...قائلا"..والله أطلعك...مما أثار ضحك باقي النواب ..ثم انهى كلامه ب...هذوله بطرانين ...
ثم انتقل الى إحدى الفقرات و بعد نقاش إعترضت إحدى النائبات المحسوبه على الليبراليين ...فأتهمها ...سي السيد.. انها ضد الإسلام و انها تحاول التقليل من اهمية الأخذ بالشريعة ..ثم قال بالحرف الواحد ...اي شي يتعارض و الشريعة بالحذاء ..ومن لا يصدق أتمنى ان يرجع الى التسجيل اذا استطاع...
ثم قام هذا الشقاوة العتيد بإهانة أحد رؤساء لجان البرلمان و بصوت عالي جدا"قائلا": ...رئيس المجلس أضبط من عندك و من اللي كعدك هنا "....حرفيا, ثم هدد الجميع بالقول ...من يعترض على الرئاسة ما يلوم إلا نفسه"

وبالطبع تقصد الكاتبة ليلى عادل بـ "صف مدرسي" في بلدان الشرق فقط, لأن لطلاب الصف المدرسي الأطفال في الغرب احترام اكبر كثيرا مما هو لبرلمانيي العراق كما يبدو.

وعلى ذكر الصف المدرسي والقمع المدرسي, أتذكر حادثة قمع في الصف الأول المتوسط حيث عاد مدرس العربية الى الصف ليجده في حالة ضوضاء, فقرر معاقبة جماعية لجميع الطلاب بضربتي عصا لكل واحد. مددنا ايدينا جميعاً لتلقي تلك العصي النارية, وقد اكل "الإرهاب" منا في انتظار دورنا اكثر من العصا نفسها, وكل من يضرب يروح يفرك يديه وهو يحبس دموعه بمذلة كانت تسعد المدرس بشكل واضح. وقبل نهاية الصف بقليل وصل الدور الى "ايمان" صديقي القديم, الذي رفض ان يفتح يديه قائلاً انه لم يتكلم ولم يفعل ما يوجب عقابه.
تورد المدرس احمراراً من الغضب وصار يزمجر ويبربر ويهدد ويتوعد, لكن ايمان اصرّ ان لا يفتح يداً بل تركها مسدلة بإسترخاء.
صرخ المدرس: الا ترى ان الجميع يضرب, من قام بالضوضاء ومن لم يقم؟ قال ايمان: نعم, قال المدرس : إذن لماذا لا تفتح يدك؟ قال ايمان: لأني لم افعل شيئاً! وهنا استشاط الرجل غضباً من هذا الطالب الصغير الحجم شديد النحافة الذي يقف بوجه ضخامته بإصرار وهدؤ وراح يضرب ايمان بالعصا على يديه المغلقتين مما سبب له بلا شك الماً عظيماً...لكن ايمان تحمل ولم يفتح يده, فاستمر المدرس يكمل ضرب بقية الصف لكنه لم يعد يشعر بالنصر, ولا الطلاب بالمذلة!

أمام هذه الشهادات لا املك إلا ان اتساءل: اية سلطة لرئيس البرلمان على اعضائه ليضطرهم الى قبول مثل تلك المذلة العجيبة؟ قبل يومين كتبت عن البرلمانيين الذين حموا زميلهم الشعلان المتهم بسرقة عقد بمليار دولار, ووفروا له الحصانة البرلمانية اللازمة, فهل من حصانة لعضو البرلمان ليتمكن من الكلام بكرامة, ام ان الحصانة لمنع القضاء من الوصول الى اللصوص فقط؟
أمام هذه المهزلة لا أجد خيرا من وصف مثنى حميد مجيد حين سخر قائلاً:
"يخطيء من يظن اني انتقص من الدكتور المشهداني فأنا أخالف كل الكتاب الذين انتقدوا تصرفاته وشطحاته فما الدكتور المشهداني الا رجل أعده التاريخ لهذه اللحظات فأدى بكل بساطة دوره كقائد مبدع وموهوب لهذه الأوركسترا السوريالية"

ما الذي يمكن للعراقي ان يأمله من ممثليه للدفاع عن مصالحه وهو يراهم "مقموعون" كما كتبت ليلى, لا يقدرون على الدفاع عن انفسهم وحفظ ابسط كمية من ماء وجوههم؟ إذا كان هذا هو حالهم امام المشهداني فكيف يكون امام خليل زاد مثلاً؟ إن كان هذا ما يفعلون بهم أمام التلفزيون فماذا يفعلون بهم في الجلسات السرية؟ كيف تحولت المهنة العظيمة صاحبة السلطة الشرعية الأعلى الى مهنة مذلة في هذا البلد؟ ألا يحس احدهم بالخزي من إبتلاع بصاق هذا البدوي المتخلف في افواههم بصمت؟ ألا يحس احد منهم بمسؤوليته عن تمثيل من إنتخبه, وأن كرامة هؤلاء صارت من كرامته؟

أية صورة عن "القدوة الحسنة" يفترض بالشعب ان يتعلمها من ممثليه في الديمقراطية, ولم يكن لأي من هذا "الجمع" البرلماني من له الشجاعة التي كانت لدى ايمان ذو ثلاثة عشر عاماً فقط حين دافع عن نفسه؟
هذا الكلام ليس لمن وجهت اليه الإهانات مباشرة فقط, بل جميع من كان في المجلس, وحتى من لم يكن, فكما قال نيتشة يوماً: " فكل ناهق بالرضا, حمار سائر بين الحمير!".



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللصوص تشكر حماتها علناً
- إنه يبكي، ذلك القاضي الذي اسعدكم!
- أبي يجد جواباً لحيرته: بحث عن الحقائق في موضوع العنف في العر ...
- وجيهة الحويدر إمرأة تخاف ظلها
- أبي يفتش عن جواب لحيرته : بحث عن الحقائق في موضوع العنف في ا ...
- العراق المترنح بين فدراليتي الإبتزاز والجبن
- ملاحظات حول وثيقة المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي
- العلم العراقي: المشكلة والحل
- قرار الرئيس
- النفط والفدرالية
- الحكام العرب أسلحة دمار شامل اسرائيلية
- النفط العراقي وتساؤلات حول الخصخصة والإستثمار وعقود الشركات ...
- هل تحمي الديمقراطية نفط العراقيين؟
- متى بدأ التأريخ؟
- نحو موقف يساري ناضج من الإسلام السياسي
- ثلاثة ارباع الشعب الهولندي شوفينيين عرب: ابتسامات للمثقف الس ...
- ديمقراطية العجائب:وزير الدفاع يتعهد بالقضاء على احد احزاب حك ...
- في انتظار افلام الكارتون
- كيف تنتصر الحكومة في الرمادي
- الصدمة: انتبه فأنت تساهم في الإرهاب!


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - برلمانيوا العراق كقدوة حسنة