أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - القيامة و البعث لدى المصريون القدماء














المزيد.....

القيامة و البعث لدى المصريون القدماء


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7447 - 2022 / 11 / 29 - 22:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا الموضوع سبق وتحدثنا عنه وهو مفهوم الكا والبا والاخ في ثقافة "كيمت" العريقة وسنعرضه مرة أخرى لأنه يحتاج إستيعاب وأعلم أنه من الصعب على معظم الناس فهم و إستيعاب أو حتى تصديق هذه الأفكار لكنها كانت سائدة يوما ما في حضارات إهتمت كثيرا بالجانب التجاوزي غير المرئي و الذي عبرو عنه بالحياة الأخرى ورفضهم القاطع لفكرة الموت وأن الروح باقية لا تموت أبدا بل ترجع من حيث أتت.
لذلك من يريد أن يفهم أكتر عليه بقراءة كتاب الأموات، فإن معظم ما يتناوله هذا الكتاب هو وصف الحالات التي يمر بها "الوعي الديناميكي" الذي ترك الجسد وراح يجول في رحاب العالم الآخر (التجاوزي) وفي الحقيقة فإن ما يتناوله الكتاب بشكل عام ليس له علاقة بما يحصل مع الفرد بعد موته بل بعد خروجه عن جسده لفترة زمنية مؤقتة، وذلك لمشاهدة و إختبار واقع خيالي تم إيحاءه إليه قبل أو خلال دخوله في هذه الحالة الإستثنائية من الوعي البديل، وهذا ما عبر عنه بالطائر الذي رأسه رأس إنسان
مجرد أن سلمنا بواقعية هذه الظاهرة يتكون لدينا نظرة مختلفة تماما لمفهوم "كا/با". وأصبح بإمكاننا إستنتاج السبب الذي جعل ال "با" يُعبّر عنها في المخطوطات على شكل طائر لكن رأسه يُستبدل برأي "الميّت" أو "الخارج عن جسده" .
أما ال "كا" فبالرغم من تعدد تفسيراتها التي تؤدي إلى حالة إرباك بدلا من التوضيح، فهي تمثل وفق المفهوم الجديد الإمتداد التجاوزي للإنسان، أو مستوياته العُليا (الذات العليا) وهذا ما قصده المصريون عندما رمزوا إليه في نصوصهم بيدين مرتفعتين للأعلى.
أما ال"آخ" فهي تعني بأن الفرد بلغ مرتبة نصف إله، لكن وفق المفهوم الجديد أصبح أكثر وضوحاً. حيث تعني أنه بعد بلوغ حالة الإرتقاء الروحي (الإتصال مع "كا"، الذات العليا) بحيث أصبح ممكنا الإنتقال إلى العالم التجاوزي (الوعي البديل) حين الطلب، يصبح "الوعي الديناميكي" نشطا عند الفرد بحيث يستطيع الإنتقال إلى أي موقع زماني أو مكاني حسب الرغبة (ال"با" المُجنح) لكن بعد أن نعلم بأن "الوعي الديناميكي ليس مجرد إنتقال الوعي من مكان إلى مكان ليجمع المعلومات بل قادر على إحداث تغييرات في الأشياء المستهدفة، حينها ندرك أن المرتبة التي يبلغها الفرد هي مهمة لدرجة تجعله نصف إله، و هذا بالضبط ما يُقصد به خلال الحديث عن مرتبة ال "أخ" اي وكأننا نتحدث عن مرتبة إمتلاك ال"سيدهي" أو يقضة "الكونداليني" في التعاليم الهندوسية. وبما أن ال "أخ" تعني أيضا حالة "التنور" أو "البهجة" فهذا يجعلها قريبة الشبه بحال "النيرفانا " بمعنى ما.
أما من هو الفرعون ؟ هو الذي إستطاع أن يحقق نصف الإله أي إستطاع الوصول إلى مرحلة التنور، فمن أجل أن يبلغ مرتبة الإله، أو العودة إلى أصوله الإلهية، كان على الفرعون أن "يموت" ثم "يولد" من جديد. هكذا إنجاز كان يُحقق عبر شعائر معينة كان على الفرعون خوضها عدة مرات في حياته (أي الموت والولادة من جديد عدة مرات) وكانت تحدث في يوم محدد في السنة وبرفقة الكهنة، حيث يصعد عبر ممرات الهرم الأكبر ويدخل حجرة الملك ويستلقي داخل الناووس ، فتجري العملية حيث يتم تحفيز الوعي لديه على الإنتقال إلى المستوى التجاوزي (الخروج عن الجسد) بحيث يشعر الملك خلالها بأن روحه غادرت الجسد فعليا وراحت تتجول في الفضاء اللامحدود لفترة معينة قبل العودة مجددا إلى حالة الوعي العادي (الموت والولادة من جديد) (هذا المفهوم إنتقل فيما بعد لشخصية المسيح) الإله الذي مات ثم عاد) هذه الظاهرة أصبحت معروفة جيدا في يومنا هذا بإسم "حالات الإقتراب من الموت"، بعد عودته إلى جسده من هذه الرحلة الوجيزة إلى العالم التجاوزي، يكون الفرعون قد وُلد من جديد، ومن هنا جاء مفهوم "القيامة" أو "الإنبعاث" من جديد، هذه العملية الطقسية، أي الموت و القيامة، تؤدي إلى خلق ال"أخ" ويكفي إجراء هذه الطقوس ١٤ مرة في حياته لكي يكتسب الفرعون ١٤"كا" و ١٤ "أخ"



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الإنسان
- أنتروبيا المعلومات
- مبادىء الروحنة في مصر القديمة
- الإعلان عن العهد الجديد
- الإتصال عبر التوجيه و الإتصال الكيلونتي
- في الحياة الحقيقة الوحيدة هي الموت
- لمن يسأل عن الإلحاد
- مصفوفة يهوه و مصفوفة المكعب الأسود
- نحن لسنا أدوات بل الغاية ذاتها
- إذا كنت لا تتحمل رؤية إمرأة
- الأختام اليهوفية السبعة
- الأنا المزيفة والأنا الحقيقية th ego
- كيف تصبح شيطان أو ملاك
- البيدوفيليا الدينية
- الإنسان أسوأ ما في الوجود
- كتاب عربات الآلهة
- أساسيات الإسقاط النجمي
- وهم حرية الإرادة
- خالق الكون لم يفصح عن هويته إلى الآن
- لا شيء من أجل لاشيء


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - القيامة و البعث لدى المصريون القدماء