أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - مبادىء الروحنة في مصر القديمة














المزيد.....

مبادىء الروحنة في مصر القديمة


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7444 - 2022 / 11 / 26 - 03:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعد الديانة المصرية القديمة من أقدم الديانات في تاريخ الإنسانية، وترتكز على مبادئ أساسية توضح مفهوم "الألوهية المحتجبة"
مصطلح "الألوهية المحتجبة" جاء من الكلمة المصرية القديمة "شتاوت - نتر" وتعني "الألوهية المحتجبة" وهي الفلسفة الروحانية التي قامت عليه الحضارة_المصرية القديمة، والذين يتبعون طريق الألوهية المحتجبة هم من يطلق عليهم "نتريين" أي "ربانيين"
المبادئ الروحانية الأساسية التي قام عليها الفكر الديني في مصر القديمة ترتكز على أربعة مبادئ رئيسية هي:
1_ "با نتر واع واع، نبر- تشر ام نترو" أي {الإله (الكيان الأسمى) هو الواحد/الوحدانية، و هو رب كل شيء، الذي يتجلى فى كل مكان، و في كل شيئ من خلال النترو (التجليات الالهية)
كلمة "نبر - تشر" تعني الألوهية التي تحيط بكل شئ و تحتويه أو الروح الأسمى الذي يتخلل كل شئ والذي هو جوهر كل الأشياء.
2_حين يفقد الإنسان الماعت (العدالة/الإتزان/الإستقامة) يصبح مقيد بالأغلال وتلك الأغلال هي السبب في جهل الإنسان بالإله"
عندما يتصرف الإنسان بشكل يتناقض مع النظام الكوني، تتراكم لديه مشاعر وأفكار سلبية كان يطلق عليها في الفلسفة المصرية القديمة "أغلال ست"، و "ست" في الفكر الديني المصري هو رمز "الأنا /الأنانية"، تشمل "أغلال ست" كل المشاعر السلبية من غضب وكراهية وطمع وشهوة و شراهة وحسد وحقد وغش ورياء إلخ، ومن يرغب في التحرر من أغلال ست عليه بالتخلص من تلك المشاعر و العادات السلبية
3_ الحب الإلهي هو الذي يحرر الإنسان من أغلال "ست" فلكي يتحرر الإنسان من أغلال "ست" عليه أن يحيى في الماعت بأن يضبط أفعاله بمعيار الفضيلة و النظام الكوني، و بذلك يحافظ على قلبه نقي وطاهر، بل ويعيش في تناغم مع الطبيعة بكل إختلافاتها وكأنه ترس صغير في مجموعة أكبر و لكل ترس أهمية وعمل خاص به على نطاق أصغر، وبدونه أو بدون غيره من مكونات الطبيعة يختل النظام الكوني و المجتمع.
وكانت كلمة "واشو" تعني حب الإله وذكره في صمت، في مقابل كلمة "دوا" التي تشير إلى تقديس الإله بحركة أو أيماءة معينة بالجسم مثل الجلوس أو الوقوف مع رفع كفوف الأيدي نحو الخارج (نحو الصورة المقدسة للإله) بالتحية
4- ممارسة التأمل تقود الإنسان لمعرفة ذاته ومعرفة الإله، و عندما تتحقق المعرفة يصبح الإنسان صادق القول (ماع - خيرو)
كلمة "شدى" تعني دراسة الشئ دراسة متأملة، والإطلاع على الأسرار (شتاوت) و إكتشاف الطبيعة الإلهية.
قام حكماء مصر القديمة بتطوير عدة أساليب للتأمل تساعد المريد في الوصول إلى معرفة الذات وهي أساليب تشمل تراث مكتوب (شتاوت) وأيضا ممارسات يوجية (سما - تاوى)
ترك حكماء مصر القديمة ما لديهم من معرفة بال "نترو" (التجليات الإلهية) لتلاميذهم على هيئة أساطير و تلك الأساطير لا تصور النترو ككيانات منفصلة وإنما تقدمهم بإعتبارهم أخوة و أخوات تربطهم ببعض علاقة أسرية فهم جميعا إنبثقوا من مصدر واحد "الكيان الإلهي الأسمى" وهو ليس بمذكر و لا مؤنث لأنه يحتوى الكل وبمقدور الإنسان (رجلا كان أو إمرأة) أن يتحول إلى كائن إلهي، بأن يحيى حياة الفضيلة، ويغذي روحه بالمعرفة ويطهر جسده بالنشاط و الإعتدال، فقد يصل الإنسان إلى أرقى درجات البهجة و السعادة عندما يكتشف معنى الحياة وعندما يكون الإنسان في تناغم مع الحياة والطبيعة المختلفة عنه، عندها يمكنه أن يتأمل حاله ويكتشف تفاهة المتع الحسية وزوالها، فحين ننجح فى تحقيق السلام و التناغم في حياتنا، عندها يمكننا الوصول إلى الهدف الأسمى وهو التنوير و التنوير هو يقظة الإنسان من غفلته وإدراكه للجوهر الروحي الكامن في كل شئ والذي يربط كل شئ في الكون، هذا الجوهر خالد لا يعتريه نقص أو تغير وهو جوهر كل شئ وأيضا جوهر الإنسان، عندما يدرك الإنسان ذلك (بقلبه وليس بعقله) فذلك هو منتهى السعادة والسلام والقوة، و زهرة اللوتس هي رمز "شتاوت - نتر" (الألوهية المحتجبة) والتي تعني سعي الروح للوصول إلى نور الحقيقة وإلى الرضا التام (الرضوان) و التناغم.



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلان عن العهد الجديد
- الإتصال عبر التوجيه و الإتصال الكيلونتي
- في الحياة الحقيقة الوحيدة هي الموت
- لمن يسأل عن الإلحاد
- مصفوفة يهوه و مصفوفة المكعب الأسود
- نحن لسنا أدوات بل الغاية ذاتها
- إذا كنت لا تتحمل رؤية إمرأة
- الأختام اليهوفية السبعة
- الأنا المزيفة والأنا الحقيقية th ego
- كيف تصبح شيطان أو ملاك
- البيدوفيليا الدينية
- الإنسان أسوأ ما في الوجود
- كتاب عربات الآلهة
- أساسيات الإسقاط النجمي
- وهم حرية الإرادة
- خالق الكون لم يفصح عن هويته إلى الآن
- لا شيء من أجل لاشيء
- عندما تدرك مصدر كل الأشياء هي نفسك
- ليس هناك أصعب من إستئصال الوجود
- يجب أن تعيش حقيقة التجربة الفردية


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - مبادىء الروحنة في مصر القديمة