هل اطلق بايدن النار على اوروبا !

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)

الحوار المتمدن-العدد: 7446 - 2022 / 11 / 28 - 08:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كشفت صحيفة بوليتكو الامريكية السياسة وتعتبر من الصحف التي تنشر الكثير من سياسات لوبي الحكم الدولي لا سيما الخفية, كشفت بان خلافاً حادا وصل حد توجيه اتهام اوروبي رسمي لامريكا بالتربح من الحرب في اوكرانيا على حساب الاتحاد الاوروبي.

"نحن على مفترق طرق تاريخي كما قال مسؤول اوروبي رفيع المستوى" وهنا يجب ان نفهم لما المسؤول الاوروبي قال هذا والتصريح ليس لموظف او وزير بل لمسؤول رفيع المستوى اي احد صناع السياسة الاوروبية في الاتحاد الاوروبي !

بينما طلب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الولايات المتحدة بالاجابة على تساؤلات اوروبا حول التربح من الحرب لكن طبعا رفضت الولايات المتحدة الاتهام هذا.

جاء كلام بوريل في مقابلة مع الصحيفة حيث اضاف, ايها الامريكيين, يا اصدقاؤنا, خذوا القرار حيث ان له اثر اقتصادي عميق علينا"؟

جاء الرد الامريكي على هذه الاتهامات على لسان احد مستشاري بايدن في مجلس الامن القومي بقوله " ان ارتفاع اسعار الطاقة هو بسبب الحرب في اوروبا وغزو بوتين لاوكرانيا وحرب الطاقة التي يشنها بوتين على اوروبا" انتهى كلام بوق بايدن.

وطبعا (شماعة) روسيا جاهزة لتبرير الخيانة وتغليف اي خنجر امريكي في ظهر اوروبا (ليس الاول) وكأن بوتين استيقظ صباحا وقرر غزو اوكرانيا دون سبب بل واتصل بالاتحاد الاوروبي ليفرض عقوبات على نفسه!
هذا هو منطق سكنة عبر الاطلنطي الذين دعى ماكرون اليوم لاول مرة وجهارا بحزم الجهود لمواجهة الولايات المتحدة في اول ردة فعل اوروبية رسمية ضد سياسات بايدن التي هي حقيقة تكملة لسياسات ترمب لا اكثر ويخطئ من يعتقد انها تختلف وان بايدن ضد سياسات ترمب.

يبقى ان نعرف ان مايسمى مجلس الامن القومي الامريكي هو عبارة عن لوبي بتاريخ قذر جدا وقائمة اكاذيبه التاريخية طويلة, فمثلا انه اثبت بلا دليل اسلحة دمار شامل امتلكها العراق لتبرير غزوه وتدميره تماما كذلك اثبت كلاميا وإعلاميا ان مجموعة جهلة ومتخلفين خطفوا طائرات مسافرين عملاقة لا يمكن تغيير مسارها جوا فوجهوها لتدمير برجي التجارة في مانهاتن ومبنى البنتاغون المحصن ضد الهجمات الجوية حصرا كذلك هو اثبت بالكلام ان هناك مظاهرات ضخمة جدا ضد القذافي وقام بقتلهم جميعاً ولم نرى الجثث ليومنا هذا فجيشوا عليه الجيوش لقتله شخصياً ليسقط نظامه وتصبح ليبيا اكثر ديمقراطية مثل العراق وافغانستان التي هربوا منها تحت جنح الظلام, كذلك هذا المجلس العظيم اثبت بالكلام ايضا ان توسع حلف الناتو في البلطيق سلمي وانه لا يشكل خطر على احد فقط على الاسماك في البلطيق, كذلك دعم المجلس الاخوان المسلمين في مصر وهو نفس المجلس الذي حارب حتى من يمتلك لحية طويلة في العالم بعد احداث 11 سبتمبر عام 2001, فنرى من هذا كيف ان هذا المجلس كلامه جدا دقيق ولا يمكن ان يخطأ ابدا, اليس كذلك !

النقطة الاساس التي اثارت الخلاف واعتقد ستكون القشة التي قسمت ظهر البعير, هي خطة بايدن لدعم الشركات الامريكية تحت حجة التحول للطاقة المتجددة من خلال تخفيض الضرائب وحصرالاستيراد فقط للمنتج الامريكي, حيث اتهمت اوروبا الولايات المتحدة بان هذا الدعم سيدمر الصناعات الاوروبية وإنها لن تبقى مكتوفة الايدي, ومن ناحية اخرى ان هذه الخطة ستكون ضربة قاصمة للعولمة ومواثيق منظمة التجارة التي خلقها الغرب وامريكا بالذات والان يتنصلون منها جهارا وهذه طبعا رسالة واضحة لا لبس فيها لاوروبا وفهمتها الصين بكل تاكيد ان لا مواثيق للغرب يعتمد عليها.

ذكرت في عدة مناسبات وفي اول ايام الحرب بان الولايات المتخبطة الامريكية تتربح من هذه الحرب وستكون الرابح الوحيد بالاضافة الى الرابحين التلقائيين جراء تخبط امريكا وهما الصين وروسيا والهند وباقي دول اسيا بشكل عام مثل اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة, والخاسر الاكبر وقد يكون الوحيد هم الاوروبيين, فهذه هي سياسة امريكا تاريخيا لمن لا يعرفها, لا يمكن ان تكون سلمية واذكر قول ثعلب السياسة العجوز كيسنجر " من الخطأ ان تكون عدوا لامريكا, ومن المميت ان تكون صديقا لها"


تحيتي

#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات