هل طعنت انكلترا حلف الناتو !

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)

الحوار المتمدن-العدد: 7246 - 2022 / 5 / 12 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

على حين غرة ظهر بوريس جونسون في ستوكهولم ليوقع اتفاقية امنية مع نظيرته السويدية ماجدولينا اندرسون رئيسة الوزراء التي خُلعت بعد ساعات من توليها المنصب السنة الماضية ثم اعيدت في اليوم التالي باتفاق وليس بانتخاب وما زالت تحت المناوشات.

الاتفاقية الامنية بين انكلترا والسويد (سيجتمع جونسون غدا في فنلندا لتوقيع نفس الاتفاقية الامنية والعسكرية معها) هي طعنة جديدة في الظهر توجهها انگلترا الى الاتحاد الاوروبي وهذه المرة لحلف الشر (الناتو) فالحلف كان يريد بل ضغط على السويد وفنلندا للانضمام تحت ذريعة حمايتهم من خطر روسيا لكن كانت الدولتان مترددتان حيث تُعتبران دول محايدة لكن ... حدث ما لم يكن بحسبان الناتو على الاقل إعلاميا او ظاهريا.

ما الحقيقة !

تدعي الابواق الاعلامية البريطانية بان طلب انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو قد ياخذ وقتا طويلا وربما تهاجم روسيا الدولتين فورا وطبعا هذا اقرب للخيال منه الى الواقع فبوتين لم يصل الى مستوى السذاجة البريطانية المتوفرة حاليا في اسطبل باكنغهام, فلا يوجد في علم الحروب والعسكرية ان تفتح دولة على نفسها جبهتين في وقت هي لم تنتهي من جبهة لا سيما ضد دولة اخرى, اي تهريج هذا!

وطبعا ليس مصادفة ان من يدعم هذه الاتفاقية هي الولايات المتخبطة الامريكية وهنا نستذكر بل من المفروض ان نستذكر الاتفاقية الامنية التي جمعت ايضا انكلترا وامريكا مع استراليا خارج حلف الناتو وتم طعن فرنسا باكثر من 16 مليار دولار قيمة صفقة غواصات تم الغاؤها وتحويلها للولايات المتخبطة الامر الذي قال عنه يومها ماكرون " انها طعنة في الظهر ولن ننساها"

الاتفاقية الجانبية تخالف مبادئ حلف الناتو فالاعضاء لا يجب عليهم الانخراط في احلاف عسكرية او امنية اخرى خارجية بلا موافقة باقي اعضاء الحلف او على الاقل الاعضاء المؤسسين او استشارتهم ولم يحدث اي شيء من هذا القبيل.

الاتفاقية مع السويد بلا ادنى شك هي ليست على ما يرغب حلف الناتو برغم ان انكلترا عضو في الحلف لكن هنا نتكلم عن مستقبل بائس بدأت تباشيره بانشقاقات عظيمة وهي ان انكلترا بدأت بتشكيل حلف ثاني اخر بعيدا عن حلف الناتو الامر الذي سيؤهلها للخروج من حلف الناتو تماما كما فعلت بخروجها الغير متوقع للكثير من السطحيين والسذج من المحللين الذين راهنوا على ان البريكست لن يحدث وسيفشل الاستفتاء.

السويد تحكمها مافيا تعتبر من اكبر مافايات اوروبا بل واخطرها فهي تسيطر حتى على الملك وقصره بل انها تدفع له راتبه ومصاريفه وهذه ليست مزحة بل حقيقة لا يعلمها الا من سبر غور هذه الدولة التي يعيش شعبها والمافيا المسيطرة عليهم بطريقة القبائل فهم يمتازون باعلى مستويات العنصرية التي عرفها الجنس البشري ناهيك عن الجريمة المنظمة والتدليس السياسي في تهديم دول اخرى بطرق خبيثة.

التبرير الذي ساقته انكلترا والسويد لتوقيع هكذا اتفاقية خير دليل على ان حلف الناتو او على الاقل اعضاء مثل فرنسا وايطاليا وبلجيكا قد لن يكونوا سعيدين بهذا الاتفاق الثناني او الثلاثي الذي لا داعي له اصلا بالاضافة الى باقي الاعضاء الاوروبيين.
التخبط يضرب اطنابه في التصريحات المشتركة لانكلترا والسويد بانهم وقعوا هذه الاتفاقية بسبب بوتين ولولاه لما حدثت ....

اي عذر اقبح من ذنب هذا فاذن لماذا لم تنضموا على عجل للناتو لو كان السبب هو تهديد بوتين لكم, ام ... يكاد ان يقول المُريب خذوني, اليس كذلك !

بل مما زاد الطين بله تصريح جونسون عقب توقيع الاتفاقية حيث قال " حلف الناتو حلف دفاعي" عفوا مستر ابو شعر مخربط منذ متى كان حلف الشر دفاعي ؟

هل احتلال افغانستان والعراق كان من قبل مملكة موزمبيق العظمى ام التدخل في سوريا وليبيا كان لزرع النخيل وقطف الزهور!

ام كان لصدام حسين خطط لغزو النمسا على اعتبارها دولة منزوعة السلاح مثلا !

بل الفضيحة ان انكلترا افتضح حقيقة دسائسها المعتادة بانها كانت تعد العدة لهكذا اتفاقيات التي لايمكن ان توقع في ليلة وضحاها وهذا يقودونا الى تساؤول مشروع, إذن مَن له المصلحة في استفزاز بوتين لشن تدخل عسكري في اوكرانيا وإثارة رعب دول ضعيفة مثل السويد وفنلندا !

هكذا اتفاقيات حتما ستزيد الانقسام والضعف لحلف الناتو الذي وصفه ماكرون عام 2017 انه "حلف ميت" فهل اطلق ماكرون رصاصة الرحمة فعلا عندما اعلن قبل يومين عن مبادرة لمنظمة سياسية لضم دول اوروبا الشرقية لتاهيلهم قبل انضمامهم للاتحاد الاوروبي اي لفترة تاهيل تمتد الى 15 سنة! ام ان رصاصة الرحمة هي ان انكلترا مسؤولة عن استفزاز بوتين ليشن حملة عسكرية ضد اوكرانيا!

هكذا هو الموقف الان في الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو, تشرذم تام فكل طرف (قوي) يصنع لنفسه حلف كي يقوده على مزاجه فعندما نقيس انكلترا التي ستصبح قريبا تحت رحمة ملك مشغول بزوجته العجوز وترميم عائلة تفككت, نقيسها بدول ضعيفة مثل السويد وفنلندا واستراليا نراها انها ستقودهم كالنعاج على اعتبار ان الولايات المتخبطة الامريكية تصارع من اجل البقاء وستؤيد اي خطوة بريطانية فالبيت الابيض من صنع انكلترا وليس العكس.

تحيتي

#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات