أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - الروبل مقابل الغاز - خطة دفع ام خطة عسكرية !















المزيد.....

الروبل مقابل الغاز - خطة دفع ام خطة عسكرية !


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 7209 - 2022 / 4 / 2 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرض بوتين الروبل عملة لدفع فواتير الغاز على أوروبا وبالضبط على الدول الغير صديقة والتي وقفت موقفا عدائيا للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا, ليس لتقوية الروبل كما يحلله المحللون ويدعيه الغرب لا سيما بعد الحملة الإعلامية عن ان الروبل انهار وفقد ألف بالمئة من قيمته ولن يسترد عافيته والاقتصاد الروسي انهار و و الخ من دعايات لم يصدقها إلا ساذج (الروبل استرجع كل ما فقده بعد فقط 4 اسابيع من بدأ العمليات العسكرية).

لقد فرضت روسيا (هو قرار ليس فرديا وهذا شيء يجب ان نعيه فقد طرحه اعضاء في مجلس الدوما منذ اول ايام بدأ العمليات العسكرية الروسية الخاصة) فرضت الروبل لغرضين لا ثالث لهما, لكن قبل ان احلل هذين الأمرين يجب ان نعلم امرا مهما جدا يضعه القادة في الحسبان أثناء التحضيرات للحرب قبل دخولها بفترة طويلة.

روسيا لم تدخل الحرب لرفع قيمة الروبل فهو ليس عملة دولية وليس لروسيا اي طموح في جعله كذلك, روسيا لم تدخل الحرب دون ان تضع في حساباتها انها ستتعرض لعقوبات اقتصادية غربية بل توقعت حتى هجوم نووي وهذا ما كشفته روسيا بالفعل من ان قصر باكنغهام هدد بهجوم نووي عليها ولو تهديد بوتين التاريخي بالرد بطريقة لن تتخيلها اي دولة تتدخل في اوكرانيا مهما كانت لفعلا تدخل حلف الشر (الناتو) عسكريا في اوكرانيا.

بدأت العمليات العسكرية في أوكرانيا حصرا لمنع حلف الشر (الناتو) من تطويق روسيا بواسطة النازيون الجدد وحكومة دمى يدعون انهم طلبوا الانضمام للحلف فافشلت روسيا خطة حلف الشر لإكمال الانتشار في أوروبا الشرقية وتشكيل طوق الموت حول روسيا وقد شرحت هذا عدة مرات بالأدلة الدامغة ومن السن قادة في حلف الشر فليس لروسيا اي أطماع في اي دولة من الاتحاد الأوروبي او خطط لتطويق الاتحاد الأوروبي.

نرجع لموضوع الدفع بالروبل, فلو دفعت او وافقت اوربا على الدفع بالروبل فهذا ليس ما تريده روسيا وتهدف له وستجد طريقة اخرى لتحقيق الهدف الأساس.

الهدف الأساس من فرض الروبل كعملة لدفع فواتير الاتحاد الأوروبي من الغاز هي لجعلهم يرفضون الدفع فيتم قطع الغاز عنهم تماما وهذا سيدمر اقتصاداتهم حتما دون تاخير, فلو أرادت روسيا ضرب حلف الشر (الناتو) عسكريا مباشرة فلن تستطيع فعل ذلك إلا بحرب نووية فلما هذه المجازفة المُدمرة لكل الأطراف واقتصاد أوروبا بأكمله قائم على الغاز والنفط الروسي والمعادن الروسية والمحاصيل الزراعية الروسية ؟

شن العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا لم يكن قرار وليد اللحظة او قرار اتخذ جزافا من قبل فرد, هذا تهريج تطبل له أبواق حلف الشر حصرا في مشارق الأرض ومغاربها.

الحرب كانت متوقعة منذ فترة ليست بالقصيرة ومَن يدخل الحرب فهو يدخلها لتحقيق أهداف استراتيجية لا أهداف تصب في مصلحة بورصة العملات او رفع قيمة عملة محلية, لن ترتفع قيمة عملة بلد بسبب حرب بل لم يحدث هذا في التاريخ إطلاقا وان كانت هذه الدولة تنتصر في المعارك هذا مُحال وبعيد كل البعد عن الاقتصاد والتحليل المهني.

إيقاف الغاز عن أوروبا هو هدف روسيا و اذا فطنت اوروبا لهذا وبدأت بالدفع عندها سيحقق بوتين الهدف الثاني وهو تعويض اقتصاد روسيا عن اي اثر للعقوبات الغربية بل وسيجعل الاقتصاد الروسي اكثر انتعاشا مع أسعار الطاقة الجديدة, لكن روسيا ستظل تبحث عن تحقيق الهدف الرئيسي وهو ألإطاحة بالاقتصاد الأوروبي في هذه المرحلة بالذات وهنا تتلاقى مصالح روسيا والصين وهذه نقطة مهمة جدا بل هي عصب الصراع بين الشرق والغرب.

التحول بعيدا عن السوق الأوروبية.

في عام 2012 افتتحت روسيا اكبر خط أنابيب لنقل النفط الخام بطول 4740 كم وبسعة 1.6 مليون برميل نحو أسواق آسيا وبالتحديد الصين واليابان وهو خط ESPO الذي بدأ يصبح اكبر شريان لروسيا حيث يجب ان نضع في الحسابات الحالية والمستقبلية ان النمو الاقتصادي في آسيا اكبر واسرع بكثير من الاتحاد الأوروبي اي ان السوق الأوروبي بالنسبة لروسيا ليس اهم من القضاء على توسع حلف الشر بل قطع دابره نهائيا.


هذا الخط كان لتنويع أسواق روسيا بل كان مقصودا به الابتعاد عن الاعتماد على السوق الأوروبية فروسيا كانت تعرف جيدا ما يُخطط لها وقد صرحت بهذا علنا ان الخط الأسيوي لتحقيق ذلك الأمر وهو خفض الاعتماد على السوق الأوروبية, حيث ان لروسيا خط أنابيب Druzhba لنقل النفط الخام إلى أوروبا بطاقة 750.000 برميل يوميا وهو اكبر شبكة أنابيب لنقل النفط الخام في العالم بطول يبلغ 5500 كم ويلبي 20% من حاجة أوروبا للنفط الخام بالإضافة إلى خط نورد ستريم الذي يلبي اكثر من 50% من حاجة أوروبا للغاز الطبيعي.

فهل انتهت قصة الغاز لهذا الحد ويجلس بوتين ينتظر كيف يرد الغرب عليه بعد ان وافقوا على الدفع بالروبل وقد فقد اهم سلاح وهو قطع الطاقة عنهم وهو الامر الذي أطاح بهتلر؟

يجب ان نعلم ان قطع الإمدادات عن أوروبا سيلهب الأسعار لمستويات تاريخية ولن ترجع لمستويات ما قبل الحرب بل حتى مستويات أسعار اليوم الأمر الذي سيضخ المزيد في ميزانية روسيا والدول المنتجة للنفط والغاز ويثقل بل يدمر ميزانية واقتصاد الاتحاد الأوروبي بل حتى الولايات المتحدة فهي تلتهم ما تنتج ولن تنمو دون طاقة ولن تصدر للاتحاد الأوروبي إلا الفتافيت هذا ان تم التصدير فعلا فهذا مجرد إعلان مدفوع مسبقاً والحقيقة ان تصدير الولايات المتحدة الغاز لأوروبا اقرب للخيال منه للواقع, فالولايات المتحدة كما ذكرت تستهلك اكثر من 90% من إنتاجها من الغاز والنمو الاقتصادي لها يتطلب مصادر طاقة والاتحاد الأوروبي إذا أراد بديل عن الغاز الروسي فسيحتاج إلى اكثر من 360 مليار متر مكعب من الغاز سنويا وهذا الحجم لا يتوفر في كل أسواق العالم حتى للعشر سنوات القادمة, فامريكا تنتج قرابة 900 مليار متر مكعب وتستهلك قرابة 870 مليار متر مكعب الان, فماذا ستصدر للاتحاد الاوروبي!

الإجراءات الروسية.

في ايلول/سبتمبر 2021 ومع بداية موسم التدفئة بدأت روسيا بتقليل ضخ الغاز فعليا لأوروبا حتى قبل ان تملأ أوروبا خزاناتها الاحتياطية من الغاز لمستويات كافية (هبطت المخزونات في الاتحاد الأوروبي الى مادون 30% من سعتها التخزينية وبمعدل 28% في اخر 5 سنوات نتيجة تقليل روسيا لتدفقات الغاز للاتحاد الأوروبي وفي تقرير لوكالة الطاقة الدولية ذكر ان مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي قد تكون وصلت الآن الى أدنى مستوياتها وهي قرابة 15% من سعتها التخزينية واقل من توصيات الوكالة الدولية للطاقة وهو امر خطير للغاية ), فقد انخفضت التوصيلات من خلال أنبوب الغاز بواقع 25% على أساس سنوي في الربع الأخير من عام 2021 بل ان التخفيض بدأ يصبح بإعلان روسي واضح في الأسابيع السبعة الأولى من هذا العام 2022 اي بانخفاض بنسبة 37% على أساس سنوي فعلى سبيل المثال تدفقات الغاز عبر خط أنابيب Yamal الذي يمر عبر بيلاروسيا الى المانيا كان اخرها في 20 كانون الاول/ديسمبر 2021 ثم أوقفتها روسيا كذلك التدفقات عبر خط أوكرانيا الى سلوفاكيا انخفض الى حوالي 36 مليون متر مكعب في الأسابيع السبعة الاولى من هذه السنة وهو اقل بكثير من المتفق عليه أصلا وهي 109 مليون متر مكعب يوميا, هذه هي كانت الإشارات الى ان روسيا تريد التقليل من الاعتماد على السوق الأوروبية وفعلتها فعلا قبل اندلاع العمليات العسكرية في أوكرانيا يوم 24 شباط/ فبراير وكما نرى بانها تريد فعليا أيقاف الغاز الان وليس بعد لما له من اثر في ضرب الاقتصاد الأوروبي في مقتل.

روسيا ستوقف الغاز عن أوروبا حتما (إلا في حالة استسلام حلف الناتو نهائيا دون شروط) لإنه سلاح ناعم فعال ومن يعتقد ان روسيا لا تريد أيقاف تصدير الغاز لأوروبا لأنه مصدر دخل كبير لروسيا فهو واهم، فروسيا كانت تستعد لشتاء طويل منذ اكثر من 10 سنوات بل ان ميزانيتها تستطيع تحمل توقف الصادرات بالكامل وليس فقط الصادرات لأوروبا.

لروسيا عقد استراتيجي مع الصين (اكبر اقتصاد في العالم وينمو باضطراد) لتزويدها بالطاقة طويل الأمد (25 عاما) الهند (خامس اكبر اقتصاد في العالم وسيكون الثالث خلال 5 سنوات) هي ايضا سوق ضخم الى جانب الأسواق الآسيوية الاخرى مثل اليابان (ثالث اكبر اقتصاد في العالم حاليا وسيبقى من اكبر 5 اقتصادات) واندونيسيا (اكبر الاقتصادات الناشئة وتتجه نحو ان تكون من اكبر 10 اقتصادات في العالم خلال 5 سنوات) بالإضافة الى الأسواق العالمية الأخرى رغم أنها ليست بحاجة إليها فالسوق الأسيوي اهم لها من باقي الأسواق اي ان لروسيا بدائل عدة فهي مُنتج لا مستورد فما البدائل لدى الغرب وهم مستوردين اي تحت لسعات سياط المُنتجين!

لا بديل لهم سوى التلاشي، نعم التلاشي فاقتصادهم هش الى درجة كبيرة والتضخم الذي ضربهم في مقتل خير دليل فهم من ناحية الموارد المعدنية وهي العمود الفقري لاي صناعة واقتصاد فقراء لدرجة الاستجداء فالإعلان ولو إعلاميا عن إيجاد بديل للغاز الروسي من الولايات المتحدة وكأنهم وجدوا اكبر حقل غاز في العالم داخل أوروبا وتظاهروا بالفرح لإيهام شعوبهم المتوترة لا يعتبر انتصار بل استجداء نعم استجداء فشركات النفط والغاز الامريكية ليست جمعيات خيرية ولا منظمات إنسانيه.

لهذا فان روسيا تريد وقف الغاز الروسي الرخيص لأوروبا (تزود ألمانيا والاتحاد الأوروبي بأسعار تفضيلية منخفضة جدا عن أسعار السوق) كي تركع على ركبتيها وللابد لان بيع غاز روسي بسعر غالي ايضا سيرفع أسعار المنتجات الأوروبية وقد يُصّدروا هذا التضخم إلى الخارج وطبعا الى روسيا والصين أيضا وهم ليسوا بهذا الغباء ليقعوا في هذا الفخ وهو مبدأ يعرفه جيدا طالب مبتدأ في اصغر كلية اقتصاد فكيف بمخططين محنكين ورؤساء شركات نفطية يتحكمون في مصير العالم.


تحيتي



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا هدد بايدن الصين !
- مالذي يدفع هؤلاء الرؤساء لاشعال حرب !
- المتضرر اعلاميا والمتضرر اقتصاديا - أزمة اوكرانيا
- الى هذه الدولة سيذهب الروس بعد اوكرانيا
- مناورات حزام الأمن البحري ورسائله المباشرة
- هل ستكون أوكرانيا هي القشة !
- وعلى نفسه جنى الناتو
- تزكية اوروبية لغسيل الاموال في العراق
- وباء ام حرب ... الجزء الثاني للاسف
- ماكرون وغزوة غرب الخليج
- فضيحة الفيسبوك ومصير -عمالقة- الانترنيت
- مَنْ سرق گلگامش ؟
- هل بدأت فرنسا بضرب مصالح قصر باكنغهام على الفور !
- سياسة التخبط الانگلو - ساكسونية 2003 - 2021 (قصر باكنغهام - ...
- الشعرة التي قصمت ظهر اليانكيز
- كيف تُقرأ قمة بغداد لدول الجوار
- مَن ياتيني بوجه فوكوياما الان !
- النهاية المأساوية لاكبر حلف عسكري في التاريخ 2001-2021
- اي ماء وجه بقي لحلف الناتو !
- اسرع من التفكير . . روسيا نحو تفوق جوي غير مسبوق عالميا


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - الروبل مقابل الغاز - خطة دفع ام خطة عسكرية !