أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - كيف تُقرأ قمة بغداد لدول الجوار















المزيد.....

كيف تُقرأ قمة بغداد لدول الجوار


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 7004 - 2021 / 8 / 30 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قمة الدول المجاورة للعراق او ما اطلق عليها ايضا قمة "التعاون والمشاركة" وهماً, كانت القاسم المشترك للضياع بعينه لبلد منذ احتلته ودمرته الولايات المتحدة وبريطانيا عام 2003 ولم يبنوا فيه طابوقة واحدة بل فرقوا شعبه الى امد بعيد قد يمتد لعقود قادمة وذلك لعرقلة مبادرة الطريق والحزام الصينية كما فعلوا في افغانستان الامر الذي اثبت فشله التام الان وسط فرحة اوروبية عارمة فحبل المشنقة التف حول رقبة عجوز قصر باكنغهام وحليفها الولايات المتحدة اللذان باتوا الان يصارعون من اجل البقاء بعد فشل خططهما الاقتصادية والجيوسياسية في ارجاء المعمورة.

القمة التي وجهت دعوات الى الدول الخمس الدائمة العضوية ولم تلبي الدعوة من هذه الدول سوى فرنسا وهذا ليس صدفة او مجرد تلبية لدعوة
فكانت بحضور اعلى هرم السلطة متمثلة بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نفسه, في حين لم ترد بريطانيا وامريكا على الدعوة ولم ترسل اي ممثل عنها بل لم تذكر محطة مثل بي بي سي اي خبر عن القمة لا من بعيد ولا من قريب, في اشارة واضحة جدا لكل المجتمعين والعالم عن موقفها من قمة تعقد رغما عنها في بلد مازالت تحتله امريكا وتعين حكومته ومليشياته الارهابية بالاتفاق مع ايران.

تاريخٌ لايعيد نفسه

لقد ذكرت سابقا في مقالة قديمة ان حرب المستعمرات بين فرنسا وبريطانيا قد نشبت منذ فترة والعرب ضائعين بين رحى هذه الحرب كالعادة التاريخية وكل ينتظر مصيره المحتوم, وها هي فرنسا تصر على الاحتفاظ بمستعمراتها (يبدو انها ستوسعها) رغم محاولة بريطانيا حرق لبنان باي طريقة تحت اقدام فرنسا بل صارت فرنسا وبدليل لا يقبل الشك والتاويل تمد نظرها لماهو ابعد, فنهاية العصر البريطاني قد ازف وامسى قصر باكنغهام لايستطيع السيطرة حتى على فضائحه التي تنخر ماضيه ومستقبله وتسقط هيبته شيئا فشيئا, فزيارة ماكرون الثانية لبغداد في اقل من سنة ليست للاصطياف بل لامر اكبر وابعد.

اما الفرقاء والخرقاء من قبائل غرب الخليج فجاؤا لمشاهدة بعضهم البعض ومحاولة احياء المصالحة بينهم رغم انهم اعلنوها قبل اكثر من سنةلكنها ميتة تماما والحملات الاعلامية مازالت مستمرة ضد بعضهم البعض منذ زمن حرب داحس والغبراء وليوما هذا, فلاتميم رضي بمحمد ال مديون ولا الصباح مقتنع بمستوى تمثيل السعودية في القمة وهم يعلمون ان الاوامر البريطانية واضحة لهم, فصاروا في القمة " ان حضر لا يُعد وان غاب لا يُفتقد"

اما تركيا فقد فضل قردوغان بان يفتتح مسجد مهدوم تجوبه الصراصير اكثر من المصلين على الحضور لقمة في بلد يعتقده انه عمق استراتيجي لبعث سلطان الرجل المريض (الدولة العثمانية) غير دارٍ بان الرجل المريض هذا قد توفي قبل اكثر من قرن بالضبط!

عقدة التركي هي انه اضاع المشيتين بين اصله الغجري وعقيدته الاسلامية التي سطا عليها وحورها باتقان, حتى بات الاتراك يظنون انهم كانوا جزءا من العرب يوما ويا لبؤس من يظن انه عربي وهو لم يلد ولم يولد داخل شبه جزيرة العرب, فاتقان اللغة العربية او اعتناق الاسلام لم ولن يكون شهادة مطلقة بانه ينتسب للعرب هذا ان اتقنوا لغة او شيئا من تاريخ العرب اصلا!

لماذا القمة !

الرسالة الاهم التي بثها بوضوح ماكرون في القمة كانت موجهة لشلة الاستراتيجيين قصر باكنغهام وقد وصلت بالفعل وفهمها جوقة العجائز لاسيما عجوزته الخرتيتية التي لم يبقى على وجودها سوى القليل والقليل جدا.

حرق لبنان مقابل مصادرة العراق واستمالة ايران الى جانب فرنسا والاتحاد الاوروبي الذي طرد بريطانيا اي ان مستعمرات بريطانيا بالاضافة الى اراضي وعد بلفور ستكون من نصيب فرنسا وبنفوذ غير مسبوق ولنتخيل هذا الخط :

لبنان - سوريا - العراق - ايران وكلها دول ستشكل محورا قويا لاسناد مبادرة الحزام والطريق التي اصبحت حبل المشنقة على رقبة بريطانيا بتاييد ودعم الاتحاد الاوربي المطلق.

الولايات المتحدة لم تحضر القمة فهل بايدن قد انساه داعش - خراسان العراق اصلا, فقد ابكاه وجعله ينسى ان فيتنام ستتكرر كلما كررت الولايات المتحدة
مغامراتها عبر الاطلنطي هذا ان بقيت متحدة خلال السنين القادمة.

اقدم واعرق المحطات الاعلامية في العالم بي بي سي لم تنشر اي خبر عن القمة لا من قريب ولامن بعيد سوى خبرا صغيرا يوم 26 من هذا الشهر اي قبل القمة بثلاثة ايام وهذه الطريقة مكشوفة جدا يا . . عجوز باكنغهام وكأن الامر لايعني بريطانيا التي ترى ان مستعمراتها تتبخر الواحدة تلو الاخرى من اقصى كندا التي تكشف كل يوم ملف قذر ونتن لبريطانيا وهدم الشعب هناك تماثيل رموزها التي كانت تتباهى بها بالامس وصولا الى الخليج المديون الذي يرزح تحت الامرين.
بل تعالت صرخات مجلس العموم البريطاني الشهر الماضي مستنجدين بالاتحاد الاوروبي " لا تجوعونا " فاي حضيض ينتظر قصر باكنغهام!

الاتحاد الاوروبي وصل به حد التضييق على قصر باكنغهام بانه يعُد السمك الذي في البحر على بريطانيا ويشبر الماء لفرض لترسيم الحدود واغلق الحدود البرية بوجههم من ناحية ايرلندا الشمالية التي تنتظر فرصة تاريخية لتثار من البروتستانت وقد حانت لهم الان.

سوريا ولبنان مستعمرات فرنسية قديمة وقد يكون ان رات فرنسا ان افضل طريقة للحفاظ على سوريا ولبنان هو ضم العراق لها لتكوين خط صد ضد قبائل الخليج التي يبدو ان مشاركة ماكرون كونت صدمة لهم, او قد تكون فرنسا والاتحاد الاوروبي يعلمون بان بريطانيا هي الرجل المريض في القرن الواحد والعشرين فتسارع الخطى لوراثته قبل ان تقفز روسيا او الصين الى ممتلكاته الخارج اوروبا. (قبائل الخليج ظهرت لحماية ابار النفط والشركات البريطانية التي اكتشفت النفط هناك وستكون نهايتهم بنهاية عصر النفط 2030 فتنتفي الحاجة لوجود هذه القبائل)


التخطيط لهذه القمة وارسال دعوات الى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن لم يكن من بناة افكار عصابة المنطقة الخضراء فهؤلاء ثلة من اللصوص الاغبياء بشكل لم يشهده التاريخ من قبل.

لا هَمْ لديهم سوى التخطيط لسرقة ما يمكن سرقته من العراق وتنفيذ اوامر ايران, فالحكومة التي جلها مكونة من تعليمات شخص منغولي يصبح الصبح يرفض المشاركة في الانتخابات وقبلها بسنتين اعلن انسحابه من السياسة ثم يصرح امس بانه سيشارك في الانتخابات بعد ان احرق عبيده البطاقات الانتخابية تلبية لنزوته بعدم المشاركة في الانتخابات, فحكومة بهذا المستوى تفكر بعقد قمة دولية وعلى مستوى رفيع! مَن يعتقد هذا فلا عقل له.

قمة بتدبير اوروبي بحت بدليل بيان ختامي لا يعدو كونه كباقي بيانات القمم العربية منذ الستينات وليومنا هذا لا شي فيها يختلف غير اماكن الكلمات.

لكن الرسالة الفرنسية كانت هي الامر الوحيد الذي انعقدت فيه القمة بتاييد ايراني لما تشكله فرنسا من عامل دعم لايران في مفاوضات الاتفاق النووي الذي بدأت فيه الولايات المتحدة بالفعل بالترنح بل لا تدري اصلا ماتفعل فقد فقدت كل الخيارات عدى خيارات الرضوخ امام العودة للاتفاق دون شروط اطلاقا كما هو قبلانسحاب ملك صالات القمار ترمب منه ولسان حالها يقول " ارحموا عزيز قوم ذل"

لقد تمشى ماكرون في بغداد وزار احد مراقد الشيعة (الامام الكاظم) في مشهد لم يستطع فعله اي مسؤول امريكي منذ سنين طويلة بل حتى ترمب جاء لزيارة قاعدة الاسد غرب العراق متخفيا تحت جنح الظلام في زيارة استمرت لدقائق لم يعلن عنها الا بعد ان وصل واشنطن بسلام.

لقد زار جاك شيراك العراق في سبعينيات القرن الماضي ايضا عندما كان صدام حسين نائبا لرئيس الجمهورية وقد زار ايضا مرقد الامام علي الهادي احد الائمة الاثنى عشر في مدينة سامراء وهو ايضا رمز شيعي كبير وفي هذه اشارات لا يجب اهمالها, غير ان بعد زيارة شيراك تلك, ظهر الخميني قادماً من باريس ليشن الحرب على العراق.


اذكر هنا قول للملك فاروق اخر ملوك مملكة مصر والسودان :

في يوم من الأيام لن يكون هناك غير خمسة ملوك: أربعة ملوك في ورق اللعب وملك بريطانيا


تحيتي



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن ياتيني بوجه فوكوياما الان !
- النهاية المأساوية لاكبر حلف عسكري في التاريخ 2001-2021
- اي ماء وجه بقي لحلف الناتو !
- اسرع من التفكير . . روسيا نحو تفوق جوي غير مسبوق عالميا
- هل خطط - الصقور- لنهاية الولايات المتحدة !
- هل بدأت روسيا تستخدم عقيدة امريكية؟
- هل اخترق حزب الله البنتاغون!
- هل اسرائيل تغرق !
- السيسي وكعكة الاخوان
- هكذا تُقرأ زيارة فرنسيس بابا الفاتيكان للعراق
- مباراة تركيا وايران على ملعب العراق الدولي انتهت ب . . !
- حقيقة ما قاله بايدن في خطابه
- ماسر مهاجمة ترمب تطبيق تيك توك !
- كيف تستفيد الشركات العملاقة من الأزمات!
- زعماء دول ام زعماء مافيات !
- محطة ام مهزلة نووية !
- مَن يحمي غسيل أموال الحرس الثوري الإيراني!
- رئيس الامن القومي الايراني يعترف بالصراع داخل نظام الملالي
- السر وراء (تساؤلات) المرجعية عن الأموال المسروقة!
- غزوٌ سَيتكرر


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - كيف تُقرأ قمة بغداد لدول الجوار