أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - بعض من كواليس (الاتفاق) النووي الايراني















المزيد.....

بعض من كواليس (الاتفاق) النووي الايراني


رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 7349 - 2022 / 8 / 23 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع لما يسمى مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني واسمه الرسمي خطة العمل الشاملة المشتركة، سيرى ان التصريحات المتبادلة تنطلق وتنحصر فقط بين الجانب الإيراني والأمريكي واشدد على موضوع الاسم الرسمي حيث لم ترد فيه كلمة او وصف "اتفاقية" وهذا مهم في الاتفاقيات الدولية.
هنا سؤال يطرح نفسه بشدة وغرابة:
لما التصريحات والاتهامات والمباحثات تتم بشكل رئيسي يكاد يكون مطلق بين إيران والولايات المتحدة وهي طرف انسحب نهائيا من الاتفاق منذ سنين ؟

لما لا ترد أنباء و أخبار ومعلومات تفصيلية عما يطلبه او يقترحه الأوروبيين او الروس الذين ما زالوا رسميا شركاء في هذا (الاتفاق) وان ادعت بعض الأخبار (منمقة بطريقة إعلامية كالعادة) ان الأوروبيين يناقشون ويضعون الشروط, لكن الواقع يثبت غير ذلك فالخلاف بين إيران و أمريكا حصرا بدليل ان الاتفاقية لم ينسحب منها الأوروبيين!

كل ما نقرأه عما يريده الأوروبيين عادة غير مؤثر ولا مُفصل والرد الإيراني دائما يكون موجه للولايات المتخبطة الأمريكية وليس موجه لاي طرف موقع على الخطة إطلاقا وكأنهم غير موجودين ولا معنيين وقد يكون لأنهم على مواقفهم المؤيدة الأولى لا جديد فيها, فهل باقي الأطراف قررت الموافقة على طلبات إيران الجديدة لكن أمريكا تعارض ام ماذا !

هل يعني هذا ان باقي الأطراف الغربية ليس لها اي وزن في (الاتفاق) هذا, بل هو يعني هذا فعليا, فعندما انسحبت الولايات المتخبطة من الاتفاقية انهارت الاتفاقية بالتمام فقد تم إيقاف كل شيء ورجع الوضع إلى حالة ما قبل المفاوضات عدا ان إيران زادت من قوتها ووتيرة نشاطاتها النووية (القنبلة النووية بعيدة كل البعد عن متناول ملالي قم وطهران, فهكذا قنابل لا يمكن صنعها بالسهولة التي يتكلم عنها الإعلام وهي أبعد ما يكون عن حتى حُلم إيران برمتها اي أنها قنبلة مصنوعة إعلاميا لا في مفاعل نووي).

التسريبات الأخيرة المزعومة حول الاتفاق النهائي مؤخرا اتضح أنها فبركات أبواق الناتو (قناة CNN وصحف أمريكية اخرى نشرت التسريبات المزعومة) المشهود لها بالكذب وتلفيق الأخبار والقصص اتضح بعد فقط 24 ساعة أنها كاذبة كالعادة فلا إيران وافقت على شيء ولا قدمت تنازل عن شيء ولا أمريكا كذلك. (عقدت اكثر من قناة غربية بأسماء عربية في منطقة الخليج مناظرات وبرامج وتحليلات واستضافت العشرات من المتسكعين في الفضائيات لتحليل التسريبات هذه وكأنها واقع حال ومعلومة رصينة وكل يدعي مصادره).

إيران تطلب ضمانات دولية لعدم تكرار انسحاب الولايات المتخبطة الأمريكية من الاتفاق وهذا قمة في الغباء, فالولايات المتحدة لن تغير دستورها لعيون الملالي, اي يستطيع اي رئيس أمريكي قادم ان ينسحب مرة اخرى بل الرئيس الأمريكي يستطيع سحب اعترافه ببريطانيا نفسها وليس من خطة عمل ليس لها اي قوة قانونية دولية للعلم فهي ليست قرار من الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن وهذا أمر في غاية الأهمية يجب ان نعيه ونفهم تبعاته وخفاياه ثم ان الولايات المتخبطة مشهود لها بانقلابها وتنصلها من اتفاقيات دولية حتى وقديمة, فعن اي ضمانات مؤكدة وثابتة يتكلم الإيرانيون او يحلمون بها!

نعود لسؤالنا، لما الحديث والمباحثات والمناوشات محصورة بشكل رئيسي بين إيران و أمريكا والثانية هي طرف مُنسحب من (الاتفاق) وأتكلم بطريقة رسمية وليس بمستوى حديث مقهى على ناصية شارع في حي شعبي بائس يؤمن رواده ان لديهم حلول لكل مشاكل العالم إلا مشكلة البؤس الذي يعيشونه ولا يستطيعون الخروج منه !

لطالما كانت الخباثة الأوروبية حاضرة في كل حدث دولي وخطة سياسية وتستعمل بطريقة غير مباشرة سياسة العصا الغليظة والعصا هي الولايات المتخبطة الأمريكية، فإذا ما أرادوا فرض أمر معين او سياسة دولية جديدة وفقا لمصالحهم فقط او لتدمير دولة خلقوا الأسباب وطبلوا لها إعلاميا ثم ارسلوا شرطيهم الأمريكي لتدمير ومعاقبة تلك الدولة مع التظاهر بانهم على الحياد والشواهد كثيرة وعديدة فلا ننسى وكر الشر إسطبل باكنغهام مصدر كل الشرور على وجه الأرض هو جزء من هذا (الاتفاق) المشؤومة والتي تختلف شكلا عن وعد بلفور المشؤوم لكنها تؤدي لنفس الغرض وهو خلق حليف للغرب في المنطقة فقد شارف زمن إسرائيل على الانتهاء.

هناك طبخة بعيدة كل البعد عما تنقله أبواق حلف الشر (الناتو) وهذه عادتها. الإشارات تدل على ان ضعف حلف الشر سيجعله يخلق بعبع جديد في المنطقة وقد يقول قائل "ما الجديد" !

سيناريوهات محتملة

الجديد ان هذا البعبع قد لا يكون نظام الملالي الحالي، بل نظام اشد رعبا. سيناريو اخر هو ان الصين وروسيا لن تسمحا لإيران ان تكون عصا غربية في المنطقة حسب أهواء ورغبات الطرفين اي الإيراني والغربي وهذا ما يريده الغرب بالضبط لكن في المقابل نظام الملالي قد لا يفرط بالدعم الذي تلقاه ويتلقاه من الصين وروسيا اللتان لم تطبقان اي عقوبات ضد إيران بل وقعت اتفاقيات ضخمة معها وطويلة الأجل رغم اني أعود واكرر ان الاتفاقيات هي شريعة المتفقين وليست نصوص سماوية منزلة.

فروسيا تعلم جيدا ان نظام الملالي نظام ثأري عنصري عدائي ليس له في السياسة اي باع غير انه تم خلقه في فرنسا بدعم بريطاني لتوظيف كرهه للعرب لحماية المصالح الغربية في المنطقة وفتوى الخميني او وصفه حينها للاتحاد السوفيتي بالشيطان الأصغر ما زالت سارية ولم يتم تعديل الوصف او الفتوى بإبطالها وهذا امر في غاية الأهمية ونظام الملالي نظام طائفي متطرف وروسيا من ضمن مرمى نيران هذه الفتاوى كذلك الصين نظام شيوعي اي (ملحد وكافر) حسب التفسيرات الإسلامية لا سيما الإيرانية.

روسيا والصين لا تريد بأي ثمن خسارة العرب وهم أثقل في ميزان حسابات المنطقة الحالية والمستقبلية رغم ضعفهم لكنهم ليسوا باضعف من نظام الملالي المكروه شعبيا بشكل غير مسبوق وقد اثبت التاريخ هذا لروسيا ومواقفها المشرفة مع العرب خاصة في حروبهم ضد إسرائيل بل حتى ضد إيران (معركة القادسية بين العراق و إيران دعم فيها الاتحاد السوفيتي العراق بقوة) بل ان موقف العرب الاخير من روسيا في حربها ضد حلف الشر في أوكرانيا جعل اي مسافة بين روسيا والعرب تتبخر عدا طبعا قبيلة قطر التي هي عبارة عن معسكر طائرات أمريكية اكثر منه دولة بمفهوم حضاري وثقل دولي او حتى إقليمي او جغرافي, لذا لن تضحي لا روسيا ولا الصين بالعرب تحت اي ظرف او لاجل عيون مصلحة وقتية فسياساتهم تختلف عما تعودنا عليه من الغرب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
المعادلة صعبة جدا والمعادلات الصعبة تخرج بنتائج غير متوقعة عادة بل أكاد اجزم بانها دائما غير متوقعة.

تحيتي



#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النازيون الجدد و رصاصة 1945
- بخيت وعديلة - نسخة قصر بكنغهام
- هل اعترف ماكرون بالهزيمة امام روسيا !
- ما سر القصور الرئاسية في كييف!
- نهاية حرب ام بداية فصل جديد !
- هل طعنت انكلترا حلف الناتو !
- اعترافات مرتزق كندي هرب من اوكرانيا
- لماذا لا يُسقط بوتين زيلينسكي!
- نهاية الهيمنة الغربية !
- بديل الغاز الروسي!
- الروبل مقابل الغاز - خطة دفع ام خطة عسكرية !
- هكذا هدد بايدن الصين !
- مالذي يدفع هؤلاء الرؤساء لاشعال حرب !
- المتضرر اعلاميا والمتضرر اقتصاديا - أزمة اوكرانيا
- الى هذه الدولة سيذهب الروس بعد اوكرانيا
- مناورات حزام الأمن البحري ورسائله المباشرة
- هل ستكون أوكرانيا هي القشة !
- وعلى نفسه جنى الناتو
- تزكية اوروبية لغسيل الاموال في العراق
- وباء ام حرب ... الجزء الثاني للاسف


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض بدر - بعض من كواليس (الاتفاق) النووي الايراني