السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي
(Elsayed Hafez)
الحوار المتمدن-العدد: 7437 - 2022 / 11 / 19 - 19:20
المحور:
الادب والفن
رحلة في رحاب الكاتب السيد حافظ
- المشاكس- (29)
20 / 2 / 1983
سبوت لايت
هجرة الفنان العربي
من السهل أن تكون لصًا ، ومن الصعب أن تكون شريفًا وصادقًا ، وكثيرًا ما يحدث أن يأتي أي نصاب أجنبي يدعى أنه خبير وينصب علينا ويرحل ولكن عندما نجد شخصًا عربيًا صادقًا نسخر منه ومن خبرته و لا نصدقه .
ذات يوم كنت في جريدة الأهرام جالسًا مع صديقي الناقد سليمان جميل وبينما كنا نتحدث ، دخل علينا شاب في الثلاثين من عمره ، ممسكًا في يده ملفًا ، قدمه لسليمان الجميل بعد أن رحب به ترحيبًا جمًا .... وفتح سليمان جميل الملف فوجد خرائط لشوارع القاهرة ورسم طرق . فسأله ما هذا ؟ قال الشاب بأدب شديد :
هذا لحل مشكلة المواصلات بالقاهرة فقال سليمان جميل هذا شئ رائع وأغلق الملف وطلب له مشروبًا وظل ينصت له وظللنا على هذا الحال الشاب يتحدث عن أزمة المواصلات وحل المشكلة في العاصمة ونحن ننصت له بإصغاء إلا أن إهتمام سليمان جميل وطريقة حديث الشاب أثارت شكوكي ...
وبعد ساعة خرج الشاب من المكتب فنظرت لسليمان جميل بدهشة فأنا أعرفه موسيقيًا وليس وزيرًا للمواصلات فقال وهو يخلع نظارته أسفًا . هذا الشاب موسيقي موهوب بدأ يذيع أنه سيؤلف سيمفونية فأجتمع حشد من المنافقين وظلوا يسخرون منه ويشيرون عليه أنه من الأفضل أن يتجه إلى حل مشكلة المواصلات و أخذت الجلسات الفنية تجعل منه نكتة الموسم ويطالبونه أن يحل مشكلة المواصلات أفضل من تأليف السيمفونية حتى أصيب الفتى بلوثة عقلية وكتب بحثًا عن حل أزمة المواصلات ....
كم موهبة قتلتها السخرية ؟
كم موهبة قتلها الصمت ؟
كم موهبة هاجرت من الوطن العربي ؟
وها أنذا أتذكر ما حدث ...
و أتذكر سليمان جميل الذي هاجر من الوطن العربي إلى السويد ...
وبدلاً من أن يحمي موهبة هرب ... هرب سليمان جميل لأنه لم يستطع أن يحمي موهبة الآخرين وحتى جاء الدور عليه فهاجر وهكذا نحن نقتل أولادنا بأيدينا .
#السيد_حافظ (هاشتاغ)
Elsayed_Hafez#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟