أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي زيدان جوابرة - قصيدة نثرية (من وحي دموع العربيات)














المزيد.....

قصيدة نثرية (من وحي دموع العربيات)


فتحي زيدان جوابرة
كاتب ، قاصّ ، روائي

(Fathy Zedan Jawabreh)


الحوار المتمدن-العدد: 7435 - 2022 / 11 / 17 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


معذرةً أختاه
فصُوتكِ لن يُسمَع
دمعك مصلوبٌ في مقمع
موؤودٌ في بطن الصحراء العربية
ضفائر شعرك بيعَتْ يا بنتي في بيزنطة
وامعتصماه انْدثرتْ في ليلِ الملهى
صارتْ خولة نادِلةً في باب المقهى
والزّبّاء ماسحةً في حجرةِ أزياءٍ كَنَديّة
معذرةً أختاه
فزمان النخوة قد مات، زمان العزّة قد فات. نحن اليوم رفاتٌ أو شبه رفات. فات ما فات وما هو آت آت.
نحن في أحسن الأحوال أشباهُ رجال، خِصيان في مملكةٍ للخصيان. فيها يحكم طاغوتٌ لصٌّ بالإعدام على خَصِيّ تسلّل بين الأموات أملا بالعثور على أصفان، فربما يجد بقايا خِصية أو خِصيتين.
نحن أحافير وهياكل من تراكم الخيبات. نملك أبواقا وطبولا، لكن ليست للحرب، بل للعزف على رقصة ردحٍ في مسرح نكبات.
وذاك الزبَد الشعبي يلاحق عجيزة هيفا ويتمنى لعقَ ملابسها الجريئة في حلم ليليّ. وهذا الثلاثي العربي يا ضامرة البطن لا يهتف كرما لكِ: ( برافو عليك برافو برافو فو فو فو).
من أنتِ؟
فدُموعكِ لا تعنيهم، ليست كابتسامة روبرتس العريضة.
وشفاهك لا تستثير فحولتهم. شفاهك كفيهِ الذئب رفيقِ الشنفرى في تغريبته، أو كأخدودٍ في صخر أريحا .
لسانك لا يُغريهم، مجرد صفر على يسار الأرقام التي يحظى بها لسان سايرس. وسيقانك هزال إفريقي في موسوعة غينس.
ممجوجٌ صوتكِ يؤذيهم.
يزعج راقصةً في قصر أثينا.
يشوّهُ صوتَ مُغنيّةٍ أمريكية.
وعباءتك السوداء تكبح جماح النزو المستعر وبعبعة السلطان.
مدعّكة متربة تراكم عليها بؤس الشرق ، ليست مُغرِية لا من تحت ولا من فوق.
بأرياف الحزن انقبرت عيناك ، وعلى شطآن القهر ترهّل نهداك.
حافية القدمين لكنْ لستِ من ألبوم شاكيرا تلك الكولومبية ذات الأصل اللبناني. وكذلك جينيفر لوبيز لم تأخذ رأيك في تأمين مؤخّرتها ، ولا كيم كاردشيان ذات العجيزة التي فجّرت قنبلة من الإثارة على شواطئ تايلاند.
صوتك:
في بلدان العجز، في أسواق عكاظ العصر، في مأدبة قَعودٍ محشوّ بالرز، في أكشاكِ العهر لا شكّ قبيح.
نعيق ونباح، نهيق وضباح . كصوت البغلة يُطلِقون عليه شحيح.
صوتك يؤذي رهافة عاهرةٍ في قصر الرومان، يزعج آذان الصِمغيّات فلا يستمتعن بمضرطة السلطان.
أظفاركِ ريفٌ شرقيّ ليست مطلية، لكنّ طِلاءَ قصورِ الوالي مستوحى مِنْ تشكيلة صنادل، أهدتها جيزل لابن أمير الأمراء ، فأصدر أمره المستعجل: "يُصرَف لمؤسسات مكافحة الإيدز ألف ليرة ذهبية". ثم استجداها إثارًا كان يغطّي النهدين ، لكنه وهو المنحوس اختلس منها صدرية.
يلهو هذا الكرش الأبديّ معَ راقصةٍ من فتيات فرنسا، ويمسحُ نعلَ الروميّات بمنديل دموع الخنسا. يدور بأكواب الخمرة في إسرائيل كَغُلامِ المشرب. يسكرُ... يثملُ... يشلح ... يضرط... يبول على البطن كتَيْسٍ تمرّد في مِزرَب .
يا قادة الهزائم لسان حالكم ينطق عنكم:
تزخر أوراق التزوير وأروقة النّتّ بِخُردقنا. تنفجر ببارود الزيف مواقعُنا. نُفَسبِك نُتَوتِر باستعراضات وبطولات مزيّفة.
لنا أقلام وتغريدات ووعود ، هتافاتٌ وانتفاخاتُ خدود، واحمرار أوداجٍ ودباباتٌ وجنود. لكنْ كلها سيل من أكاذيب مقرفة.
بَنادقنا تقذف قيئا في أسواق العهر، وعلى أعتاب محلّات السكر. اليوم خمر وغدا خمر وبعد غد خمر وما بعد بعد غد خمر ...
أنتم يا ملوك الفسق:
انحدرتم من جذر أصيل ومن أفضل عرق، لكنكم خَلَف من المخاط والبصق، منتج من صمغ ليليّ لحفلة صراخ قِطَطي في موسم شباطيّ، تقاذفه الزناة على وجهٍ اعتباطيّ . فما أنتم إلا قيء دهور متتالية، وزمرة مشوّهة من حثالة زانية. سِفاح يأجوج ومأجوج ومسخ هذا الزمان.
يا طفيليّات الحرب:
أنتم مثل بنات الليلِ تمضغون أخبار النار والضرب، مثل اللوطيين تركعون للثروة في أية ثورة ، ولا تتقنون من فنّ القولِ إلا ثرثرة الشعر على وقع نعال المومسات.



#فتحي_زيدان_جوابرة (هاشتاغ)       Fathy_Zedan_Jawabreh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة نقدية (القرية والتراث الريفي في قصص محمد نفاع)
- مقالة سردية أو خاطرة: (زيارة مؤلمة لكن لا بدّ منها)
- قصة قصيرة (ليلة سقوط عروس الروحة)
- (حركة فتح: أسباب التّشتّت والعجز عن توحيد الصفوف)
- قصة قصيرة: أنا و(لولو) كلب آل روخمان
- قراءة عامة في مجموعة (التفاحة النهرية) لمحمد نفاع
- قصة قصيرة ( أنا وكلب نتانيا لولو روخمان)
- قصة قصيرة ( مجندة إسرائيلية )
- قصة قصيرة: ( هل من مترجم في المعبر؟ )


المزيد.....




- هيلين كيلر.. الكفيفة الصماء التي استشارها رؤساء أميركا لعقود ...
- 40 عاما على إطلاقه.. ماذا تبقى من -نقد العقل العربي- للجابري ...
- فيلم -شرق 12-.. سردية رمزية لما بعد ثورات الربيع العربي
- يحقق نجاح كبير قبل عرضه في السينما المصرية .. أيرادات فيلم أ ...
- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...
- قانون التوازن المفقود.. قراءة ثقافية في صعود وسقوط الحضارة ا ...
- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي زيدان جوابرة - قصيدة نثرية (من وحي دموع العربيات)