أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - انفصام : قصة قصيرة














المزيد.....

انفصام : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 7433 - 2022 / 11 / 15 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


مفترق الطرق امامك ، ايها تسلكين ، تسكنك الحيرة ، وتبدد قواك ، تتركك خائرة ، ماذا يمكنك ان تفعلي ؟ وكل السبل عاقبتها وخيمة ؟ اعياك طول التوتر ، وانهزام نفسك المستمر ، تودين ان تثوري ، ولكن ايمكنك ان تهربي من نفسك ، وان تئدي قلبك و تذبحي مشاعرك ؟

ما زال يخطب واصفا النساء بأعذب الصفات وأرقها ، وأنت قد جفاك الكرى وهربت منك الراحة ، ونعقت الغربان في روحك
- النساء رياحين الرجال ، منهن نستمد القوة ، ونتسلح بالحنان !

الكل يغبطونك على وضعك الأسري المتفكك ، وأنت صامتة ، حيرى، كيف لك أن تبيني عثراته وهو أبو لأولادك ؟
- المرأة معنى الوجود وملهمتنا الفرح
عاصفة من التثصفيق تصعقك ، أكل ما يقوله مدعيا يلقى تأييدهم الكبير ، ما بالك لاتجدين من يصدق متاعبك ، ويستمع الى آلامك ، ويخفف بعض ما تعانينه من حرمان ، جميعهن عزيزات لديه ، أثيرات على قلبه ، وانت في واد منعزل ، تطول معاناتك ، سهدك قاس مرير
تنظر اليك العيون مستطلعة واثقة انك بسعادة كبيرة ، وانت تتقلبين على جمرات انفصام عات يحرقكك بناره المستعرة، أعيتك محاولات تغييره ، كيف يقولون ان المرأة قادرة على تغيير رجلها بالحب المستمر ؟
يمر عليهن ، يقبلهن قبلات سريعة ، تكشفين حرارتها ، لاتنالك حرارته الموزعة بين الفتيات ، صحراء قاحلة تفترس روحك ، تعشعش في شرايينك ، تتركك تئنين بلا صوت ، تفترسك اللامبالاة
اصابك اليأس وتركته صاغرة تنفذين رغباته الطفولية ،تنهمر عليك اللعنات، وأنت تتلوين من الألم، وسهام الحسد تصيبك وتنفذ الى نفسك، سالبة منها الأمان
يتأبط ذراع احداهن وهي تتدلل بغنج لعين:
- المرأة نصف المجتمع ، بل هي كله ، لأنها تنشيء الرجال الشجعان وتربي الشباب والشابات ، وتصنع الحياة
- كم اغبط زوجتك السعيدة ! لابد انها فخورة انك حبيبها !
تتمنين ان تصرخي ، كاشفة زيفه ، ولكن كلماتك تظل عاجزة ، ماذا بامكانها ان تصنع والكل يقف معجبا بسيل أكاذيبه.
تنظر اليك العيون بغبطة تتمنين لو استطعت توضيح حالتك للحساد الذين تبث عيونهم سما فتاكا يشعرك بالعجز الدائم
صدقته انت ايضا ، كلماته لها فعل السحر في القلوب ، وصوته االحاني يبرهن على قوة الحب الذي يحمله لك ، نصحك الناصحون الا تتسرعي ، فأمامك وقت طويل كي تعرفي حقيقته ، لكن كلماته المعسولة أفقدتك صوابك ، وجعلتك تتعجلين ، لم العجلة ؟ هل الآن تتوخين الجواب ؟
كلماته تحصد رضا الجماهير العريضة وتصفيقها ، حرثت حروفه أرض قلبك بعد انتظار طويل ،
- من حق المرأة ان تنعم بحياة سعيدة ، وان تجني ثمرات نضالها الطويل،
كل حروفه تنال الرضا التام من المستمعين وأنت الوحيدة التي تعرفه حق المعرفة ، تسكتين وأنت عاجزة عن فعل شيء والاتهامات من صديقاته تنهال عليك
- انه انسان عظيم وأنت لاتقدرين عظمته
- لم لاتفهمين صداقاته البريئة وعلاقاته الحميمة البيضاء ؟
- انه رجل رائع ، تمنيت لو منحني القدر رجلا بعشر صفاته
سهامهم تغتالك ، تسكتك ، ترهقك وددت كثيرا لو استطعت الدفاع عن نفسك امام هجومهم الفتاك
تنهال عليك كلماتهم المتهمة ، وانت لاتملكين دفاعا ، ماذا يمكن ان تقولي؟ وقد وقعت في الفخ وانكسرت عظامك وقتلت روحك ؟ ماذا بمفدورك أن تصنعي ؟
صراخه يصم الآذان ، يقتلع منك ارادتك ، يتركك مخلوقا بائسا ، لايمكنه التصميم ، يصرخ ويصرخ تاركا اياك في دنيا الخنوع والذل ، يتعالى صراخه امام أحبابك وأقربائك والأصدقاء متهما اياك بالتقصير ، وعدم الانصاف
ماذا بمقدورك أن تفعلي وقد زايلتك القوة وهربت منك ارادة المجابهة ، واصفرت أوراق شجرتك ، ويبست جذورها ، استمرئي موقفك
وارسمي ابتسامة الرضا على ثغرك ، تدربي طويلا كي تظهر عليك معالم سعادة تفتقدينها ،استقبلي ما يقولون بترحيب كعادتك
يواصل خطبته وتصفيق الجماهير بتعالى:
- آن الوقت كي تنصف قواننينا النساء وتمنحهن الحقوق المتساوية مع الرجال
الأكف تحتدم وانت مدركة متعة اللعبة ، تصممين على وأد شعورك بالانهزام واستقبال مشرق الشمس بقلب متفتح يعشق الحياة ، تحقيق أحلامك يبدأ بخطوة



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية تأشيرة السعادة : الجزء الثالث والاخير
- رواية تأشيرة السعادة : الجزء الثاني
- العزيمة : قصة قصيرة
- مدارسنا بين الامس واليوم
- المتسول : قصة قصيرة
- الوظيفة : قصة قصيرة
- المحفظة قصة قصيرة
- تأشيرة السعادة : رواية : الجزء الاول
- الواقع والاحلام لا يلتقيان
- الدليل : قصة قصيرة
- رواية راحلون رغما عن انوفهم - الجزاء الاول
- البديل : قصة قصيرة
- قراءة جديدة لمجموعة قصص التابوت لصبيحة شبر
- الر ائدة سافرة جميل حافظ تحول مكتبتها الخاصة الى عامة
- عيد ميلاد في 1/7
- راحلون رغما عن أنوفهم _ رواية - الجزء الثاني: الفصل الخامس و ...
- راحلون رغما عن أنوفهم _ رواية - الجزء الاول : الفصل الاول وا ...
- بائعة الورد : قصة قصيرة
- وصول متأخر: قصة قصيرة
- كيف تنأى عن موقفك ؟


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - انفصام : قصة قصيرة