أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - جاسوسة الجواسيس ماتا هاري من النشأة إلى الإعدام














المزيد.....

جاسوسة الجواسيس ماتا هاري من النشأة إلى الإعدام


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 7423 - 2022 / 11 / 5 - 18:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قرأت رواية الجاسوسة، للكاتب باولو كويلو، في يوم واحدة ،من دون أستعلم كم من الوقت استغرق هذا الأديب البرازيلي في كتابتها . الشخصية الرئيسية في هذا المنجز الأدبي المدهشة وقائعه وأحداثه ،هي ماتا هاري من جنسية هولندية وهو الاسم الفني الذي اشتهرت به “مارجاريتا جريتشي”، أشهر جاسوسة في التاريخ الحديث. رقم نسائي مذهل في عالم الجاسوسية ،لكن بوعي عولمي متشابك المصالح والغايات. صدرت الرواية عام 2016 في أعقاب الحرب العالمية الأولى . في استهلال الرواية نقرأ "
ونفث الدخان المنبعث من كل من البندقيات، فيما تردد صوت الرشقات مدويا. وعلى الفور، وفي حركة إيقاعية، نكس الجنود بندقياتهم خلف، ولم ترم ذراعيها بقيت ماتا هاري منتصبة لهنيهة. هي لم تمت الميتة التي تراها في الأفلام بعد إرداء الناس. هي لم تهو إلى أمام أو بدت وكأنها تنهار، مرفوعة الهامة أبدا. في الهواء، أو تحذ جنبيها بهما وعيناها لا تزالان مفتوحتين. عندها، أغمي على أحد الجنود. التوت ركبتاها، وهوى جسدها يمنة، وتصالبت ساقاها تحت معطف الفرو. هناك رقدت جمادا، وجهها يواجه السموات. سحب ضابط ثالث مسدسه من قراب حزمه على صدره، وتوجه برفقة ملازم نحو الجسد الهامد. انحنى فوقه، صوب فوهة المسدس على صدغ الجاسوسة ،وقد حرص ألا يلامس بشرتها، وضغط على الزناد. انطلقت الرصاصة ممزقة دماغها. استدار نحو كل من حضر. وقال بصوت رزين: ماتا هاري ماتت."

وفي الحبكة الروائية ما يذهل ، تبدأ الرواية برسالة كتبتها ماتا عام 1917 قبل أسبوع من إعدامها في باريس بتهمة التجسس خلال الحرب العالمية الأولى .وكانت و صلت إليها بغرابة ملفتة وجيوب فارغة لكن أناقتها وجمالها ،سرعان ما رفعها في عيون وجهاء المجتمع الفرنسي ورجالاته ، حتى أصبحت حديث المجتمع باعتبارها المرأة الأكثر أناقة في باريس والضواحي. " وأصبحت ماتا هاري مادة شديدة الثراء للأدباء والمؤرخين وصناع السينما، وأطلق عليها لقب جاسوسة الجاسوسات، ورسموا لها صورة الفتاة الجميلة الساحرة التي أوقعت كبار الساسة في هواها وغوايتها." إذ كانت راقصة لدى رجال الطبقة العليا من المجتمع، إلى أن تم إعدامها من قبل الفرنسيين رمياً بالرصاص بتهمة التجسس عليهم لمصلحة ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى."

لم تكن ماتا راقصة فحسب ،وإنما فنانة ملهمة ،أذهلت الجماهير المتعطشة للسلام والمتعة بعيدا عن ويلات الحرب . ولم تكتف بإدخال الفرح إلى قلوب جمهورها الذي تتسع قاعدته باضطراد، بل أمست مستودعا أمينا لأسراره . وحظيت بثقة أغنياء المجتمع ورأسمالييه ،وتمكنت من التغلغل وسط العقول النافذة في صنع القرارات الكبرى تلك الحقبة الحساسة والعصيبة .وفيما الحرب تفتك بأوروبا ، توجهت أصابع الشك نحو ماتا هاري ،واتهمت بالتجسس بسبب جنون الشهرة ،وارتباك العلاقات وتشابكها ، وبروز إيقاع الحياة المشبوه داخل غرفتها بفندق في الشانزليزيه. كل هذه العوامل وغيرها ستبلور قصة الجاسوسة ماتا هاري ،تلك المرأة التي تجرأت على كسر التقاليد والأعراف لكنها دفعت حياتها ثمنا لذلك.
ويؤكد الشامخ باولو كويلو أنه اعتمد في روايته على العديد من المواد الأرشيفية الفرنسية، التي تم الإفراج عنها خلال العشرين سنة الماضية ونشر بعضها في فصول الرواية . وذكر كويلو أن “ماتا واحدة من النساء التي تخطت توقعات الذكور لها، واستطاعت أن تعيش حياة غير تقليدية”.
ولد باولو كويلو في ريو دي جانيرو عام 1947. قبل أن يتفرغ للكتابة، كان يمارس الإخراج المسرحي، والتمثيل وعمل كمؤلف غنائي، وصحفي. وقد كتب كلمات الأغاني للعديد من المغننين البرازيليين أمثال إليس ريجينا، ريتا لي راؤول سييكساس، فيما يزيد عن الستين أغنية. ولعه بالعوالم الروحانية بدء منذ شبابه كهيبي، حينما جال العالم بحثا عن المجتمعات السرية، وديانات الشرق. نشر أول كتبه عام 1982 بعنوان «أرشيف الجحيم»، والذي لم يلاق أي نجاح. وتبعت مصيره أعمال أخرى، ثم في عام 1986 قام كويلو بالحج سيرا لمقام القديس جايمس في كومبوستيلا. تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه «الحج». في العام التالي نشر كتاب «الخيميائي»، وقد كاد الناشر أن يتخلي عنها في البداية، ولكنها سرعان ما أصبحت من أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مبيعا. حاز على المرتبة الأولى بين تسع وعشرين دولة. ونال على العديد من الأوسمة والتقديرات. وفق يكيبيديا



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكاية الشعبية آلية ناجعة لتطوير وتسويق المنتوج الصناعي الت ...
- أعراف الكتابة والتأليف بحث في استراتيجيات النص العربي لمؤلفه ...
- تكريمات كارتونية
- مصر بعيون صحفي مغربي-للكاتب والإعلامي عزيز باكوش
- رسائل السعودية -4-
- ميديا الجنون
- سيكولوجيا السفر بين المتعة وانزياح المشاعر
- مولانا - عمل روائي مهيب للكاتب والصحفي المصري إبراهيم عيسى ا ...
- حوار شفيف مع الفنانة التشكيلية المغربية إيمان عبوبي
- التجريب بين المسرح الغربي و المسرح العربي للدكتور الدكتور سع ...
- المخرج كريم عصارة : التربية على الصورة بالبيت أو داخل أسوار ...
- كيف تصبح -كوتش- على السوشل ميديا في ثلاثة أيام ؟
- المؤثرون والمؤثرات
- بالأبيض والأسود لنورالدين بنكيران: سيرة مزدحمة بالمكاشفات وا ...
- من أول عربي غرد على تويتر أول مرة ؟
- فنانات عربيات شهيرات هم في الأصل رجال !!
- قطر كندا وجمهورية مصر العربية بعيون صحفي مغربي
- الديمقراطية الزرقاء وسيكولوجية التلقي
- لمنظومة التواصلية في بعديها الواقعي المغلق والافتراضي المفتو ...
- ثلاث منصات بشرية لإطلاق المبادرات الجريئة والملهمة عزوز عبد ...


المزيد.....




- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...
- ترامب يجهر بكلمة بذيئة بعد خرق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و ...
- منعه من شن ضربات على إيران.. ماذا حصل في الاتصال بين ترامب و ...
- جي دي فانس: مخزون إيران من اليورانيوم لم يتضرر لكن هذا ليس م ...
- إيران مستعدة لحل الخلافات بـ-التفاوض وفق الأطر الدولية-
- الجزائر: محكمة الاستئناف تطلب السجن عشر سنوات للكاتب بوعلام ...
- ما قصة المثل القائل: -بعت داري ولم أبع جاري-؟
- كيف سينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على الحرب في غ ...
- الفلاحي: عملية القسام الأخيرة نوعية وتعكس استخداما محكما للق ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - جاسوسة الجواسيس ماتا هاري من النشأة إلى الإعدام