أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نور الدين بدران - لم أجد مكانا لقلبي














المزيد.....

لم أجد مكانا لقلبي


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 08:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1
لعله الاختلاف الوحيد ، أو الجذر الرئيس لاختلافي مع العالم .
أن كل شيء بنظر قلبي يمكن أن يقدم مجانا عدا الكلام، بينما لا يقدم العالم مجانا سوى الكلام.
2
أنا إنسان من كلام ، والعالم كتلة من باقي العناصر ، وكلانا يكذب إذا قلنا أن أيا منا بلا قيمة في نظر الآخر.
رغم أن ما يظهر في العلاقة بيننا هو الازدراء المتبادل أو الإهمال في أحسن الأحوال.
3
الخيوط السرية وبصيغة أدق الخطوط اللاشعورية لاتصالنا ، تنعقد على عقدة المبالغة وهي عقدة تشكل نمط تكوين كل منا، فلا حل مرتجى.
4
تعتريني عواصف كآبة كلما نظرت في هذا القدر أو في هذه العلاقة ، حيث الرغبة تفترق عن الواقع ، وأريد أن نكون صديقين مختلفين لا عدوين متناحرين.
5
ما يسمونه أزمة منتصف العمر ، كان في تجربتي بداية الحل، حيث وضعت الواقع على الرف وتركت له العقل ومضيت بصحبة الخيال على صهوة الرغبة ننهب فيافي الكلام.
6
حتى أنا ظننت أن هذه البداية مجرد هدنة مع العالم ، لكني بدأت أكتشف أنها مصالحة أبدية، فقد فتحت في أفقي زاوية صغيرة لمزهرية غريبة، من فوهتها الزرقاء تطل أزهار الخير والشر ، وما لبثت أن أحببت تلك الزاوية وتلك المزهرية وراق لي حبي فأحببته أكثر.
7
مازال العالم يرفضني لكنه أسير زاوية صغيرة في مخيلتي ، إنه صورة صغيرة في زاوية شاشتي العملاقة،
أمحوه بكبسة زر.
8
هذا الانتقال غيرني أيضا ، لم أعد ألعوبة في يد الكلمات، لقد تقطر حبي لها بعد غليان كان عمري وقوده.
9
حين تصدر الكلمات عن العالم ، يستلمها العقل ولا يكترث لما تحمله من حزن أو فرح ، أرى ملامحه كوجه من حجر ، لقد علمني أن وظيفته هي الفهم فقط ولهذا يعتبر العرس والجريمة حادثين، وعليه أن يفهم كل حدث.
10
سبب لي هذا الاغتراب نوبات كمدمن تأخرت جرعته، وظهرت بصور مضحكة أحيانا، وما إن بدأت أتماثل للحالة الجديدة حتى بدأت كلماتي تثير نوبات مرعبة لدى الآخرين ، فكرهني المحايدون وتجنبني بدهشة وفزع الأقربون.
11
ليس العالم كما أتصوره الآن كما لم يكن، ولم يكن كما تصورته، كان وما يزال بلا صورة قابلة للالتقاط مهما كانت سرعة العين أو العدسة ، إنه يتغير بسرعة تفوق حتى الخيال، والأكثر غرابة أن تغيراته غير ملحوظة إلا لعيون العقل.
12
هذا العقل الذي طالما قللت من أهميته، إنه الحجر الذي شج رأس عالمي القديم فنزف صديد الأوهام ونز صدأ الأحلام.
13
لأني لم أجد في رحلتي كلها مكانا لقلبي.
أرثي العالم والعقل والكلام.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب الخواء
- كنت أمشي على رأسي
- وردة تستقبل الغروب
- بين فراغين
- القناع
- لا إلاّكِ
- ما كان إلاّ لأعرف
- الأغنية الأكثر حزنا
- ما هي مصلحتنا أن نكون مناذرة اليوم؟
- الثمرة الذهبية
- لم يرحل محمد الماغوط
- اللحظة البكماء
- إهانة جديدة لسوريا وشعبها جبهة خدام بيانوني
- أيها الجسد المائل.
- بحّار في النوء
- بئر نومكِ
- من ذاكرة الراهن 22
- ممثل فاشل
- من أمام بيتنا
- من ذاكرة الراهن 21


المزيد.....




- مجلس الأمن يصوت لصالح الخطة الأمريكية بشأن غزة.. ماذا نعرف ع ...
- المفاوضات السورية الإسرائيلية وصلت إلى طريق مسدود.. تل أبيب ...
- وزير داخلية ألمانيا لـDW: حق اللجوء مكفول لكن يجب مكافحة سوء ...
- غزة مباشر.. اعتداءات بالقطاع والضفة ومجلس الأمن يقر مشروع ال ...
- خبير: انسحابات الجيش السوداني -تكتيكية- ولهذا يتمسك بالأُبيّ ...
- بعد جرائم الفاشر.. ما الذي أوصل السودان إلى هذه اللحظة؟
- نتنياهو يتوعد بمواجهة عنف المستوطنين في البلدات الفلسطينية
- مجلس الأمن يعتمد مشروع القرار الأميركي بشأن غزة
- أول تعليق من حماس على إقرار خطة ترامب بشأن غزة
- ترامب: سأكون -فخورا- بضرب منشآت المخدرات في دول مثل المكسيك ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نور الدين بدران - لم أجد مكانا لقلبي