منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 39 )

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 13:28
المحور: سيرة ذاتية
    

وللكابتن (فليح مطر شجر) حكاية من روائع القصص، فقد تلقى علومه الأولية في مدرسة الرجال، حيث درس الفنون البحرية، وبناء السفن، وسلامتها، واتزانها، وطرق تحميلها، وتستيف بضاعتها وحساباتها، وخطط ابحارها وملاحتها وإدارتها. .
أكمل دراسته في أكاديمية البصرة بعد تخرجه في المدرسة المهنية البحرية بسنوات، ثم واصل دراسته في الكلية البحرية الجورجية على نفقته الخاصة، فحصل على شهادة ربان اعالي البحار. .
وله مشوار طويل في العمل المضني على السفن الخدمية التابعة للموانئ، لكنه أضطر للعمل خارج المياه الإقليمية خلال سنوات الحصار، فعمل رباناً على متن الناقلات الاجنبية، وشهد له القاصي والداني بالمهارة والكفاءة، ثم ذاع صيته في هذا المضمار، فانتقل للعمل بصفة ربان على سفن الدحرجة (RORO) المختصة بنقل السيارات. نذكر منها: السفينة (وارشن)، والسفينة (دبي فلور) متنقلا بين الموانئ الاماراتية والقطرية والهندية والسودانية والمصرية والصومالية، وموانئ جزر القمر. وما أكثر الحالات التي فاز فيها بحساباته الدقيقة على تكهنات الـ (Draft Surveyor)، وما اكثر المرات التي احرج فيها ممثل مكتب الـ (SGS)، وذلك حرصا منه على مصلحة السفينة التي يقودها ويدير شؤونها. .
ثم غادر البحر ليعود الى حاضنته المينائية الأولى، فعمل في قسم السيطرة البحرية بدرجة ضابط سيطرة مناوب، وشهد المرشدون البحريون بكفاءته ودقته في توزيع نوبات الإرشاد ، ثم انتقل للعمل في قسم المسافن والمزلق البحري، واصبح ضابطا للحوض العائم (حطين)، وفي احدى المرات سأله مدير عام الموانئ (الكابتن عمران رحمه الله) عن كيفية عمل نظام heeling systems ، فكان جواب الكابتن فليح: (في الحوض العائم لا وجود لهذا النظام، لأن ضابط الحوض يتحكم يدوياً عند التسفين بكمية المياه، بالطريقة نفسها المعمول بها في بواخر الدحرجة، وذلك من خلال السيطرة على خزانان القعر المزدوج لتعديل ميلانها)، فاظهر الكابتن (عمران) اعجابه بمهارات كابتن (فليح) ورؤيته العلمية والعملية. .
لكن كابتن فليح غادر المسفن البحري، متوجهاً صوب الموانئ النفطية وعواماتها الرحوية، فكان من خيرة ربابنة المرفأ في تعامله الآمن مع ناقلات النفط العملاقة في الارساء والاقلاع. .
كانت مسيرة طويلة ومرهقة، قطعها كابتن (فليح) في اربعة عقود، احيل بعدها إلى التقاعد، لكنه ظل يعمل بدرجة ربان مرفأ في منطقة عمليات التحميل الجانبي STS مع نخبة من زملاءه، الذين سنأتي على ذكرهم في الصفحات القادمة، وقد سجل موقفا بطوليا مع الكابتن قيس، عندما اشتركا في درء الخطر عن الناقلة (بولا) والناقلة (نوردك فريدم)، في موقف لا مجال هنا لذكر تفاصيله. .
ختاماً: ربما لا تعلمون عن الهويات الاخرى التي أنفرد بها الكابتن فليح، فهو من هواة الخط والرسم والحسابات الرياضية المضنية. .
نسأل الله ان يمد بعمره، ويكتب له السعادة وراحة البال، والى لقاء آخر نتحدث فيه عن نجم آخر من نجوم جبل الخبرات. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات