علامات استفهام حول المليارات المفقودة

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 00:36
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

توحدت الابواق العراقية كلها في تسليط الاضواء على شركة واحدة فقط، من دون الإشارة إلى الشركات الاخرى المتورطة معها والمشمولة بالتهمة نفسها، والتي ظلت حتى الآن خارج المتابعة وخارج التغطية. بمعنى آخر ان الشركات الأخرى اصبحت بمنأي عن البحث والتحري والاستقصاء. .
والطامة الكبرى ان تلك الابواق تجنبت الحديث عن المسؤليات التقصيربة التي ارتكبها الشخص المؤتمن على الأمانات الضريبية، والذي قام بتسليم المليارات إلى الشركات الخمس بلا وجع قلب، وبلا ادنى تردد، ومن دون ان يؤنبه ضميره. .
ولكي نوضح هذه النقطة المحورية ونستوعب ملابساتها، نفترض إنك ذهبت الى معرض كبير لبيع السيارات، فهل باستطاعتك تجريد المعرض من سياراته، والاستحواذ عليها كلها، من دون ان تدفع قرشاً واحداً، ومن دون ان تدعم صفقة الشراء بالوثائق والمستندات والصكوك وبطاقات الاعتماد التي تخولك نقل ملكيتها، وبالطريقة التي تحفظ حقوق صاحب المعرض ؟، وهل تستطيع سحب السيارات كلها من دون الالتزام بالإجراءات الأصولية في البيع والشراء ؟. أما إذا اصبح صاحب المعرض برمكياً وزنكلونياً وفهلوياً، وتنازل لك عن السيارات علشان خاطر عيونك، فتلك مخالفة صريحة تستدعي إلقاء القبض عليه، وعلى المتورطين معه. .
لذا فمن غير المعقول السكوت عن الاخطاء الفادحة التي تحولت فيها المليارات إلى جيوب خمس شركات حديثة التأسيس، وبدون مسوغ مالي أو منطقي أو شرعي. .
ثم كيف استمرت عمليات سحب الاموال على فترات طويلة ومتعاقبة من دون ان تُقرع نواقيس التحذير والإنذار والخطر ؟. .
فالمليارات المنهوبة من صندوق الامانات تساوي قيمة المساعدات المالية، التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا من خلال الصندوق الاستئمانى للبنك الدولى. وتساوي الاموال الإماراتية المودعة في البنك المركزي الباكستاني. وتساوي الودائع السعودية في البنوك المصرية. .
لا شك انها كانت صفعة قوية موجهة للشعب العراقي، الذي لم يستوعب الصدمة حتى الآن. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل