أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عيد الدرويش - الدكتور عبد اللطيف ياسين ............عيادة في كل كتاب















المزيد.....

الدكتور عبد اللطيف ياسين ............عيادة في كل كتاب


عيد الدرويش

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 09:58
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إن التكريم هو اعتراف من الكثير من الناس للكثير ما يفعله القليل منهم , فكان من الواجب علينا أن نحتفي بأحد أعلام الفكر والثقافة وعلوم الطب في هذا القطر عبر مسيرة العمل الطويلة التي كانت ملحمة بين الطب والسياسة حاملها الدين ومعاييره الأخلاقية والتربوية هذه الملحمة التي تهدف إلى سعادة الفرد والمجتمع وفي هذه السطور يستعصي علينا الإبحار في يِّم الدكتور عبد اللطيف ياسين قدم من خلال مسيرته المعرفية المؤلفات لما يربو على عشرين كتابا تتناول العديد من القضايا الإنسانية والاجتماعية التي كانت أكثر التصاقا بالواقع ومنعكساته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومحور عمله اليومي بين مرضاه يتحسس آلامهم ويلامس جراح حياتهم اليومية ومعاناتهم , وهو لم يألو أي جهد في سبيل تخفيف آلامهم الجسدية والنفسية , وهذا ما زاده إلا إيمانا بعمله , ويكون أكثر تواضعا بين الناس ويبدأ مشروعه الثقافي لينصح الآخرين ويقدم خبرته ومسيرة العمل الطويل في تلك المهنة لكل القراء ويعرّف الآخرين بثقافة عامة ومتخصصة أصبحت لزاما عليهم تعلمها وخشية من الدخول في عالم المجهول في حياتنا وحياة أجيالنا القادمة , ولكننا بأمس الحاجة إليها لنبقى في حرم الوقاية منها قبل الوصول إلى مرحلة العلاج ومضاعفاته في صيغة إرشادات ومقارنات وتعابير تتسم بالسلاسة والأسلوب الجميل.
ويتميز الكاتب بثرائه الفكري والمعرفي تتوجه دماثة الخلق وتواضعه بين أفراد المجتمع , إننا نتحدث عن شخصية أثرت المكتبة العربية من بمؤلفاته لان كل ما بوسعه من أجل أن ينهض بالوعي الصحي والتوعوي ومحذرا من العواقب , وهذا أسلوب الوقاية الذي هو خير من قنطار علاج من يحدثك بما عانى وشاهد خشية عليك يحدثك خشية على هذه الأمة عروبته حاضرة في كل ميدان وساح وكل مفصل زمني يحذرك من الآتي ويحذرك من العدول عن التعاليم يغمرك بكل ما بوسعه من معرفة حول موضوعه ولا يتهيب من شخص إلا من كان ذو معرفة ودراية لأنه كان ذو سعي دائم للمعرفة الممزوجة بين الطب والسياسة لأنهما لا ينفصلا ن عن حياة الانسان اليومية , ومصير الأمم والشعوب , ويناشد الناس لتطبيق الأسس الصحيحة خشية على هذه الأمة من الانحطاط , وهو يلمس الطريق الصحيح ويعُّول على الشباب الكثير من الآمال , كما يضخ نصائحه العلمية وآراءه المستندة على الحديث الشريف والقرآن الكريم حيث ما تخلو مقالة منها أو كتاب , وهذا يتضح في كتابي الاستنساخ بين الدين والعلم والمرأة عبر التاريخ واضعا للمرأة دورا هاما عبر التاريخ ولم تحصل على ذلك الدور بمثل ما أعطاها ومنحها الإسلام ذلك , ويسرد أمثلة في هذا السياق من خلال تجربته وحياته العملية الطبية , ويعالج فيها معاناة المرأة في المجتمعات القديمة , وهويعرض في تلك الدراسة كيف كانت المرأة سلعة تجارية تشترى وتباع , وأنها خـُلقت فقط من أجل استمتاع الرجل بها في حين أن ولم تنصفها أية رسالة أو أي قانون مثلما أنصفها الاسلام وأعطاها مكانة في المجتمع ونظر إليها ركنا أساسيا في المجتمع ودورا مؤثرا في المجتمع وهي لا تقل أهمية عن الرجل ولكن بعض الشعوب التي استخدمت المرأة للإغواء والدعاية من قبل المؤسسات اللاأخلاقية , فقد وضعت المرأة في درجة مبتذلة ورخيصة ودمرت وانحرفت أجيال شابة ويتطرق الكاتب وفق موقعه كطبيب للأمراض النسائية ومعالجة العقم ومعرفة الدوافع والميول والانحرافات الجنسية ومخاطرها التي تهدد الإنسان والمجتمع وما يعانيه المجتمع اليوم نتيجة لمقدمات وكذلك مواطن الضعف والقوة عند المرأة مستعرضا علم البيولوجيا ودرجة الرجولة عند النساء ودرجة الأنوثة عند الرجال كما يبين المخاطر التي يمكن أن تنجم عن الممارسات الجنسية غير الشرعية وأخطارها على المجتمع وعلى الأجيال القادمة نتيجة ما تفسح بعض الدول مثل هذه الممارسات الجنسية العامة وانتشار الأمراض الخطيرة مستندا إلى القرآن الكريم والسنة الشريفة التي تؤكد على القيم الأخلاقية وقدسية المرأة ومكانتها في المجتمع والحفاظ على الصفاء الروحي والنفسي للمجتمع المتماسك وهو يدلل على ما تعانيه المجتمعات الغربية من انحلال أخلاقي
كما يخلص إلى مجموعة من الكتب التي تتناول البحوث الطبية داعما لها بالصور وبالوثائق والاستبيانات التي تبين ذلك , والكتب التي جاءت على شكل أسئلة أساسية تدور في ذهنية الناس العامة المتذوقين والتواقين للمعرفة ليكون ذلك خير زاد لهم في حياتهم وحياة أسرهم .
و في أحد مؤلفاته " الاستنساخ بين الدين والعلم " يقول :
( إن من خصوصيات حضارتنا الإنسانية أن كل إنسان منا يحمل أشياء تميزه شخصيا ذاتيا , لا يستطيع شخص آخر أن يحملها مثل بصمات الأصابع)
ويضيف في نفس المصدر فكيف يكون حال الأرض والناس كلهم نسخة واحدة لقد قال تعالى في كتابه العزيز ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون) سورة الزخرف – آية : 32.
ومناشدته للعامة من المجتمع يتبين ذلك من خلال الإهداء الذي يختزل فيه معاني كبيرة لما يتضمنه الكتاب (إن مشكلتنا الكبيرة نحن الواقفين على رصيف حضارة القرن الواحد والعشرين نستعرض منجزاتها ونتفرج على موكبها العلمي والتقني والأدبي المبهر هي كوننا لم نشارك في إنتاج هذه الحضارة وإنما أريد لنا أن نقوم بدور الزبون المستهلك لها وأن ننسى من أجل هذا الدور حضارتنا العربية التي فتحت أمام الغرب أبواب التقدم)
مدعما ذلك لما جاء في السنة الشريفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها , فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير , ولكنهم غثاء وكغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم , وليقذفن الله في قلوبكم الوهن, فقال قائل : يا رسول , وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت .
وعلى سبيل المثال لا الحصر في كتابه (الأمراض التي تنتقل بالجنس - علاجها والوقاية منها )
أن إسهامات الدكتور عبد اللطيف ياسين في تدوين خبرته العلمية والطبية لكي يصبح في متناول الجميع ينطلق من إيمانه بقيمة هذا الموروث الطبي والعلمي , وهذا الزاد المعرفي الذي لا غنى عنه لدى العامة , وحرصا منه على مجتمع متماسك من خلال البنية السليمة سواء في المعايير والإرشادات التي هي في أساسها هي تحذيرات طبية قبل الدخول من خلال عالم المجهول في هذه الانحرافات فقد أصبح عيادة في كل كتاب , وعيادة في كل مكتبة وزادا معرفيا في كل زمان ومكان
وهو يوجه إلى ثقافة جنسية تربوية بوجود كادر من المعلمين والمربين والمرشدين المؤهلين لثقافة جنسية صحيحة , وتؤخذ من الآباء حرصا على حياتهم الجنسية السليمة , وحتى بعد الزواج من خلال المعرفة البيولوجية وتطوراتها ونضوجها والطرق السليمة , ولكي لا تسبب منعكسات وشذوذ خطير في حياة الشباب , وحتى بعد سني الزواج ومعرفة حاجات الكائن والمولود الجديد , وإتباع القواعد الصحية والابتعاد عن الأخطار والأدوية ومراجعة الطبيب وإن معرفة الزوجين بهذه الأمور عامل مساعد في الإنجاب بدون عوارض يصعب تجاوزها مستقبلا , وكذلك اللقاحات.
ويقول أيضا في الكتاب المذكور (العيب ليس في العلم , وإنما في طبيعة تعاملنا مع هذا العلم فالبارود الذي حمل معه مولد فجر جديد إبان اختراعه مثلا , كان يمكن أن يستخدم لخدمة البشرية , في حين استخدم ضدها وكذلك الأمر في المخترعات الأخرى , وتبدأ البحوث والاختراعات والإحصائيات باسم الإنسانية دائما , ثم بعد ذلك لا شيء من الإنسانية بين أنقاض هذه المخترعات)
أما في كتاب الاضطرابات النفسية والذهانية عند الرجال من البداية حتى النهاية فهذه دراسة علمية تدخل في جوانب كثيرة في علم النفس والحالات المتشابكة في تكوينها مما ينعكس على الصحة النفسية ومؤشراتها على الصحة الجسمية , ولم يكن أهمية الأمراض الجسمية على الجانب النفسي وتكوينها لتلك الأمراض
إنها الحيطة بعينها وهذا ما يسعى إليه الكاتب كي يسلم الفرد والمجتمع من الأخطار المحدقة به ويوضح النظريات العلمية والاتجاه القرآني مثل نظرية أنشتا ين ونظرية داروين ونيوتن غاليلو مؤكدا على عدم إقحام آيات القرآن الكريم في تفسير نظريات علمية غير ثابتة وغير صحيحة وليس مؤكدة بالعلم القطعي , رغم استمرارها مدة طويلة من الزمن وتاريخ العلوم مليء بنظريات علمية حقيقية استمر رفضها ومحاربتها ومحاربة قائلها باعتبارها نوعا من البدع أو إلحادا وكفرا حتى ثبتت حقيقتها وأكدت صحتها وبرئ قائلها بعد موته .
كما وجدت نظريات استمر الإيمان والاعتقاد بها أجيالا وأجيالا ثم غربت كما تغرب الشمس لكن إلى الأبد وبدون رجعة , وذلك لعدم إثبات صحتها وواقعيتها.
إن قراءة التاريخ تبين أن ثمة نوعا من الرفض لكل ما هو جديد , حيث تلقى الأفكار الجديدة معارضة ورفضا وذما , وإن هذا الرفض يتصف بالمضي في محاربة الجديد وكأنه بدعة لكن سرعان ما يدخل الجديد بعد مدد زمنية متفاوتة ورغم الرفض المستمر له في نسيج الحياة وينسى الجميع كل ما قيل عنه كما حدث لغا ليلو إذ برأت البشرية غاليلو وردت له اعتباره بعد أن تم التثبيت والتأكيد بما لا يقبل الشك من صحة نظريته في الأرض كما كان اليونان القدماء يعرفون أن الأرض كروية ولكن مضى ألفا سنة ليؤمن الناس بصدق هذه الحقيقة.
لقد حاول بعض العلماء ربط النظريات العلمية ببعض الآيات القرآنية كيفما كان , ولكن النظريات غير صحيحة ؟ إنها حتما لا تتوافق مع آيات الذكر الحكيم , وبذلك يحصل تصادم وتناقض بين القرآن ونظريات العلم الحديث وهذا غير ممكن مطلقا فقد أثبت العلم أنه لا توجد حقيقة كونية واحدة تتعارض مع ما جاء به كتاب الله , فالعلم والدين لا يتناقضان أبدا مع العلم أن القرآن الكريم لم ينزل ليعطينا أسرار الفضاء بالتفصيل أو يبحث بالشرح والتفصيل في العلوم المختلفة ودقائقها بل أعطى إشارات ورموزا وتلميحات وتوجيهات بسيطة لكنها عميقة المعنى كي يبحث الإنسان في هذا الكون الواسع ويفتش عن الحقائق , ولم يدخل بالتفاصيل أبدا .
مبينا الدلائل والمعايير التي لحظ فيها المسيرة العلمية والمعرفية وكل هذه النظريات من أقصاها إلى أقصاها تاركا الباب مفتوحا على مصراعيه أمام الاكتشافات التي يمكن أن تضاف على الاكتشافات السابقة وهذا ليس مستبعدا أمام تقدم البشرية.



#عيد_الدرويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستشراق ........ماله وماعليه
- المفكر بين السادية والتهافت
- لنرى ...........من هو الفاشي والمكارثي
- عذرا..........رايس
- سرّ قوتنا .........وسرّ ضعفهم
- الجديد في الشرق الأوسط
- نعيش مع الذئب ونبكي مع الراعي
- فلسفة التصوف عند ابن خلدون
- من نقل إليك ........نقل عنك
- العالم اللانمطي
- حوار الحضارات بين الشرق والغرب
- واسوارتان للعروسة
- الإنسان بين الفلسفة والتصوف
- التطرف الديني بين التفكير و التكفير
- حوار الحضارات بين المنفعة والواجب


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عيد الدرويش - الدكتور عبد اللطيف ياسين ............عيادة في كل كتاب