أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيد الدرويش - الجديد في الشرق الأوسط















المزيد.....

الجديد في الشرق الأوسط


عيد الدرويش

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 03:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن مسيرة الأحداث والتطورات المتسارعة في لبنان وفلسطين يبدو للوهلة الأولى بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تدخل في حلبة الصراع بشكل مباشر, ولا أحد ينكر في مباركتها لهذا الصراع ولأسباب عدة تتداخل فيها مجموعة من العوامل والدوافع التي بدأت واضحة في موقفها في هذا الصراع بين إسرائيل والمقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله , وهو القضاء عليها, ولرسم خارطة جديدة للمنطقة العربية , وإن ما يعيق مشروعها سوى المقاومة , وخاصة بعد احتلالها للعراق , فهي التي أمرغت وجه أمريكا في التراب وأنهكتها , كذلك المقاومة الفلسطينية , واتضح للعالم بأن هذه المقاومة بدأت تتوسع من القاعدة الشعبية بمواقف ايجابية من بعض الدول العربية , والأغلبية من هؤلاء قد وقفوا متفرجين ومتخاذلين يستجدون الآخرين من الغرب والمجتمع الدولي من أجل تهدئة الوضع بين حزب الله والكيان الصهيوني , لأن هؤلاء كانوا حريصين على البقاء والمكوث لمدة أطول في سلطانهم , وهم الذين لا يؤثرون على أنفسهم , لأن بهم خصاصة التخاذل العربي .
ولقد بات واضحا للقاصي والداني , وبدأ يلوح في الأفق ما تريده أمريكا انجازه من خلال افتعال المواقف والمبررات من خلال تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية (رايس) بأن ذلك هو الشرق الأوسط الجديد , فالجديد التي تبحث عنه وتريده أمريكا هو استكمالا لتطبيق القرار1559 وهي التي فوضت نفسها وإسرائيل عن الشرعية الدولية لتطبيقه ولكن الأخيرة غير ملزمة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي صدرت بحقها والصراع الذي افتعلته من جراء أسر الجنديين من قبل المقاومة اللبنانية , وهي لا تنظر ومعها المجتمع الدولي , وما تحتويه المعتقلات في الكيان الصهيوني للعرب سواء في فلسطين , أو في لبنان فضلا عن العراق , فقد فاق العدد بالآلاف ومعهم الوزراء الفلسطينيين , فلماذا لم ينظر العرب إلى تلك المعادلة لهذه الإهانة لهم بأنهم وشعوبهم مجرد قطيع وبمجموعهم , فهم لا يشكلون شيئا يذكر, في حين المقاومة التي اختزلت الحكومات العربية في كفاحها ضد العدو الصهيوني جعلت إسرائيل تحسب لها ألف حساب , و مسألة السلام المزيف الذي بنته إسرائيل مع بعض الدول العربية لم يكن مجديا , إلا في حالة واحدة هي خنوع وخضوع تلك الأنظمة العربية التي ارتبطت بتلك المعاهدات السلمية , وجاءت أمريكا بمصطلحات كبيرة كالديمقراطية وحقوق الإنسان في الشعوب المغلوبة على أمرها في تصورها , ولكن ماذا جنت تلك الشعوب من السلام , ومن الديمقراطية وحقوق الإنسان العراقي سوى القتل والتدمير والتشريد والاغتصاب هذا أنموذجا لما تدعي أمريكا تقديمه , أو في أفغانستان إن هذه الأكاذيب والألاعيب لم تنطل على الشعوب بعد ذلك التاريخ , فإن كل ما ستفعله في المنطقة , أو في أي بقعة من العالم , هو إخضاع هذه الشعوب وإذلالها , وإن حققت بعض النجاحات هنا وهناك نتيجة تواطئ الأنظمة والحكومات التي سيطرت على شعوبها, فقد سلبت حريتها وكرامتها معا , ولكنها قد أفلست من هذه الإستراتيجية التي تنتهجها لأنها نسيت وتناست القاعدة المعروفة إن العنف لا يولد سوى العنف والتاريخ مليء بالأمثلة والشواهد , وما تقوم به اليوم ما هو إلا استكمالا لمخططاته العدوانية بتدمير البنية التحتية للبنان من جسور ومبان وقتل وتدمير وتشريد السكان لتقطيع أوصال لبنان والقضاء على حركة المقاومة الإسلامية في لبنان ( حزب الله ) والقضاء على هذه الحركة يعني بذلك القضاء على سلسلة حركات التحرر العربية التي كانت بارقة أمل في مسيرة التحرر بديلا عن بعض الحكومات العربية المتواطئة مع الغرب إن وقوف هذه الحركة خلال تلك الأيام التي مضت من مدة الحرب يثبت للعالم بأنها قوية , وليس بخاف على أحد التباين في القوى والقدرات مابين الطرفين , وهي منتصرة , وإن خسرت المعركة , ولم يبالغ السيد حسن نصر الله في حديثه عن الانتصار والمجابهة والنتائج بقدر ما يقول بأننا نقاوم العدوان على أرضنا وشعبنا , وأننا كلنا نطلب الشهادة , ولن نكون خائفين من أحد , وهذا ما يفتقده الطرف الآخر في حين بقيت بعض الحكومات العربية تضرب أخماسها بأسداسها , بأن ذلك سيكون كارثة على الأمة العربية , وما ينجم عنها هؤلاء لم يذوقوا طعم المقاومة عن شعوبهم لأنهم أذلاء , ولم يذوقوا طعم الحرية لأنهم عبيد لأسيادهم , ويبدو السؤال التالي لتلك الحكومات العربية ماذا أعدت لدرء تلك الأخطار المحتملة لكي يكونوا أكثر خشية على مصير هذه الأمة كما تدعون , لقد بان من هم الجبناء من خلال المواعظ والمساعدات الخجولة , وإن استمرار تلك المقاومة في مقارعة الكيان الصهيوني والضربات الموجعة في العمق مما جعلها ترتبك بكاملها , ويخلق عندها نوعا من اللغط , وتدمير المنشآت الحيوية فيها , فهذا دليل واضح على طول ذراع المقاومة , وأن هذه القوة قد نقلتها عبر صواريخها إلى داخل المستوطنات وحرارتها التي ألهبت منشآتها الحيوية , وقد أصابت آلتها العسكرية في عرض البحر الذي تزامن مع تصريح الأمين العام لحزب الله
وللملاحظ بأن المرة الأولى لم تستقدم الولايات المتحدة الأمريكية أسطولها قبالة السواحل اللبنانية , فقد خفت قوتها عن تلك من أفغانستان والعراق والمقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية وتداعي المجتمع الإسرائيلي من الداخل رغم امتلاكه للقوة العسكرية المتفوقة فأصبح يعيش في الملاجئ وينزح آخرون عنها , تستطيع إسرائيل وبمساندة أمريكا أن تحتل لبنان , ولكن لها تجربة مريرة مع هذه المقاومة والآن قد اشتد ساعدها وتدرك أيضا ماذا ستجني من وراء ذلك , إنها ذات النتيجة في العراق, وعلى هذه الشاكلة أصبحت المقاومة اللبنانية ركيزة أساسية في مسألة الصراع في حياة ومستقبل الأجيال القادمة , وعنصرا جديدا في تحديد معالم الحياة السياسية في المنطقة , إن هذا الانتصار يبدي تغيير جذري في منطقة الشرق الأوسط , وإن حالة التردي العربي مؤشر في تسهيل وتسريع ولادة الشرق الأوسط الجديد كما تريده إسرائيل وأمريكا , وهذه الولادة إما أن يكون الوليد عربيا يكون للعرب الشرفاء شرف في ولادته , وإما أن يولد الشرق الأوسط الجديد الذي جاءت به (رايس) سِفاحا , وهي تتحدث عن مخاضها , وهذا ما تحدده نتيجة الصراع الدائر , وما سيبذله العرب من دعم ومساندة لتلك المقاومة , وإن كان بعض العرب زفروا زفرتهم الأخيرة في كواليس الجامعة العربية في حياة التضامن العربي والعمل العربي المشترك , وأن عملية السلام قد ماتت , فعجبت من أمة تجتمع على ما يفرقها , وتفترق على ما يجمعها .



#عيد_الدرويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعيش مع الذئب ونبكي مع الراعي
- فلسفة التصوف عند ابن خلدون
- من نقل إليك ........نقل عنك
- العالم اللانمطي
- حوار الحضارات بين الشرق والغرب
- واسوارتان للعروسة
- الإنسان بين الفلسفة والتصوف
- التطرف الديني بين التفكير و التكفير
- حوار الحضارات بين المنفعة والواجب


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيد الدرويش - الجديد في الشرق الأوسط