أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الشيعة وحاكمية الماضي الاستراتيجية... فشل في العنوان وأنهيار في تطبيق الرية















المزيد.....

الشيعة وحاكمية الماضي الاستراتيجية... فشل في العنوان وأنهيار في تطبيق الرية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 13:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت ما كتبه الأخ العزيز الدكتور طالب الرماحي هذا اليوم على صفحته في الفيس بوك ما نصه (ما يحصل في ايران من تظاهرات وقمع يثبت ان الشيعة بشكل عام لا يفهمون في ادارة البلدان أي ليس في العراق فقط)، الحقيقة هذا الفهم ليس خاصا بالزميل الدكتور وحده ولا هي حالة أستثنائية بل يمكن أن يكون شعورا عند الكثير من الناس، بل تحول عند البعض من المتطرفين إلى قاعدة يتعاملون معها على أنها من المسلمات أيضا، ما حصل قد يكون ترويجا وتأسيسا لفكرة يراد تجذيرها والتعامل معها كقاعدة مستقبلية، والبعض يتبناها نتيجة ردة فعل قد تكون مؤقتة لما يحصل في العراق، لكن أخطر ما يمكن أن يكون هو الشعور عند البعض بحالتين الدونية والحالة الأخرى جلد الذات.
في عالم السياسة هناك قواعد عمل مشتركة في كل المجتمعات والنظريات الفكرية تتعلق بالمبادئ وأوليات العمل السياسي، منها أن الوظيفة السياسية يجب أن تربط بهدف أو غاية معروفة ومعلومة للناس وللسياسي، القاعدة الأخرة أن السياسة هي فن إدارة الواقع بما هو واقع لتكوين واقع أخر، أما أن يكون مختلفا أو متطورا أو ثابتا وفقا للرؤية التي تبنى عليها قواعد العمل السياسي، أخطر ما يمكن أن يواجه القائد السياسي أن يعمل بالواقع من أجل ليس فقط المحافظة على واقع غير متحرك، بل جره لواقع مات وأنتهى وتحول إلى ماضي تام، قد يعمل هذا السياسي لتحديث وتطوير مجتمعه ماديا يبني ويعمر ويفتح العديد من المشاريع ويبني نظاما اقتصاديا فعالا ووو، ويظن الناس أن هذا السياسي ناجح طالما أن المعيار المادي الذي نحكم به على الظواهر يؤيد الفكرة، لكن إيمان وعقيدة هذا السياسي لا تنصرف لبناء مجتمع يريد الأنتقال لقيم المستقبل ولا إلى روح التجدد والتطور، ولكن يفعل ذلك من أجل العودة إلى الماضي وإلى قيمه، هذا التوجه هو الذي يمنح الفشل السياسي في النهاية، وكل ما تم بناءه سيتحطم على يديه لأنه يسير وقد يسير سريعا في طريف التطور المادي، ولكن عينه وعقله تنظر للخلف وليس للأمام.
التجربة السياسية الشيعية في إيران ليس لها تاريخ يثبت فشلها قيل التحول الأيديولوجي الذي جرى عام 1979 على يد الخميني رجل الدين الماضوي المتطرف في رؤيته للماضي وللتاريخ وبعدها للعقيدة، قبل هذا التاريخ لم يكن يحكم إيران غير الشيعة فالشاه شيعي ومنظومة الحكم في أغلب رجالاتها كانوا من الشيعة، لكن الأيديولوجية والنظرة السياسية كانت لا تمت للماضي كليا في رسم أهدافها، كانت منظومة الشاه الفكرية تقوم على فكرة يعث إمبراطورية فارسية بروح الواقع، صحيح أنه أستقى مفهوم الفكرة من تاريخ إيران ولكنه لم يريد بعث تلك الإمبراطورية بتفاصيلها ورموزها، بل أراد إمبراطورية جديدة باسم جديد وروح مغايرة هو رأسها وسلالته على رأس عمل حضاري مستمر، إذا لم يسعى شاه ايران محمد رضا بهلوي إلى مقابر التاريخ لبناء هذه الإمبراطورية بالحجارة السابقة، لذا لم يكن فاشلا حقيقيا لولا مسألة الطغيان الذي أراده مكابرة لصنع واقع حضاري ترفضه قيم الحاضر والمنطق العملي في القرن العشرين، عندما قدم الهدف الشخصي على مصلحة المجتمع وحاجاته وتناسب الظروف مع الأهداف.
رغم ما قيل عن الثورة الإيرانية وما تم من تضخيم لدورها السياسي في بلورة فكرة الحاكمية الشيعية عند الكثيرين، فالواقع التجريدي والتجريبي يشير إلى أن ما حدث ليس بثورة ولا حتى بانتقاله تاريخية مغايرة لعهد الشاه، الموضوع برمته كان صراعا دينيا في جوهره بين رغبة الشاه بسلخ إيران من قيم ومفاهيم وروحية يتمسك بها رجال الدين الماضويون، لأنها تمثل لهم المثل العليا والنموذجية لبقاء فكرة الدين سلطان على السلطان، وبين رغبة الشاه في التحرر من هيمنة طبقة متضخمة تتمسك بمقاومتها للسلطة ما لم تكن خانعة لها ومنفذة لاستراتيجيتها القديمة، هذا الصراع لكونه يحمل بعدا روحيا قداسيا مرتبط مع طبيعة الشعب الإيراني الذي مزج بشكل فريد شعوره القومي مع شعوره الديني في خلطة لا يتمكن اي مجتمع من قبولها وأستقبالها، أنحاز للمؤسسة الدينية ضد الشاه ليس لأنه لا يؤمن بمشروع الشاه السياسي، ولكنه أراد أن يظهر فيم الولاء لله ظانا أن هذا الولاء قادر على إخراجه من دائرة الفقر والضعف إلى دائرة القوة المستقبلية عندما تتزعم إيران العالم الإسلامي وتتحول إلى قوة عالمية بر حدود، فتصبح قضية الشعور بالإمبراطورية حقيقي وليس وهما مصطنعا كما أراد الشاه أن يجسده.
هذه الحقيقة لا يراها الكثيرون ولا يربطون بين الأهداف والمقدمات ولا بين الايدلوجيا الفكرية مع الشعارات، إنما ينظرون للتجربة ونتائجها مباشرة حرة وخالية من أي خلفيات، الأستعصاء التاريخي الذي تمر به التجربة الشيعية في إيران لا تمثل فشل التجربة الحاكمية الشيعية بقدر ما تمثل فشل المشروع الأستعماري الإمبراطوري الفارسي الذي يقوده الشيعة الفرس للهيمنة على الإسلام جغرافيا وتاريخ وقرار ووجود، الموضوع لا يتعلق إذا بالفرد الشيعي أبدا ولا بالمذهب من حيث هو فكرة دينية حولها الفرس أنفسهم إلى منهج سياسي مشغول ومفتون بفكرة الماضي والصراع من أجله، لذا أرى أن القول بأن الشيعة لا يصلحون للعمل السياسي هي غمط لحق إنسان لم يمارس السياسة بشكل منفصل عن منظومة تاريخية ماضوية.
فشل التجربة العراقية والإيرانية لا تعني أبدا فشل الشيعة بقدر ما تعني فشل التجربة الدينية السياسية عندما تتوظف وتسخر لهدف غير ديني ولا يتصل بها، حتى التجربة العراقية كانت فرعا مشوها ملحفا بالتجربة الخمينية الفارسية، لم يمارس شيعة العراق من ليبراليين ووطنيين ومدنيين تجربة مصاغة وفقا لمصالح وواقع العراق وشعبه، فالتجربة الممتدة من 2003 لليوم في العراق لا يمكن عدها تجربة شيعية عراقية أبدا، إنها نتاج أستعمار وأحتلال متعدد الوجهات والأتجاهات أنخرطت فيه المؤسسة الدينية الشيعية بمنهج برغماتي لتطبيق النظرية الخمينية في العراق، لكن بلا عنوان مثل عنوان التجربة الفارسية التي كانت هدفها المعلن والنهائي السيطرة على العالم الإسلامي تحت شعار "تصدير الثورة"، أما العراقيون الحكام الجدد فكان شعارهم الفاشل والذي حطم العراق هو السير والانضواء تحت شعار تصدير الثورة، وهذا هو سبب فشل التجربة العراقية الشيعية والتي ستنتهي بإندحار تام لرموزها وعنوانها وحتى التفكير مرة أخرى بها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح10
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح9
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح8
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح7
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح6
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح5
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح4
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح3
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح2
- إشكالية مجهولية المالك بين النص والأجتهاد. ح1
- نشيد صامت.... لذكرى صفاء
- بين الوحي والتنزيل
- بناءأطر القيادة والعمل التنظيمي
- استقالة الحلبوسي مغامرة سياسية أم لعبة قانونية... ح2
- استقالة الحلبوسي مغامرة سياسية أم لعبة قانونية...
- نفي العبثية وعبثية النفي
- الوجود الواحد ووحداية الوجود
- صناعة الحرام والتحريم
- أسطرة النص الديني تحريف للقضية أم تقريب للصورة؟
- التناقض الفكري في منظومة الفكر التعبدي


المزيد.....




- عملية رفح.. حماس: -لن تكون نزهة- للجيش الإسرائيلي.. وتحذيرات ...
- حماس تعلن موافقتها على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار
- اكتشاف حقل غاز جديد في إمارة الشارقة
- الخارجية الروسية تستدعي السفير الفرنسي وتحذره من تصريحات بار ...
- البنتاغون يتمسك بحماية المدنيين في رفح
- قيادي في حماس يؤكد: -أيّ عملية عسكرية في رفح لن تكون نزهة لل ...
- أكسيوس: بايدن طلب من نتنياهو إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بش ...
- -إجلاء المدنيين غير مقبول-.. تحذير أوروبي من التصعيد في رفح ...
- شولتس يتعهد بتقديم دعم عسكري موثوق لدول البلطيق
- -كتائب القسام- و-سرايا القدس- تستهدفان معا القوات الإسرائيلي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الشيعة وحاكمية الماضي الاستراتيجية... فشل في العنوان وأنهيار في تطبيق الرية