أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرزند عمر - رسالة إلى كاك مسعود وملك السعودية ورئيس وزرائها القائد محمد بن سلمان















المزيد.....

رسالة إلى كاك مسعود وملك السعودية ورئيس وزرائها القائد محمد بن سلمان


فرزند عمر
طبيب قلبية ـ ناقد أدبي ـ باحث في قضايا السلام

(Farzand Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 7398 - 2022 / 10 / 11 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس للكرد من خلاص الا الوثوق بالعربي، ابن البادية الأصيل، الذي يشبه الاكراد بحيث أنهم جديرون بالثقة، فرغم كل المآسي التي مرّت بنا نحن الكرد يظل أفضل أعدائنا "ان جاز التعبير" هم العرب.
الوجدان الكردي يقول ذلك، التاريخ الكردي الشفوي و الكتابي يقول ذلك، تاريخ شمّر وعشائر الكرد يقول الشيء نفسه، بل سأتجاوز ذلك لأقول أن العرب ما كانوا الا أصدقاء للكرد، و عندما كان العرب الأصلاء ابناء البوادي الجديرون بالثقة هم من يحكمون، في تلك الأوقات كان الكرد أسياداً، اذهبوا و افتحوا كتب التاريخ، كل ما نعرفه من تاريخ اسلامي عن كون مكة الموجودة في السعودية هي البداية، تلك الرواية التي تؤسس لبداية الاسلام و العروبة ككيان، جزء مهم من تلك الرواية قيلت بأفواه و أقلام كردية، العرب و الكرد كانوا أصدقاء لدرجة الأخوة، فالأئمة الأهم بالتاريخ الاسلامي السني العربي هم من الكرد.
الحكاية الكردية تقول ذلك، ليس فقط روايات العرب تحكي ذلك، الحكاية الكردية التي ما زالت في جزء كبير منها شفهية تحكي أن العرب هم أفضل أعدائها، هذه الحكاية التي تقول أن أعداءنا هم العرب و الترك و الفرس، و ضمن نفس الحكاية تقول أن أرحمهم كان العرب، وأخبثهم كان الفرس، و أغلظهم و أشرسهم كانوا الأتراك، هذه الحكاية التي يتشربها الكردي مع حليب أمه، حتى ليس هناك من داعي للإثباتات، هي تأتي ملازمة للكردي كنوع من الوراثة، و أنا ككردي أصيل و تعلمت كل تلك الحكاية، حتى ضمن التاريخ القريب، حتى تحت حكم صدام حسين الذي كان عاراً على جميع البشرية، كان وضع الكرد أفضل مما هو عليه في ايران و في تركيا، على الأقل في الفترة قبل تدخل أمريكا الى المنطقة و تهيئتها كحلبة صراع.
ان كانت كل الحكاية الكردية صحيحة، تلك الحكاية التي تأتي مع حليب أمهاتنا الكرد، تقول بأن العرب لا يمكن مقارنتهم بالخبيث الايراني والشرس التركي، إن كانت كل تلك الحكاية صحيحة، هي أيضاً تقول بوجوب اختيار الكرد للعرب كحلفاء لأنه الحل الوحيد والمفتاح المضمون لوجودنا ككرد ضمن هذه البقعة من الأرض التي لا نعلم ككرد منذ متى ونحن هنا، ما نعرفه وتؤكده كل الأبحاث التي تمت بأقلام وفكر أعدائنا تقول إن الكرد موجودون على أرضهم على الأقل منذ الأزل السحيق.
ليس للكرد من طوق نجاة إلا العربي، الموجود في تلك البقعة منذ الأزل السحيق، قد يكون الفرس منافسين للعرب في الأقدمية، لكن الفرس لا يمكن الوثوق بهم، لا تسألوني عن السبب والتفسير، هكذا جاءت في الحكاية الكردية التي رضعتها من ثدي أمي، تلك الكردية الأصيلة التي يرجع أصولها إلى بلدة قرسي (قارص)، الواقعة على حدود أرمينا، أقصى الحدود الشمالية الشرقية لكردستان العظمى الموجودة فقط في الحكاية، لأن الحكاية ذاتها الغير قابلة للنقض تقول إن كردستان العظمى لم يكن لها وجود ولا يمكن أن يكون لها وجود.
الأمريكي الآن يراهن على دغدغة مشاعر الكردي بذلك الحلم، ولا أعلم ان كان الأمريكي يعلم بالحكاية الكردية أم لا، ويعلم ما كتب فيها، الحكاية تقول أن على الكرد الوثوق فقط بالعرب اذا اضطرت الضرورة.
تقول الحكاية أيضاً أن العربي بحاجة إلى الكردي في هذه اللحظات المصيرية من عمر البشرية، خاصة السعودية الحامل بالضرورة ليس لأحلام الخليج فحسب بل لأحلام الشرق الأوسط برمته في اللحظة الراهنة، العراق عدا عن أنه حجر أساس في معركة الطاقة الجارية حالياً، العراق بدونه تتهدد الرواية العربية الإسلامية كلها بالنسف، العراق الموحد بكرده وعربه، الذي تتقاطع عنده كل خيوط الرواية العربية الإسلامية المكتوبة و المروية، العراق بكليته الذين يمثلون السنة فيها أكثر من النصف، فكرد العراق سنة كما يعلم الجميع، كذلك أغلب كرد الجزء الإيراني.
خسارة الكرد لا يعني خسارة العراق فقط وإلى الأبد، بل يعني خسارة الخليج العربي إلى خليج فارسي، فالعراق بدون الكرد هي فريسة سهلة للجالس الآن أو غداً على عرش فارس، خسارة الكرد تعني خسارة العراق بكليته إلى الحضن الفارسي، فهم الأقرب لغة وتاريخاً ومصيراً للكرد بعد خسارة العرب، تركيا لا تسمح بالتحالف أو الصداق مع الكرد تحت أي ظرف من الظروف، العداوة بين الكرد والأتراك لا يمكن محيّها بمستوجبات الضرورة.
الحضن الفارسي المحكوم بالإسلام السياسي والذي سُلبت مرجعيتها الدينية من العراق، العراق الذي هو أصل الحكاية العربية الكردية المشتركة، العرق الذي أوضح ذلك علناً بكل فئاته، خاصة الشعبية الأصيلة، مقتدى الصدر كان واضحاً أكثر من اللزوم في وجوب ارجاع المرجعية إلى حضها الدافئ العراقي منذ القدم، مقتدى الصدر الذي لديه تاريخ عريق للانتماء الى العروبة أكثر من أي شيء آخر، العراق الواجب ضمه إلى الحضن الخليجي كي يبدأ المستقبل كما ينبغي، كي تكون العدالة الإلهية وكي يُنصفَ التاريخ كمعلم لم يخطئ أبداً.
وثوق السعودية بالكرد واجب كي لا تفرط السبّحة، وثوق الكرد بالسعودية ضرورة تاريخية يحتمها الخوف على الوجود الكردي، صدام حسين وحافظ الأسد كانوا الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، الاستثناء الذي كان نتيجة رغبة السيد الأمريكي الأبدية في دحر أعدائه على أرض غيره، الأعداء الذين انهزموا بفضل المملكة السعودية، المملكة التي ظلت وفية لأصدقائها حتى في أحلك الظروف، المملكة التي هُددت في عقر دارها بينما رد الجميل المفترض كان مزيداً من التأجيج والخراب، هذا الخراب الوحيد القادر على اشباع بطون مصانع الأسلحة الأمريكية.
انها لحظات تاريخية صعبة، لا يستطيع الا العظماء اختيار الصحيح من الباطل، لذلك كله أتمنى أن يضع الكرد أيديهم بأيدي ملك السعودية في هذه اللحظة، مهما كانت التحالفات المستقبلية، المملكة بقيادتها الشابة قادرة على استشراف الصح أكثر من أي قوى أخرى في هذه اللحظة لما لها من قدرة علمية واقتصادية تؤهلها للجلوس مع اسياد هذا العالم، بل وتفرض عليهم ما هو مناسب لخير كل المنطقة.
أنا مقتنع تماماً أن مصير الكرد والعرب في هذه المنطقة هو واحد، اما أن يكونوا معاً أسياداً أو ينذلوا معاً، وارجعوا الى كتب التاريخ لتعرفوا ذلك، ان أحب الكرد والعرب بعضهم بعضاً، أو كرهوا بعضهم بعضاً هذا لا يغير في الموضوع شيئاً، سيظل مصيرهم كما كان منذ الأزل معاً وسيستمر مصيرهم معاً الى الأبد، اما اسياداً معاً أو أذلاء معاً.



#فرزند_عمر (هاشتاغ)       Farzand_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزائم روسيا اليوم وذاكرة سقوط بغداد
- عن السويد وأزمة الديمقراطية في العالم الغربي
- نظرة على المشهد السويدي والأوربي الآن
- هل تستطيع المحكمة الجنائية الدولية اثبات الحكاية الأمريكية ك ...
- هل تستطيع البشرية قول كلمتها ضمن مسار حل المعضلة الأوكرانية
- هل يكون التاريخ شاهداً في المحاكمة العلنية لأمريكا ضمن مسيرة ...
- هل تسقط كرة البسبول الأمريكية الصنع ضمن مجريات حل المعضلة ال ...
- السويد تختطف أم تحمي الطفولة


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرزند عمر - رسالة إلى كاك مسعود وملك السعودية ورئيس وزرائها القائد محمد بن سلمان