أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرزند عمر - نظرة على المشهد السويدي والأوربي الآن















المزيد.....

نظرة على المشهد السويدي والأوربي الآن


فرزند عمر
طبيب قلبية ـ ناقد أدبي ـ باحث في قضايا السلام

(Farzand Omar)


الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 9 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البارحة كان هناك خبر مفاده أنه حصل فوضى عارمة في مطار آرلاندا الدولي في استوكهولم الذي هو المطار الدولي الأساسي في السويد، نسبة إلى بعض المتابعين يقولون: أنها ربما تكون المرة الأولى التي تحدث فيها هذه الفوضى التي أدت إلى تشكل طوابير طويلة من الدور على مكاتب الاجراءات الأمنية، هذه الطوابير التي وصلت إلى 1كم حسب الصحافة السويدية.
قد يكون الأمر بسيطاً كما يتخيل البعض وكما تحاول السلطات السويدية تسويقه، إذا أنها مجرد حالة طارئة تزامنت مع تساقط كبير للثلوج التي أدت إلى تغيب عدد كبير من الموظفين، هذا التغيب أدى بدوره إلى زيادة العجز الموجود مسبقاً في هذا القطاع الذي تأثر كثيراً أثناء أزمة كورونا نتيجة تسريح غير مسبوق للموظفين ضمن هذا القطاع.

لكن هل الأمر بهذه البساطة كما يتم التسويق له من قبل السلطات السويدية؟
التحليل يبدو منطقياً جداً وربما لا يختلف عليه اثنان، ربما بالضبط هذا هو الذي حدث، أنا على سبيل المثال البارحة لم أستطع تحريك سيارتي واضطررت الذهاب إلى العمل عن طريق المواصلات العامة، من الجدير بالذكر هنا أني اضطررت إلى ذلك مرتين خلال هذا الشتاء، وهي أول مرتين خلال وجودي في السويد منذ 9 سنوات، رغم أن هذا الشتاء ليس بالشتاء الأقسى، بل ربما هو من الشتاءات المتوسطة أو السهلة حسب خبرتي خلال هذه السنوات التسع، لكن السلطات تشير باستمرار أن هذا الشتاء هو شتاء قاسي وصعب، و في نفس الوقت تقول أن المناخ تأثر بشدة في السنوات الأخيرة و لذلك نشهد شتاءات لا تشبه الشتاءات القديمة في القساوة.
أيضاً منذ بداية هذه السنة نجد الكثير من المشاكل، أوضحها هو الاضطرابات الكبيرة في المواصلات العامة، خاصة القطارات، التي تبدو أنها مشلولة بشكل أو بآخر، فلا يخلو يوم الا ونسمع أنه تم ايقاف جزء كبير من الرحلات نتيجة نقص عدد الموظفين، مع الاعتذار والتبريرات التي باتت مصدراً للشك من قبل المواطنين، خاصة تلك التبريرات المساقة من قبل السلطات الرسمية.
هذا يطرح سؤالاً جوهرياً، هل فعلاً كورونا كانت السبب؟ هذا ما نستشفه من خلال الردود المشككة بالرواية الرسمية، لأنه بالتوازي مع ذلك هناك مشاهد عديدة تشير إلى تفاقم الأزمات ضمن المجتمع بشكل أو بآخر في الآونة الأخيرة، مثلاً المشاكل الفظيعة التي ظهرت في القطاع الصحي، القطاع الصحي الذي يتبع إلى السوسيال، مديرية السوسيال التي باتت معروفة عالمياً الآن نتيجة ما تم التعارف عليه بقضية خطف أطفال المهاجرين، هذه الفضائح التي في جلها تنصب ضمن اطار العنصرية و الكراهية و الرشاوي و السرقات التي باتت السمة الرئيسية التي تتسم بها مديرية السوسيال التي تعتبر حرفياً دولة ضمن دولة هنا في السويد.
كذلك النقص الواضح في الخدمات المقدمة من قبل البلديات، والتي أساساً أدت إلى أنني شخصياً اضطررت مرتين هذه السنة الى أن أستخدم المواصلات العامة التي تعاني من مشكلة حقيقية، أنا لم أستطع استخدام سيارتي نتيجة تراكم الثلج الذي حصل نتيجة نقص واضح للخدمات البلدية، هذا النقص في الخدمات يبرر نقص عدد الموظفين في المطار البارحة، كذلك يبرر نقص الموظفين في قطاع المواصلات والقطاع الصحي عند أي اضطراب.
ما أستطيع قوله حسب تحليلي و معايشتي للمشهد السويدي و الذي يمثل بشكل أو بآخر المشهد الأوربي العام، في الآونة الأخيرة ـ حتى قبل أزمة كورونا ـ كانت هناك أزمة تعاني منها كل الدوائر الحكومية وهو الانفجار الغير مسبوق في عدد الموظفيين الاداريين، اذ أن كل دائرة فيها عدد لا معقول من المدراء و الاداريين الذين تتركز في أيديهم السلطة بينما العناصر الفعالة تكاد تكون لا ترى في وسط هذا الازدحام اللامعقول من الإداريين هي الشريحة الأضعف والمنزوعة السلطة تماماً، جاءت أزمة كورونا و جاءت معها الشعرة التي قصمت ظهر البعير، كورونا كانت نقطة الانهيار ان جاز التعبير، و كنت قد أشرت في بوستاتي منذ بداية جائحة كورونا أن الكراهية التي تنامت بشكل غير معقول بعد عام 2015 و التي باتت واضحة بعد 2017 و التي في جلها كانت نتيجة رد فعل على موجة الهجرة من سوريا، كنت أشرت في كثير من المناسبات أن هذه الكراهية بدأت ترتد للذات من خلال كثير من المؤشرات التي كانت تنبئ بها طريقة تعامل السلطات الرسمية مع أزمة كورونا هنا في السويد.
أزمة كورونا فرضت وجودها وأدت فيما أدت إلى تسريح الكثير من العناصر، خاصة في القطاع الخدمي، التي تعتمد بشكل كبير على العنصر المهاجر كعنصر فعال، بينما العنصر الاداري يتشكل في قسمه الأعظم من العنصر اللا مهاجر، أو لنقل على أقل تقدير على العنصر القديم في السويد، على الأقل هو يعيش في السويد لأكثر من 10 سنوات.
هنا أصبحنا أمام شريحتين ضمن القطاع الخدمي بشكل عام ان جاز التعبير، الشريحة الفعالة العاملة المنزوعة السلطة، مقابل الشريحة الادرارية اللافعالة و التي بيدها تتركز كل السلطة، الشريحة الفعالة التي لا تملك أي سلطة هي في معظمها من المهاجرين، هذه الشريحة تعمل ضمن شروط مهينة من عقود عمل مؤقتة، و عمل بالأسود، و ما إلى هنالك من شروط تم فرضها على المهاجر من خلال القانون نفسه الذي بات متشدداً تجاه المهاجر، ومن خلال القفز على القوانين بشكل أو بآخر، بينما الشريحة الادارية المتضخمة بشكل غير معقول و التي ترتكز بيدها كل السلطة هي عاجزة عن حل أي مشكلة حقيقية، فمهمتها أصبحت فقط سن المزيد من القوانين و المزيد من التعقيد، و كيفية التهرب من القانون لفرض المزيد من القيود على الشريحة العاملة.
أزمة كورونا جاءت بالفاجعة الحقيقية، التسريح استهدف قانونياً واجتماعياً الشريحة الفاعلة التي تستطيع أن تقدم خدمة ملموسة، هذه الشريحة التي ليس لديها رفاهية الانتظار، فهذه الشريحة لا تملك أي مدخرات، أقصى مدخراتها لا تتعدى بعضاً من الشهور، هذه الشريحة بحاجة لإيجاد عمل كي تستمر في مسيرة البقاء، فقدان العمل يشكل تهديد وجودي لها، خاصة ضمن تشديد القوانين الأخيرة وتوجيه الإعانات باتجاهات عنصرية بشكل أو بآخر، هذه الشريحة التي يشكل فقدان العمل لديها تهديداً وجودياً حقيقياً، هذه الشريحة اتجهت إلى السوق النظيفة البيضاء المقفلة قانونياً و اجتماعياً بشكل أو بآخر إلا ما ندر، مما اضطرها في الأخير الاتجاه إلى إيجاد وسائل غير قانونية وغير شرعية، بعضها وجد عمل بشروط استعبادية أقسى، بعضها اتجه الى فضاء الجريمة، من سرقة و قتل و مخدرات، و هذا ما بات وضحاً خلال الثلاث سنوات الأخيرة، اذ أن سوق الجريمة في تصاعد صاروخي في السويد.
ربما المشترك بين كل ما ذكرناه هو تصاعد موجة الكراهية التي ما زلت أركز عليها، خاصة منذ بداية أزمة كورونا التي تحولت من كراهية تجاه الآخر إلى كراهية تجاه الذات، هذا المشهد الآن في السويد التي هي جزء من أوربا الغربية ان جاز التعبير، أو أوربا عدا الروس، التي في هذه اللحظة الراهنة تصطف صفاً واحداً ضمن أحداث المعضلة الأوكرانية، على الرغم من كل التباينات الغير خافية على أحد بين الدول فيما بينها، هذا الصف الذي يجد نفسه في هذه اللحظة الراهنة أنه بالضد من المعتدي الروسي الذي يقول أنه قام بعملية عسكرية خاصة من ضمن أهدافها هو انتزاع النازية، هذا الانتزاع يبدو من الأهمية بشكل من الأشكال، فهي تشكل الأساس التبريري الأخلاقي للتدخل الروسي الذي يعتبر في كل التعاريف الموجودة إلى الآن أنه تدخل سافر و جريمة لا يمكن قبولها تحت أي ذريعة من الذرائع.
التبرير الروسي قد تكون حقيقة بشكل أو آخر من خلال ما نلمسه من واقع ملموس هنا الآن في هذه اللحظة، ضمن بقعة جغرافية منتمية بشدة للمنظومة الفكرية و الأخلاقية و السياسية الغربية، هذه المنظومة التي تقف بالضد تماماً من الغزو الروسي الذي لا يمكن تبريره تحت أي شكل، لكن هذه المنظومة الغربية التي باتت هشة جداً و دخلت في آلية يمكن لها أن تؤدي إلى انهيار هذه المنظومة بمجرد تعرضها لأزمة بحجم جائحة كورونا، و هكذا من خلال رؤيتنا للأحداث الآن فإننا نقول: إن الإشكالية الآن في هذه اللحظة ليست شرعية الغزو الروسي من عدم شرعيته، الإشكالية الحقيقية والسؤال المهم هو هل تستطيع هذه المنظومة الغربية بعيوبها التي تشكل العنصرية و الكراهية الجزء الأساس أن تصمد أمام أزمة بحجم و ضخامة المعضلة الأوكرانية، هذه المنظومة التي لم تستطع الصمود أمام أزمة جائحة كورونا.



#فرزند_عمر (هاشتاغ)       Farzand_Omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستطيع المحكمة الجنائية الدولية اثبات الحكاية الأمريكية ك ...
- هل تستطيع البشرية قول كلمتها ضمن مسار حل المعضلة الأوكرانية
- هل يكون التاريخ شاهداً في المحاكمة العلنية لأمريكا ضمن مسيرة ...
- هل تسقط كرة البسبول الأمريكية الصنع ضمن مجريات حل المعضلة ال ...
- السويد تختطف أم تحمي الطفولة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرزند عمر - نظرة على المشهد السويدي والأوربي الآن