أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاهد جمعة الخطيب - اراء علماء الاجتماع في موضوع السياسة الاجتماعية (3)














المزيد.....

اراء علماء الاجتماع في موضوع السياسة الاجتماعية (3)


عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)


الحوار المتمدن-العدد: 7394 - 2022 / 10 / 7 - 04:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الخدمة الاجتماعية الحديثة :
كان المدخل الإصلاحي الذي يهتم بتغيير النظم والسياسات والتشريعات موجودا بدرجة أو بأخرى في تاريخ الخدمة الاجتماعية وإن لم تكتب له السيادة، وقد ارتبط مدى بروزه بنظرة المجتمع إلى نظمه الاجتماعية، فاكتسب قوة دافعة كبيرة في أزمات الكساد المالي والحروب العالمية، حيث بدأ التشكك في قدرة النظم الاجتماعية والاقتصادية القائمة على إشباع حاجات الناس تلقائيا، ومن هنا بدأت المطالبة بالتغيير الاجتماعي الواسع النطاق، الذي يتم على مستوي النظم الاجتماعية نفسها بدلا من الاقتصار على مستوي الأفراد والجماعات؛ وهذا هو الاتجاه الحديث في مهنة الخدمة الاجتماعية، حيث بدأت أعداد أكبر وأكبر من الأخصائيين الاجتماعيين في الاهتمام بالمسائل المتصلة بالسياسة الاجتماعية والتخطيط الاجتماعي - بالإضافة إلى الاهتمامات الفردية التقليدية التي لا زالت لها الغلبة سواء فيما يتصل بأعداد الطلاب أو بمكان خدمة الفرد في المناهج أو في الممارسة(.(Meyer, 1967
وينبع هذا الموقف من إدراك الارتباط الوثيق بين مختلف مستويات الحياة الاجتماعية، والتفاعل بين أوجه حياة الإنسان كفرد أو كعضو في جماعة أو منظمة رسمية أو مجتمع محلي أو مجتمع قومي، ومن هنا ضرورة التدخل على كل مستوي من تلك المستويات إذا أردنا تحقيق أهداف المهنة بشكل فعال، ولهذا كله فقد بدأت المهنة تبلور لنفسها أساليب وأدوار جديدة تلائم العمل على مختلف تلك المستويات(.(Friedlander
الخدمة الاجتماعية والاجتماع التطبيقي
إذا كانت الخدمة الاجتماعية تركز في تدخلها المهني على محاولة إحداث تغييرات في الأفراد أو في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات أو في المجتمعات المحلية والنظم الاجتماعية، وكان علم الاجتماع التطبيقي يتضمن استخدام المعرفة السوسيولوجية لإحداث تغييرات في العلاقات والمؤسسات والنظم الاجتماعية، فإن التساؤل يثار عادة حول ما إذا كانت الخدمة الاجتماعية والاجتماع التطبيقي شيئا واحدا أو أنهما أمران مختلفان، وفي هذه الحالة يلزم توضيح الفروق بينهما.
المنطلقات القيمية: يجب أن نوضح بادئ ذي بدء أن الحاجة للخدمة الاجتماعية كطريقة للتدخل لإحداث التغييرات المشار إليها نشأت لمواجهة المشكلات الاجتماعية التي ترتبت على الثورة الصناعية، وأن مثل هذا التدخل يجد تبريره أساسا في مجموعة القيم الدينية والإنسانية وقيم الديمقراطية والمساواة، مع الإيمان بإمكانية تغيير الأفراد وترقيه أحوالهم المادية والاجتماعية من خلال علاقة علاجية وهذا هو ما يطلق عليه البعض أيديولوجية الرعاية الاجتماعية التي تستند إليها الخدمة الاجتماعية (Halmos, 1961) وما يهمنا هنا هو أن نؤكد أن الخدمة الاجتماعية تمثل انحيازا قيميا معينا واضح المعالم ومعترفا به من المهنة والمجتمع.
أما بالنسبة لعلم الاجتماع التطبيقي فالوضع يختلف إلى حد كبير، فلقد كان علماء الاجتماع تقليديين يسعون للوصول إلى الحقائق الموضوعية عن الظواهر الاجتماعية دون دخول في مجال القيم وينظرون إلى من يتجه للإصلاح الاجتماعي على أنه قد تخلي عن صفته كعالم اجتماع، وهذا جولدنر(Gouldner, 1965) يوضح لنا أنه منذ وقت قريب كان تعبير "المهندس الاجتماعي" أمرا لا يشرّف صاحبه، باعتبار أنه يحمل بين طياته الشك في أن مثل هذا العالم الاجتماعي قد حنث بعهده بأن يكون موضوعيا غير منحاز، وأنه يكون قد باع مواريث العلم في مقابل شهرة جماهيرية لا قيمة لها. ولقد أثر هذا الموقف تأثيرا كبيرا على علم الاجتماع التطبيقي، حيث ظل رجاله يتحرجون طويلا من اتخاذ موقف قيمي من عملائهم مكتفين بتقديم مشورتهم في حدود أهداف العملاء -- ولكن واقع الممارسة كان يفرض عليهم أن يقرروا لأنفسهم ما إذا كانت لهم قيمهم المهنية التي قد تختلف عن قيم عملائهم، وعلى أي حال فقد تأخر اتخاذهم القرار في هذا الشأن كثيرا، في الوقت الذي كانت الخدمة الاجتماعية متخففة من هذا العبء إلى حد كبير، ولقد ساعد هذا على انتشار الخدمة الاجتماعية وتطورها بأكثر مما كان عليه الحال بالنسبة للاجتماع التطبيقي، وليس أدل على ذلك من أن موضوع الالتزامات القيمية لعلم الاجتماع التطبيقي هو موضوع اليوم بالنسبة لهذا الفرع الذي انتظر حتى وقت قريب(Angell, 1967) لكي يتفق رجاله على أن الأوْلى بالالتزام هو المبادئ الأخلاقية للمجتمع ككل، ثم قيم المهنة التي يستقر عليها الزملاء السوسيولوجيون، وأخيرا قيم العميل أو المنظمة التي يعمل فيها رجال الاجتماع التطبيقي.



#عاهد_جمعة_الخطيب (هاشتاغ)       Ahed_Jumah_Khatib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اراء علماء الاجتماع في موضوع السياسة الاجتماعية (2)
- اراء علماء الاجتماع في موضوع السياسة الاجتماعية (1)
- الامن الانساني في ضوء المقاصد الشرعية (3)
- الامن الانساني في ضوء المقاصد الشرعية (2)
- الامن الانساني في ضوء المقاصد الشرعية (1)
- كيفية تكوين سجل جنائي شخصي وجغرافي للجماعات المتطرفة والارها ...
- نظريات التطور الاجتماعي -هربرت (6)
- نظريات التطور الاجتماعي -هربرت (5)
- نظريات التطور الاجتماعي -هربرت (4)
- نظريات التطور الاجتماعي -هربرت (3)
- نظريات التطور الاجتماعي -هربرت (2)
- نظريات التطور الاجتماعي -هربرت (1)
- نظريات الدورة الاجتماعية-ابن خلدون وشبلنجر وفيكو (4)
- نظريات الدورة الاجتماعية-ابن خلدون وشبلنجر وفيكو (3)
- نظريات الدورة الاجتماعية-ابن خلدون وشبلنجر وفيكو (2)
- نظريات الدورة الاجتماعية-ابن خلدون وشبلنجر وفيكو
- عناصر وركائز واساليب السياسة الاجتماعية (3)
- عناصر وركائز واساليب السياسة الاجتماعية (2)
- عناصر وركائز واساليب السياسة الاجتماعية (1)
- اللاكتات ديهيدروجينيز: الأدوار الفسيولوجية والآثار السريرية ...


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عاهد جمعة الخطيب - اراء علماء الاجتماع في موضوع السياسة الاجتماعية (3)