العوامل المؤثرة في صنع السياسات العامة

سيماء علي مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7390 - 2022 / 10 / 3 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

السياسة العامة بما أنه نتاج جهد فكري ذات خصوصية تعبر عن مرحلة النضج في الفكر السياسي، وانتقاله من طابع فلسفي تهيمن عليه الأساطير والتأملات الميتافيزيقية البعيدة عن مقتضيات المنطق العلمي والواقع العملي، إلى حقل علمي دراسي، قائم على فكر ممنهج يستمد من الواقع ، بالشكل الذي تعبر فيه عن مقومات ذات العلاقة بالإنسان، والمجتمع، والتنظيم، والحكومة، ومع تطور علم الاجتماع خلال القرن التاسع عشر بدأ علم السياسة يتبلور عقب استقلاله عن الفلسفة الأخلاقية، واتخذ شكل علوم متخصصة، ومن ثم غدا فرعا من فروع العلوم الإجتماعية، وبذلك أصبح ينظر للسياسة العامة على إنها تمثل جزء من النشاط الاجتماعي من جهة، وإن هذه السياسة وجه للقانون والعلاقات المتفاعلة بين المؤسسات عن طريق مجموعة من القواعد من جهة ثانية. كما ان الهدف من السياسة العامة هي تحقيق المصلحة العامة والمصلحة هنا تحمل معناها الواسع بحيث تنطوي على الفوائد المادية، كما تتضمن ايضا الافكار والمبادئ والقيم المعنوية والعلاقة بين المصلحة العامة والسياسة العامة علاقة ترابطية متلازمة انطلاقا من ان مهمة الحكومة يجب ان تكون دائما هي خدمة وحماية الصالح العام او المصلحة العامة.
أولاً: مفهوم السياسة العامة
يعـد مفهوم السياسة العامـة من المفاهيم الحديثـة نسبيـا , والتي من خلالها يحلل الواقع السياسي للأنظمة السياسية في الوقت الحاضر , من خلال معرفـة كيف تصنع السياسة العامة , وكيف تنفـذ وما هي نتائجها وآثارهـا المتوقعة على الافراد والجماعات في اي مجتمع , فالسياسة العامة تعني تلك الأهداف والخطط والبرامج التي تضعها سلطـة عامة لإيجاد الحلول العملية لمشاكل وقضايا عامـة , من خلال مؤسسات رسمية وغير رسميـة ولفتـــرة زمنية معينـة , وترسم تلك السياسة وفق دستور الدولة والأيديولوجية السائدة فيها , والموارد المتاحـة لها, وتحاول السياسة العامـة أن تحقق أهـداف بعيـدة المـدى ( استراتيجية) , وأهـداف قصيرة المدى ( تعبويـة ) , وأهداف آنيـة ويوميـة ( وظيفيـة ) , لتحقيق مصلحة عامـة , وتحدد ملامـح تلك السياسة العامـة مـن خلال القرارات والقوانين التـي تشرع من خلال سلطاتها التشريعية ( البرلمان ) , وتنفـذ من قبل كوادرها الاداريـة , ومن هنا جاءت مقولـة (( أن السياسة تحت رحمـة الاداريين )) , فالحكومـة هي المخطط والمنظم والمنسق والمشرع والمنفـذ للسياسات العامـة في أي مجتمع لإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجـه داخليا وخارجيـا.
إذ يعرفها جيمس اندروس بانها ((برنامج عمل هادف يعقبه اداء فردي او جماعي للتصدي لمشكلة او لمواجهة قضية او موضوع محدد)).
والسياسة العامة هي افكار خاصة تصبح مقترحات باشتراك عدد كبير من الافراد وعندما تتبنى السلطات الحكومية هذه المقترحات تصبح سياسة عامة، (فكرة  اقتراح  سياسة عامة).
كما يمكن تعريف السياسة العامة بأنها ((قرار دائم يتميز بثبات السلوك الذي يترتب عليه، انه يمثل وجهات نظر اولئك الذين اتخذو القرار والذين يلتزمون )) .
أما السياسة العامـة لدى استون ( توزيع القيـم (الحاجات المادية والمعنوية ) في المجتمع بطريقة سلطوية آمرة من خلال القرارات والأنشطة الإلزامية الموزعـة لتلك القيم , في إطار عمليـة تفاعليـه بين المدخلات, والمخرجـات, والتغـذيـة العكسيـة) .
ثانياً: العوامل المؤثرة الداخلية والخارجية في صنع السياسات العامة
1- المؤثر الداخلي: وتشمل
أ‌- المؤثر السياسي (استقرار النظام السياسي).
ب‌- المؤثر الاجتماعي(مدى تأثير المجتمع على السياسة العامة واصدراها خاصة مثل المجتمع العراقي فإنه يتأثر بالقوى السياسية والمرجعية الدينية والوسائل الاعلامية التي من شأنه يعطل عمل صانع القرار السياسي عن طريق التظاهرات أو الاعتصامات ).
ت‌- المؤثر الامني
ث‌- المؤثر الاقتصادي.
فالمشاكل السياسية هي التي تقف وراء فقدان الأمن الذي يعزز انعدام التقدم الاقتصادي نتيجة لأسباب كثيرة، أهمها تعدد الكتل والأحزاب السياسية وعدم اتفاقها على برنامج موحد، وبالتالي إلى تعطيل برامج النهوض الاقتصادي في جميع المجالات، فالصراعات السياسية وعملية المحاصصة جعلها تعمل بحسب الانتماء والولاء السياسي والحزبي، والذي نتج عنه عدم وجود تنمية اقتصادية حقيقية, إنما لتنمية الخطط استهلاكية جعلت المجتمع استهلاكنا وغير منتج ، لذلك هذه المشاكل هي التي تؤثر على صنع السياسة العامة مالم يجري تداركها بطرق حديثة وأسلوب تنموي جاد وصولا الاتخاد القرار المناسب على أن يجد طريقه لأرض الواقع.
2- المؤثر الخارجي: لان الدولة ليست بمعزل عن المصالح الاقليمية والدولية خاصة اذا كانت الدولة ضعيفة وسيادتها منتهكة فمن السهل أن تؤثر مصالح الاطراف الخارجية برسم السياسة العامة الداخلية, وتشمل:
أ‌- المؤثرات الاقليمية
ب‌- المؤثرات الدولية

المصادر:
1- جيمس اندرسون , صنع السياسة العامة ، ترجمة عامر الكبيسي ، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ، عمان ،1999 .
2- بسيوني ابراهيم حمادة , دور وسائل الاتصال في صنع القرارات في الوطن العربي ، مركز دراسات الوحدة العربية ، ط1 ، بيروت ، شباط ، 1993 .
3- خيري عبد القوي , دراسة السياسة العامة ، ذات السلاسل ، ط1، الكويت 1989.
4- إبتسام قرقاج، دور الفواعل غير الرسمية في صنع السياسات العامة في الجزائر، رسالة ماجستير، جامعة باتنة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر,2011.
5- علي مراد كاظم, العوامل المؤثرة في صنع السياسة العامة في العراق بعد عام 2003, مجلة الباحث, جامعة كربلاء, المجلد 34, العدد 1,العراق, 2020.

#سيماء_علي_مهدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات