أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد عبد الرحيم طالبي - ثقافة القمع والعنف في المجتمع المغربي














المزيد.....

ثقافة القمع والعنف في المجتمع المغربي


محمد عبد الرحيم طالبي
كاتب

(Mohammed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 7388 - 2022 / 10 / 1 - 16:05
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تربى الكائن المغربي منذ نعومة أظفاره في ثقافة يسود فيها العنف والقمع، فيتعلم الطفل في المراحل الأولى من حياته هذه الثقافة من أسرته الصغيرة، فتجد الأب حين يأمر ابنه بأن يفعل شيئا ما يهدده، بقوله إن لم تفعل كذا، سأضربك... واذا لم يفعل الإبن ما أمره به والده، يتعرض لضرب أحيانا ولشتم والسب أحيانا أخرى، فكيف نريد من شخص تربى في أحضان ثقافة القمع والعنف منذ صغره أن يصبح مواطنا صالحا وانسانا أخلاقيا؟
وحينما يأتي التلميذ للمدرسة، فإنه يأتي وقد ترسخت في نفسه ثقافة القمع والعنف بحيث أنه لا يحترم إلا من يقمعه ويهينه ويعنفه( العنف قد يكون ماديا أو رمزيا)، لذلك تجده لا يحترم إلا الأستاذ الذي يهينه أو يحتقره أمام زملائه، أو يمارس عليه عنفا ماديا، فيجد الأستاذ نفسه بين نارين( أي يجد نفسه في مفارقة عجيبة)، فإذا قام بقمع التلاميذ فإنهم لن يستفيدوا أي شيء من الدروس التي يقدمها لهم، لأنهم سيكرهونه، ولا يمكن أن تستفيد وتتعلم من أي إنسان تكرهه، فما بالك بالأستاذ الذي يدرسك! أما إذا اختار الخيار الثاني؛ أي أن يحسن معاملتهم ويتعامل معهم بلطف فإنهم لن يكفوا عن إثارة الشغب والضوضاء في القسم، وبالتالي يستحيل في ظل هذا الوضع أن يستوعب التلاميذ الدروس.
لازلت أذكر عندما كنت أدرس في السنة الأولى ثانوي، كانت تدرسنا أستاذة في مادة الفلسفة صارمة جدا، وكان معظم التلاميذ (هذا إن لم يكن كلهم ) يكرهون طريقة تعاملها معهم، وأغلبهم لم يستفيدوا من دروسها شيئا، بسبب أنها كانت تقمع التلاميذ وتجعلهم يشعرون وكأنهم في سجن وليس في قسم، ذات مرة صرخت في وجهنا قائلة: " أرى الكره في أعيونكم، لماذا تكرهونني" قلت لها في نفسي حينها، " كيف تريدين منا أن لا نكرهك وانت تتعاملين معنا وكأننا في ثكنة عسكرية وليس في قسم".
إن ثقافة القمع والعنف متجذرة في مجتمعنا المغربي، ومن الصعب استئصالها، بل قد يكون من المستحيل، فتجد في هذا المجتمع المريض أن الناس لا يحترمون إلا الإنسان الذي يقمعهم، أما الذي يحترمهم ويعاملهم بلطف فيحتقرونه ويهينونه، لأنهم ببساطة تربوا منذ صغرهم على ثقافة أنه يجب عليهم احترام الآخر ليس لأنه إنسان، وبالتالي من واجبهم احترامه بل خوفا من العقاب.
إن ثقافة القمع والخوف من العقاب لا يمكن أبدا أن تنتج إنسانا صالحا أو مواطنا صالحا، بل ستنتج إنسان منافق، لا يحترم القانون إلا إذا كان هناك ضغط خارجي يمارس عليه، وبمجرد أن تسنح له الفرصة بأن يخرق القانون فإنه لن يتردد لحظة واحدة في خرقه.



#محمد_عبد_الرحيم_طالبي (هاشتاغ)       Mohammed_Talbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الموت
- إنسان تائه
- الملحدين الذين لم يعلنوا الحادهم
- فلسفة الإنتحار
- هل يجب تدريس المعتقدات الدينية للأطفال في المدارس ؟
- تأملات في معنى الحياة
- ضرورة الفصل بين مهمة الحكومة المدنية ومهمة السلطة الدينية -ج ...
- مفهوم الخلاص باعتباره أساس التسامح حسب جون لوك
- فلسفة التسامح عند جون لوك
- وظيفة العلم والفلسفة في عصرنا الراهن
- خرافة العذاب الأخروي


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد عبد الرحيم طالبي - ثقافة القمع والعنف في المجتمع المغربي