أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد الرحيم طالبي - خرافة العذاب الأخروي















المزيد.....

خرافة العذاب الأخروي


محمد عبد الرحيم طالبي
كاتب

(Mohammed Talbi)


الحوار المتمدن-العدد: 7307 - 2022 / 7 / 12 - 20:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن خرافة الجحيم الأخروي قديمة قدم وجود الأديان وهي أساس الأديان، بحيث أن فكرة وجود الجحيم في المعتقدات الدينية ضرورية ومهمة أكثر من ضرورة وجود الإله؛ فبعض الديانات مثل البوذية لا تؤمن بوجود الإله لكنها تؤمن بوجود جهنم.
وفكرة الجحيم الأبدي هي عبارة عن تجسيد الأفضع ضروب الألم وأشد انتاجات العقل البشري قسوة ورعبا، وتختلف تصورات الأديان لطبيعة العذاب، فالمسيحية ترى أن الجحيم عبارة بحيرة من النار والكبريت، وفي الاسلام الجحيم مكان متقد بالألهبة والنيران، تحيط به أسوار من كل مكان، وفي الديانة الهندوسية هو عبارة عن مقلاة تفيض بالزيت المغلى ينغمس فيها الفساق ويغطسون، وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن بعض الأديان لا تؤمن بالجحيم الأبدي ، فالعذاب مهما طال فإنه لا يدوم، ولا بد أن يزول وينتهي.
يخبرنا الحس السليم والمنطق السوي، أن الله يخلق الجحيم فقط إذا كان لديه سبب منطقي لتنفيذ العقاب، أي أن تكون هناك فائدة من معاقبة المذنبين، وبناء على ذلك فإنه من غير المعقول أن يكون الله قد قرر بشكل اعتباطي أن يستمتع بتعذيب البشر( الكفار والمذنبين والهراطقة وكل الفئات التي حق عليها العذاب) لأن الله لا يمكن أن يترك للبشر حرية اختيار وتقرير مصيرهم الأبدي(إما الجحيم أو النعيم) لكائنات جاهلة مثلنا، كما أن الإله المحب لا يمكن أن يعذب الناس في الجحيم.
كثيرون من الناس تركوا الدين بسبب قسوة الجزاء الذي يعتقدون أنه ينتظرهم، ولكن الخوف من الجحيم الأخروي هوالسبب الأبرز، أو ربما الوحيد الذي يبقي الناس معتنقيين للأديان إلى يومنا هذا رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الذي عرفته الحضارة الإنسانية، فلو لا فكرة الجحيم ربما لكفر جميع البشر بالأديان، بناء على ذلك يتبين لنا أن فكرة الجحيم هي أساس جميع الأديان.
وهناك أربع احتمالات، بخصوص فكرة الجحيم وهي كالتالي:
أولا: الله لم يخلق الجحيم لأنه لا يوجد سبب منطقي ليخلقها، وبالتالي فهذه الفكرة مجرد خرافة .
ثانياً: الله لم يكن لديه أي سبب منطقي ليخلقها، لكنه خلقها لأنه سادي ويحب أن يستمتع بتعذيب البشر.
ثالثا: الله خلق الجحيم والجنة ليدخل من عمل صالحا الجنة ومن عمل عملا طالحا النار ، لأنه لا يمكن أن يدخل من لا يستحق الجنة، ولو كان ذلك كذلك، لأدخل حتى الحيوانات الجنة لأنها هي الأخرى مثلها مثل من لا يستحق الدخول للجنة، أي المذنبين.
رابعاً: الله خلق الجحيم لحكمة لا يعلمها إلا هو، والعقل البشري قاصر عن إدراك هذه الحكمة لأن قدراته محدودة.
علينا أن نستحضر لمعالجة هذا الموضوع الفلسفي الشيق والمثير للاهتمام أولا وقبل كل شيء أشكال العقاب المختلفة والمألوفة في مجتمعاتنا، وبالاضافة إلى الأسباب الكامنة وراء هذه العقوبات، وإذن، فما هي الدوافع التي تدفع الانزال العقاب؟ لماذا يتم معاقبة المجرمين ومنتهكي القوانين المدنية؟
بصفة عامة هناك ثلاثة أسباب رئيسية الانزال العقاب بفرد من الأفراد:
1- تهدف العقوبات المدنية إلى منع التجاوزات والخروقات، وبالتالي فوظيفتها هي ردع المجرمين ومنعهم من ارتكاب الجرائم في المستقبل.
2- لفصل بين المجرمين والمذنبين عن الأفراد الذين تم انتهاك حقوقهم، ففي أي مجتمع يوجد دائما أقلية من الناس الذين ينتهكون حقوق الكثير من الأفراد ويهددون سلامة المجتمع إن أعطيت لهم حرية التصرف كما يشاؤون، ويتم سجنهم لتحقيق عملية الفصل بينهم وبين الأفراد المسالمين، وعملية الفصل تطبق أيضا في المدارس العامة، إذ يتم فصل واستبعاد الأولاد المشاغبين الذين يحكمون أثاث المدرسة أويعتدون على زملائهم، فالنظام المدرسي يسعى إلى استمرار العملية التعليمية، ومعتقبة المشاغبين ومثير المشاكل بهدف منعهم من إعاقة السير العادي للدراسة وحماية للتلاميذ الآخرين، فالفصل هنا إذن يهدف إلى يحول دون انتهاك حقوق الآخرين في المستقبل.
3- الإصلاح المجرم وتأهيله، وذلك صالحه ولصالح المجتمع، ويتم تأهيل المجرمين في السجون عن طريق تعليمهم مهارة ما أو صنعة معينة، وتقدم لهم دروسا تعليمية في مجالات معينة كالإلكترونيات، والتجارة، أو الزراعة.
4- تسلية المظلوم (أو أهله) وإدخال الطمأنينة إلى قلبه، لأن العدالة قد تحققت وحقوقه قد انتزعت، فالحس الانتقالي قوي جدا عند الإنسان، ولو لم يعاقب القانون المجرم الاندفع المجتمع نحو الفساد والتفكك، والإنسان المظلوم يظل أسير عقدة روحية مادام حقه لم ينتزع، ولكن عندما يرى أن الظالم قد نال جزاءه العادل فإنه عقدته تزول وتنمحي من نفسه ٱثار الحقد والضغينة.
فالنبحث الآن في الأسباب الرئيسية الأربعة التي ذكرناها ٱنفا في علاقتها بالعذاب الأخروي، لنرى هل تلك الأسباب (أو أحدها) هي الدافع لوجود العذاب الأخروي، وتلك الأسباب التي توجب إنزال العقوبة على المذنب هي : الردع، الفصل، والتأهيل والاصلاح، ثم طمأنة المظلوم (أو أهله) وتحريره من عقدة الحقد والانتقام.
أولا: الردع: وجدت فكرة الجحيم من أجل ردع الناس وتخويفهم لكي لا يبغي بعضهم على بعض، ولكي يطيعوا أوامر الله، وينضبطوا في العبادات، فهل نجحت فكرة الجحيم في ردع الظلم والجور؟ في الواقع أننا نلاحظ أن المجتمعات الأكثر تدينا هي المجتمعات التي تنتشر فيها بكثرة مختلف ضروب وأنواع أبشع وأفضع الجرائم، وينتشر فيها أيضا مختلف أنواع النفاق الاجتماعي، لأن إيمانهم قد يكون مزيف أو لأنهم يعتقدون أن الله سيغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم في النهاية، وحتى بعض المتدينين الذين يعتقدون في دواخلهم بأنهم سيعذبون في النار أبد الٱبدين عقوبة لهم على خطاياهم، تجدهم ينغمسون في بعض النشاطات المحرمة كممارسة الجنس، رغم أن عقدة الذنب تلازمهم، مما يدل أن فكرة الجحيم لا تكفي وحدها لردع الناس عن ارتكاب الخطايا.
ثانيا الفصل: خلق الله الجحيم ليفصل بها "الأرواح الضالة" عن "الأرواح المؤمنة" فلا يمكن أن يضعهما في كفة واحدة، فمصير المذنبين لا يعقل أن يكون هو نفس مصير الناس الصالحين، فالمذنب مكانه الطبيعي هو الجحيم، ألم يكن من الأفضل والأرحم بهؤلاء المذنبين والكافرين أن يختار لهما الله أحد البدائل التالية:
أولا: أن الله -بعد موت المذنب أو الكافر- أن يعيد روحه إلى اللاوجود، أي إلى العدم كما كانت قبل ولادته.
ثانيا: أن الله - بعد موت المذنب أو الكافر - ينقل الروح الضالة إلى موقع بعيد عن الجنة أو الفردوس، لكنه مكان لا تعاني فيه هذه الروح أو تخضع لعقاب وعذاب لا جدوى منهما.
ثالثا: التأهيل والاصلاح: هل خلق الله الجحيم ليعيد تأهيل هؤلاء الأفراد الذين فشلوا في حياتهم في طاعة أوامره؟ كلا، لأن هناك أنواع من الذنوب يستحق أصحابها حسب الديانات السماوية العذاب الأبدي مثل ذنب الكفر ، فلن تكون لهم فرصة ليستفيدوا من هذا العذاب، علاوة على ذلك، أن الانسان لن يعيش أكثر من حياة واحدة، فما فائدة تعذيبه؟
وبما أن الله مطلق العلم ويعلم الغيب، ومطلق الرحمة، فهذا يعني أنه كان يعلم من سيدخل الجحيم الأبدي، ألم يكن قادرا على أن يخلق فقط أولئك الذين سيتبعونه ويطيعون أوامره، ولا يخلق أولئك الذين سيعصون أوامره وسيكون مصيرهم جراء ذلك هو الجحيم؟ اليس هذا الاختيار أرحم من الاختيار الأول خاصة وأن أحد صفات الإله في الديانات السماوية هو الرحمة، بالإضافة إلى ذلك، كيف يعقل أن يكون الله كلي الرحمة، وفي نفس الوقت شديد العقاب؟ أليس هذا تناقض صارخ بين صفات الله؟ إن العذاب الأبدي لا يمكن أن يصدر عن إله مطلق الرحمة والمغفرة، والإله الذي وسعت رحمته كل شيء، لا يمكن أن يعذب البشر لأسباب تافهة، فالأم على سبيل المثال لا يمكن أن تقدم على تعذيب طفلها، فكيف يمكن أن يفعل ذلك الإله الذي وسعت رحمته كل شيء؟
قد يعترض بعض المتدينين على كلامنا بحجة أنه لا يمكننا أن ندرك حكمة الله لأننا كائنات محدودة العلم والحكمة، أو بقولهم من الصعب أن ندرك خطة الله وحكمته إلا أننا نعلم أن الله عادل وليس بظلام للعبيد، فإذا خلق الله الجحيم لمعاقبة والمذنبيين والعاصين من البشر، فهذا معناه أن له حكمة وراء ذلك.
المشكلة في هذا المنطق هي على شكل المثال التالي: إذا ضربت ولدك ثم سألك عن سبب ضربك له فأجابته بأن لك غاية في ذلك وحكمتك أو من فهمه، ومن وراء ضربك له حكمة لا يفهمها،فما هو الدرس الذي تعلمه من ذلك؟ أكيد لن يتعلم شيئاً، أما إذا قلت له سبب ضربك له، وأنه أخطأ في كذا وكذا، ولذلك وجب عليك ضربه لتأديبه ولكي لا يكرر نفس الخطأ، فهنا سيتعلم الدرس ولن يقدم على فعل مسيء عوقب عليه وأدرك لماذا تمت معاقبته.
سنتطرق إلى مسألة أخرى في غاية الأهمية، وهي مسألة عدم التناسب بين الذنب والعقوبة في الحياة الأخروية، ففي القانون الوضعي عندما يقترف شخص ما جريمة يعاقب بعقوبة تتناسب مع الجريمة التي ارتكبها، فمثلا إذا ألقى شخص على قارعة الطريق العام نفاياته، فالعدالة توجب أن يعاقب هذا الشخص على فعلته، ولا شك أن عقوبته لا يمكن أن تكون من الوزن الثقيل كإلاعدام، وإنما بناء على أصل التناسب بين الذنب والعقوبة، ونعود إلى موضوع العقاب الأخروي، كيف يعقل أن إلها مطلق العدل أن يعاقب عباده بالعذاب الأبدي بسبب معصية مؤقتة؟ فمهما كان هذا الذنب وهذه المعصية عظيمة لا يمكن أن يستحق مرتكبها الجحيم الأبدي، ليس فقط لأنه ليس هناك تناسب بين العقوبة والذنب، بل أيضا لأن كل الناس معرضين للوقوع في الخطأ، وأن الظروف التي يعيشون فيها والعوامل الوراثية لها تأثير كبير على تصرفاتهم بل لها تأثير حتى على قناعاتهم، فبأي حق وعلى أساس أي منطق يعاقب الإله الناس بالعذاب الأخروي لأنهم ارتكبوا ذنبا في مدة قصيرة جدا ربما بضعة لحظات، مثل ارتكابهم جريمة قتل في لحظة غضب بالعذاب الأبدي؟.
ذكرنا في مستهل مقالنا أن العقوبة الإلهية يجب أن يكون لها سبب منطقي لتطبيقها، أي يجب أن تكون هناك فائدة من تطبيقها، وإلا أصبحت مجرد فعل عبثي الغرض الوحيد منه الاستمتاع بتعذيب البشر ومعاناتهم، ولا تعبر إلا عن سادية الإله وقسوته.
إذا سلمنا أن الله خلق الجحيم فهذا يعني بالضرورة أنه سادي وقاسي ولا يرحم، وإذا افترضنا أن الإله لم يخلق الجحيم، فهذا معناه أن الإنسان - وليس الإله- هو من خلق الجحيم، وأنا أرجح الإحتمال الثاني لأن الإنسان يخلق الإله على صورته، والإله بريء من هذه القسوة والفضاعة التي تصورها لنا الأديان عن الجحيم، إن الذين يعتقدون أن الإله خلق الجحيم لتعذيب البشر يسيئون لسمعته ويشوهون صورته، وكما قال روبروت انغرسول: إن أسطورة الجحيم تمثل " كامل حقارة، دناءة، أنانية، وحشية، وقسوة ، كره، بغض، والحقد الكامن في قلب الإنسان".
المراجع التي اعتمدنا عليها لكتابة هذا المقال:
-https://m.ahewar.org/s.asp?aid=377490&r=0
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=651639&r=0
- مرتضى المطهري، العدل الإلهي، الفصل السادس.



#محمد_عبد_الرحيم_طالبي (هاشتاغ)       Mohammed_Talbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد الرحيم طالبي - خرافة العذاب الأخروي