أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فضيل العربي - الكتاب الورقيّ في عصر الرقمنة.. ما محلّه من الإعراب ؟














المزيد.....

الكتاب الورقيّ في عصر الرقمنة.. ما محلّه من الإعراب ؟


علي فضيل العربي

الحوار المتمدن-العدد: 7382 - 2022 / 9 / 25 - 18:21
المحور: الادب والفن
    


الكتاب الورقيّ في عصر الرقمنة.. ما محلّه من الإعراب ؟



هل تراجعت القراءة الورقيّة في خضم التطوّر التكنولوجي و التدفق الرقمي الرهيب ؟ هل فقد الكتاب الورقي جاذبيته و مكانته في يوميّات القاريء ؟ لماذا عزف أغلب القراء عن اقتناء الكتاب الورقي ؟ لماذا تحوّلت المكتبات الهامة و الخاصة إلى مجرّد واجهات لعرض الكتاب الورقي ، قديمه و جديده ؟
أسئلة ، تبدو ، وجيهة و جديرة بالطرح الهادف و المناقشة الجادة ، في عصر هيمنت عليه وسائل التكنولوجيا الرقميّة السريعة . و سلبت من الكتاب الورقي ، بأجناسه المعرفية ، وهجه القديم ، و أسهمت في كساده ، أو بالأحرى ، في قلّة اقتنائه . و لو قمنا بعمليّة إحصائيّة لعدد زوار المعارض الموسميّة و السنويّة للكتاب . لصدمتنا النتائج المستخلصة من الإحصاء . فإنّ عدد الزوار يفوق مئات المرات عدد مقتنيّ الكتب الورقيّة . ففي كل مائة زائر نجد ما نسبته 02 بالمائة يقتني كتابا ورقيّا . و أكثر الكتب التي تلقى رواجا ، هي كتب الطبخ و التجميل و قصص الأطفال .
لم يعد القاريء الشغوف ينتظر وسائل النقل التقليديّة ، من طائرات و بواخر و شاحنات ، و قبل ذلك القوافل العابرة للفيافي و الفجاج ، كي تجلب له – من مكان بعيد أو قريب - الكتاب المرغوب فيه ، أو المجلّة المفضّلة لديه ، أو الجريدة اليوميّة المصاحبة لقهوة الصباح و سيجارتها . و لم يعد القاريء يقصد مكتبة الحي – إن وجدت - أو مكتبات المدن و العواصم ، أو أي كشك عتيق في زقاق ضيّق ، كي يبحث عن كتاب أو مجلّة محليّة أو مستوردة ، إلاّ نادرا ، و في أوقات معيّنة .
هناك شعور بالمرارة - قد لا يكون عاما - و لكنّه ينتاب فئة من المثقفين الواعين و المتعلّمين المتميّزين من إهدار الحقوق الماديّة للملكيّة الفكريّة ، لو قمنا بعمليّة إحصائيّة لعدد المواقع الإلكترونيّة التي تعرض خدماتها على المتصفح و القاريء . لظهرت على الفور مكتبات رقميّة ، تعرض كتبا للقراءة و التحميل بصورة مجانيّة ، دون مراعاة حقوق المؤلّف و المترجم و دور النشر .
و قد يبدو الأمر في شكله و أهدافه الثقافيّة سلوكا إيجابيّا و مفيدا ، لأنه يساهم في تعميم روح المطالعة و تشجيعها لدى شريحة واسعة من المجتمع . تحت شعارات : ( الكتاب للجميع ) و ( تعميم القراءة و تشجيعها ) . لكنّ هناك إشكاليّة - ربما غفل عنها البعض – تثير فينا السؤال التالي : ما محلّ الكاتب و الدار الناشرة من هذا النوع من النشر المجاني ؟ و إذا كان القاريء يدفع مقابلا ماديّا نظير اشتراكه في النت ، فلماذا لا تدفع مؤسسات النت حقوق الكاتب و دار النشر ، نظير المادة الأدبيّة أو النقديّة أو العلميّة التي جلبت لها الاشتراكات الفرديّة و العموميّة ؟
ألا يعود ذلك على الكاتب و دار النشر بالفائدة ؟
إنّ كساد الكتاب الأدبي الورقي ، خاصة ، و عزوف القاريء عن اقتنائه عائد - بالدرجة الأولى - إلى توفّره على المنّصات الرقميّة ، و ليس فقط بسبب ضعف المقروئيّة ، كما يروّج له المعتوهون . إنّ القاريء لا يريد – حسب زعمه - اقتناء الكتاب مرتين ، و لا يريد أن ( يهدر ) نقوده لأجل كتاب متوفّر له و متاح في منصّة رقميّة واحدة أو عدّة منصّات .
و كثيرا ما طلب منّي بعض القراء ، نسخا مجانيّة على شكل ( بي دي ف ) ، من رواية جديدة لي ، أو مجموعة قصصية . و هذا ما يسبّب حرجا لأي كاتب . لقد نسي هؤلاء القراء ، أو تناسوا ، أنّ الكاتب ينفق من حياته وقتا ثمينا ، و يدفع من ماله تكاليف لا يستهان بها ، لدور النشر ، من أجل استكمال مراحل النشر و التوزيع و الإشهار .
يمكن أن نستغلّ المنّصات الرقميّة في الترويج للكتاب الورقي في لغته الأصلية أو مترجما ، و ذلك لدفع القاريء نحو اقتنائه ، و إلهاب شغفه إليه ، كأن نعرّف بالكتاب الأدبي ؛ رواية أو مجموعة قصصية أو مسرحيّة أو كتاب نقدي ، بشكل موجز و صادق و دقيق ، و دون مبالغة أو تشويه أو توصيف مبالغ فيه ، و هي خطوة خدماتية ممتازة لجلب القاريء و إغرائه و تشويقه ، بأسلوب بعيد عن الديماغوجيّة الثقافيّة و الترويج المزيّف للحقيقة – بكسر الياء - . و الغرض من ذلك كلّه تثقيف المواطن ، أينما كان ، و إفشاء سلوك المطالعة بين أفراد المجتمع ، و الرفع من نسب المقروئية الورقيّة بين فئات المجتمع ، إن كانت – حقا – متدنيّة ، أو المحافظة عليها إن كانت – حقّا - مرتفعة .
لا بد أنّ تقدّم دور النشر ، للقاريء ، كتابا ورقيّا ذا جودة عالية ، يسّر ناظره ، و يشوّقه إلى التهام مضمونه ، بدءا بشكله الخارجي ، المتمثّل في صورة الغلاف و ألوانه و رسم عنوانه . فالغلاف ، هو العتبة الأولى للكتاب ، لا يجب الاستهانة بتأثيره المباشر على نفسيّة القاريء .
هناك أمر آخر يؤرّق المبدع في ميادين الشعر و الرواية و النقد ، و الأدب عامة ، الا وهو نقض العقود المبرمة بين دار النشر و الأديب حول حقوق كل طرف . و هي – في الحقيقة - عهود معنويّة ملزمة للطرفين ، قبل كل شيء . و قد شاعت هذه الجائحة اللأخلاقية ، أكثر ، لدى دور النشر- الجديدة منها والخاصة - في أغلب البلاد العربيّة . ممّا أحدث نوعا من الشعور بفقدان الثقة بين الكاتب و الناشر .



#علي_فضيل_العربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب النظيفة و الحرب القذرة
- أزمة الذكورة و الأنوثة في المجتمع العربي ؟ أين الخلل ؟
- تثقيف السياسة
- هل سيندلع الشتاء الأوربي ؟
- الفلسفة و الحرب و السلم
- قوارب بلا تأشيرة
- على هامش الصيف
- ماذا بعد الحرب الروسية الأوكرانيّة ؟
- وجهة العالم المعاصر . إلى أين ؟
- لماذا الحرب أيّها العقلاء ؟


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فضيل العربي - الكتاب الورقيّ في عصر الرقمنة.. ما محلّه من الإعراب ؟