أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - ما الهدف السياسي وراء ضجيج -عاشوراء والاربعينية- هذا العام؟!















المزيد.....

ما الهدف السياسي وراء ضجيج -عاشوراء والاربعينية- هذا العام؟!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7376 - 2022 / 9 / 19 - 22:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انهم يكذبون إنّْ تحدثوا عن إن زيارة الحسين، هي من أجل الحسين نفسه! في المجتمع الكربلائي والعراقي هناك عشرات القضايا التاريخية التي اندثرت، فما الذي يجعل هذه الظاهرة وهذه القضية باقية حتى اليوم وتزداد انتعاشاً يوماً بعد اخر؟! من المؤكد ان لقسم من الطبقة البرجوازية الحاكمة مصلحة في الابقاء عليها، ولهذا تنفق المليارات من الدولارات في وضع يمر المجتمع بفقر مدقع، وتوظف عشرات القنوات الفضائية لبث آلاف الساعات من "البرامج الحسينية" والطائفية تخصص الكوادر التي تعتاش من هذا العمل الخ. فبالإضافة الى الاهداف العامة التي تتعقبها الطبقة البرجوازية الحاكمة في بقاء الدين في المجتمع، ان الزيارة الاربعينية التي جرت كانت تتعقب هدف معين ومحدد.



هدف أساسي....

الزيارة الاربعينية هذا العالم تختلف عن سابقاتها من الأعوام الماضية، من حيث الضجيج والصخب الاعلامي أو الحشد الاجتماعي الواسع وكذلك من حيث الابتكارات الجديدة، ومنها مسرحيات مشاركة المسيحيين والسنة (لأنه الحسين يتعلق بالإنسان وليس طائفة!!) وجلب طقوس وممارسات من الهند او غيرها. فها هو الحكيم يجلب المنشد الطائفي المقيت "باسم الكربلائي" لينث سمومه الطائفية ويبذخ عليه بالأموال الطائلة من اجل تنظيم مراسيم عزاء يرفع رصيده السياسي المتهالك، والمالكي يلتقي زوار الحسين، والعامري يقدم الشاي للزوار، والخزعلي وعبد المهدي ورجالات المالكي ترفعوا عن الشاي و"القيمة"، بل راحو يوزعوا النقود على طوابير من الفقراء في استعراض حقير وغيرهم. تسابقوا هذه المرة بشكل خاص للمشاركة في هذه المراسيم التي استغرقت اسابيع اوقفوا بها عجلات المجتمع ككل، هذا ان ابقوا له أية عجلات!

ان زيارة الاربعين هي نموذج صارخ للرياء والكذب والنفاق. فالقتلة والمجرمون واللصوص والسراق وناهبو الثروات الخرافية من المجتمع وعديمو الضمير، المخضبة ايديهم بدماء مئات الالاف من الابرياء والعزل، يتسابقون نواحا وكذباً على "مقتل الحسين وعائلته" في صراعه من أجل السلطة والحكم. يتسابقون على در الدموع الكاذبة بوصفهم جزء من هذا الشارع "المليوني" وجزء من "مصيبة" هذا الشارع!

ليس هذا وحسب، بل كذبوا ايضاً وتحدثوا عن تأجيل صراعاتهم على السلطة والحكم وتشكيل الحكومة وكل شيء لما بعد زيارة الاربعينية... يا للورع والتقوى..!! انهم في الحقيقة، وبرياء مكشوف، يغطون على ازمتهم وعلى افتقاد الحلول ويسعون لالتقاط الانفاس بعد ان انهكهم تفجر الامور في المنطقة الخضراء وبلوغ الصراع "الصدري – الاطاري" لحدود دموية كان من الممكن ان لا تكون هناك رجعة منها.

أن الهدف الذي تتعقبه زيارة الاربعين في هذا العام، وهو ما تشترك به كل قوى الاسلام السياسي في العراق الا وهو رد الماء لوجه الاسلام السياسي والطائفية. لقد تعرض الاسلام السياسي في العراق ورموزه وشخصياته وقواه السياسية الى هجمة سياسية واجتماعية واسعة على صعيد المجتمع بالأخص في انتفاضة تشرين. تعرض الاسلام السياسي والطائفية الى نبذ اجتماعي واسع، بل حاربتهما جماهير العراق واحرقت مقرات قواه وقنصليات ومكاتب ولي نعمتهم، الجمهورية الاسلامية في ايران. رأى الاسلام السياسي في هذه المناسبة، زيارة الاربعين، فرصة ثمينة ولا تقدر بثمن لرد ماء الوجه ولإعادة مكانتهم في المجتمع وبدء دورة اخرى من ايهام الجماهير وادامة سلطته وعمره الكالح على المجتمع. اذ تعلم هذه القوى المليشياتية المتكالبة في العراق على السلطة والحكم ونهب الثروات ان ليس بوسعهم ادامة عمرها دون ايديولوجية، دون هذه الاوهام والخداع، دون ابقاء هذا الفرن "حامي" على حد قول العراقيين.

من جهة اخرى، سعى جناح منه (الاطاري-الايراني) الى تسعير الخطاب الطائفي مرة اخرى. ان اناشيد الرادود باسم الكربلائي، الذي التقاه فالح الفياض بعد ايام من فعلته السمجة والتافهة تلك، هي نموذج بارز على ذلك. انه يهدف الى اعادة "رص الصف الشيعي"، والمعنى العملي لذلك هو توحيد او بالأحرى اعادة الصدر للاطار التنسيقي وللخندق الشيعي، وهذا لن يأتي الا عبر الهجوم على الطرف الاخر، السنة، وعبر مفاهيم وتأجيج مقولات بالية من مثل "الصحابة-العصابة". بيد ان هذا التكتيك قد فشل فشلاً ذريعاً في مسعاه على صعيد اجتماعي واسع. بحيث إن الجماهير لم تبلع هذا الطعم هذه المرة، بل ازدردته، لرثاثته ورثاثة أصحابه.



وما ربط (صفاء أبن ثنوة) !

سار البعض من التشرينيين، بعض الجماهير الغاضبة والساخطة على هذه السلطة في تلك المسيرات الحاشدة نحو كربلاء، ولكن ميّزوا انفسهم برفع صور صفاء ابن ثنوة، بوصفه رمز لانتفاضة تشرين. انهم يسعون الى قرن "ثورة تشرين" بـ"ثورة الحسين" بوصفهما ثورات ضد الظلم والفساد والخ. لندع جانباً ان ما يسمى بـ"ثورة الحسين" ليس له اي ربط من قريب أو بعيد بثورة. انه صراع من اجل السلطة، وكأي صراع انتهى بمقتل الحسين وافراد عائلته، لا اكثر ولا اقل. ولهذا ليس له اي صلة بانتفاضة الجماهير في تشرين من اجل الحرية والمساواة. لو وضعنا الكذب والرياء والتملق جانباً، الجميع يعرف حق المعرفة ان صفاء والمئات من امثال صفاء وريهام وغيرهم .... قد قتلوا على أيدي "حملة راية الحسين" اليوم وأولياء نعمتهم في إيران، والأخيرة من أجل هذا الهدف قد جيشتْ الملايين ودفعت بهم نحو كربلاء بشكل مبرمج لنفس هذه الأهداف والغايات.

ليس في حمل راية تحمل صورة صفاء اي احترام لصفاء نفسه ولا احترام لرفاقه المضحين بأنفسهم من أجل ان نيل المعيشة والحقوق والخدمات وغيرها، انها اهانة بحقهم وبحق تشرين ودوس سافر على تشرين وهدية مجانية لحملة راية الحسين اليوم في العراق.

ليست راية صفاء وتشرين ذات صلة بذلك التاريخ والقضية القديمة. بل ان راية تشرين اليوم هي بالضد من تلك الراية التي ترفعها كل قوى الاسلام السياسي في العراق اليوم مع اختلاف توجهاتها. انها راية من اجل ادامة عمر سلطتهم ونهبهم واجرامهم وهي راية تختلف عن راية الاغلبية الساحقة المتعطشة للحرية والرفاه والتي نثرت الدماء بعد الدماء من أجلها.

ان راية تشرين 2019 والتشرينيات القادمة هما رايات أخرى، رايات المحرومين والكادحين والمسحوقين، رايات الملايين. ان اي ربط اليوم بين كلا الرايتين هو أما وهم أو تعامل مغرض وانتهازي ومخادع ومرائي يهدف الى تقوية الاسلام السياسي وممثليه في السلطة باختلاف تياراته المتصارعة. ولهذا، فان على التشرينيين المقبلين ان يفصلوا الصف عن مثل هؤلاء "التشرينيين" الانتهازيين! فلسنا بحاجة لراية اخرى غير راية مطالبنا المتمثلة بالعمل، ضمان البطالة، قطع يد الفساد، تقديم قتلة شباب وشابات تشرين للعدالة، مصادرة اموال الفاسدين وتقديمهم للعدالة واجمالاً ازاحة مجمل هذه السلطة، اي "كلهم يعني كلهم" و....الخ.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ان ما يبعث السرور هو وجود هذه الراديكالية العمالية والنسوية ...
- إنه نموذج لانعدام المسؤولية السياسية والأخلاقية!
- صور أفلتت كل هذه العفونة!
- حدود وأهداف حركة التيار الصدري الاخيرة!
- بصدد أهداف -الصلاة الموحدة-
- -قانون تجريم التطبيع-: -عرب وين ... طنبورة وين-!
- تكتيك مفضوح!
- الصراع في أوكرانيا ومهمة الشيوعيين!
- دور أمريكا في خلق هذه الحرب، ليس أقل من الدور الروسي!
- إنها ليست قباحة وزير، وانما قباحة طبقة!
- السعودية و-حجة قرداحي-!
- من فشل لفشل...!
- بصدد ما بعد إعلان نتائج الانتخابات وقرع الولائيين طبول الحرب ...
- أن تكونوا خلف القضبان، هذا ما تتطلع إليه جماهير العراق!
- بصدد خديعة -من تشرين الى تشرين-
- حول مقترح قانون الكاظمي الخاص ب -إعادة التجنيد الإلزامي-!
- -يقاطع!-... -يشارك!-، غدٌ مشرقٌ يبدأ من صفحة أخرى!
- تعديل المادة 57، والتباكي الكاذب على -حقوق الاباء-!
- بصدد مقاطعة الإنتخابات والبديل عنها!
- تكتيك قديم... وأهداف أقدم!


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - ما الهدف السياسي وراء ضجيج -عاشوراء والاربعينية- هذا العام؟!