أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - أفكار نايلون














المزيد.....

أفكار نايلون


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 7376 - 2022 / 9 / 19 - 20:34
المحور: كتابات ساخرة
    


لا أعلم ما السر الذي جعل العراقيين يتفاعلون مع اغنية سبعينية خفيفة تتحدث كلماتها عن العروس النايلون في وقت كان فيه كل شيء جادا بما في ذلك الكوميديا، لقد كان شعار تلك المرحلة المطروح هو (كل شيء من أجل المعركة) قبل ان يتحول إلى(للقلم والبندقية فوهة واحدة) ..وعندما تستمع الى مذيع اذاعة الجمهورية العربية المتحدة او اذاعة صوت العرب من القاهرة وهو يقدم لحفل ام كلثوم الشهري فغالبا ما كان يشير دون أدنى شك او احساس الى الحفل البهيج بنكهة دم العرس والوحدة العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر مستذكرا المناسبات الوطنية القومية التقدمية كلها وبنغمة الحجاز الاصيلة ومقام الصبا الشجي ، و طبعا هذا الشعار سرعان ما تغيراذ تم تحويره بسخرية جريئة إلى (كل شيئا من أجل المعركة) حتى وان كان شطيرة طعمية مصرية او لفة فلافل عراقية او وجبة كسكسي مغاربية ففي كل الأحوال مازالت عناصر الموضوع تتارجح بين العرس والمعركة والنايلون!
لكن الأحداث اللاحقة أظهرت ان النايلون صنعة لا يقوى عليها الصغار حتى وان كانت لهم عرائس نايلون كاربونية او رومية او صقالبية اواندلسية بصفة ملك اليمين وانوله أهمية تجعل منه قرينا للعرس في اغنية إددلع يا عريس وعروستك نايلون رغم الاشارات الخفية التي أضافت للأغنية نكهة قد تكون ساعدت في انتشارها الواسع في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية ..على خلاف التاريخ غير العريق للنايلون و الباغة والتي هي نوع من انواع اللدائن الرخيصة والتي شاع استعمالها كبدائل لمواد خام متنوعة في صناعة الزهور ولعب الأطفال والأواني المنزلية والمستلزمات والاجهزة الكهربائية مثل كابينات أجهزة الراديو والتليفزيون والتي كانت اساسا تصنع من الخشب ،فضلا عن واجهات الساعات السوداء وربما البيضاء من ذوات العقارب في الزمن الجميل التي كانت تصنع من الزجاج الشفاف قبل ان يتحول الكثير منها إلى الباغة الاشتراكية
والواقع ان من كان يرغب في شراء جهاز راديو غالبا ما ينصح بأن لا يشتري راديو( باغة)، اما أكياس التسوق فكانت ورقية بأحجام تناسب حجم ووزن البضاعة ،لكن لونها كان على الاعم بنيا اسمرا يتماشى مع الاغاني التي لحنت عزاءا لعوانس التاريخ النايلوني والحق اني مازلت أجهل سبب اختياره ان كان هناك اختيار اصلا!
والحال ذاته في تغليف المنتجات وتعبئتها ونقلها فكان يتم بالكرتون الورقي وبنفس اللون الابانوسي الايبوني تضامنا مع حركات التحرر الأفريقية ووفاء لذكرى بياتريس لومومبا وقاتله مويس جومبي في الأغلب.
وفي فترة زمنية قصيرة تغير كل شيء فها هي أكياس النايلون تحمل في أيادي الناس ومن النادر ان تشاهد شخصا مارا لا يحمل كيس نايلون ،لكن الفرق واضح جدا . فلا عروس نايلون في حين ان الناس سئموا كثيرا من معارك النايلون التي خاضوها للدفاع عن مناسبات النايلون وعرائس النايلون من مخدرات الحرية ومن منجزات الاشتراكية ومن بركات الوحدة. على اختلاف في ترتيبها اللفظي او الايديولوجي...فقد ادركوا ان افضل ما بإمكان المرء فعله هو أن ياكل شيئا من أجل المعركة حتى وان قدم له باناء باغة مغلف بكيس نايلون لقد اصبح للقلم والبندقية فوهة واحدة أما عروس النايلون فلم تكن الا حلم فرعوني مغلف بقدسية باهتة نالت منها اخر عنزة فرت من أرض المعركة!
ألم فظيع.. وأكاد اسمع من هنا ومن هناك .. صوت المذيع متخشبا شاءوا له ان لا يحس بما يذيع.. فرض الحصار عليكم لا تجزعوا ..والجنة منتجعات قطيع
المجد لروحك يا بلند لقد أخطأت الحساب ..عشرون الف مكسرات يجمعها كيس نايلون متهرىء ومتخشب كما هو صوت المذيع..يناديكم بأن تشبعوا بطون اولادكم واحفادكم كرامة لا تجوعوا بعدها ابدا ..عليكم بجمع أكياس النايلون فهي لا تقدم هدية مع ما تشترون ايها السادة أجمعوا الباغة من القمامة ففي تدويرها البركة كلها يرحمكم الله..



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواسم فيسبوكية
- ثقافة المتنبي
- الحزام والطريق من ماو إلى الفاو
- اكشاك السلالم
- بين التعريف والتوظيف
- جمعة مباركة
- الاطرش بالزفة
- الاقتصاد في زمن الكورونا
- الحب في زمن الكورونا
- كيمياء الكذب
- كيمياء الفساد
- ساحة العمل السياسي في العراق :التاريخ والمستقبل
- حمار دورينمات الكربلائي برواية الجاحظ البصري
- قفشات عتب ثقافية
- الحكومة الافتراضية(4)
- حملة انصاف قابيل
- متلازمة عمى الألوان السومري المعاصر
- قراءات في خير امة
- أغلقوا حساباتكم
- انا وداعش والعسل


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - أفكار نايلون