أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن الشرع - الحزام والطريق من ماو إلى الفاو















المزيد.....

الحزام والطريق من ماو إلى الفاو


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 16:52
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في هذا المقال احاول مشاركة الأصدقاء لفهمي حول ما جرى الحديث عنها كثيرا في الصحف والمجلات فضلا عن امتداداتها وتفاعلاتها في وسائل التواصل الاجتماعي حول موضوع ما عرف بمشروع ميناء الفاو الكبير والاتفاقية الصينية بشأن الميناء والحزام محاولات الاستفادة من معلوماتي التي تمتد إلى 20 سنة كاكاديمي مهتم بعلوم البحار ومن اهتماماتي العلمية الأخرى في جوانب عديدة ليس من بينها السياسة!
• لا أريد أن أخفي امتعاضي من تحزب او اصطفاف الكثيرين من الإعلاميين والسياسيين وحتى عامة الناس لصالح ( الاتفاقية الصينية)او الوقوف بالضد منها وكثيرا ما كان يتم ادلجة الموضوع من خلال ربطه بالعلاقات مع هذا الطرف او ذاك حتى أن القضية اتجهت في بعض جوانبها عند البعض اتجاهات عقدية او ايديولوجية او فكرية او حتى دينية وهذا بالذات ما دفعني للكتابة في محاولة لإعطاء تصور اتمنى ان لا يصنف بالاوصاف التي ذكرتها من خير المفاهيم والاستقطابات.
مما لا شك فيه أن التسارع في التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي حققته الصين الحديثة التي اسست على يد الزعيم ماوتسي تونك في العام 1949 وهو ذلك القائد والمفكر والزعيم اليساري وضع الصين كامة عظيمة تستلهم من ثقافتها الحكمة ومن الغرب الحداثة والعلوم ومن الشرق تجاربه وخاصة التجربة السوفيتية .والعمل الدوؤب وحكمة القيادة استطاعت الصين أن تنافس أقوى دول العالم وان تنتزع الصدارة حتى من جارتها وغريمتها التقليدية اليابان ومن كثير من دول القارة العجوز العظمى وهاهي الان تقف على مشارف اجتياز مراحل الوصول إلى الصدارة المطلقة دون الحاجة إلى خوض الحروب كما عمل الغرب من قبل! لكن الصراع والتنفس مستمر في مجالات الاقتصاد والإنتاج والتطوير والتكنولوجيا والفضاء والاتصالات والمواصلات والنقل وحتى العلوم التي لم يكن للصينيين نصيب كبير فيها منذ عصر الاستكشاف البحرية وعصر النهضة..
لقد إقامت الشركات الصينية الحديثة بنية تحتية متطورة بل وذكية او خضراء في كثير من اقاليمها ومدنها ولقد أصبحت جاهزة لاستثمار خبرتها ومواردها خارج الحدود الوطنية ولذلك الغرض فقد دأبت عن البحث في مجال يوفر لها فضاء حيويا تتوفر فيه شروط عديدة منها: الموقع الجغرافي الستراتيجي،موارد بشرية وطبيعية متوازنة،ضعف في الموارد المالية ،معاناة شعبية بسبب آثار الحروب او الانهاك والاستغلال الاستعماري وغيرها فوجدت في شرق القارة الافريفية ما تبحث عنه..وكانت هناك لها تجارب فضلا عن تجارب شبيهة في سريلانكا،كما لا ينبغي علينا تجاهل الاستثمارات الصينية في مجالات المال والطاقة والبنى التحتية والصناعة والتجارة في معظم دول أميركا اللاتينية وعلى وجه الخصوص في البرازيل والأرجنتين وفنزويلا والمكسيك والبيرو وشيلي وغيرها وهي استثمارات كانت محفوفة بالمخاطر والتحديات بسبب ان الولايات المتحدة تعتبر القارة اللاتينية مجالا حيويا واقتصاديا واستراتيجيا لها .
وبعد هذه المقدمة للعود للحديث عن ميناء الفاو جنوبي العراق ،لنؤكد النقاط التالية:
اولا :ان الذين خططوا واوجدوا الدولة العراقية لم يكونوا مهتمين بتحديد دقيق لحدود البرية والبحرية عن قصد او دون قصد.وقد اتضح ذلك لاحقا في مشكلة الموصل ثم في مشكلة شط العرب ولاحنا في مشكلة الكويت بل تركوا ذلك الأمر لتطور ونضوج القوى المتصارعة وفعل المصالح انذاك.
ثانيا :لم يكن النفط والصناعة النفطية وما يترتب عليها من وسائل نقل عصرية قد دخل ساحة الصراع الاقتصادي والسياسي انذاك.
ثالثا: لم تكن النخب التي تولت شؤون الحكم في العراق لتخرج عن طبيعة تفكير المحتل العثماني او البريطاني انذاك.
رابعا :ان اتفاقية سايكس بيكو اخذت بنظر الاعتبار تقسيم مناطق النفوذ بين الدول الاستعمارية بشكل غير متوازن بين السكان والموارد لتضمن لها هيمنة السوق والإنتاج فقد كان سكان العراق انذاك لايزيد عن مليونين يشغلون مساحة تكاد تصل إلى نصف مليون كيلومتر مربع.
خامسا:هيمنة الدول الغربية وحضارتها على جميع شعوب الغرب بفعل الثورة الصناعية واثارها الحضارية والاجتماعية اللاحقة.
لقد كان ميناء الفاو في ذلك الوقت رصيفا بدائيا على شط العرب لصيد الأسماك وفيما بعد شيد رصيف لعمليات التسويق النفطي وكانت معظم العمليات البرية انذاك تدار إدارة الميناء في البصرة. فلم تكن هناك مواقع إدارية كبيرة في بقية مراسي منطقة الخليج..وكانت فعاليات مينائي المعقل والفاو كافية لسد حاجة العراق في ذلك الوقت الا ان تنامي الحاجة اللاحقة فيما بعد أشرت إلى وجود عجز في عمليات النقل اابخري مما دعت الحاجة إلى انشاء منصات للشحن والتفريغ ضمن الاطلالة البحرية العراقية الصغيرة لعدم صلاحية ساحل الفاو(راس البيشة) للعمل الملاحي .
ان انشغال العراق بالحروب والاضطرابات الداخلية صرف النظرعن مشاريع النقل الكبرى من موانئ ومطارات وسكك حديد التي سادت معظم أنحاء العالم بما فيها الكثير كن الدول النامية..لكن عواملا من بينها الصراع السياسي في العراق وانبثاق الاستثمارات الصينية في خارج الصين ومحاولات خنق العراق بحريا (اتفاقات ترسيم الحدود البحرية مع الكويت) بصفته خاسرا لحرب الكويت ،ومصالح إيران في العراق والمنطقة كلها ادت إلى أعادة التفكير في وسيلة لبناء ميناء بحري للعراق على رأس الخليج الشمالي..
لقد احتدم الصراع بين أنصار المبادرة الصينية( مشروع تمويل المشاريع) من جهة وانصار عدم التعامل مع المبادرة حتى أن القضية كادت ان تطرح كما تطرح وتفهم على أن الطرفين أحدهما يمثل ولاية الفقيه العامة في حين يمثل الاخر الولاية المدنية او الخاصة فلا يود ا
لخوض في تفاصيل المبادرة باعتبار احتمالية ضررها على مستقبل العراق وشعبه تحت ظل احتمالية حكومات غير نزيهه او فاسدة تعمل ضمن آليات ربما ستقود بالضرورة إلى الفساد ومن ثم الفشل في الايفاء بالالتزامات تجاه الاتفاقية.
وفي هذا الصدد لابد أن نشير إلى النقاط التالية:

مشروع ميناء الفاو كما يطرحه البعض بما يمثل جانبا احاديا من الطرح والاولى بالمثقفين ان يطلعوا على حيثايات المسألة بشكل استراتيجي متكامل وان يطلعوا على تجارب مشابهة حصلت في كينيا وتنزانيا ودول أفريقية أخرى وكذلك دول آسيوية كسيريلانكا والباكستان وفي أميركا اللاتينية انتهت بالهيمنة الصينية على تلك المشاريع وان لم تكفي للسداد فإما الهيمنة على موارد تلك الدول از حتى حقولها النفطية وهناك بعض المحاولات لمشاريع تحديث البنية التحتية اجهضت في ماليزيا بعد قيام الحكومة بإجراء دراسات جدوى
الأمر المشترك في هذه التجارب التي انتهت بالاستيلاء على أصول مهمة ومطارات ومواني وطرق وسككك حديد ومدن صناعية ومحطات طاقة وبنى تحتية وحتى وسائل اعلام هي مايلي:
1)ان هذه الدول غنية بمواردها الطبيعية والبشرية.
2)انها خرجت من أزمات كالحروب او الحروب الأهلية.
3)انها تعاني من حالات الفساد السياسي والاقتصادي والمالي والإداري وحتى الاخلاقي.
4)انها بحاجة إلى الأموال.
5)انها رهينة لعامل النفوذ الخارجي والداخلي .
6)انها تعد دولا فقيرة ضمن المعايير الدولي .
7)انها تعاني من مشاكل وضغوط بيئية .والبنى التحتية فيها غير متوفرة او ضعيفة.
8) انها المجتمعات والشعوب فيها مجزأة ومنقسمة وانها مجتمعات هشة في أفضل الأحوال.
8)ان لها مواقع ستراتيجية مهمة من حيث الاقتصاد والامن الإقليمي والدولي.
9)عدم وجود موانع عقدية او سياسية او اجتماعية او كوابح للوصول إلى تعاقدات مع حكومتنا والتعاقد معها بعقود متوازنه.
10)عوامل أخرى لها علاقة بالظرف الاني وصراعات النفوذ..
هذه النقاط كلها متوفرة في العراق وليس من الصحيح ما يطرحه كريم بدر او الشخص المتحدث ليظهر ان الصين مؤسسة إغاثة خيرية وليست دولة تنافس الولايات المتحدة كبديل عن الاتحاد السوفيتي المنهار ..علما بأن اللحاق بها سيضع العراق في خانة أعداء أميركا مجددا ويثير غضبها وغضب حلفائها في المنطقة ..والكلام كثير ..ارجو الاطلاع على ما يعرف بفخ الديون الصينية وهو موضوع تم رصده وقفا إلى الإعلام في السنوات الأخيرة.. ان العراق بحاجة إلى مؤسسات تتبنى ما يعرف بمخازن الفكر
Think tank
ليتمكن من الاستثمار الرشيد للموارد البشرية والطبيعية.



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكشاك السلالم
- بين التعريف والتوظيف
- جمعة مباركة
- الاطرش بالزفة
- الاقتصاد في زمن الكورونا
- الحب في زمن الكورونا
- كيمياء الكذب
- كيمياء الفساد
- ساحة العمل السياسي في العراق :التاريخ والمستقبل
- حمار دورينمات الكربلائي برواية الجاحظ البصري
- قفشات عتب ثقافية
- الحكومة الافتراضية(4)
- حملة انصاف قابيل
- متلازمة عمى الألوان السومري المعاصر
- قراءات في خير امة
- أغلقوا حساباتكم
- انا وداعش والعسل
- الروح الرياضية السياسية
- القطاوجي
- مواليد النسيان....كل عام وأنتم بخير


المزيد.....




- أوكرانيا تبيع أصولا مصادرة من شركات تابعة لأحد أكبر البنوك ا ...
- مصر.. قرار جديد من وزارة التموين بشأن ضبط أسعار السكر
- أصول صندوق الاستثمارات العامة السعودي تتجاوز 749 مليار دولار ...
- أميركا تفرض عقوبات جديدة على سفن وأفراد وشركات إيرانية
- مجلس صناعات الطاقة: الإمارات تحقق تقدما بمجال الطاقة الخضراء ...
- أرامكو السعودية تعلن -شراكة عالمية- مع -فيفا- لمدة 4 أعوام
- أسواق الخليج تهبط وسط إعلان لنتائج الشركات ومخاوف جيوسياسية ...
- بوتين يعلنها: روسيا ستواجه قريبا -نقصا في الكوادر-
- عجز الميزان التجاري الأميركي يرتفع 12 بالمئة في مارس
- مساعدات أميركا لأوكرانيا وإسرائيل تعزز أرباح لوكهيد و-RTX-


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن الشرع - الحزام والطريق من ماو إلى الفاو